الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
دانة بحر
20-11-2022 - 12:01 pm
  1. يوسف

  2. معجب أنا بك آنستي

  3. يوسف


فُتحت ستائر غرفة نومنا بكل وحشية ,,, اجتاحت شمس الصباح أرجاء الغرفة ,,, فتحت عيني بتثاقل.. نظرت إلى زوجي بحسرة طالبةً منه إغلاق الستائر,, تقدم إلي بوجهٍ باسم وهمس في أذني
صباح الخير يا حلوة ,,و يلا قومي وبسك نوم,, بنموت جوع !أحكمت غطاء السرير فوق رأسي مطالبةً بالعودة إلى النوم.. ولكن ابتدأ هو بشن حملات الإزعاج ... ابتدأ بالغناء .. ثم بالصراخ ... ثم احضر ابني ذو الثلاث سنوات وابتدأ بالقفز فوق السرير ... حتى استسلمت واستيقظت ! كل هذا الإزعاج كي اعد لهم طعام الفطور !,,, أي الرجالُ هو زوجي الذي لا يستطيع أن يعد لنفسه طعام الإفطار !جلسنا جميعا على طاولة الطعام ,, لا ينتابني الشعور بأننا عائله إلا إذا جلسنا جميعا على الطاولة أنا وزوجي وقرة عيني ابني الصغير بيننا_ اليوم عندك شيء الصبح ؟
  • لا... يمكن بس أروح امشي خلودي بالعربة ... مسكين من زمان ما طلعته_ اها ... طيب يا أم خالد أنا أستأذن الحين بروح الدوام_ احلا يا أم خالد !.... وش ذا الرزه !_ من اليوم ورايح شغلنا راح يمشي رسمي !.. انتي أم خالد وأنا أبو خالد ... بعد جايبين ولد ليه ! ودعت زوجي عند باب المنزل ,, لكم اشتاق إليه .. ليته يبقى حبيس المنزل معي !... فأنا ربة منزل .. لم اكمل دراستي الجامعية ..وتفرغت لتربية ابني بدأت بالعمل .. نظفتُ ومسحتُ ورتبت وغسلت ... لطالما أصر علي زوجي بأن نحضر خادمه إلى المنزل ولكني كنت ارفض .. فتنظيف المنزل يشغل وقت فراغي في ساعات النهار التي يغيب فيها هو عن المنزل بدا ذاك اليوم نهاراً طبيعياُ كأي يومٍ آخر ...لم اعلم ما أخفته لي مشيئة الله في هذا اليوم !بكل عفوية أخذت خالد إلى المجمع التجاري كي يتنزه بعربته ! لكم يحب الدوران في المجمعات التجارية ! طفلي محط أنظار الجميع ! ..حُمرة خداي ...دوران وجه والده .. بياض عماته... اسوداد عيني خالته.... يصلح في دعايات الأطفال بابتسامته الساحرةكل من يعمل في ذاك المجمع يعرفون طفلي... فيحملونه تارة ويحضرون له الحلوى تارةً أخرىوبينما أنا أسير في ذاك المجمع وقعت عيني على تلك الاعين الشاخصةُ في ! أعرف هذه العينان جيداً واعرف صاحبهما!.. ولكن ذاكرتي خانتني .. نظارته لي كانت بلا أي معنى .. يسرح في بلا مبالاة .. وكأنه ينظر إلى شبحٍ ما ما الذي اتا بك إلى هنا ؟ ... أهذا أنت ؟ .. اصحيحٌ ما أرى ؟ ... اتسعت عيني لدى استيعابي من هو ذاك الشخص ! كان يقف بعيداً متأملا في بكل حسرة .. ابتدأت باستيعاب نظراته بعد أن ميزتُ ملامح وجهه ! لكم غيرته السنين!! يقف أمامي بكل انكسار .. بكل الألم ..بكل العذاب والحسرة !... يقف أمامي رجلاً جردته الغربة من معالم الفرح .. نسيت شفاه الابتسامة ... يقف أمامي رجلاً تجرع كيسان المرارة كأساً تلو الآخر ابتدأ بالمسير إلى بخطىً واثقة وفي كل خطوة يخطوها تتخبط الذكريات في رأسي ... أول لقاء .. صندوق الجرائد .. الرسائل .. الأشعار ...هاتف المنزل ...حادث السيارة... شريط التسجيل ... ويوم زفافي! ما هذا يكاد رأسي ينفجر من هول ما أرى أمامي من ذكريات نظرات عيناه كانت تحمل ألف معنىً ومعنى ,,,شحوب وجهه عبر عن الكثير .. الابتسامة الصفراء طعنت في صدري ألف خنجر وفي آخر خطوة من خطواته ..... تذكرت كل شيء ! واجتاحتني عاصفة الذكريات !

