الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
فكر راقي
07-12-2022 - 08:29 am
السلام عليكم
بديت اقرى في روايه في منتدى ثاني
تجنن الروايه باقي ماكتملت بس مره حلووه والكاتبه باقي تكتب فيها
ودوبني في الجزء الثاني
بنزل لكم بارتات ورى بعض بس بشوف اذا فيه اقبال للجزاء الاول
انزل الباقي كله ونصير منضبطين مع الكاتبه
اسم الروايه سجينات خلف قضبان القصور
واسم الكاتبه غموض الورد
تابعوني


التعليقات (8)
فكر راقي
فكر راقي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
/
\
/
\
حياتنا باختصار .. شتاءات تتكرر وبرد يعصف بالأعماق ..
ومشاعر معلقة على حافة الهاوية ..
محاولات مستميتة لأستنطاق صور الفرح وإن أبت ..
وبحث مضني في اعماقنا عن مساحات الدفء والأمان ..
ننبش الأمكنة لنوجد لحظة من سعادة ..
ونجول الطرقات بحثا عن امل مفقود ..
فنصادف في خضم اوجاعنا .. قلوب قررت ان تمارس الأنين وحدها ..
وقدمت ارواحها قرابين لتكسر الصمت ..
فاصطدمت بواقع اليم .. دمرها .. وشتت احلامها ..
و أبت الا ان تعاود الكرة مرة تلو الأخرى ..
/
\
/
\
.. هنا ..
اعود لكم مع نزف من نوع آخر .. وسرد لتفاصيل اخرى ..
سجينات يسكنّ القصور ..
ارغمتهم ظروف مختلفة ان يبقين خلف القضبان ..
يتظاهرن الفرح والسرور .. ويبطنّ الألم والظلم والآه ..
صراعات على المال .. والسلطة ..
تناقضات بين الفقر المدقع .. والغنى الفاحش ..
حرب الطبقات .. وفساد المجتمع ..
صور من الواقع .. وجزء من خيال ..
حب جارف في احلك الظروف ..
/
\
/
\
.. اليوم ..
اعود لكم بعد ان اجبرني اشتياقي .. لأمارس ذات الشغب ..
اتيت التمس دعمكم الذي احتاج اليه ..
احمل معي سطور روايتي الثانية ..
( سجينات خلف قضبان القصور )
رواية قد تكون مختلفة عن سابقتها .. اردت فيها مناقشة مواضيع
اكثر جرأة واكثر واقعية .. شخصياتها مختلفة .. متناقضة ..
ستتعرفون عليها تباعا في سياق القصة ..
اتمنى ان تحوز على رضاكم ...
/
\
/
\
لقلوبكم الطاهرة اعذب الود ..
•غٌموضٌ آٍْاْلٍْورد•

فكر راقي
فكر راقي
قبل ما ابدأ الجزء الأول .. احب انوه ان القصة حق شخصي لي ..
لا ابيح او احلل اي شخص ينسبها لنفسه ..
ومن اراد نقل القصة يحفظ لي حقي فيها ..
بسم الله ابدأ
الجزء الأول
/
\
/
\
الصيف راح وزمهرير الشتا حلّ
وانا فقيرة حال وَاهْلِي فَقَارَا
ياشاعري عن مَطْلَبِي لَلْبَشَرْ : قِلّ
نورة تِبِيْ، مِعْطَفْ هنادي، وِيَارا
لو يوم واحد بَدْفِنْ الفقر وَافِلّ
هذا الْحِجَاجْ اللي كساه الغبارا
وأدَوْس باقدامي على فَرْشَة الزّل
لو نصف يوم أهْجُرْ حياة الطُفَارا
هذا الفقر مَا كَلّ مِنَا وَلاَ مَلّ
ولَهْ سطوةٍ جبّارةٍ مَا تُجَارَا
بيِدْيه سَلّ الحال ياشاعري سَلّ
ولبّس عيوني ليل ماله نهارا
كم قِلْت لَهْ دِخِيْل رَبْ السما :حِلّ
عنّا، وكم صَيَّحْت،فيها جِهَارا
وكم قِلْت لَهْ :فارق: عَنْ ارْوَاحَنَا :وَلّ
ويِقْبِلْ عدوٍّ من عدوّه تثارا
يا شاعري مِنْ تَلّة اوْجَاعَنَا طُلّ
ومِدّ الْبَصَرْ دَاخِلْ وِجِيْه الْحيارا
تلقى بِنَا : أعمى :وأطرم :وِمِنْشَلّ
وتلقى الأسَى يَسْكِنْ عيون الصغارا
و تِلْقَى هَيَاكِلْ: نَاحِلَهْ مَا لَهَا ظِلّ
عَنْهَا يطيح من النحول الأِزَارَا
تشرب قَهَرْ :والقوت بَحْلَوْقَهَا ذِلّ
ورغم الفقر تلبس عباة الوقارا
ومع كُلْ طَلْعَةْ شَمْس،تِنْدَاسْ:تِنْذَلّ
والدين وصّى لاَ ضَرَرْ: لاَ ضِراراَ
مَامَرُّهُمْ دِيْم الْرَفَاهِيّه وبَلّ
ظُمَى الكبود إنْ كَانْ بَلّ الصحارا
حِنّا: وَطَنْ والفقر غازي ومُحْتَلّ
والْعِرْض عن عين الرذيله تِوَارَا
نَعْرِفْ طريق المال ونشوف وَنْدِلّ
بس الثمن خُزْي :وفضيحه:وعارا
ونَخَافْ ثوب الْطُهرْ في يوم يُبْتَلّ
الفقر كافر :والمصايب كبارا
تِتِلّنِا يُمْني الْفَقُرْ للخطا تَلّ
بالنفس كسر وبالعيون انكسارا
لو تصفع العابد يدين الفقر ضَلّ
وصارت له قبور الخطايا مزارا
ياشاعري سَوْلَفْت لك :جُزْء مِنْ كُلّ
عن فَقُرْ عَذْرا :كَمْ وَرَاهَا عَذَارا
وذولا يبيعون المزايين والْبِلّ
سَكْرَةْ زَمَنْ وِلاّ الأوادم سُكَارا
ناَظِرْ عيوني مَابَهَا مَاطْر ٍ هَلّ
جفّت سَحَايِبْهَا بليل السهارا
وتبقى قضية فَقْرَنَا مَا لَهَا حَلّ
يَا شَاعِري مَا تْت قُلوب الغيارا
ورَاحَتْ وانَا اقْول الْفَقُرْ شَخْص مُنْحَلّ
أبغى أَدَارِيْهَا وهِيْ مَا تُدَارَا
أخاف اصَرّح ثُمْ عَلى راسي اتْهِلّ
سُحْب المصائب من يمين ويسارا
بَسْكِتْ وَبَبْلَعْهَا مِثِلْ كَاتِمْ الْغِلّ
وأقول ياربي تعين الفقارا
وسلام :يا نَرْجِسْ: وِكَادِي :وِِيَا فُلّ
وسلام يَا كِذْبَة غِنَى وازْدِهَارا ...
المكان قرية " العتيق " 375 كم غرب مدينة الرياض ...
( اسم القرية من بنات افكاري فقط )
في بيت طين جدرانه متهالكة بسقفه الخشبي اللي يكاد يسقط عليهم ... وبإحدى
ليالي الشتاء الباردة ... تجمعو حول النار ينشدون الدفا من هذا البرد القارس..
بثيابهم البالية واللي بالكاد تسترهم ..
بوجه شاحب ملته تجاعيد الزمن وقفت تناظر عيالها .. اجساد نحيلة من الجوع ...
وملامح ارهقها الفقر والألم .. التفتت الى اصغر بناتها : منيرة روحي لم بيت عمتس
جيبي ملح ..
منيرة اللي قاعدة جنب موضي تزين لها شعرها جديلتين : يمه انا كل يوم اروح
قولي لسلمان ...
سلمان لزق في ابوه وبصراخ : مابي اروح انا بردان وماعندي شي يدفيني .. قولي لحصة !
ام راكان : حصة من تغطت ماعاد تروح بيت عمك هالحزة ..
حصة بفرح : الحمدلله هذا هي امي قالتها ..
ام راكان : يعني شلون تبوني اروح انا ؟
نورة قامت ومسكت يد امها : لا ارتاحي يالغالية انا بقوم اجيبه ..
