الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
دلوعه امها**
06-11-2022 - 05:41 pm
بسم الله الرحمن الرحييم
السلاام عليرحمه الله وبركاته
اخبارركم يابنات وش علوومكم
هذي قصه كتبتهاا وحده من زميلاتي وعجبتني وقلت انقلها لحبوبات الفراشه
قصه ((عبرات الحنين... للكااته ((زهره الافندر ,,
اخليكم مع القصه ورااح انزل كل اسبوع باررت
والله الله بردووكم السنعه هع
البارت الاوول
المملكة العربية السعودية
جده
9هجري
الأحد
5: 2 صباحاً
سماء سوداء ملبدة بالغيوم ..
رياح باردة تتغلغل في الطرقات ..
.. شوارع خالية ..
.. سكون مخيف ..
.
.
.
جلست على كرسيها الصغير
واضعةً كفيها على رأسها
الدموع تنساب من عينيها بغزارة
و الحرقة تسري في قلبها وجوفها
و ألم يعتصر قلبها بلا رحمة ..
.
الهدوء و الظلمة
كانا يحيطان بها من كل جانب ..
و مع نحيبها المرتفع
تكون مشهد مخيف ..
.
.
.
مررت كفيها ببطء على وجهها
لتمسح تلك الدموع ..
جعلت كفيها يكملان المسير
ليستقرا على سطح منضدة الزينة ..
و ظهرت ملامحها ..
.
عينان حمراوان
و شعر أسود مشعث ..
كحل أسود
أذابته الدموع
فعكّر صفاء الوجه الفاتن ..
.
أراحت رأسها بلا وعي على سطح المكتب
و اعتصرت بأناملها ذلك المظروف الأبيض ..
ثم صاحت بألم : لا , ما أصدق , لا ..
و لم يكد لصدى صوتها أن ينتهي
حتى ُفتح باب الجناح ..
انتفضت برعب
و هبت من مكانها فزعة ..
تراجعت للخلف ببطء ..
التصقت بالجدار
و عيناها معلقتان بمدخل الباب
تترقبان دخول القادم ..
.
.
.
دلف إلى الحجرة بهدوء ..
مد يده وأشعل الضوء ..
ثم رفع حاجبيه بصدمة .. قبل أن يتردد صوته هاتفًا :
: ريم !!!!!!!!!!!!!!!!! .. خير ؟؟ .. واشبك ..؟؟ ..
اقترب منها بقلق
عيناه تحملان تساؤلات عديدة
و عندما حاول أن يمد يده إليها ..
.
.
صرخت برعب : لا .. لا تقرب مني .. لا ..
هربت من أمامه بسرعة ..
لكن
يده كانت أسبق ..
قبض على ساعدها
و جذبها إليه ..
حاولت أن تتخلص من قبضته ..
لكنها ..لم تقدر ..
صرخت في جنون : هدني , لا , لا تلمسني ..
ارتسمت الصدمة على محيّاه فأمسك كتفيها بقوه و نظر إلى عينيها و هو يهتف بحيرة قلقة : ريم حبيبتي , علميني واش فيك ؟؟ .
صرخت بألم و هي تحاول أن تتحرر منه : أقلك خلني .. رجعني الرياض الحين .. الحين ترجعني الرياض ..
ما لك حق تلمسني .. خلني بروحي ..
حدّق فيها بدهشة : انتي واش جالسه تقولين ؟؟ ريم , أنا زوجك سلطان ..
عضت على شفتها بألم و هزت رأسها بانهيار .. لا .. لا ..
.
هو ..
ظن بأن هناك شيئاً مسّها , تركها منذ ساعة لعمل ما و كانت بصحة جيدة ..
إذاً ..
ما الذي أصابها الآن !! لماذا هذا التحول ؟؟ و هكذا فجأة !!! ..
.
أجلسها بحنو على السرير هامسًا: اجلسي , خليني أقرا عليك ..
هبت من مكانها و صرخت : لا , أنا ما فيني شي , ما فيني شي ..
اشتعل غضبه فصاح : ريم ..
تراجعت للخلف و هي تنظر إليه ثم توقفت ..
ابتلعت ريقها و ضمت كفيها إلى صدرها و هي تشهق بألم هامسةً: سلطان .. أن .. أن .. أنا .. أنا .. أن
قاطعها بلهفة : انتي ايش ؟؟ تعبانه ؟؟ حامل ؟؟ ايش بالضبط !!..