قبل ست سنوات !....أول لقاءٍ لنا ! ..كان في هذا المجمع ! !.. كنت في تلك الأيام لم أتعدى أل 19عاماً ! ذهبت وأختي للتسوق .. كان يوما عادياً .. كأي يومٍ آخر .. في تلك الأيام كنت كثيرا ما أتردد على المجمعات التجارية .. فكانت أختي لمي تستعد لزفافها كان هو ومجموعة من شباب بلادي الفاسد ابتدأ وبمضايقتنا .. وملاحقتنا من محلٍ الى آخر .. حتى طفح الكيل والتفت أختي بغضب وابتدأت بالصراخ عليهم .. تذكرهم بأن لهم أخوات .. وانه من غير اللائق فعل شيء كهذا في مكان عام .. وان ما يحدث لنا الآن من الممكن أن يحدث لمحارمهم ... بعد أن أتمت أختي محاضرتها الطويلة .. ابتدأو بالضحك .. وبالسخرية من طريقة حديثها التفت أنا حينها بكل غرور وعزة ونظرت إلى عينة مباشرة_ حبيبتي لا تتعبين نفسك مع ناس زي كذا ...وتقعدين تحاولين تطلعين خصل الشهامة فيهم وتذكرينهم بأخواتهم ... هذا إذا كانو رجال ويخافون على أعراضهم من الأساس ! كلماتي استفزتهم اشد الاستفزاز وابتدأو بالصراخ والشتيمة ... فأشار لهم بان يصمتوا وذهبوا بعيدا بعد إشارته !... كان من الواضح انه زعيم تلك المجموعة فمن إشارته تلك صمتوا وذهبوا ! في طريق عودتنا إلى المنزل .. لاحظت وجود سيارةٍ تتبعنا .. تجاهلت وجودها .. وهمست في داخلي ( شباب تافه !) وانتهى ذاك اليوم ! .. اليوم الذي ابتدأت فيه قصتي معه! صباح اليوم التالي استيقظت مبكرة على غير عادتي ! ...بعد سنوات علمت لماذا كانت المشيئة أن استيقظ مبكراً في ذاك اليوم ! جلست أشاهد التلفاز بكل برود ! .. لم يستيقظ في ذلك الوقت إلا أمي .. والخادمة ! بعد ساعة ... رن هاتف المنزل ... تركته يرن منتظرةً أن تجيب أمي! ... فأنا اقل سكان هذا البيت استقبالاً للمكالمات لم ادري ما الذي جعلني أجيب على الهاتف !
  • الو
  • صباح الخير
  • صباح النور مين ؟
  • صوتك مميز .. وينعرف بسهولة .. الحمد الله توقعت إني ما بعرفه !
  • نعم ... مين ؟
  • أنا ...أنا اللي تهزأ أمس على ايدينك ...أتمنى انك تكونين قد حركتك اللي سويتيها أو انك تكونين .. الشخصيه اللي ودي ألقاها فيك _ انت ما تستحي على وجهك تدق على البيت ؟ ... تبي ابلغ عليك الأمارة واقول انك تزعجنا .. ترا عندنا كاشف ... والله لا اشتكي عليك واخليهم يقطونك بالسجن لين تعفن !_ قبل لا تهاوشين وتسكرين بوجهي ... أبى أذكرك اني اعرف وين بيتكم ورقمكم....... وصندوق الجرايد حقكم كان مفتوح ولسا محد اخذ الجرايد .. فالحقي عمرك ! واقفل خط الهاتف ! لم افهم جملته الأخيرة ... كنت اشتعل غضباً ... أي وقاحة تدفعه إلى معرفة رقم هاتف منزلنا ! بالتأكيد هو الذي تبعنا بالأمس ! جلست متوترة الأعصاب بعد مكالمته ... أفكر في جملته الأخيرة ... ما دخل صندوق الجرائد ؟ جلست برهة ..... ثم قفزت من مكاني متجهة إلى باب المنزل ... فتحت صندوق الجرائد ... أخذت ما يحتويه وعدت إلى المنزل كان من بين الجرائد ظرفٌ صغير ... ظرف!!! توقعت أن يضع قصاصة من الورق تحتوي على رقم هاتفه النقال ولكن بيدي الآن ظرف ! هل افتحه أم أمزقه دون أن اعرف محتواه ؟ أخذت الظرف إلى غرفتي وألقيت به بين كتبي ...سوف اطلع على محتواه فيما بعد .. فأمي ابتدأت بالشك في تصرفي ! مساء ذاك اليوم تذكرت الظرف .. اندفعت إلى غرفتي مسرعة لافتح محتواه وصعقت بما رأيت