ام راكان : وين تروحين يمتس بهالليول ؟
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفايفها : يمه بيت عمي الباب بالباب .. اقعدي ولا يهمتس ..
لبست جلالها وطلعت لبيت عمها .. طقت الباب وفتح لها محمد ولد عمها ومن
شاف نورة توزى ورى الباب : هلا نورة آمري ؟
نورة : هلا بك محمد .. وين سارة ؟
محمد : حياتس ادخلي ..
دخلت الصالة وشافت عيال عمها بس ماشافت لا خالتها ولا سارة .. ودخلت
للغرفة الصغيرة اللي يقعدون فيها واللي بالكاد تحتمل وجود شخصين : سويرة ..
ارتاعت سارة والتفتت وراها : وجع .. " وطقتها على كتفها " ماتدرين اني اخاف ..
نورة بضحكة خفيفة : يقال لتس ماسمعتي الباب ..
سارة بتأفف : خير وش عندتس جايتني هالحزة ؟
نورة تكش عليها : من زينتس يوم اجي لتس .. " ومدت لها البيالة " خوذي حطي
لنا شوي ملح ..
سارة : من وين ياحسرة ؟ نورة احنا من اسبوعين ماطبخنا ولا عندنا شي نطبخه
لا جانا شي من عندكم كليناه وانتي تعرفين ..
نورة زفرت بوجع : ادري والله .. اليوم بعد بنقعد ماتعشينا ..
سارة : وش الجديد ؟ هذانا ننوم كل ليلة مانتعشى ..
نورة : اجل وش عندتس تحوسين ؟
سارة : بجيب لأمي لبن ..
نورة : خالتي قاعدة بالصالة ؟
سارة : لا تبي تنوم الحين من طلعة النور وهي قايمة ..
نورة : زين بروح لبيتنا .. الله يعين بس !
ورجعت للبيت يدينها خالية .. لمحت وجيههم تنتظر من عندها إجابة .. كلن منتظر
وش تجيب لهم : قاضي ملحهم من زمان ..
على طول صاح سلمان : يمه شلون ماناكل يعني ؟
ابو راكان بتذمر : بس اسكت ..هذا اللي الله كاتبه ..
منيرة شوي وتصيح : يبه تكفى خل سلمان يجيبه من دكان العم مرزوق ..
ابو راكان دخل يده بمخباة ثوبه البالي وقال بأسف : والله يابوتس ماعندي ريال
واحد ..
صاحت منيرة بعدها .. ولمتها موضي تسكتها : بس يامنيرة باتسر ان شاء الله
يجيب لنا العم مساعد كل اللي نبي ..
اكتسى الحزن وجيههم وبانت علامات البؤس والأسى ..صورة تتكرر كل ليلة ..
تمر عليهم ايامهم بدون وجبات رئيسية ..
قامت بعدها نورة خذت خواتها واخوها وراحو لغرفتهم الصغيرة .. اللي ينامون فيها كلهم ..
وعقبها نامو ام راكان وابو راكان بالصالة ..
غطت خواتها وسلمان وخذت لها فانوس وقعدت بزاوية الغرفة ... مسكت الثوب
الأسود والإبرة وقعدت تخيطه .. دموعها مو راضية توقف وهي تسمع شهقات
منيرة وسلمان اللي نامو وهم يصيحون من الجوع ..
................. : وشوله تصيحين ؟ على خبرتس هذا حالنا من ربي خلقنا ..
نورة : كسرو خاطري ياموضي ..
موضي : مردهم يتعودون مثل ماتعودنا .. هاتي اساعدتس !
نورة : ماتعرفين له ..
موضي : زين علميني ..
نورة : خليني هالمرة انا بخيطهن .. واذا باعتهن ابلة لمياء بعلمتس شلون وتساعديني
نخيط ثياب اكثر ونبيعهن .. لحفي حصة زين لا تمرض علينا ..
موضي وهي تغطي حصة : ادعي ربتس يمكن باتسر يصير احسن من اليوم ..
نورة بأسى : ياليت امي جابتني ولد ..
موضي : استغفري ربتس وش هالكلام ؟ هذي قسمة رب العالمين مايجوز تعترضين ..
نورة : استغفر الله العظيم .. شسوي ياموضي عازن علي عيشتنا ولا انتي عاجبتس
حالنا ؟
موضي : هذا هو راكان ولد وماتغير حالنا ..
نورة : راكان كمل دراسته وكلها سنتين ويتوظف ان شاء الله .. البلا احنا اللي حدنا
سادس ابتدائي ..
موضي : واذا توظف راكان وش نستفيد ؟ مانشوفه الا بالسنة مرتين ولا ثلاث ..
نورة : خوفي من ربتس لا تظلمينه حرام عليتس .. لولا الله ثم راكان كان متنا من
زمان .. مو كافي مايصرف علينا وعلى بيت عمي الا هو ..
نزلت دموع موضي غصب عنها : ذبحني الفقر يانورة ..
نورة : ذابحنا كلنا بس وش نسوي ؟ حيل الله اقوى .. خليني بس اشوف شغلي كود
يجينا رزق ماحسبنا له ..
موضي : ورى ماتنومين الحين ؟ ومن اصبح افلح ..
نورة : نومي انتي .. لا جاني النوم مانيب قاعدة ..
تلحفت موضي بالبطانية اللي تغطيها هي وسلمان ونورة .. على امل الغد يحمل لهم
الأمل اللي فقدوه ..
وظلت نورة تخيط الثياب يمكن تقدر تصرف على بيتهم وبيت عمها بعد .. غلبها النعاس
في ظرف ساعة ونامت مكانها بدون ماتحس ..
/
\
/
\
/
\
/
\
بأحد احياء الرياض الراقية .. وبأحد افخم القصور .. كانت الساعة تشير ل 9:23 م ..
صوت الأغاني يصدح بكل الجناح .. كانت لابسة برمودا جينز لو ويست وتوب ابيض
بدون سيور .. قاعدة ترقص بجنون وخصلات شعرها الكستنائي تتطاير .. انفتح الباب
ودخلت عليها رسيل وخلفها الشغالة اللي حاملة بيدها اكياس مختلف الماركات : هآآآآي
سما تأشر بيدها بحركة راقصة : اهلين حبيبتي ..
رسيل خذت الريموت وسكرت الأغنية : سموي تعالي شوفي الأغراض اللي شريتهم ..
سما : وش الجديد يعني ؟ انتي كل يوم تروحين السوق وتتشرين اللي تبين واللي ماتبين
بعد ..
رسيل تأففت بدلع : سموي صايرة مثل طلال .. هذي شاريتهم لعيد ميلاد وفاء .. " التفتت للشغالة
اللي شايلة الأكياس بيدها " سوجي حطيهم وروحي المطبخ ..
رسيل وهي واقفة وشايلة فستان شيفون قصير وردي مموج : حلو ؟
سما : وآآآآآآو ريسو يجنن .. روعة فانتاستيك ..
طلعت الصندل ( تكرمون ) الفضي من علبته : شرايك ؟
سما فاتحة عيونها على الآخر : مرة فخم .. ام بس ليش فضي ؟
رسيل : مادري عجبني كثير .. وبعد اكره اللي تطقم كل شي نفس اللون .. حسيت
هاللون يعطي فخامة .. خصوصا انه الفستان سيمبل .. وبعد ابي اكسر اللون شوي ..
سما تبوس رسيل على خدها : ياعمري احسك تتكلمين مثل خبيرات الموضة ..
رسيل : ههه يعني بكون اكشخ وحدة في الحفلة ؟
سما : اكيد انتي ريسو بنت مساعد مو حي الله ..
سوجي فتحت عليهم الباب : مدام يقول كم العشا ريدي ..
سما : اوكي .. وثاني مرة عندك شي بالانترفون مو كل شوي رازة فيسك هنا ..
يالله ريسو العشا ..
شالت رسيل اغراضها وراحت لجناحها .. اما سما نزلت ركض مع الدرج ..
.................. : شوي شوي لا تتكسرين !
ناظرته وهي خايفة : اوف وانت قاعد لي على كل شي ؟ بابي شوف طلال ..
طلال : وش هاللي لابسته ؟
سما : مو شغلك ..
قرب منها يبي يمسكها بس ركضت لابوها وتخبت وراه : بابي الحق علي ..