هزت رأسها بانهيار هامسة بذات التردد : لا .. أن .. أنا .. أنا ..
أخ ..
أخ ..
أختك ..
.
أنهت كلمتها وهي تجثو على ركبتيها , قبل أن تضع وجهها بين كفيها و تنخرط في بكاء مرير ..
نظر إليها بصدمة هاتفًا: ريم !! ريم انتي واش جالسه تقولين !!!؟؟ ..
صرخت وهي تهز رأسها : آآآآآآه , أنا أختك يا سلطان , أنا أختك من الرضاعه ..
انتفض غضباً وصرخ: واش هالكلام الفاضي اللي تقولينه ؟؟ ..
رفعت رأسها إليه و الدموع تسيل هاتفةً برجاء: و الله العظيم , و الله العظيم ..
نزل إليها و قبض على يدها بقسوة ..
صرخ في وجهها : انتي انهبلتي , من وين جايبه هالكلام الفاضي ؟؟
أقلك أنا سلطان زوجك , تقوليلي أخوي بالرضاعه !!!! ..
خنقتها عبرتها
لم تستطع أن تنطق بكلمة
دموعها تحدثت عنها ..
و لكنّ سلطان
لم يفهم شيئا من حديثها ..
.
رفعت يدها الحرة و أشارت إلى المكتب ..
التفت إلى المكان الذي أشارت إليه و التقطت عيناه المظروف الأبيض ..
ترك يدها بجفاء ثم نهض من مكانه بصمت و توجه ببطء إلى المكتب ..
تناول المظروف بيده ..
فتحه ..
جذب بأصابعه الأوراق المختبئة فيه ..
و تلك العينان الباكيتان تتبعانه في خوف ..
و ما هي إلا لحظات ..
حتى
سقطت الأوراق من يده في صدمة , التفت إليها في حدة و الشرر يتطاير من عينيه ..
.
هي ..
ابتلعت ريقها بصعوبة و قلبها ينتفض بين ضلوعها ..
تحرك نحوها بهدوء مخيف ..
هتفت بتوتر شديد : أنا ما أدري عن شي , واحد دخّله من تحت باب الفيلا بعد ما طلعت , ما أدري مين , ما أدري ..
لم يعر بالاً لحديثها بل واصل سيره نحوها بنفس الثبات المهيب ..
أحست بالخطر يقترب فنهضت من مكانها بسرعة و ركضت ..
و لكن ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه
تعالت صرختها عندما شعرت بخصلات شعرها تتمزق بين أصابعه ..
جرّها مع شعرها بكل قوته ثم صرخ في غضب و هو يهزها : يالحقيييره ..
صرخت بدورها و هي تحاول أن تحرر شعرها من قبضته القوية :
و الله ما أدري عن شي , هدني ..
زمجر بغضب كاسر و هو يهوي على وجهها بصفعة قاسية ..
شهقت في ألم قبل أن يدفعها بكل قوته نحو الحائط ..
اصطدم رأسها بعنف ..
و سقط جسدها النحيل على البلاط البارد ..
.
.
.
. .
. . .
.
.
.
.
فتحت عينيها ببطء , الصورة ليست واضحة أمامها , عادت و أغمضتهما و هي تتأوه في ألم واضعةً كفها على رأسها محاولة أن تخفف قليلاً من الصداع الذي ينخر رأسها ..
..
.
فجأة !!!!!..
سمعت صوتاً من فوقها ..
رفعت بصرها بحدة إلى الأعلى ثم جحظت عيناها رعباً وهي تصرخ في ارتياع :
: لا , سلطان , لا ا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
~ æ~¤~ عبرات الحنين ~¤~ æ~
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
  • *

و مضت
  • * عشرون عاما ً **
  • *

@@@@@@@@@
الفصل الأول
~~~~~~~~~
~ الطعنة ~
قد يُنعم الله بالبلوى و إن عظُمت و يبتلي الله بعض القوم بالنعمِ
المملكة العربية السعودية
جدة
9هجري
السبت
5 0 : 10 صباحًا
# مقبرة الفيصلية #
من تحت الغيوم الكثيفة .......
هبت ريح باردة ..
خدش زئيرها سكون المقبرة ..
و أضفى على جنباتها المزيد من الوحشة ..