إلى مراهقة !
لك يا مراهقة أضاعت من فمي الحديث ... لك يا مراهقة مست رجولة شاب بليد ... لك يا مراهقة أذابت في الجليد

يوسف

عجبا ً!!.....ظرفٌ وبه قصيدة من اجمل ما خطت يدا نزار قباني ؟ ...ألأصحاب العقول الفارغة الذين يتتبعون الفتيات إلى بيوتهن بعض الدواوين ؟ شابٌ بتلك الوقاحة يحفظ شعراً كهذا ؟... وأنا لست ذات سبعة عشر !! ... أملامح وجهي طفولية لتلك الدرجة ! ما الذي يقصده من حركته تلك !... ما المفترض علي فعله الآن ؟ .. ابلغ والدتي .. أختي ؟ ... آخى ؟ماذا سيفعلون ؟ .. أخي بالتأكيد سوف ينفجر غاضبا .. أختي ستجن لا أظنه سوف يعاود الكره إذا أنا لم ابد له أيما اهتمام ... وهذا ما سأفعله سأتجاهل الأمر وكأني لم أر شيئاً! مر ذاك الأسبوع طبيعياً ... أوبالأحرى اعتبرته أنا ... طبيعياً !.... كنت أرى بعض الأشياء الغريبة ولكني كنت أقول أنها مجرد محض صدفة .. لا اكثر ولا اقل ! اخرج من بوابة الجامعة .... حارس البوابة .. سائقي السيارات ... وجه يوسف بينهم ! إشارة شارع منزلنا ... سيارة جارنا احمد .. سيارات أجرة ...باص مدرسه .... سيارة يوسف ! في المجمع.....بعض المتسوقين ... أطفال يلعبون .....موظفي المجمع.......يوسف ! ما هذا أكاد أن أراه في كل مكان !... هذه ليست محض صدف !ماذا افعل ؟ ..هل اتصل بوالدي ؟ .... لقد طلب مني ذلك ! قال لي في المرة الاخيره التي رأيتها فيه أن لا أتردد في طلب أي شيء ... وان لا اخفي عنه أية َ مشكلةٍ تواجهني ..هل اتصل به أم اتركه في عالمه الخاص بين زوجته و وأولاده ؟ أتُراني أريد إيجاد أي فرصة لاتصل به ؟.. رقمهُ يستفز أصابعي .. أريد أن أهاتف ذاك الوالد الغائب الذي لم اعش معه يوماً ... ولاكني لا أتجرأ .. لا تزال كلمات أمي ترن في رأسي منذ أن كنت صغيرة .. بأن أبانا لا يحبنا ولا يريد العيش معنا قالت لنا ذلك حتى نتحمل فكرة أننا سوف نعيش من دون أب ... قالت لنا ذلك حتى لا نحزن على فراقه أبى ليس هو الشخص المطلوب الآن .. سوف اخبر أختي لمى فهي الأقرب لي والأكثرُ تفهماً بين الجميع !في اليوم التالي حاولت إخبار لمى .. ولكن لم استطع .. كنت كلما حاولت التطرق إلى الموضوع ابتدأت هي بالحديث عن حفل زفافها والاستعداد له ! قررت للمرة الثانية بأن أتجاهل ما يحدث ..بما إني لم اظهر له أيما اهتمام !في كل صباح كنت أتفقد صندوق الجرائد .. خوفا من أن يكون قد وضع فيه شيئاً !... مر اسبوعان ولم يضع شيئاً .. ظننت بعدها انه نسي فكرة صندوق الجرائد ... ولكني لم انس أن أتفقده يومياً كان شيئاً جميلاً ...أعيش كما الأفلام ... انتظر أن يضع لي ساعي البريد خطابا من حبيب !.. ولكني عوضا ً عن ذلك كنت انتظرُ ظرفاً من مزعج ! ولكن كانت مجرد فكرة الخروج كل صباح لصندوق الجرائد ممتعه بحد ذاتها ... حتى وإن لم أجد شيئاً !
ولكن في صباح يوم الخميس وجدت ظرفاً صغيراً آخر !... ارتعشت يداي لدى رؤيته... دخلت إلى البيت مسرعة خوفا بأن يراني أحد ! هرولت إلى غرفتي مسرعة ... وأحكمت إقفال الباب ... وفتحت الظرف ! ورقة تكاد أن تكون خالية إلا من كلمة واحدة !......( أنا آسف) يعتذر ! أيُ جنون ٍ هذا ؟ ..... يعتذر على ماذا ولماذا ؟ ... على كونه وقحاً؟ ..تافهاً... مراهقاً....ساذجاً ... عديم التربية !؟يعتذر على ماذا !... تصرفاتٌ غريبة ! ... لن أحاول تفسير ما يحدث فليس هناك أي تفسير ! دقائق معدودة ورن جرس الهاتف ! ..
  • الو
  • اعتذاري مقبول؟
  • على حسب هو على ايش !
  • يوم الشباب يزعجونكم بالمجمع
  • ليش تقول يوم الشباب أزعجونا ؟.... قول يوم أنا!... والشباب أزعجناكم !
  • أنا ما نطقت بولا كلمة ذاك اليوم لو لاحظتي ... أنا كنت متفرج ...