طلال : انقلعي غرفتك بدلي ملابسك ..
سما : شفيهم ملابسي كل البنات يلبسون نفسي ..
ابو طلال : خلاص يابوك خلها براحتها يعني ماتعرف اختك .. !
طلال وهو يناظر رسيل اللي نازلة وهي لابسة بنطلون اسود ضيق وتوب رمادي
بسيور رفيعة وبالنص علامة ديور بالاسود اللامع : شوف هذي وش لابسة بعد ..
رسيل ناظرت نفسها : وش فيه لبسي ؟ لا تقول مو كشخة ..
سما : ههه لا بس مسوي لنا محاضرة كالعادة ..
مشت رسيل وحبت راس ابوها وقعت جنبه ..
طلال شافهم وهم قاعدات عند ابوه : هين انتي وياها .. الايام جاية والله لاربيكم..
ام طلال وهي جاية من صالة الطعام ابتسمت اول ماشافت ولدها : ياهلا بطلال ماشاء الله
اليوم مشرفنا ..
راح لامه وحب راسها : هلا يمه .. " ولف يده على كتفها " شلونك يالغالية ؟
ام طلال ابتسمت له : بخير .. يالله العشا جاهز ..
سما قربت من رسيل وهمست : الليلة الدلال كله لحبيب القلب واحنا اللي رحنا فيها ..
ضحكو ثنتينهم وابتسم ابوهم اللي كان وراهم وسامعهم ..
قعدو على طاولة الطعام اللي مزدحمة بكل اصناف الأكل اللي ممكن حتى ماتخطر
على البال ..
رسيل : غريبة وينه سامي للحين ماجا ؟
ام طلال : بيسهر اليوم مع اخوياه ..
ابو طلال : شلون يسهر وبكرة وراه مدرسة ؟
ام طلال : طلبني وماقدرت اقول له لا ..
ابو طلال : لا ضيعيه احسن .. هالسنة الولد توجيهي ولازم ينجح بنسبة زينة ..
رسيل : مايحتاج يتعب نفسه .. كلها كم الف وياخذ الاول على المدرسة ..
طلال : ايه مو طلال اللي انكرف على وجهه وحفظ كتبه من الجلدة للجلدة ..
ابو طلال : انت الوحيد اللي ربيتك مثل ما ابي .. ولا اخوانك انشغلت عنهم
بتجارتي وشركاتي ..
التفتت ام طلال عليه بعصبية : وش قصدك يعني تربيتي هي الخربانة ؟
سما بتأفف : ياربيه بدا موال كل ليلة ..
ابتسم ابو طلال وحب يلطف الجو : لا والنعم فيك يالطيفة بس انتي تدللينهم
بزيادة ..
ام طلال بابتسامة بسيطة : بعد عيالي ولازم ادللهم ..
رسيل متفاجأة ان النقاش ما احتد : ماشاء الله اليوم الاجواء صافية .. طلول تكفى
كل ليلة تعشى معانا ..
سما تغمز لها : ايه عشان الاشتباكات وكذا ..
طلال مافهم عليهم بالبداية بس من شاف ابتسامة امه وابوه .. طلعت منه نصف
ابتسامة : ان شاء الله لا خلصت اشغالي اجي بدري ..
سما وهي تفتح عيونها الواسعة على الآخر : واي مو مصدقة طلال يبتسم ؟
ام طلال : بعد عمري ولدي وليش مايبتسم ؟
سما : مادري بس دايم عابس ونفسه في راس خشمه ..
طلال وهو يقوم ومطنش كلام اخته : اليوم انا رايق ..
ابو طلال : وين ؟ ماتعشيت ..
طلال : الحمدلله .. عن اذنكم بخلص كم شغلة وانام .. وطلع رايح لجناحه ...
بعد ماخلصو الكل عشا طلعو رسيل وسما الصالة اللي
فوق يشوفون التليفزيون وقعد ابو طلال ومرته يشربون الشاهي ..
ام طلال : يارب متى يطمن قلبي هالولد ويتزوج ..
ابو طلال : لا تتعبين عمرك معاه .. كل مافاتحته بالموضوع تضايق وزعل ..
ام طلال بضيق : من طلق هالنسرة وهو كاره طاري الزواج ..
ابو طلال : خلاص لا تجيبين طاريها لا بخير ولا شر .. راحت بحالها والله
يستر عليها ..
ام طلال : مساعد تكفى كلمه واقنعه كلها كم شهر ويدخل ال 35 وهو بعده ما استقر
ولا فرحني بعياله ..
ابو طلال وهو قايم : انا عجزت فيه .. هذا هو عندك روحي له وكلميه ..
ام طلال : هذا انت دايم رامي الحمل علي ؟
ابو طلال من اعلى الدرج : غيري جو شوي .. قابلي عيالك بدل هالحفلات اللي
تحضرينها كل يوم والثاني ..
كانت بترد بس فضلت الصمت من اختفى زوله عن نظرها .. تأففت بقهر وقعدت
بالصالة ..
/
\
/
\
/
\
/
\

ايمو قيرل
ايمو قيرل
سلام عليكم خيتو يسعدني اكون اول وحدة ارد عليكي الرواية جدا رائعة بس باريت تقوليلي متى راح تنزلي الأجزاء؟؟؟؟

البارقة 2008
البارقة 2008
روعه تسلمين حقيقة قصة جميله
ياليت تنزلي الاجزاء

خجول الورد!
خجول الورد!
واو
واو
روعه
تسلمين ياغلاتي
بليز لا طولين
وربي يعطيج آلف عافيه

فكر راقي
فكر راقي
حيااكم عسولات بنزلها الحين

فكر راقي
فكر راقي
الجزء الثاني
‎‎
/
\
/
\
أمانه لو ذبحك الجوع ..../ تحمل ياعديم الزاد
ولا تشحذ من المترف يسد الجوع من زاده
تصبر وإن فتك فيك الزمن ../ خلك قوي شداد
أجل وش
. إلى ماوثق شداده
صحيح الأرض ماتخلا من أهل الخير والاجواد
ولكن ربنا سبحانه
.../ من عباده
بعض هالخلق ياقف لك / على الزلات بالمرصاد
وإلى منه لمس جوعك/ حسد نفسك على بداده
يحاسب ريقك الناشف/ على طول الضمأ المعتاد
كثر مايطحنك جوعك . يشوف الجوع لك عاده
وربي الموت أهون لك .. في حكم الجاير الجلاد
مصيبه لو
خشم الرجل / فقره وجلاده
صحيح الجوع ماينطاق .../ ولكن للسيوف غماد
وأنا جربت من
وش قيمة غماده
عرفت إن الصبر
../ ولا منّة كثير الزاد
ولو كان .. السخاء طبعه .. مدامه مَن في زاده
بغرفتهم الصغيرة وشباكها الخشبي المتهالك .. متجمعات ونورة تحني شعورهم ..
وينتظرون موضي اللي راحت توصل سلمان ومنيرة لاجل تكمل معاهم ..
شيخة : تعالن نقعد برا بيذبحنا البرد وهذا على روسنا ..
نورة : وين تروحن ؟
سارة : وهي الصادزة نقعد قبال البيت .. هالحزة مافي احد ..
نورة : اجل افرشن .. ولا تطلعن الا لابسات جلالكن ..
هيا تناظر موضي اللي توها جاية : زين بنروح .. موضي تعالي تحني ..
موضي بخبث : استحي على وجهتس كلن درى انتس مستانسة ..
هيا : ياثقل طينتس انا كل يوم ربوع احط حنا على راسي ..
نورة تطق موضي على راسها : كم مرة اعلمتس البنت لاتحرجينها ..
موضي وهي تمسك راسها : وجع عورتيني .. شسوي مستانسة انه راجع اليوم ..
ابتسمت لها نورة : بعد عمري والله بتنور الديرة بجيته ..
استحت هيا وتوردت خدودها وطلعت .. قعدت موضي عند نورة تحنيها ..
قعدو البنات برا كل وحدة فيهم رابطة على شعرها .. ولابسة جلالها وبرقعها ..
حصة : سويرة ماعندكم شي آكله ..
سارة تناظرها بطرف عينها : لا عرفتي تحتسين مثل الناس رديت عليتس ..
