سفينتي وأنا

أنا لي سفينة صنعتها من الخشب الرقيق "لم أكتشف أنه رقيق إلا فيما بعد"
هشة ضعيفة متهالكة قديمة , الشمس غيرت لونها وحولته إلى الأصفر المتصدي " عندما يصدء الخشب " كل شي في هذا الوقت أُجيز فأجيزو لي هذة
ومرروها "فليس كل مايصدء حديداً"
هذة السفينة ملكي أنا أجهدتُ نفسي حتى أكملتها
وسهرتُ ليالِ طويلة حتى أنتهيت من بناءها
وأصبحت هكذا
لاأحد يتشرف بالأقتراب منها لأن ظاهرها لايُرغب به
بها مجداف واحد لي أعتداد يدي وأعتادته يداي
خشبة ممدده يتجاوز طولها المتر , أطراف الخشب فيها وعلى حوافها أصبح كالأبر لاأحد يفضل ملامستها
لكنه حينما يلامس يداي أشعر بها أنعم من الحرير"
بهذة السفينة أبحر"وحدي" ببحر أمواجهه قوية مخيفة مرعبة
"وحدي"
تبحر سفينتي ليلاًً
" وحدي "
لايرافقني بهذا الليل أحد
ينظروني فقط بصمت " يبتسم لي بحزن بعض المودعين "
بشهادة القمر " رأني أنا وسفينتي فقط نقاوم أمواج قوية جداً بصبر وجلادة هو راءنا أسألوه أن شئتم ُ أسالوه؟؟!!
كان يبتسم لي أبتسامة رضا ليست أبتسامة حزن
أبتسامة الرضاء تجعلني أتقدم بقوة وأبتسامة الحزن تدمي قلبي
هاهو القمر يقول لي " أستمري ووأصلي الأبحار بسفينتك المتهالكة أستمري "!!
أستمري
" وحدك "
مرت ليلةُ سوداء مخيفةٌ جداً
غطتنا أنا وسفينتي سحابةُ ليلية حالكة السواد
لسعات الرعد تمس قلبي وترعبه
وقطرات المطر تروي خوفي وتسعفه
وبركات ربي تسندني
بعد هذة اليلة مضت ليال كُلها متقاربة
.
.
.
.
.
.
وأصلت وأبحرت
.
.
.
.
.
.
أقتربت من هدفي "أوقفت سفينتي "
صباحاً والشمس لم تشرق بعد وصوت البحر طاغي
أنتظرت
.
.
.
.
.
أنتظرت
.
.
.
.
.
أنتظرت
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
فتذكرت أني
" وحدي "
كل شي أختفي
الهدف
والحلم
والأمنية
سطعت علي الشمس
أيقظتني حرارتها لتقول لي
"عودي"
وأنتظري فقط
غيرت وجهتي إلى طريق العودة " وحدي"
أعود صفر اليدين
تحملني سفينتي الصابرة
عودي بي ياسفينتي فأنا لم أعد أقوى التجديف
أحمليني "وحدي "وأرميني على ساحل خالي
فكل شي عندي أستوى "
قاومي الموج القادم " وراوغي أسماك القرش
وأبحري " لتعودي وتعيديني معك
أنتصف الليل
والقمرقد أستقر بوسط السماء يتسامر مع نجومه
رأءنا ونحن "أنا وسفينتي " عائدين
بعد أبتسامة الرضاء
أبتسم
أبتسم
ولكن
أبتسامة حزن " أدمت قلبي"
مثلهم تماماً
صوت البحر يعزيني بعنفوان وسطوة وجبروت
أقتربنا من الساحل
نفضنا البحر نفضه قوية
أنا وسفينتي
ووصلنا بسلام
لكن بلا أحلام
وأماني
وأهداف
نفضنا " كأنه يقول لاتعودون مرة أخرى "
" لامكان لأمثالكم عندي"
وهنا
الساحل
لاأحد بستقبالنا
ركنت سفينتي
ونام مجدافي بداخلها
تقدمتُ خطوات
فخطوات
فوجدتُ نفسي " وحدي"
بلا سفينة ولا مجداف
نحو السماء نظرت
وجدتها زرقاء بيضاء
" وحدي "
لكني شعرت ُ بشئ من الأمان
مع أصدق الأمنيات.
عندما يحتضنني الحزن
أشعر بحرماني
لكن من الظلم أن أنكر أنني أبدع ؟؟
وراحةالأبداع قد تطفئ نار الحرمان بداخلي ...
ح أزان الحجاز