  • ما يبرر تصرفك .. على العموم اعتذارك مقبول إذا كنت بتبطل حركاتك السخيفه واتوقع انت فاهم قصدي مع السلامة ! أيُ حماقةٍ ارتكبت !..... بدل أن انفجر في وجهه غاضبه حدثته بكل أدب واحترام وأخذت أتناقش معه بكل هدوء ! يالي من غبية ... سوف يتمادى في أفعاله! ذهبت إلى أختي لمى لعلها تجد بعض الدقائق لي !... حتى أشكو لها عن ما يحدث لي من تصرفاتٍ غريبة ! ولكنها أدخلتني في زوبعة الاستعداد لحفل زفافها ! بطاقات الدعوة تملئ ارضَ غرفتها ... أسماء المدعوين كتبت على الجدران !!! ... قائمات الطعام... محلات الأزهار...... كل شيء على الأرض كل ما اشترته من ملابس ... وحلي ... وحقائب... وأحذية... على الأرض ! أهكذا تجن الفتيات ؟ ... أتقلب غرفهم إلى اشد الغرف بعثرة على وجهِ الأرض عند الاستعداد لزفافهن ؟لدي إحساس باني لن أكون بهذه الحماسة والارتباك عند الاستعداد لزفافي ! ولكن كل ما يحدث أعطاني الفرصة لأتجاهل أمر صاحب الأظرف وانشغل في زوبعة الاستعداد للزفاف المبجل ! أسبوع بلا أحداث ...يبدو أن كلامي قد أثر فيه !... أو أنه مريض !...لا أريد التفكير في الأمر المهم أنه لم و لن يعاود كرته ! طريق الجامعة الطويل الممل!.... كل صباح اذهب إلى أسوء المناطق في مدينتنا ... الشوارع مزدحمة وملئي بالسيارات ! أسرح في أفكاري ...زواج لمى سيقام بعد شهر ..ارسم تصميماً للفستان الذي سأرتديه في مخيلتي .. قاطع حبل أفكاري صوت منبه السيارة وصراخ السائق ... حدث كل شيء بسرعة!...... التفت السيارة بقوة واصطدمنا بعامود النور ! تحطم الزجاج .اندفعت من على الكرسي إلى الأمام اصطدم رأسي بقوة في الكرسي الذي أمامي كدت أن افقد الوعي بدأ كل شيء يسير ببطيء شديد.. استنجاد الماره...... صوت الإسعاف..... وسيارات الشرطة لمحت رجلا يحمل سائقنا المصاب.. والدماء تنصب من جميع أنحاء جسمه.... وأنا لا أزال بين الوعي و اللاوعي...... فاجئني رجل الشرطة محاولا إخراجي من لسيارة ... سحبني من اذرعي من بين الحطام... ساعدني على الوقوف وقفت على قدماي..... و بدأت استيعاب ما حدث ! حادث !... سيارتنا تهشمت .. سائقنا في حالةٍ حرجه تغطيه الدماء... الأرض ملئي بحطام الزجاج وعامود النور ساقطٌ في منتصف الشارع ... قدامي ورأسي يؤلماني بشدة ! ...لقد خضت تجربة موت ! بدأ رأسي بالدوران ....أكاد أن افقد وعيي من هول ما أرى !... بحثت عن اقرب عامود حتى امسك به .... ولكن عوضاً عن ذلك امسك بي شخص ما ! امسك بي وبقوة ! ... وهمس قائلاً .....( ما صار لك شيء..أنتي بخير... اهدي !) لم اعي من هو ذاك الشخص كل ما فعلته هو أن انخرطت في بكاء شديد ..... كنت قد بدأت استيعاب ما حدث ... كدت أن أموت منذ دقائق ....كنت في نزاع مع الحياة.....مر شريط حياتي أمامي سريعاً بسرعة اصطدام السيارة .... خضت تجربة الثواني الاخيره ...و لم يخطر في بالي أن أتشهد ... لمست ذاك الحد الرفيع بين الحياة والموت ولم أمت ! امسك بيدي وأجلسني على حافة الرصيف ... ثم نظر إلى عيني مباشرة ...(اهدي ! ... ما صار إلا الخير....بروح أجيب لك موية استني هنا ولا تقومين !) بعد أن ذهب لإحضار الماء .. عرفت من هو ! ... انه يوسف !.لم أفكر كثيرا فالأمر كنت منهكة القوى .. ورأسي يكاد ينفجر .. وأنا أحاول استرجاع ما حدث ! دقائق معدودة وفقدت الوعي من جديد !... استفقت في أحد غرف الطوارئ في المشفى ... يقف بجانبي طبيب ما ..._ أنا وين ؟_ انتي في المستشفى الحين .. صار لك حادث سيارة ... والحمد الله ما في كسور ولا نزيف داخلي .. كل الأمر حالة إغماء من هول الموقف ... جابك واحد من الناس اللي شهد الحادث بعد إغمائك على طول ... كلمنا اهلك لا تخافين.. دقائق ويكونون عندك نظرت حولي لاستيعاب المكان ... حاولت تذكر ما حدث لم استطع ... بعض المناظر فقط علقت في ذهني ...منظر السائق مغطى بالدماء ... الزجاج المتكسر في الشارع ... سيارتنا المتهشمة ... يوسف ممسك بي حتى لا أقع .... يوسف ! التفت حينها ورأيته يقف خارج باب الغرفة... يفرك أصابعه بكل توتر ... ربما هو الذي أحضرني إلى هنا فهو الوحيد الذي اذكر وجوده في مكان الحادث !