حصة ضحكت وبانت اسنانها المتراصة : ياسارة يابنت عمي وبنت خالتي العزيزة عندكم شي آكله ؟
سارة : لا والله .. من وين لنا ؟
حصة : وجع سويرة اجل وشوله ازين اسلوبي معتس ..
نورة وهي طالعة تقعد معهم : حصيصة وش هالحتسي ؟ كبرتس هي ..
حصة : امزح عاد .. بس وربي جوعانة ابي آكل ..
موضي : ابشري بالغدى لا جا راكان ..
نورة : ما اظن بيوصل الا على اذان العصر ..
موضي تضحك بخبث : تبون تآكلون ؟
سارة : عويذ الله من سوالفتس ياموضي .. اركدي لا تفضحينا
موضي : ههه اصبرو انتو ..
وقبل تقوم مسكتها نورة : اقعدي والله ماتروحين ..
ضحكت موضي وقامت عنها : احلفي على رجلتس .. وراحت عنهم ..
نورة تصوت لها : موضي تعالي يالشينة .. وربي هالبنت ماتستحي
هيا : ههه هذي والله حامد ولد
موضي راحت من عند بيت ام عبيد ولدها عبيد جاي له يومين واكيد بتحصل عندهم فطور ..
شافتها قاعدة بصالتها وفاتحة الباب كعادة بيوت الديرة .. : صبحتس الله بالخير خالتي ..
ام عبيد : يصبحتس بالنور والسرور .. شلونتس يابنيتي ؟
موضي : بخير شلونتس انتي وشلون بناتس ؟
ام عبيد : الحمدلله مانشكي من باس .. اقلطي وانا خالتس وراتس واقفة برا ..
موضي وهي كاتمة ضحكتها : ابد ياخالة بروح دكان العم مرزوق ادور شي ناكله .. عساه بس يسلفنا ..
" معروف ان العم مرزوق مستحيل يسلف احد .. بس قالتها تبيها تحن عليها "
ام عبيد : ماهوب معطيتس مير ادخلي احط لتس قرص خميرة مع سمن وعسل مسويته مرة عبيد ..
موضي لو ما البرقع كان شافت ام عبيد ابتسامتها اللي شاقتها من الاذن للأذن : لا والله ياخالتي
فطورتس خليه لعيالتس ..
ام عبيد : ماعليتس يابنيتي الخير واجد ..
حطت لها الخبز وشوي سمن وعسل .. وشالتهم موضي راجعة لخواتها وبنات عمها ..
هيا لمحت موضي وهي جايتهم : ياحبي لها هالبنت لاحطت شي براسها تسويه ..
ام محمد اللي جاتهم من اول : وش هاللي بيديها ..
قربت موضي وحطت لهم الفطور ورفعت برقعها : حياكم
نورة متعجبة : من وين جبتيه ؟
موضي قعدت وعلمتهم السالفة .. وهم يضحكون عليها .. شيخة صوتت على امها تجي تقعد معاهم ..
ام راكان قاعدة مع زوجها بالصالة : هاتي لنا شوي عشان ابوتس ..
قسمت ام محمد شوي لهم وودته حصة .. وناظرت بعدها في موضي : نزلي برقعتس لاحد يشوفتس ..
موضي : خالتي محد حولنا شلون آكل ..
ام محمد : ماعلي فيتس كولي من تحت البرقع مثلتس مثل خواتس ..
وبالفعل نزلت البرقع وقعدو يفطرون وهم مستانسين على دهاء موضي اللي جابت لهم هالفطور
وهم ماحسبو له ..
نورة تناظر بالبيوت والمزارع حولهم : تهقون ابلة لمياء ماباعت الثياب ؟
شيخة : نورة هي قالت انتظري اسبوع وتجيب لتس حقهن ..
نورة : هذاني منتظرة من اسبوعين .. وللحين ماجاني شي ..
سارة : ماخبرتس عجولة يانورة ..
نورة : والله لولا الحيا كان رحت لها المدرسة ..
ام محمد : تحملي يابنيتي .. بتبيعهن ان شاء الله .. وهالحين مانتي بمحتاجتهن اخوتس جاي اليوم ..
كود تتيسر بالأيام الجاية ..
نورة : يارب ارزقني من حيث لا احتسب " كانت هذي دعوة نورة دايم " ..
بعد ماكملو البنات سوالفهم مع خالتهم .. قبل صلاة الظهر راحو للبير القريب منهم وغسلو شعرهم
ورجعو لبيوتهم .. مشطت موضي شعرها الطويل وسوته جديلة وبعد ماصلت الظهر لبست عباتها
وبرقعها وطلعت لمدارس سلمان ومنيرة .. اول شي مرت مدرسة سلمان لأنه اول ابتدائي ويطلع
قبل منيرة .. وقفت بمكانها دايم قبال باب المدرسة .. ظلت مركزة عيونها على الباب .. وبعد دقايق
صادفته وهو طالع .. او بالأصح واقف يناظرها .. ارتبكت وماعرفت وش تسوي .. رجعت شوي وتوزت
ورى احد البيوت .. حست برجفة بكل جسدها .. هو فعلا يتعمد يطلع عشان يشوفها ولا هي تتوهم ..
لاحظت انه مازال واقف مكانه ويناظرها .. تجاهلت وجوده ودورت بعيونها اخوها .. بين اعداد الطلاب
اللي مايتعدون ال 5 في كل فصل ..
شافت سلمان واقف يتلفت وكأنه يدورها .. وراحت له على طول : السلمي .. سلمان
راح لها ركض : وينتس من اول ؟
موضي : توني اجي .. يالله نروح نشوف منيرة ..
كانت واقفة مع اخوها .. وهي متأكدة انه قاعد يسمع كل شي .. رفعت عينها .. والتقت عيونهم ..
كانت ثواني بس .. حست فيها الحرارة تسري بدمها .. مسكت يد سلمان ومشو ..
بس استوقفهم صوته : سلمان
فز قلبها وهي تسمع صوته .. التفت له سلمان بس هي وقفت معطيته ظهرها : سم يا استاذ ..
ارتبك وماعرف وش يبي منه اصلا وقال اول شي جا في باله : لاتنسى تحل الواجب ..
سلمان : ايه بحله يا استاذ ..
رجعت مسكته من يده : امش يالله ..
ومشو رايحين لمدرسة منيرة .. بعد تردد : السلمي ..
سلمان : هاه
موضي : هويت في بير ماله قاع .. !
سلمان شهق وقام يصارخ : لا موضي تكفين استغفري ربتس اخاف اطيح بالبير مثل عليان ..
ضحكت عليه : استغفرك يارب .. الحين هذا يدرسكم ؟
سلمان يلتفت حواليه : من هو ؟
طالعت وراها وشافته للحين واقف مكانه يناظرهم : اللي تو يحاتسيك ..
سلمان وهو ينطط قدامها : ايه استاذ نايف يدرسنا كل شي ..
موضي ابتسمت من قلب ومشت معاه وهي شايلة بيدها السجادة اللي يلفها على كتبه ..
مرو بعدها على مدرسة منيرة وانتظروها لين طلعت لهم .. ومشت موضي لبيتهم البعيد ..
بحكم ان المدارس بأطراف الديرة .. العيال مجمع ( ابتدائي - متوسط - ثانوي )
والبنات مدرسة ابتدائية فقط واقرب مجمع متوسط وثانوي على بعد 137 كيلو .. ومايروحون له الا
الناس المقتدرين في الديرة .. لذلك اغلب بنات الديرة تعليمهم ابتدائي فقط ..
وصلت البيت ودخلت الغرفة انسدحت وكل تفكيرها راح له .. ماتنكر انه جذبها لأنه غير شباب الديرة ..
كلهم تعرفهم من صغرهم .. بس هذا شدها لأنه غير .. وعنده جرأة مو بعيال الديرة .. الجرأة اللي
بنظر الكل " قلة حيا " بس بعد عجبها .. او بالأصح ماتدري وش شعورها بس الأكيد انها
تبي تشوفه كل يوم ..
/
\
/
\
/
\
/
\
في احد ارقى احياء الرياض .. وباحد قصورها الفارهة .. بصالة واسعة وانيقة
تزينها الأعمدة الرخامية .. جلسو ثنتينهم تجمعهم السوالف .. وهم يشربون القهوة ..
تكلمت وهي تمد صحن الكنافة لأختها : صاحية انتي ؟ وين تبيعينها ؟
ابتسمت لها وتكلمت بثبات : ماراح ابيعها .. بوزعها على الجمعيات .. بس لاني ابيها
تاخذ حقها ....