.
تطايرت ذرات الرمال من حوله ..
و هو يقف ساكنًا أمام ذلك القبر ..
قد علق بصره بسطحه الرملي ..
و مضى يستعيد ذكريات أعوامِ مضت ..
.
اشتدت الريح أكثر ..
فاقتحمت ذرات من الرمال عينيه الساحرتين ..
أغمضهما فورًا وهو يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى ..
.
~ ترن .. ترن .. ترن ~
أدخل يده في جيب ثوبه ..
ثم أخرج هاتفه المحمول ..
: ألو ..
: أستاذ تركي .. اتصل علينا مكتب الأستاذ حسن ناصر و بلغونا بتقديم الموعد للساعه
0: 10 الصباح ..
رفع تركي رأسه إلى الأعلى ينظر إلى الغراب الذي ينعق على السور : و السبب ؟؟ ..
: اجتماع مستعجل ..
نظر تركي إلى ساعته الفاخرة ..
ثم قال : تم ..
أغلق هاتفه ..
و ..
عاد إلى تأمل القبر ..
.
و بعد لحظات طويلة ..
أيقظه شعاع الشمس الذي تسلل إلى وجهه من بين الغيوم ..
أيقظه .. من ظلمة أفكاره ..
.
همس بحزم : اليوم يا لغالي راح أبدأ أول خطوه و أخذ حقك , بالغصب ,
وعدتك ولا واحد منهم بيرتاح و راح أوفّي بكلمتي ..
وضع نظارته الشمسية على عينيه ..
و سار من بين القبور ..
حتى تجاوز سور المقبرة ..
انعطف لليمين و
: تركي ؟؟ !!!
قطب تركي حاجبيه و التفت إلى الخلف ..
ابتسم الرجل الذي يقف أمامه قائلا بتساؤل: تركي بن الوليد ؟؟ !! ..
دقق تركي النظر في الرجل بلحيته البيضاء التي تصل إلى صدره و ملامحه الوقورة .. ثم قال : عبد الله صلاح ؟؟ ..
أومأ الرجل برأسه في إقرار ..


التعليقات (9)
دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
جامعة الملك عبد العزيز
30 : 1 ظهراً
على سلالم المكتبة المركزية .. المقابلة للمبنى ال13عشر ..
وقفت .. بقوامها الممشوق ..
.
أي جاذبية تلك التي ترسمها ملامحها الشابة ..
أهي العينان السوداوان الكحيلتان ؟؟ ..
أم الرموش السوداء الطويلة ؟؟ ..
أم الأنف الأنيق ؟؟ ..
أم هي تلك الغمازتان الشقيتان اللتان تظهران عند أدنى حركة من شفتيها ..
شفتيها الناضجتين ..
المزدانتين بلمعة الورد ..
.
جلست بهدوء ..
و أخذت تتأمل الأجواء من حولها ..
. رفعت بصرها إلى السماء ..
كانت ملبدة بغيوم كثيفة ..
.
هبت نسمات باردة ..
حركت خصلات شعرها الكستنائي ..
رفعت كفها الرقيق ..
و وضعت جزءً من خيوط الكستناء خلف أذنها ..
ليظهر قرطها الوردي المتلألأ ..
الذي انسجم مع ألوان ثيابها ..
تنورة من الجينز الأزرق ..
يزينها حزام وردي.. جلدي رفيع .. أحاط بخصرها ..
قميص أبيض مطعم برسومات متقنة لأزهار تمزج مختلف درجات اللون الوردي ..
.
: و اللي مآآآآآخذ عقلك يتهنا به ..
لمعت على شفتيها ابتسامة ضاحكة ..
ظهرت على إثرها غمازتاها الشقيتان : هاه .. بشري ؟؟ ..
اقتربت منها فتاتان ..
إحداهما طويلة القامة .. نحيلة الجسد ..
يتدلى شعرها الغجري الأسود على طول ظهرها ..
ملامحها تنم عن شخصية متهورة منفعلة ..
و الأخرى ..
متوسطة الطول ..
فتية الجسد ..
بيضاء البشرة ..
جميلة الملامح ..
قد رفعت شعرها الأسود المسترسل إلى الأعلى ..
و لكن خصلات متمردة تحررت من سجنها ..
. هتفت الأولى : لا الحمد لله ..قمحه ..