بدا وكأنه يتمتم بكلمات لا أكاد اسمعها .. يدور بكل توتر عند باب الغرفة ... وفجاءة التف إلى جهة الباب ودخل !
  • السلام_ وعليكم_ سلامات ..ما تشوفين شر كيفك الحين ؟_ الحمد الله كويسه ... شكرا
  • ما سويت إلا الواجب ..كنتي مفزوعة .. عشان كذا دختي ولا الدكتور يقول ما في اصابه ولا فيك شيء غير آثار صدمه_إيه ادري قال لي الدكتور_ كلمو على اهلك وراح يجون أتوقع هم بالطريق الحين لحظة صمت ...بدا التوتر على وجهه ظاهراً .. بدا وكأنه قلقاً ... ومستعجلاً!_ إذا سمحتي لي أنا لازم أروح لان اختباري يبدا بعد نص ساعة ويادوب الحق ! إذا تخافين تجلسين لوحدك اقدر أنادى لك وحده من الممرضات تجلس معاك_ لا شكرا سويت اللي عليك وزيادة روح ... وش دعوه أخاف !_ أكيد ما تحتاجين شيء ... إذا تبين اجلس لين يبجون اهلك_ لا شكرا ابتسم مودعاً ... واتجه إلى الباب خارجا ً ... صرخت حينها بكل حماس_ يوسف ! التف مبتسماً ...سعيداً.. أكل هذه السعادة لاني نطقت باسمه !_ هلا ؟_ جزاك الله خير_حق و واجب وخرج !وماهي إلا دقائق معدودة واتت أمي وأخي فزعين ! وخرجت من المستشفى بعد أن قضيت الليلة هناك ... أصرت أمي على بقائي في المشفى حتى تطمئن !... فهد قضى الليلة معي في المشفى ..... لم أحس يوماً بان أخي يحبني أو يهتم لأمري إلا في تلك الليلة ... حادثني دون خشونة ... حادثني بحنان الأخ فتح لي قلبه وأسراره لأول مره ... علمت منه انه يحب ابنة خالتي ... وانه متردد في خطبتها .. شجعته وامتدحتها له لطالما أحسست بأنه اكثر الرجال خلواً من الرومنسيه والعطف ... لم أحس يوماً بأنه من النوع الذي يحنو أو يحب ... لطالما تخيلته جبل جليد لا يتحرك ولا يحس ... ولا يتأثر بالأحوال من حوله لم أنسى موقفه في أول ليلةٍ قضيناها من دون أبى ... أمي كانت تبكي بحرقه ... وأنا وأختي لمي نجلس عند قدميها ونبكي لبكائها .. لم نفهم وقتها ما كان يحدث من خلافات بينهم ... لم نفهم معنى كلمة ( زوجة أب) ولكن فهد كان هو الأكبر بيننا .. كان ينظر إلينا ليلتها بكل جبروت !... عيناه تلمع قوة !.. أحس ليلتها بأنه سوف يتحمل مسؤليتنا من اليوم وصاعد ! وتقمص دور ولي الأمر والأب .. قبل أوانه ... تحمل .. أو حملته أمي المسؤليه منذ إن كان صغيراً من الطبيعي بأن يكون بهذا التبلد ... بهذه الخشونة من الطبيعي أن يكون بهذه القسوة ... يخاف علينا ... ينبهنا لكل صغيرةٍ وكبيرة ... يصرخ ويشتم لأصغر واكبر الأسباب .. خوفاً عليناأخي ..... اكثرُ شخص ٍ فينا تأثر من طلاق أمي ومأساتها عدت إلى حياتي الطبيعية .. كل صباح افتح صندوق الجرائد بكل حماس !... ولكن لا أجد شيئاً بدأت نظرتي تتغير تجاهه من شخص تافه .. إلى منقذ ! وجوده في مكان الحادث ذاك اليوم أثر في كثيرا ً اخرج صباحاً أنا وأختي إلى أحد الأسواق التجارية ..قبيل ركوبي السيارة هرولت إلى صندوق الجرائد أخذت ما في محتواه وركبت السيارة_ ما شاء الله كل ذا ثقافة !..وحماس على الجرايد ؟_ بعد الواحد لازم يعرف وش يصير في البلد هزت رأسها محاولةً إقناع نفسها بأنه مجرد فضول للمعرفة ... وجدت بين الجرائد ظرف صغير دسسته في حقيبة يدي بسرعة حتى لا تنتبه لوجوده ظرت عبر مرآة السائق ... ووجدت حارسي ومنقذي يتتبعنا بسيارته ! أي الرجال أنت ليس لديك شيئاً تفعله كل صباح غير تتبع سيارتنا !... تبسمت في داخلي ...وجوده خلفنا يشعرني بالراحة والاطمئنان بعد أن كان يوترني أشد التوتر ! وجوده في مكان الحادث ذاك اليوم منحني الشعور بالأمان ... وجدت فيه ذاك العطف الذي لم أجده من رجل !أحسست بأنه أبى !... وجدت فيه ذاك الأب الذي لم اعرفه يوما ً ... يقف خلفي ليؤازرني ... يقف أمامي ليصد عني كل مكروه ليته يتتبعني كل صباح ومساء حتى يدفع عني كل سوء وصلنا إلى المركز ... لم أره عند البوابة ولا في الأسياب ...ظننت انه قد ذهب إلى مكان آخر... وانه فقط تتبعنا إلى أن وصلنا بعد دقائق نسيت أمره كلياً.. وانشغلت مع لمي !...و آه من لمى .. تكاد أن تشتري جميع ما بالسوق من ملابس وحلي ! اهكذا تجن العروس قبل زفافها ؟ فاجأني وجهه في إحدى المحلات ... فجأة ودون أي سابق إنذار وجدته أمامي مبتسماً إن الابتسامات فواصل ونقاط انقطاع ... وقليل من الناس أولئك الذين ما يزالون يتقنون وضع الفواصل والنقط في تصرفاتهم !وهو يجيد ذلك ! ابتسامته تحمل معاني كثيرة .. بريئة .. وخبيثة في آن واحد ! راودني الفضول لمعرفة محتوى الظرف في تلك اللحظة !.. كدت أن اجن واقوم بفتحه أمامه ولكني تمالكت نفسي !. ما إن وضعت قدمي في المنزل حتى انطلقت إلى غرفتي مسرعة .... افتح محتوى الظرف بكل سعادة