ناظرتها مستغربة كلامها : اجل ليش قلتي لها انك بتبيعينهم ؟ كان عطيتها الفلوس مادام
الدعوة صدقة ..
تكلمت لمياء بعد تفكير : رفضت .. قلت لها بس رفضت .. تبي تاخذ حقها بتعبها .. مايبون
احد يمن عليهم ..
قاطعتها على طول : مو هم ياخذون كل فترة التبرعات اللي تجيهم من الجمعيات ؟
لمياء : ايه ياخذونها .. بس لانها من جمعية .. ويجهلون من هو اللي متبرع لهم .. لكن انفسهم
عزيزة مستحيل يمدون يدهم لاحد .. يبون هم يكدون ويتعبون ويجيهم اجر تعبهم ..
والله ماتتخيلين وش كثر عيشتي معاهم زرعت بداخلي قناعة كبيرة ..
شلون هم يعيشون على الكفاف والبسمة ماتفارقهم .. واحنا اللي ماندري وين نصرف
فلوسنا مانحس بالسعادة ..
بعد تفكير تكلمت : لانهم مايعرفون الحسد .. قلوبهم على بعض .. رضو بالقليل وحمدو ربهم عليه
واحنا اتعبتنا الدنيا نطارد ورا ملذاتها وللحين ما اكتفينا ..
لمياء : وانتي الصادقة قلوبهم على بعض الديرة كلها كأنهم بيت واحد .. واحنا ببيت واحد ونادرا
ما اصادفكم .. انتي مشغولة مع زوجك وبناتك .. وتجارتك .. وابوي لاهي بتجارته .. واخواني
يامسافرين او اذا صارو بالرياض مايرجعون الا وقت نومهم .. وهالقصر بكبره صاير كأنه فندق
ما اذكر بيوم احد جا سألني وش محتاجة ؟ حتى لو يوم حسيت بحنين لأمي الله يرحمها وبكيت محد
جا يسأل وش اللي مضايقك .. ولا حد طبطب علي وحسيت بالحنان .. ميساء احنا اللي نعيش بفقر
مو هم .. والله مو هم ..الغنى غنى الروح واحنا ارواحنا فقيرة ..
ميساء : لمو لاتكبرينها مو لهالدرجة صدقيني ..
لمياء : اوكي انا اكبر الأمور .. بس جاوبيني بصراحة انتي متى آخر مرة قعدتي مع بناتك وسألتيهم
وش يحتاجون ؟ او بالأصح متى رحتي مدرسة روان ؟ وشفتي شلون دراستها ؟ حتى يوم تجين عندي
ماتجيبهم الا نادرا لانهم تعودو على المربية .. والله اني ما استغرب اذا نادوها ماما ..
سكتت ميساء لانها مالقت شي ترد فيه .. واكتفت بابتسامة لاختها ... كملت لمياء : شفتي .. حتى
انتي مالقيتي جواب مقنع ...
ميساء تبي تضيع السالفة : وانتي مابتخلين العناد وتخلين ابوي ينقلك للرياض ؟
لمياء : قلت لكم مليون مرة مابي واسطة ابد .. ومستحيل ارضى ارجع لراحتي وغيري احق بهالنقل
مني .. ومن سنين قبلي وللحين ينتظرون دورهم ..
ميساء : يالمياء انتي فكري بنفسك وماعليك من الناس ..
ابتسمت بسخرية : ونقول ليش مانحس بالسعادة .. الرسول اللهم صلي وسلم عليه قال { لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} شلون انقل وغيري متزوجات وعندهم عيال .. ومايشوفونهم
الا يوم الخميس والجمعة .. وانا حتى يوم اجي ما القى من يهتم فيني الا الخدم .. خليهم صدقيني
هم احق بالنقل ..
قامت ميساء رايحة للمطبخ .. واكتفت من هالنقاش اللي دايم تحس نفسها فيه خسرانة .. تعرف
اختها عنيدة وراسها يابس ومستحيل ترضى انها تشاركهم تجارتهم .. او انها تنقل وترجع للرياض
بدل الشقا وهي رايحة للديرة كل يوم جمعة وماترجع الا يوم الاربعاء ..
/
\
/
\
/
\
/
\
قاعدة بالصالة اللي بالدور الأرضي وترجا امها لها ساعة : تكفين تحملي هالمرة عشاني ..
امها تحاول تسكتها : بس يابنتي لا تصيحين ..
رجعت تترجاها للمرة المليون : يمه والله تعبت تعالي شوفي حالتي .. جسمي صاير كله الوان من الطق ..
ام عادل : جعل يده للشلل قولي آمين ..
دانا ماهان عليها ابوها : لا يمه لا تدعين عليه .. انتي تعالي بس
ام عادل بعد تردد : خلاص برجع البيت .. بس عشانتس انتي وخواتس ..
دانا ابتسمت وسط دموعها : جد والله ..
ام عادل : ايه .. الله يصبرني لين ازوجكم وافتك ..
بعد ماوعدتها امها انها راح ترجع بهاليومين سكرت منها وهي طايرة فرح ..
ركضت لخواتها وقعدت تصارخ بأعلى صوتها بالصالة اللي فوق : جودي رغودة امي بترجع البيت ..
طلع نادر وجا ركض لاخته : دنو احلفي بالله انك صادقة ؟
دانا وهي تناظر بخواتها اللي جايين ركض : والله العظيم بتجي ..
نط نادر وضم اخته بقوة : مشتاق لها والله ياناس ..
نجود وهي تمسح دموعها : حسبي الله عليه حرمنا منها ..
دانا بحزم : نجود لا تتحيسبين على ابوي ..
رغد : انا نفسي اعرف وش اللي فيه ينحب عشان تحبينه .. ؟
دانا : ابوي وسبب وجودي بهالدنيا بعد الله شلون ما احبه ..
نجود : الا سبب تعاستنا والله ..
دانا : بس بعد لازم ابره واحرص على رضاة .. " وكتغيير للسالفة " تبون نشوف فيلم ؟
صرخو كلهم : ايه يالله ..
دانا : ههه زين بروح اجيب بوب كورن وبيبسي وانتو اختارو الفيلم وشغلوه ..
ركضو كل واحد فيهم يدور له فيلم عشان يتابعونه .. ونزلت هي للمطبخ تجيبهم .. سمعت صوت ابوها
داخل وقبل ماتركض لفوق دخل عليها مبتسم وبلسان ثقيل من الشراب : هلا بالقمر .. تعالي
حبي راس ابوك
استغربت هدوئه هذا مو ابوها اللي تعرفه .. راحت حبت راسه واشمئزت من ريحته المقززة ..
ابو عادل يناظرها من فوق لتحت .. وقرب منها سحب شباصتها وفل شعرها : ايوا كذا احلى
ارتجفت من حركته بس ماحبت تبين شي قدامه .. ابتسم وكلم الشغالة : وين القهوة .. ؟
ميرياتو : قهوة جاهز ..
رجع ناظر دانا وابتسم بخبث : شيلي القهوة وتعالي معاي .. ابي ضيوفي يشوفونك ..
دانا ماتت بمكانها : يبه شلون اروح لهم وهم مايصيرون لي ؟ مايجوز ..
ابو عادل : ههه انا ابوك واقول يجوز .. تعالي بس
دانا : بس انا .. " وبتردد " مابي اروح ..
سحبها من شعرها بقوة : بتروحين غصبن عليك مو برضاك ..
بدت تترجاه : يبه واللي يسلمك اسوي اللي تبي بس اروح عندهم لا ..
سحبها اقوى : امشي يالله ..
قعدت تصارخ وهي تحسه يقتلع شعرها من جذوره .. شدها بدون رحمة ..
دانا : يبه تكفى مابي اروح .. " ومسكت باب المطبخ " لا الله يخليك ..
خواتها ونادر سمعو صراخها وعرفو ان ابوهم يطقها على طول صاح نادر خوف : بيذبحها
نجود تحاول تهديه : لا ان شاء الله مو صاير لها شي ..
نادر بقهر : ان شاء الله اذا كبرت باخذكم بيت لحالنا حتى لو عشنا بفقر ..
ضمته نجود وهي تناظر رغد اللي قامت تتراجف وشفايفها صارت زرقا من الخوف ..
