- بسم الله الرحمن الرحيم
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وبعين كحلها من غنجها وبخد مسكها في رشا
- ناعم تجري على صفحته نظرة الملك ولألأء الفرح
- ولوتفلت في البحر شهد رضابها
- لطاب لاهل البرشربٍ من البحر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهدي هذه القصة اليك ايتها المسلمة الشريفة والمؤمنة العفيفة ,ايتها الجوهرة المصونة والدرة المكنونة ,اليك يافتاة الاسلام ويامن نبض قلبها بالتوحيد وخضعت جوارحهاللحميد المجيد يامن وقر في قلبها حب الله فهو معبودها الذي لايفتر عن ذكره لسانها ولايتزعزع فيه ايمانها ,اليك يامن سرى في دمها حب النبي( صلى الله عليه وسلم) فلا زالت تتمنى ان تراه ونقطع ايامها على ذكراه فلاتمل سيرته ولاتخالف مسيرته ,اليك يامن طارت اشواقها الى جنة عرضها السموات والارض فتراءت لها انهارها الجارية وقطوفها الدانية وروضتها الفيحاء وحدائقها الغناء وحورها وقصورها واساورها وحريرها ومالذ وطاب من انواع الطعام والشراب.
فشمرت في فعل الخيرات ونافست في الباقيات الصالحات علها ان تظفر في تلك الدار فيطيب لها فيها القرار ,اليك ياام الرجال ويامنبت الابطال ويامدرسة الاجيال ,ويامن كان لها في تاريخ المجد حكاية وفي سجل المكرمات اثر,فما زال التاريخ يسجل اثارها ويتلوا اخبارها ,اليك يامن دارت حولها المؤامرات وخطط لها المخططات ,كم حاول اعداءها واعداء دينها فحاولوا ان يجعلوا منها لعبة رخيصة في ايديهم ,فصاحت باعلى صوتها انا لااقبل الا بديني ولاارضى الابعفافي ,انابت الى ربها وابتهلت وهي تقول يامجيب الدعوات ويامقيل العثرات اعف عني انت من ايقظ قلبي من سبات وانا عاهدت عهد المؤمنات ان تراني بين تسبيح وصوم وصلاة ,يالهي جئتك لاعلن ذلي واعترافي انا الغيت زوايا انحرافي وتشبثت بطهري وعفافي ان لن امشي في درب الرذيله,
جرب الكفاركي يردوني بكل وسيلة فدبروا لي الف حياة وحيلة فليعدوا لقتالي مااستطاعو فمانيهم بقتلي مستحيلة..
ايتها الفتاة ان حنت نفسك الى ابناء يصلون الى مراتب في الدنيا فهناك من سمت روحها لترى ابنائها في اعلى مراتب الاخره..
ذكرصاحب (مشاريع الاشواق الى مصارع العشاق ) انه كان في البصرة نساء عابدات وكان منهن ام ابراهيم الهاشمية فاغار العدوعلى ثغرمن ثغور المسلمين فنتُدب الناس للجهاد فقام عبدالواحدبن زيد في الناس خطيبا,فحثهم على الجهاد وكانت ام ابراهيم حاضرة في مجلسه,فتمادى عبد الواحد في كلامه ثم ذكر مااعده الله عزوجل لمن قتل في سبيل الله في الجنة من النعيم المقيم ثم تمادى في وصف حور العين وذكر ماقيل فيهن فانشد في صفة الحوراء:
غادة ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها مقترح
خلقت من كل شئ حسن طيب فليت فيها مترح
زانها الله بوجه جمعت فيه اوصاف غريبات المُلَح
وبعين كحلها من غنجها وبخد مسكها في رشا
ناعم تجري على صفحته نظرة الملك ولألأء الفرح
وماج الناس وفرحوا واخذوا يتحادثون فيما بينهم فاضطرب المجلس فوثبت ام ابراهيم في وسط الناس وقالت لعبد الواحد يابا عبيد الست تعرف ولدي ابراهيم وروؤس اهل البصرة يخطبونه في بناتهم وانا اظن به عليهم فوالله اعجبيني هذه الجارية وانا ارضاها عروس لولدي فكرر ماذكرت من حسنها وجمالها فأخذ عبد الواحدفي وصف الحوراء ثم انشد:
تولد نور النور من نور وجها
فمازج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطأت بالنعل منها على الحصى
لاعشبت الاقطار من غير ماء قطر
ولو شئت عقد الخسر منها عقدته كغصن من الريحان ذي ورق خضر
ولوتفلت في البحر شهد رضابها
لطاب لاهل البرشربٍ من البحر
فاضطرب الناس اكثر فوثبت ام ابراهيم وقالت لعبدالواحد: ياابا عبيد قد والله اعجبتني هذه الجاريه وانا ارضاها عروس لولدي فهل لن تزوجها منه وتأخذ مني مهرها 10 الاف دينارويخرج معك في هذه الغزوة فلعل الله ان يرزقه الشهادة ويكون شفيعا لي ولابيه في يوم لاينفع فيه مال ولابنون الامن اتى الله بقلب سليم فقال لها عبدالواحد: لئن فعلتي لتفوزن فوزا عظيما انت وابوك وولدك فنادت ولدها ياابراهيم ,فوثب من وسط الناس وقال لها لبيك يااماه.
