- حينما توفت ابنتي الوحيدة...............
حينما توفت ابنتي الوحيدة...............
في أحد أرقى معاهد التدريب في الكويت جلست بجانبي شابة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشرين لفتت انتباهي بلطافتها و حماسها لتعلم الكمبيوتر فقد كانت فتاة تلفت الانتباه ومن النوع اللي ينحب على طول و بعد حوار قصير بيننا . ذهبنا لتناول فنجان قهوة في مطعم المعهد وبكل عفوية حدثتني بقصة حياتها وكأني صديقة حميمة غبت عنها منذ فترة ثم عدت إليها....... فأنصت لها واستمعت لأحداث غريبة وأليمه فلم أتمالك دموعي التي بدأت تسيل على خدي بغزارة حتى شررقت بدموعي من قصتها الأليمة...........
قالت .. كنت فتاة صغيرة عندما انفصل والداي وتزوج كل منهما ....كان والدي طيبا ويحسن معاملتي ولكن حياتي كانت كئيبة وحزينة ولا اعرف لماذا ربما لفراق والدتي أو بسبب حياتي مع زوجة أبي.... أو خلو حياتي من أي معنى او هدف ... رأيت البنات من حولي يتحدثون عن الزواج والحب والحياة في ظل رجل وشوقني زواج قريباتي في سن صغيرة على فكرة الزواج المبكرة واعتقدت أن الزواج سيكون وسيلتي للاستمتاع بالحياة وايجاد هدف ومعنى لحياتي بالحلال فكانت امنيت ان اتزوج واخرج من بيت والدي الى عش صغير اكون فيه اسرة صغيرة
وعندما جاءني أول خاطب كنت في سن الثامنة عشرة وكنت أعتقد في قرارة نفسي أني عانس....! وكنت أرغب بالزواج بأي وسيلة وكان الخاطب أكبر مني بعشرين سنة
ومتزوج وله أبناء من سني ولا أدري كيف وافق والدي بسرعة وتم الزواج, هل كان يريد أن يتخلص مني؟.... لا أعلم ولكن ولكنه القضاء والقدر
وبدد الله علي وحشة هذا الزواج بأن رزقني بطفلة جميلة ملأت فراغ حياتي وأعطيتها خالص حبي و ودادي وشغلت بها عن آلامي مع زوجي المتملك الغيور الذي كان يغطي تملكه بالدلال والحب والنزهات والعطايا المادية
وفي يوم من أيام الصيف ذهبنا إلى البحرأنا وزوجي وابنتي ...... ولما حان وقت الصلاة تركت ابنتي عند أبيها وتوجهت الى الصلاة ولما انتهيت من الصلاة رأيت ابنتي ممدة بين يدي أبيها بلا حراك ولا كلام فصرخت فيه ماذا حصل لابنتي فأجابني بكل برود لقد غرقت في البحر... لا أدري ما الذي حصل بعد ذلك وما الذي صدر مني لقد شعرت أن روحي تكاد تخرج من جسدي وصارت هذه الدنيا الواسعة ضيقة علي حتى كأني قد حبست بثوب من حديد .... لقد انفصلت عن الواقع كيف غرقت ؟؟ بهذه السرعه ؟؟ وبهذه السهولة ؟؟ لا لا أصدق ......وانكرت ما حدث صدقوني كنت أرى ابنتي من وراء ستائر الغرفة حقيقة لا حلم ......! وكنت أراها بعد وفاتها تتقلب في ممرات البيت بل كنت اسمع صوتها وهي تقول لي كعادتها ( ماما اينا بابا) ........
شعرت أن أحشائي تتمزق وقلبي يذوب كمدا وحزنا على فراق ابنتي , ومما زادني حسرة وحزنا أن زوجي فاجأني بقرار جديد وصارم ,