دانا تحاول تقاوم قوة ابوها بس هو ظل يسحبها لين قرب المجلس الخارجي وهي
تحس انه يجرها مثل الشاة قعدت تصارخ وتبكي .. : خلاص
بروح معاك .. والله بروح .. بس فكني ..
استانس انها استسلمت اخيرا : زين تعالي قدامي .. وفكها من يده ..
وقفت ترتب شكلها وهي تكتم شهقاتها .. : يبه بشوف شعري شلون ..
ابو عادل : مايحتاج امشي قدامي ..
مشت معاه شوي واستغلت وضعه وثقل حركته وركضت راجعة للبيت ركض وراها يبي يمسكها
وهي تسمعه يقذفها بأشنع الألقاب .. تعثرت بالدرج بس قامت بسرعة وصادفت خواتها ونادر
اللي على طول راحو معاها لجناحها وقفلو عليهم الباب ..
دانا منهارة وتصيح للحين مو قادرة تصدق انها هربت منه .. سمعو طقه على الباب وصراخه ..
قربو كلهم منها وحضنوها وقعدو بزاوية الغرفة خايفين .. كان طقه يزداد قوة كل شوي ...
لدرجة انهم حسو ان الباب بينكسر ويجيهم هالوحش الكاسر من وراه ..
بعد فترة هدا صوته واختفى ..
بدت دانا تبكي بشكل هستيري : يعرضني على اصحابه ؟ هذي تاليتها يبيعنا عشان هالمسكر ..
نجود : قلت لك هذا شيطان مو ابو ..
دانا تصارخ وهي تتنافض .. ورجلها تألمها من الطيحة ..
نادر قرب منها ودموعه على خدوده : بس دنو لا تصيحين
دانا ضمته لصدره : زين حبيبي بس لا تخاف انت
نادر : .. ياليتني كبير والله ما أخلي احد يسوي لك شي وانا موجود ..
طالعته دانا وهي تصيح وضمته اقوى : الله بيحفظنا ..
نجود تناظر رغد اللي من الخوف تشنجت : دانا لحقي على رغد ..
فزت دانا بسرعة وتحاملت على ألم رجلها قربت منها وسحبتها .. شالوها وحطوها على سريرها ..
كانت دانا تتنافض من الخوف من الموقف اللي صار وزاد خوفها على اختها ..
ضمتها على صدرها وقعدت تقرا عليها لين ماحست انها هدت ونامت ..
نجود بخوف : وش صار ؟
دانا : نامت
نجود : ماصار لها شي يعني ؟
دانا : لا تعالو كلنا ننوم على سريري .. " وابتسمت تهديهم " وناسة صح ..
ضحك نادر : ايه والله وناسة ..
تجمعو كلهم ونامو مع رغد على سرير دانا .. بعد ساعة كانو كلهم نايمين الا دانا اللي مازالت تحت
تأثير الصدمة من اللي صار .. ابوها على دنائته بس هذي اول مرة يعرض وحدة من اهله على
اصحابه .. وياخوفها بكرة يتمادى ويخلي هالبيت مرتع لفساده هو وخوياه ..
/
\
/
\
\
/
\
قامت على صوت المنبه بكسل ..تسبحت ولبست الروب وقعدت تنشف شعرها ..
راحت لغرفة ملابسها وفتشت مابين اغراضها اللي لا تعد ولا تحصى .. اختارت لبس مناسب
للجامعة .. وحطته على سريرها ..
اتصلت على صديقتها " تصير بنت جيرانهم بعد " : لا تقولين للحين ماقمتي ؟
تقلبت بكسل : تعبانة .. مانمت الا بعد ماراحو خواتي مدارسهم ..
رسيل : ابوك وينه ..
دانا : اكيد رايح للشركة ولا نايم ..
رسيل : زين تجهزي بنمشي الحين
دانا : ريسو مافيني ..
رسيل : يابنت الناس قومي هو انتي تروحين مكان غير الجامعة ..
دانا : وانتي الصادقة .. بس والله تعبانة ..
رسيل : دنو مابيك تقعدين بالبيت بلحالك .. اطلعي غيري جو واستانسي ..
دانا بعد تفكير : اوكي .. اوامرك ياعسل ..
رسيل : اجل يالله قومي " وناظرت ساعتها " ربع ساعة القاك عند الباب ..
دانا قامت بكسل : زين .. مو مطولة ..
لبست ورفعت شعرها ذيل حصان حطت جلوس لحمي .. وشوي بلاشر ونزلت تحت تفطر ..
من وصلت لطاولة الطعام شافت طلال كاشخ كعادته بثوبه وشماغة وقاعد يشرب شاهي ..
سلمت عليه وقعدت على طرف الطاولة .. ناظرها متعجب : انتي صاحية تطلعين بهالشكل ؟
ناظرت لبسها ورجعت ناظرته : وش فيه لبسي ؟
طلال : شعرك مبلول .. ولبسك خفيف والدنيا برا برد ..
رسيل : عادي انا متعودة ..
طلال : ماراح تطلعين الجامعة كذا .. قومي غيري لبسك ..
رسيل تأففت من هاللي متحكم بحياتهم : طلال
رفع حاجب وناظرها : ولا كلمة .. قومي يالله

فكر راقي
فكر راقي
الجزء الثاني
‎‎‎
/
\
/
\
{ ... تمهل ياقدر .. فأحلامنا في مهب الريح ..
وروائح الفقد تزكم انوفنا .. وامنيات تسكن قلوبنا املا ..
هب لنا لمحة من سعادة .. وامنحنا وطنا للفرح ..
واروي ظمأ سنين الجفاف ..
/
\
/
\
شالت جوالها وهي معصبة حيل .. اتصلت عليها اكثر من مرة بس ماردت ..
تقلبت على سريرها وماعرفت تنام من التفكير .. " وش راح يقول عليها " تستعرض قدامه ؟..
قامت بعد ماعجزت تنام رغم انها تحس النوم بعيونها .. مترت الغرفة رايحة وجاية ..
كانت متضايقة وتتأفف .. بعدها نزلت تحت وهي مازالت معصبة : سوجي ..
جات سوجي ركض من المطبخ : يس ..
ناظرتها بغضب : سوي لي كوفي سادة بدون سكر .. وجيبيه لي في الحديقة ..
سوجي : اوكي مس ..
طلعت الحديقة ولفحها الهوا البارد بس كملت طريقها قعدت عند المسبح .. وطول الوقت تتأفف
وتعيد الاتصال .. بس الجواب واحد بكل مرة " لم يتم الرد " ..
غمضت عيونها وسرحت بفكرها عنده .. ليش هالكثر عصبت وليش خايفة من ردة فعله ..
ضربت برجلها على الأرض قهر .. طرت في بالها فكرة مجنونة .. انها تنط بالمسبح بملابسها ..
بس تراجعت وهي تحس بالبرد يزيد كل ما اقترب الوقت من المغرب .. صحاها من افكارها
صوت سوجي وهي جايبة الكوفي : هادا كوفي ..
مازالت مغمضة عيونها : اوكي حطيه وروحي ..
خذت الكوفي وقعدت تشربه .. وقبل اذان المغرب بشوي ماعاد تقدر تستحمل البرد ودخلت للبيت ..
هدوء كالعادة .. كلن لاهي بدنياه وهالقصر على كبره اغلب اليوم يكون شبه خالي ..
رن جوالها وردت وهي معصبة : الحين وش يضرك اذا قلتي لي ان اخوك جاي .. وينام بغرفته ..
توها صاحية وما استوعبت شي من اللي انقال : وشو؟
انقهرت من برودها : اوف دنو لاتنرفزيني .. اخوك متى وصل ؟
دانا ببلاهة : العصر .. قبل صلاة العصر بشوي ليش ؟
رسيل حست ان عصبيتها على دانا مالها مبرر : لا ولا شي ..
دانا : وشو ريسو علميني .. !
رسيل : ماصار شي ابد ..
دانا : وهالاتصالات كلها ليه ؟ واخوي ورجعته وش لها دخل بالسالفة ..
رسيل قررت تقول لها كل شي صار وترتاح : وهذا اللي صار كله .. وانا خوفي كله يظن اني اقصدها ..
دانا : لا من هالناحية تطمني .. على العموم تبيني اسئله ؟
رسيل : وين تسئلينه صاحية انتي .. لا بس جسي نبضه استدرجيه في الكلام .. ابي
اعرف وش اللي جا في باله عني ..
