&عبير&
31-01-2022 - 05:33 pm
قد تكوني يا من تقرئين حروفي أو تسمعين كلامي قد سمعت عن قصص محزنه أو مؤلمه ربما تكون من نسيج الخيال وقليل منها ما يكون واقعياً.
لن أتحدث لك عن قصة حدثت في فلسطين ولا في كوسوفا بل سأقص عليك قصة حدثت منذ وقت قريب وربما تعرفين صاحبة القصة :
لم أتعرف عليها إلى منذ وقت قريب لم اعتبرها صديقة مقربة ولكني اعتبرتها صديقة دراسة ولكن مع مرور الأيام بدأت اهتم بها واسمع لأقوالها وأحاول معرفة كل شئ عنها اعجني ذكاؤها النادر كانت فتاة ذكية كانت لا تعرف شيئا يسمى الحزن لا تعرف شيئا يسمى البكاء لا تعرف سوى الابتسامة .
ترى دوماً البسمة عل محياها تضحك مع تلك وتلعب مع الأخرى وتسمع حديث تلك من دون ملل أو كلل دوماً كانت تتحدث عمّا حصل لها في البيت عن والديها أخواتها وعمّا فعلت في الإجازة وكانت تتحدث من أحلامها وطموحاتها وهي لا زالت في الصف الثالث متوسط كانت تحلم بأن تصبح طبيبه شرعية كانت محبوبة لدى صديقاتها ومعلماتها كانت دلوعة والدها فكان والدها يحبها حباً شديداً أكثر من أخواتها بل أكثر من نفسه عشنا لحظات جميلة في تلك السنة ولكن كان الجميع حزين لم يبقى شيء على الإجازة الصيفية لم تكن تود ترك صديقاتها كانت تتحدث عن الحمية كانت تحاول جاهدة بتخفيف وزنها كانت تقول بأن هناك مناسبة ويجب أن تكون فتاة رشيقة .
وفي الإجازة قررت زيارة بيت الله الحرام لا داء فريضة العمرة ولكن قدماها لم تحملها أحست بالتعب فاضطرت إلى أن تجلس على كرسي متحرك عادت إلى الرياض والسعادة تملئ فؤادها لم يبق إلى أيام وستبدأ الدراسة وسترى صديقاتها كانت تفكر بزي المدرسة ما لونه ؟ وكيف سأخيطه ؟ وكم جيباً أضع ؟ وأين أضع الفتحة ؟ وأيهما أجمل الحقيبة السوداء أم الحقيبة الرمادية ؟ آآآآه ما أطول الأيام متى سيحل موعد المدرسة يال شوقي للأحبة ما أطول الأيام ولكن سأنام وأقوم وأرى صديقاتي سأرى :
( نوره ) (هيا ) ( تحرير ) ( شريفة) ( منال ) ( أمينه ) ( سمر ) وكل الأحبة .
وبالفعل مرت الأيام وانتهى زيها المدرسي ذهبت مع والدتها لإحضاره من الخياط في أثناء العودة قالت لأمها إني اشعر بضيق في صدري كأن الهواء يدخل ذره ثم ذره إلى صدري خافت الأم وأخذتها إلى المستشفى وبعد الفحوصات والتحاليل الدقيقة أجاب الطبيب وللأسف أن أبنتك تعاني من جلطه تفاجأت الأم رجاءاً يا دكتور اعد الفحوصات وبعدي يومين أجاب الطبيب بأن هناك ثقب في القلب وبعد عدت ساعات أجاب بأن هناك مشاكل في الشرايين وفي النهاية وبعد عدة أيام قال إنها على ما يرام يمكنكم أخذها إلى البيت فرحت كثيراً وقالت الحمد لله نعم غداً سأذهب إلى المدرسة رفضت أختها الكبرى ( ريم ) طلبها وقالت يجب أن ترتاحي فأجابت أود أن أسلم على صديقاتي وأستلم كتبي ولكن أختها أصرت على موقفها يجب أن ترتاحي وأنا سأذهب وأحضر الكتب لكِ .
ولكن في ذلك اليوم وتلك الساعة حدث مالم يكن بالحسبان أمر لم يتوقعه احد ولا مجرد تفكير أحست بضيق شديد أخذ الأكسجين ينقطع شيئاً فشيئاً حاول الطبيب محاولة إنعاش ثلاث مرات ولكن قدر الخالق إذا قال لشيء كن فيكون اختفى صوتها وهدأت نفسها وبرد جسمها وخرجت روحها إلى خالقها ماتت نعم ( ميعاد ) ماتت بكى الجميع ونقلت أمها إلى المستشفى والله أعلم بحال والدها كادت والدتها أن تجن أبنتي أبنتي أريد أبنتي ضعوا علي الوقود وأحرقوني لا لألحق ابنتي أو أعيدها إلى حجري أريد أبنتي تفاجأ من في المدرسة بعد أن جهزوا لها الكتب واختاروا لها مكانا في الصف لم يتخيل أحداً أمراً كهذا رحما الله وأسكنها فسيح جنته إنها ( ميعاد ) .
(ميعاد ) الصديقة الوفية والأخت الحنونة رحلت وتركت الدنيا وتركت أهلها وتركت صديقاتها أن ألقاها ثانيةً ولكن كما قال الشاعر
ما كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا يشتهي السفن
عجز اللسان عن الحديث وجف القلم وذاب الفؤاد حزناً وألماً .
ولكن أسئل الله العلي القدير أن يرحمها ويغفر لها ويدخلها فسيح جنته ويجمعنا معها في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصالحين ( آمين )
يوم الوفاة : السبت ( الموافق لأول يوم من الدراسة )
تاريخ الوفاة: 16 / 8 / 1427 ه
ساعة الوفاة : 9 صباحاً