ضربتها الأخرى بحنق : ولا حق الجنان اللي سويتيه ..
ردت لها الضربة : هيه .. مراموه تراني فرحانه و ما لي خلق مصارعه حره ..
أشاحت مرام ببصرها في استفزاز ..
و وجهت حديثها إلى الحسناء كستنائية الشعر : ردت عليكِ تساهير ؟؟ ..
هزت رأسها نفيًا و هي تنهض من مكانها و تنفض تنورها : لا ..... .... المهم .. تراني ميته من الجوع يلا نروح نآكل ..
حملت حقيبتها : هاه .. أية كافتيريا ؟؟ ..
: البتول .. : العلوم ..
رفعت بصرها إليهما : بدينا يا سوسو و مرمر ..
صاحت ساره بانفعال : البتول موت أحمر ..
شهقت مرام باعتراض و هي تضع يدها على قلبها : و العلوم أخس و ألعن ..
وضعت ساره يديها على خصرها : لاتلعنين .. بعدين العلوم بنشتري و ننطق نآكل على طول .. لو رحنا البتول ل
حركت الحسناء عينيها في ضجر ..
و أدرات ظهرها إليهما قبل أن تحث الخطى ..
: هيه .. عاشقة جاسم ..
ارتسمت على شفتيها ابتسامة هائمة .. قبل أن تقول : نعم يا فضيحة ..
هتفت مرام : على وين ؟؟؟ !! ..
التفتت إليها و على شفتيها ابتسامة شقية : و الله الجو يجنن و نفسي أتمشّى ..
هزت مرام رأسها بتساؤل : يعني ؟؟ ..
هزت كتفيها و هي تواصل سيرها : 12 ..
شهقت ساره: الله يآخذ ابليسك .. بتضّربينا مشوار إلين هناك ؟؟؟ ..
لم تلق أي استجابة ..
لأن مرام قد لحقت بالحسناء .. منهية اختلاف وجهات النظر ..
حركت شفتيها بضجر ..
و ركضت إليها : إلا يا الأميره البيضاء .. ما تحدد موعد الزواج ؟؟ ..
رفعت الحسناء حاجبيها بخبث : ويه .. أنا ما قلتلكم.. ؟؟ ..
صاحت ساره بدهشة : لا تقولين يا رهّيف.. أخيراً حدد الأخ الموعد ؟؟ ..
ضحكت رهف بمرح : طبيعي .. خلاص الملكه الشهر الجاي ..
أمسكت بها ساره : لا .. انتي يبغالك جلسه طويله .. الامتحانات شغلتني عن أخبارك .. اش اللي صار بالضبط ..
.
الجو عليل ..
نسيم بارد ..
يريح النفس ..
و يجبرها على الابتسام ..
.
عدلت من وضع حقيبتها الوردية : انتو من أول عارفين بموعد الملكه .. و قبل أمس رائد علمني انهم حددوا موعد الزواج ..
صفقت ساره بكفيها في جذل : أخيراً .. يا الله .. كم سنه واحنا نستنى ..
هتفت مرام بسخرية : اللي يقول زواجك ..
هتفت ساره بطريقة مستفزّة : زاوج أغلى صديقاتي .. أكيد راح أكون فرحانه ..
التفتت مرام إلى رهف : يعني .. متى بالضبط ؟؟ ..
غمزت رهف بعينها : شهرين بالضبط ..
ضحكت ساره بخبث : و الله و بدأ العد التنازلي ..
: مرام .. ساره .. !!!!!!!!!
التفتن إلى مصدر الصوت ..
صاحت مرام بمرح و هي تلوح بيدها : هلا بالثنائي ..
اقتربت منهن فتاتان أخريان ..
و بعد السلام ..
.
تردد رنين هاتفٍ محمول ..
فابتسمت رهف ..
تعرف صاحب هذه النغمة جيداً ..
أخرجت الهاتف من حقيبتها بسرعة .. : السلام عليكم ..
. .
رائد ..
يقف في حجرته أمام النافذة المفتوحة ..
يتأمل الشارع الخالي إلا من عدد قليل من السيارات .. : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. اشخبارك يا قمر .. ؟؟ ..
.
: الحمد لله تمام ..
.
ابتسم : هاه .. كيف الجو عندك ؟؟ ..
.
رفعت رأسها إلى السماء : روعه .. الظاهر راح ينزل مطر ..