دانا : ليش يهمك ؟
رسيل : دنو وجع .. انتا وين وانتي وين ..
دانا : ههه زين لا تعصبين .. ابشري راح اعرف منه كل شي ..
رسيل : اوكي ..
دانا : يالله تبين شي ؟
رسيل توها تتذكر : ايه صح .. قرت عينك ..
دانا : مرة ولا مرتين ؟
رسيل مافهمت عليها : شلون !
دانا : يعني على شوفة عادل .. ولا شوفة امي
رسيل متفاجأة : امك جات ؟
دانا : ايه .. وربي ياريسو ماتتخيلين وش كثر مستانسة ..
رسيل : يابعد عمري والله .. يالله اجل اخليك تجلسين مع اهلك ..
دانا : اوكي .. مع السلامة
سكرت منها وقعدت بالصالة مستانسة .. من كثر حبها لدانا فرحت لها من قلب ..
قطع عليها سرحانها صوت امها : رسيل وش عندك قاعدة لحالك ومبتسمة ..
رسيل : ههه لا بس توني مكلمة دانا .. امها واخوها جايين وطايرة من الوناسة ..
ام طلال : الله يعينهم بس .. حياتهم مشتتة وماضاع بينهم الا البنات ..
رسيل : ايه والله .. بتطلعين ؟
ام طلال : ايه بصلي المغرب واروح ازور خالتي .. شرايك تروحين معاي ؟
رسيل : لا تكفين مو ناقصة اشوف حنينوه الخايسة ..
ام طلال : عاد انا اللي ابي شوفتها .. بعد اللي سوته لولدي .. بس خالتي ولازم اروح
لها ..
رسيل : خلاص روحي لها انتي .. وانا بروح لوفاء ..
ام طلال : زين ..
وقامو ثنتينهم بيصلون المغرب ويطلعون بعدها .. كل وحدة لمشوارها ..
/
\
/
\
/
\
/
\
نزلت بعد صلاة المغرب وشافت اهلها كلهم مجتمعين الا ابوها .. ابتسمت وهي تشوف
هالجمعة اللي اشتاقت لها .. خصوصا بالفترة الأخيرة صارو ماينزلون للدور الأرضي
الا لشي ضروري ..
بس اليوم غير بشوفة احبابها : مساء الخير ..
الكل : مساء النور ..
راحت لأمها حبت راسها وقعدت جنبها : شلونك يمه ؟
ام عادل : الحمدلله .. كل هذا نوم ..
دانا : ههه لا قمت من قبل الأذان بس كنت اكلم رسيل ..
عادل ابتسم من سمع اسم رسيل .. بس حاول يكون طبيعي ومايبان شي على ملامحه ...
كملت دانا : هذا وانتو مانمتو الا بعد العصر شبعتو نوم ؟
عادل : لو علي ماقمت .. بس قمت لصلاة المغرب ومن عقب صلاة العشا بحط راسي
وانام ..
قامت رغد وتخوصرت : غش والله غش .. الحين مو تقول بتسهر معانا ؟
عادل : صاحية انتي وربي اني اقاوم النوم عشان صلاتي ..
دانا : خليه براحته .. " شافت امها بتقوم " وين يمه ؟
ام عادل : بجيب القهوة لاخوتس ..
دانا : اقعدي يمه الله يهداك وين رحنا حنا .. رغد قومي جيبي القهوة ..
رغد : لا والله ؟ .. كل شي براس رغد ؟
عادل : رغودة قومي لا اجي اكفخك ..
قامت ركض : مالت عليكم مستقوين علي .. ان شاء الله لا اعرست رجلي ياخذ
لي بحقي منكم ..
شهقت ام عادل : انقلعي الله يخستس من بنت .. لعنبو ابليستس ماتسحتين على وجهتس
من متى البنات يجيبون طاري العرس ..
عادل : ههه توها بزر يمه ..
التفتت له امه وقالت وهي مبتسمة : وانت ياوليدي متى بتفرحن فيك وتعرس ؟
عادل : بعدين يمه ..
ام عادل : وراه ياحافظ ؟ الخير واجد وحلال ابوك كله لك .. وش اللي قاصرك علمن ؟
عادل : مو قاصرني شي يمه .. بس ابي انقل بالاول للرياض وبعدها بعرس ان شاء
الله ..
دانا : عروسك علي انا ..
ابتسم لها برقة : لا جا وقتها طلبتكم تدورن لي العروس .. صبي قهوة بس ..
كانت الجلسة حميمية بالدرجة الاولى .. حب ولهفة وشوق .. افتقدوها بأيام جدباء عانو
من ويلات اب فاسق .. وام تاركة بناتها تحت رحمة هالأب .. وأخ اجبره عمله انه يكون
بمنطقة اخرى ..
على الساعة 2 ونص بالليل طلع من جناحه يبي يدور شي ياكله ... وشافها توها نازلة
مع الدرج مشى بخطوات حذرة وغطى عيونها ..
فزعت بالأول بس حست انه اخوها : عادل ؟
فك يده وطقها على كتفها خفيف : يعني مايمديني افاجئك ؟
ابتسمت له : اهديتني احلى مفاجأة اليوم ..
عادل : مانمتي ؟
دانا : لا ..
عادل : وش فيك ؟ في احد مضايقك ؟
دانا : ابوي توقعت اليوم بيكون صاحي عقب ماقعد معانا بعد الظهر ..
عادل بقهر : اليوم بعد ؟
دانا : ايه وتطاق مع امي .. ومادري وين راح طلع من البيت ..
قعدو اثنيهن على الطاولة اللي بالمطبخ .. وتكلم عادل : وش منزلك اجل ؟
دانا : ابي شي آكله ذبحني الجوع ..
عادل : ماتعشيتو ؟
دانا : لا طبعا .. جا من بدري ونكد علينا ..
عادل : يارب انك تهديه وتصلحه .. اجل شوفي لنا شي ناكله ..
قمات وفتحت الثلاجة .. وقعدت تشوف كل شي فيها : مادري وش تبي انت ؟
عادل : اي شي يسد جوعي ..
دانا : في ورق عنب تبي ؟
عادل : لا لا لا تعرفيني ما احبه ..
دانا : ههه زين لا تعصب .. " وقعدت تناظر بصينية مغلفة بنايلون
وماعرفت وش هي بالضبط " ام هنا في صينية بس مادري وش هي .. الظاهر
انهم مسوينها للعشا بس خرب علينا ابوي وماكليناها ..
عادل : هاتيها ياشيخه بس خلينا ناكل ..
دانا : اصبر والله مادري اذا ياكلونها بخبز ولا بدونه .. " شالت النايلون وحطت الصينية
بالميكرويف " شكلها خضار بس ..
قام عادل وطقها على راسها : اجل وش تفهمين انتي ؟ سخني الخبز بعد ..
دانا استغلت الموقف شوي وحبت تعرف منه اذا شاف رسيل او لا .. : اقول عدول ..
عادل وهو يطلع العصير من الثلاجة : سمي ؟
قلبت السالفة براسها وماعرفت تصرفها شلون ففضلت تقولها صريحة وترتاح : اليوم
شفت ريسو ؟
بدون مايحس طاح الكاس من يده وانكب العصير اللي توه صابه بالكاس .. ارتبك
والتفت على دانا مو عارف وش يقول : وشو ؟
دانا : بسم الله وش انا قايلة ؟ امس دقت علي زعلانة وتقول ليش ماعلمتيني ان اخوك
وصل وانا فاتحة شباكي وقاعدة براحتي بالغرفة .. وتقول الحين وش يقول عني بيظن
اني قاعدة استعرض قدامه < قالت السالفة كلها
ابتسم عادل من قلبه : هي قالت كذا ؟
دانا : ايه والله .. وانا قلت لها بسأله وبعرف وش اللي صار ..
نزل يشيل الزجاج المتناثر على ارضية المطبخ وهو يحاول يخفي ابتسامته عنها ..
مايدري ليش حس انها تحمل له في قلبها شي من اللي بقلبه .. يمكن يكون واهم ..
بس وش اللي يخليها تخاف على صورتها بعينه ..
دانا وهي تحط الصينية على الطاولة : ماقلت لي وش اللي صار ..