لم ولن اعترف إلا لكي

معجب أنا بك آنستي

يوسف

رسالة تحمل أشعارا لنزار قباني .... تذيبُ أيَ فتاةٍ كانت ! نزلت إلى صالة جلوسنا ووجهي لا يخلو من ابتسامة خبث !... أسرح في أفكاري وعيني تلمع سعادةً ! جرس الهاتف !... نظرت إلى الهاتف بكل تردد أخي يجلس بجانبي ... أاجيب؟ نظر إليَ أخي قاصدا بنظرته أن أجيب ولكني تجاهلت الأمر !أجاب هو .._ الو ... الو .... ؟ مين ؟ ... الو ! تمتم بكلمات لم اسمعها وأقفل خط الهاتف ! ارتجف في مكاني رعباً !... من المؤكد انه يوسف !... ومما زاد من حدة توتري صراخُ لمى تطلبني في غرفتي ! ذهبت إليها مسرعة .. ودخلت غرفتي فوجدتها تمسك بظرف يوسف ! سحبتني إلى داخل الغرفة وأحكمت إقفال الباب وصرخت في وجهي !_ ممكن تشرحين لي وش هذا ؟ صراخها وتوبيخها لم يسمحا لي بالحديث حاولت التبرير والشرح ولكن هي لم تعطني فرصةً للحديث .. كل ما فعلته هو أن صرخت وشتمت بي ... وكالعادة القي اللومُ على والدي!_ لو كان وراك أبو يعرف يربيك ويمشيك على الصراط كان ما تجرأتي وسويتيها صراخ صراخ صراخ ! أكاد لا اسمع ما تقول من شدة صراخها ! خرجت بعد أن هددت بجملٍ لم اسمعها أو بالأحرى لم افهمها .. ولكن يبدو أنها علمت بأن الأظرف تأتي من صندوق الجرائد! وما إن خرجت حتى اندفعت إلى سريري باكية
ما أنا فاعله ؟.. اجننت لاحب شاباً كان يعاكسني في إحدى الأيام ؟احب شابا يضع لي الرسائل والأشعار في صندوق الجرائد ؟ شاباً لا يفعلُ شيئاً... غيرَ أن يتتبع سيارتنا كل صباح ...؟
أهذا جنون ؟ ... أم عشق ؟ ماذا أقول للمى ؟... ماذا ستفعل بي ؟... من المؤكد أنها ستشي بي عند أمي .. أو أخي؟ ! ويال حسرتي لو أخبرت فهد !... أخي أكثر الرجال انفعالاً على وجه الأرض ! من المؤكد انهُ سوف يجن ! أخي الذي هو من المفترض أن يحل محل والدي ليغمرنا بعطفه وحنانه ... ملئني رعباً منذُ أن كنتُ صغيره ! حتى وان كانت قد تغيرت نظرتي إليه بعض الشيء في يوم الحادث .. فهو لا زال اكثر شخص يرعبني في هذا المنزل ! ولكن لمى فعلت ما لم يكن في حسباني ! ... هاتفت فارسها المغوار .. خطيبها المبجل الكريم ... وطلبت منه ابشع الطلبات على الإطلاق ! أتت إلي بعد ساعة منذ أن كشفت أمر المظروف تحمل بين يديها صندوق الجرائد !...و وضعته في غرفتي !_ شوفي هالمره عديتها ولا قلت لامي .. قصيت على وليد وقلتله يقشع الصندوق من الجدار ...لان في شباب يحطون فيه أشياء ما نبغاها ! ... واعرفي إن المره الجايه ما بتوصل لامي بس ! .. لامي وفهد !صفعت الباب بقوة وخرجت !قضيت ليلتي بين البكاء والتفكير فيما حدث !... كيف انتهت بي الأحداث إلى هذا الوضع كيف لي أن اسمح بحدوث كل هذا !؟.....اللومُ يقعُ علي لا عليه ! .. أنا التي أعطيته الجرأة لفعل كل هذا... منذ البداية .. لم أضع لتصرفاته حداً تماديت في مشاعري تجاهه..سأصلح غلطتي !.. .. وسأقطع كل خيط يربطني به لمى اتخذت أول الخطوات لإنهاء هذه المشكلة ... وأنا سأتكفل بالباقي وسأبدأ بالمشاعر التي ابتدأت بالدنو نحوه ! ما الذي يعجبني فيه ؟ .... لا اعرف سوا اسمه ... نوع سيارته .. وأصدقاءُ السوء الذين يسايرهم ! يبدو شاباً تافها من جميع النواحي! ما الذي جذبني إليه ؟... وقوفه إلى جانبي في يوم الحادث .. حنانُ الأب الذي لطالما افتقدته ووجدتهُ في علامات وجهه عندما رايته يقف عند باب غرفة المشفى متوتراً ... يفرك أصابعه بكل ارتباك ؟