قالت: أي بني ارضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله وترك العود في الذنوب ,فقال الفتى: أي والله يااماه رضيتها واي رضا ,
فقالت:اللهم اني اشهدك اني زوجت ولدي هذا من هذه الجارية ببذل مهجته في سبيلك وترك العود في الذنوب فتقبله مني ياارحم الراحمن .
ثم انصرفت وجاءت ب10الاف دينار وقالت:ابا عبيد ,فقال:لبيك ,قالت:هذا مهر الجارية تجهز به وجهز الغزاة في سبيل الله ,وانصرفت واشترت لولدها فرسا جيدا واستجادت له سلاح فلما خرج عبد الواحد خرج ابراهيم يعدو وهو يقرا (أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون)
فلما ارادت ام ابراهيم فراق ولدها دفعت له كفنا وحنوطا,وقالت له:أي بني اذا اردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا الحنوط واياك ان يراك الله مقصرا في سبيله.
ثم ضمت ولدها الى صدرها وقبلت بين عينيه ,وقالت: يابني لاجمع الله بيني وبينك الا بين يديه في عرصات القيامة.
قال عبدالواحد فلما بلغنا بلاد العدو وبرز الناس في القتال برز ابراهيم في المقدمة وقتل من العدو خلقا كثيرا ثم اجتمعوا عليه فقتلوه .
فلما اراد عبد الواحد الرجوع الى البصرة قال لأصحابه:لاتخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى ألقاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها,قال:فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج فلما أبصرتني قالت: يااباعبيد هل قبلت مني هديتي فأهنا أم ردت علي فأعزا,فقلت لها :قد قبلت والله هديتك ,إن إبراهيم حي مع الشهداء إن شاء الله.
فخرت ساجدة لله وقالت:الحمد لله الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني.
وانصرفت إلى بيتها ونامت وهي قريرة العين لأن ابنها قتل في سبيل الله.
فلما كان الغد أتت إلى المسجد وعلى وجهها البشر والسرور ,فقالت :السلام عليك يااباعبيد بشراك بشراك ,
فقال:لازلت مبشرة بخير،فقالت:ياابا عبيد رأيت البارحة ولدي إبراهيم في روضة حسناء وعليه قبة خضراء وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأسه تاج واكليل وهو يقول :يااماه ابشري فقد قبل المهر وزفت العروس.
الله اكبرمااعظمها من مواقف أيتها الفتاة ,هكذا تساهم المرأة في إعداد الأبطال في نصرة الاسلام وصنع التاريخ,وهكذا تحمل الصالحات هم الدين.
وصلى الله وبارك على حبيبنا محمد
القصة من شريطي:حنين فتاة للشيخ راشد الزهراني
واين انتن من هؤلاء للشيخ خالد الراشد
اللهم ارزقنا رحمتك وغفرانك وجنة عرضها السموات والارض
جزاك الله خير