جلس على الكرسي وقال هو مازال مبتسم : ماصار شي من شفتها سكرت البلكونة
ونمت ..
دانا : يعني ما جا شي ببالك ؟
مسك خشمها وهو يضحك عليها : لا والله انا عندي خوات .. ومستحيل اشك ببنات
خلق الله .. وبعدين انا داري انها متربية تربية الكل يشهد لها عليها .. ادب واخلاق ..
دانا : ول ول وش هالكلام كله ؟ من متى تعرف هالسوالف ؟
عادل : هذا هم جيراننا من يوم كنا صغار .. وماعمري شفت منها زلة .. ويكفي انها
صديقة اختي الغالية ..
لاحظت عليه يوم تكلم عن رسيل .. كان غير ابتسامته تحمل خلفها الف معنى ومعنى ..
ونظرة عيونها اللي مركزها على الكاس فيها لمعة غريبة .. حست انه رسيل مو بنت
عادية عند اخوها .. بس للحين تجهل مشاعره .. وماتبي تحرجه بهالوقت .. بس الاكيد
انها ماراح تعديها كذا .. وراح يجي يوم وتعرف منه كل شي ..
/
\
/
\
/
\
/
\
صلى الفجر بالمسجد الطين القريب من بيتهم .. ورجع للبيت وهو يسبح ويذكر الله ..
وقف عند باب البيت اللي اغلب وقته مفتوح .. وناظر بالمدى حوله .. ورغم انه يحس
ببرد شديد الا انه وده يتمشى شوي بالديرة ... اللي اشتاق لهواها النظيف .. ومقابل
وجيه اهلها الطيبين .. الجو كان مغيم شوي .. ومبين انه هالأجواء راح تحمل لهم بشرى
الأمطار .. قعد يتمشى بين المزارع اللي الجو يكون فيها ابرد شوي .. وكل ماصادف
احد سلم عليه ..
بحكم انهم اهل ديرة وحدة وكلهم يعرفون بعض .. مايدري وشو بالضبط شعوره ..
كثر مايتمنى يعيش مستانس .. تهدي له الدنيا اوجاع اقسى من انه يتحملها .. كان صغير
يوم القي على كاهلة حمل عائلتين مرة وحدة .. من عرف حياته وهو يسمع كل اللي حوله
هموم .. امه وابوه اللي فقدو اخوه الكبير .. وهو بعمر السنتين .. يوم كانت امه حامل فيه
بوقتها .. وخالته اللي فقدت ثنتين من بناتها قبل تجيب هيا ... وعمه اللي توفي قبل
12 سنة تارك حمل عائلته على ابوه .. اللي ما امهله المرض الا 4 سنوات .. وطرحه
بعدها ع الفراش بعد ما تسببت الغرغرينا في بتر رجلين ابوه الين الفخذ .. وتحمل وهو
بعمر ال 14 حمل ومسئولية هالبيتين .. عائلتين ب 13 نفس كلهم تحت رعايته .. هو
اللي توه مكمل ال 22 سنة هموم كبرته سنين اكبر من عمره .. واثقلت كاهله بحمل هو
مو قده .. بس متحمل لاجل اللي يحبهم .. رغم انه يحس باحلامه تتلاشى .. حلم انه يفتح
بيت ويتزوج الانسانة اللي حبها من صغره .. كل هالاحلام تتبخر كل مازادت السنين ..
وارتفعت الاسعار .. وزادت تكاليف المعيشة وهو مو قادر يسوي شي .. غير انه يدعي
ربه يسهل اموره .. صحى من سرحانه على صوت طق المطر على الاسقف الخشبية
للبيوت .. تلفت حوله وشاف شلون وجيههم ترسم بسمة بريئة على شفاههم .. رغم الالم
والتعب .. الا انهم يعيشون برضى راضين يعيشون يومهم .. بدون مايلتفتون للماضي
لانه الم .. ولا يتطلعون للمستقبل لانه وهم .. مشى راجع للبيت ومن بعيد شاف خواته
وبنات عمه مستانسات بهالمطر الخفيف .. ابتسم وهو يلمحها .. هادية ..
رقيقة بعكس سارة اللي فيها جنون يشبه جنون اخته موضي ..
كانو من وناستهم ماخذتهم السوالف
وهم ماشين باتجاه احدى المزارع يتمشون ... اقترب منهم وزادت ابتسامته وقال بصوت
رجولي : وين رايحين ؟
التفتو عليه كلهم .. وذابت هيا مكانها من الاحراج .. واللي زاد احراجها يوم التفتو عليها
كل البنات .. ضحكت موضي وهي تدري اخوها مو قايل لهم شي : بنروح نتمشى شوي
الديرة كلهم طلعو ..
راكان : زين روحن ولا تبطن على امي وخالتي .. " وبدون مايناظر هيا " شلونتس
هيا ؟
تخبت ورى سارة وشيخة من الفشيلة وهي تقبص بيد سارة اللي ميتة ضحك
عليها : بخير ماعليها روح انت بس لايصير فيها شي ولا تموت علينا ..
راكان ابتسم : بسم الله عليها جعل كل البني يفدونها ..
موضي باستهبال : تخسي الا هي ..
قرب منها راكان وركضت بعيد عنه وقالت وهي تضحك : توبة توبة والله ما اعودها ..
ضحك على خبال اخته اللي للحين ماعقلت .. حتى حصة البزر اعقل منها .. : هين والله
لاوريتس .. " التفت لنورة " نورة .. لاتبعدن ..
نورة : زين ماحنا مبعدات بنروح قريب وبنرجع ..
ومشو رايحات عنه .. وهو رجع للبيت .. وشاف امه وابوه فاتحين باب البيت وقاعدين
بالصالة يناظرون المطر .. وسلمان يلعب مع مشعل بالسيل الصغير اللي قريب منهم ..
وحمد ربه برضى على هالنعمة اللي يعيشون فيها .. دخل البيت وحب راس ابوه وامه ..
وقعد معاهم ..
ابو راكان : ذبحك البرد ياوليدي .. روح البس شي يدفيك ..
راكان يغطي ابوه عن البرد : لا حسيت البرد بغيره .. الحين قاعد قبال الضو .. وماهنا
الا الدفا ..
ام راكان تناظر بالسقف اللي يتسرب منه المطر بغزاره : عز الله غرقنا اليوم ..
راكان : ايه والله تو المطر زاد .. الله يستر لا يغرق البيت .. وقام يشوف الغرف اذا
جاها شي من المطر .. وشاف وحدة من الغرف مايسرب سقفها شي .. قرب من ابوه
يبي يشيله : يبه بوديك للغرفة .. هنيا لو قعدت بتغرق ..
ابو راكان : والضو وانا ابوك ؟
راكان : بجيبه عندك .. بس ادخل لا يذبحك البرد .. شال ابوه ودخله .. وبعدها دخلو
خواته يركضون للبيت .. وكلهم ثيابهم متبللة من المطر اللي حط فجأة بغزارة ..
وتجمعو كلهم بالغرفة بعد ماصارت صالتهم والغرفة الثانية كلها موية من اثر
الامطار الغزيرة .. تجمعو حول الضو وتغطو زين .. وكملو قعدتهم سوالف وضحك ..
يتخللها تسبيح وتهليل وتكبير ..
/
\
/
\
/
\
/
\
نقيضين هي احاسيها الحين ... احساس رائع بالأمان من جهة يقابله احساس قاتل
بالخوف من جهة اخرى ..الأمان اللي حصلته ببيت عمها بعيد عن زوجة ابوها
واخوانها .. واحساس بالخوف من اللي ينتظرها اذا رجعت لهم .. رجعت بالزمن 8
سنوات .. وتذكرت اقسى عقاب تلقته بحياتها .. مراهقة .. فتاة بعمر الزهور ..
وبمدرستها الثانوية .. آخر يوم في الاختبارات ..ولأول مرة في حياتها يطلبون منها
البنات تقعد معاهم ... حست بشعور فرح كبير انها مرغوبة من الناس وهي اللي طول
عمرها تحس انها منبوذة ..وافقت تقضي وقتها معاهم .. تأخرت نص ساعة بس على
السواق ووجدت نفسها تدفع ثمن هالسعادة المؤقتة دم .. سيل اتهامات واجهتها ... فيلم

متى ينتهي همي وحزني
قصة واقعية محزنة جدا جدا ولكن