التعليقات (9)
فنجال قهوهـ
فنجال قهوهـ
روعه
والله تقطع القلب ياحرام
حسبي الله على صديقه والله يقهر وهذا عااد نصيبه
بصيح من القهر
روعه
روعه
روعه
الف شكر يالغاليه

bahija
bahija
salimat yadaki fi3lan 9isa mo2atira
walahi 7atkhalini a3ayat
tislami

دانة بحر
دانة بحر
:viola01:
فراشه حلووة كلمة روعة قليله عليها وربي يمكن هذي ثاني او ثالث مره اقراها وكل مره اقرها من غير ما احس يتقطع قلبي عليهم و ابكي كنى انا صاحبة القصة
:viola01:
bahija
شكرا عيونى على مرورك ....
.

سرهان
سرهان
اول شي خليني امسح دموعي لانها والله حزينه
وهي بصراحه تشبه لقصه صارتلي بس انا طنشت الموضوع من البدايه
وهذا بفضل اختي كانت تنصحني اني اطنش بالنسبه للاتصال والرسائل
كلها كانت على جوالي يعني كانت مصيبه عظمى صحيح انه كان يجذبني
بكلامه وكان شاغل فكري ومرضت بسببه بس قدرت اطنشه وما بادلته
باي مشاعر وليومك هذا وهو يتصل بس ما ارد عليه له ذاحين تقريباً سنتين.
واخيراً ابسئلك كم يوم جلستي تكتيبن هالموضوع ماشاء الله عليك.

دانة بحر
دانة بحر
سرهان كفو والله طنشي زلبي في الموضوع خليه يجي من عند البابا مو من الشباك لول
بصراحه ما ينفع فيهم الي كذه لانو ما يعرف جدهم من لعبهم .....
اما بخصوص الكتابه والله هذي من زمان عندى طلعتها من ارشيف الدكيومند ومانى مفتكره متى .........

ليدي ليدي
ليدي ليدي
الدموع تصب مااقدر .. لا والمشكله قاعده اسمع ( عافك الخاطر ) .. !
اف ودي امسك رفيجه واكفخه ..
بس والله مححد كاسر خاطري الا يوسف .. = (
الصراحه واايد حلوه القصه حياتي .. وماني بعارفه شلون اعبر ..!
(( خير الكلام ماقل ودل ))
وانشالله دوم تنزلين قصص تصيح ( قطعتي قلوبناا الله بقطع ابليسج )
الله يعطيج العافيه ..
وعسااج دوم عالقوه حيااتي ..

دانة بحر
دانة بحر
:viola01:
ليدي ليدي
الله يسلمك عيونى كلك ذوق مشكوره حياتو على ردك ................

ام نتلي
ام نتلي
اختي ما اعرف ان كنت انت من كتب القصة او نقلتيها بس ....لكن الي اعرفة ان من كتب القصة انسان من نوع خاص جدا جدا تدري ليه لانه يجعل كل من يقرأ الرساله يقع في الفخ ... فخ ان القصة تتكلم عن شئ في داخل كل واحدو وحده فينا تحسسنا انها توصف كل ما حدث ومرينا فيه او يمكن اننا نمر فيه في يوم ... وفي هالكون الكبير لان كل انسان مهما كان ومن كان لابد في يوم من الايام ومر بتجربة ....وقصتك عزيزتي ارقى واعظم وصف للمشاعر الانسانية بكل انواعها من مرحلة المراهقة لمرحله الواحده تصير فيها زوجه وام ,تصور مشاعر صادقة تماما صراع داخل كل منا حين يتعلق الامر بالقلب وبالواجب والحياة والابناء والازواج والاهل وبالواقع ..تصور مشاعر الحب والقدر والظروف والموانع والدين والممنوع والمسموح ...تصور القهر الي الحياة تفرضة على حياة كل واحده مننا ... والحزن الي ينطرح على القلب يقتل فينا الامل والحب ونصير مجرد ايام وظروف ..نعيش عشان الناس وعشان العيب وعشان الي يصير والي ما يصير اكره كل الظوابط واكره كل الممنوع واكره الواجب واكره الظروف ... تدري ..قصتك احيت بداخلي اشياء اكره حتى اني اتذكرها ... لكني احببت قصتك جدا جدا جدا ... كلماتي عاجزة لكن اقول بس القصة رائعة.. سلمتِ

soso_97
soso_97
قصة روعة ...سلمت يداك

الحذر من تسمية المولود بهذا الاسم قصه حقيقيه
أصدقاء وصديقات الأنترنت