سهرة مع تكات

1. لكن هيهات هيهات ..كل شيء في الكون يسمعني سوى الثقلين ..


2. أوه إنه المشجب ليس إلا ...!!


3. "الله اكبر الله اكبر .....الصلاة خير من النوم ..""

كان البحث عن العمل هذا اليوم مضني , وهاأنا أخيرا على فراش من حرير أتنعم بنوم هاديء ومريح ..لازحمة فيه مع جموع البشر لطلب وظيفة ..وفي حرّ لا يحتمله إنسان ..وأشخاص أغبياء لا يمكن التعامل معهم ...سأنام وأحلم بغدّ واعد لحياتي الطويلة ....!!
لقد قدمت أوراقي لنيل تلك الوظيفة المرموقة .. وغدا في وقت باكر ستكون المقابلة من أجل نيل هذه القطعة من كعكة الحياة ... والتي تعتبر أهم قطعة لتكون حياتك مثالية أو perfect كما هو دارج بأفلام الأكشن ..ورغم اني لست مضطرا لعمل هذه المقابلة ..فإنه مجرد اتصال هاتفي مع انسان مرموق وعلى أكتافه أنال هذه القطعة بدون عناء ...!! ولكن المسألة مسألة منظر ليس إلا ... ليقال عني نالها بجهده !! وأنا أكيد أنني لن أخسرها ..!!
ضبطت الساعة على الموعد .. وسأنام لأبتلع القطعة غدا ...تك تك تك ...أوه إنها تكّات الساعة المزعجة تنبأني أنه مع كل تكة مضت اقتربتُ بمقدارها من اليوم الموعود .. لنقل من قطعة الكعكة ..أوه الأرق والتعب قد أنهك قواي والهم بدأ يتسلل إلى صغير يعيش بداخلي .. وهذه التكات تزيد من همي !! سأتناساها لأنه وقت النوم ...تك تك تك ..ياه مازالت هذه التكات تنبأني باقتراب الغد .. وها أنا أحارب لأتناساها ..وفي خضم المعركة تتقلب صفحات أفكاري .. تخطيط لمستقبل واعد ... وحياة فارهه .. وجاه لا يناله سواي .. يالها من أفكار جميله .. وصفحات رائعه ..ووصلت الصفحة الأخيرة والتي تعتبر الخاتمه للجميع !!!
أصبحت أردد بخلجات نفسي لما لا تكون هذه التكات تنبأني عن اقترابي من قبري !!..مع كل تكة مضت أنا أقترب من الموت ومن قبري .. وهناك في موطني الذي لا محالة منه يكون إحدى اثنين ...؟؟إما نعيم مقيم وقبر واسع وحسناتي تحيط بي وتواسيني وأسعد بمقامي الجديد رغم أن الدود قد نخر عظامي ....حسناتي !!؟؟ حسناتي !!؟؟أحاول جاهدا أن أعد حسناتي في سنين عمري التي انصرمت .. ولكني لا أجد ..كيف ذلك؟
انني لاهٍ .. والحسنات التي اتذكرها من نصيب أشخاص قد اغتبتهم واذيتهم كثيرا .. انني صفر الحسنات .. ويحي أيعني هذا انني كثير السيئات ؟؟؟وصاحب السيئات لا يعيش بنعيم مقيم ..بل يعيش بجحيم دائم ..!! قبر ضيق و نار تلتهم جسدي .. ولا حيلة لي سوى أن اصرخ واصرخ بأعلى صوت راجيا ان يسمعني اي شخص فيحثو التراب عن قبري لينبعث نسيم هواء ليس إلا ؟؟..ليخفف نارا تستعر ...

لكن هيهات هيهات ..كل شيء في الكون يسمعني سوى الثقلين ..

يا ربي ..!!هذا كله ليس شيء عندما أقف في اليوم الموعود حقا ... يوم القيامة .. أمام رب عظيم ليحاسبني ..كيف اجيب ؟؟ ماذا اقول؟؟؟ نسيت أن اصلي الفريضة بوقتها ..؟؟لم اقصد ايذاء جاري ؟؟كنت على عجلة فاضطررت ان انقر صلاتي كنقر الغرب ؟؟لم اعني جرح مشاعر ذاك اليتيم ؟؟....
بماذا اتعذر ؟؟وانا اخطيء واعلم انني اخطيء .. تك.. ماذا لوقبضت روحي بعد هذه التكة ..تك ..او تلك التالية ..مهما طالت هذه التكات لامفر من مصيري ...
ماذاك الشيء الاسود الضخم الذي بقربي ..؟؟قد يكون ملك الموت ؟؟اتى ليقبض روحي وهو يقول : يا أيتها النفس ...؟؟....ارجعي الى ربك ...؟؟...
أية نفس يقصد ؟؟الطيبة ام الخبيثة ؟؟ما تلك الكلمة التي تحدد مصيري الابدي ماهي ؟؟؟لا يحق لي ان احددها لان اعمالي قد صنعتها ....!!
ياه هل هو فعلا ملك الموت ؟؟؟دقات قلبي تتسارع وبأي لحظه ستتوقف ..سأمعن النظر علّي أرى ملك الموت وعلّي مما أراه اعرف ما الكلمة المصيرية !!!؟؟

أوه إنه المشجب ليس إلا ...!!

لقد أفزعني وخلت اني ميت لا محالة ربما هي فرصة لأعيد النظر فيما هو أهم شيء في تلك الدنيا الفانية ...سأعيد النظر بأعمالي وأراقب ما يخطه الملكان في كتاب اعمالي ..لا فائدة من الوظيفة غدا ..فقد غفلت عما هو اهم منها ...غفلت عن رضى ربي ....فسامحني يارحمن واني لاشكرك واحمدك كثيرا ان جعلت لي فرصة اخرى لاعمل حسنا ..

"الله اكبر الله اكبر .....الصلاة خير من النوم ..""

اي نعم الصلاة خير من النوم ..سأنهض لاعيد تنظيم حياتي بما يرضي ربي ..وقطعة الكعكة تلك صغيره جدا جدا امام ما اطمح اليه الان ..تك تك تك ..وايتها التكات لم اعد اخشاك فسأسارع بالخيرات ..واعملي انتِ دائبة لتعلني نهاية الخلق ..!!
انتهى