.
أطرق برأسه .. و قال بخفوت : من زمان عن المطر ..
.
ابتسمت بحزن ..
و أخذت تمشي بعيداً عن الفتيات ..
و قالت : صح .. من زمان عن المطر .. أذكر آخر مره نزل فيها كنا مع * حبيبتي * ..
.
تنهد قائلاً : الله يرحمها ..
و بعد لحظة صمت ..
استطرد ..
: كانت أيام حلوه و صعب الواحد ينساها ..
.
دموعها كانت ستغلبها ..
و لكنها قاومتها بقوه ..
و حاولت أن تغير الموضوع ..
هتفت بمرح طفولي هتفت : رورو .. معقوله للآن ما طلبت شي .. ما أصدق انك داق بس عشان تسأل عن الأوضاع و الجو ..
.
صدحت ضحكته : الغلط مو عليكِ يالفالحه .. الغلط عليه أنا اللي داق أتطمن .. ناس ما تنعطي وجه ..
.
: خلاص .. السموحه يا لحبيب .. آمر اش عندك ؟؟ ..
.
شعر بالارتباك .. و ظهر ذلك جلياً في صوته .. : آه .. متى راجعه البيت ؟؟ ..
.
رفعت يدها ..و نظرت إلى ساعتها .. : و الله لسا ما خرجت من الجامعه .. بعدين باقي مشواري مع سوسو يعني احتمال أكون في البيت على الساعه ثلاثه أو ثلاثه و نص .. بس ليه تسأل ؟؟
.
أدار وجهه عن النافذة .. ثم جلس على سريره وهو يقول : أبداً .. بس في موضوع ضروري لازم أكلمك فيه ..
.
تساءلت بقلق : خير يا رائد ؟؟ ...
.
: خير إن شاء الله .. مري عليا أول ما توصلين ..
.
أجابته بخفوت : من عيوني .. مع السلامه ..
أطرقت برأسها في صمت ..
*
و صحبتها الذكريات ..
إلى ماضٍ قريب ..
.. قبل سنتين ..
ذكرى أليمة ..
موجعة ..
كانت بدايتها ..
مكالمة هاتفية من أخيها ..
مكالمة غامضة ..
لم تعرها اهتماماً كبيراً ..
و لكن ..
عندما عادت إلى منزلها ..
كانت في انتظارها ..
تلك الفاجعة ..
~ وفاة والدتها ~
حطمت جزءاً كبيراً من كيانها ..
جعلت روحها سراباً ..
و عقلها فراغاً ..
جعلتها ..
ميتة ..
بقلب نابض ..
*
مكالمة رائد ..
أعادت إليها تلك الذكرى ..
هكذا كانت البداية ..
و من ثم توالت النوائب تباعاً ..
و لسان حالها يقول :
** .. اللهم اجعله خيراً .. الله يستر .. أخاف ينعاد هذاك اليوم مره ثانيه .. **
*
استنشقت الهواء بعمق ..
و التفتت إلى صديقتيها ..
ابتسمت ..
كانتا منشغلتين بمطالعة قصة بوليسية : يلا نكمل الرحله ..
.
و في الطريق ..
رفعت مرام رأسها إلى رهف : هاه ؟؟ .. فيه أخبار حلوه .. ؟؟ ..
هزت رهف كتفيها : ما أدري .. قلي في موضوع ضروري وبس ..
شهقت ساره بقوة ..
التفتتا إليها في ذعر .. و صاحت رهف بفزع : خير !!!!!!!!!!! ..
وضعت ساره إصبعها على صدغها و قالت بكل براءة : يمكن يبغى يتزوج !!!! آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
صرخت عندما ضربتها رهف على ظهرها و قرصتها مرام في أذنها ..
صكت مرام على أسنانها : الله يرجك يا

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
شركة تجارية
40 : 1 ظهراً
~ جاسم ~
في مكتبه ..
يعمل بجد و نشاط ..
يقلب الأوراق ..
يوقع على تلك ..
و يختم على الأخرى ..
و يضع البقية في السجلات ..
رفع بصره قليلاً ..
ليتذكر ..
تلك الطفلة الجميلة ..
بشعرها الأسود الحريري ..
و وجهها المنير كفلقة قمر ..
و لمعة الورد على وجنتيها ..
ابتسم بحب ..
الشوق بدأ يتسلل إلى قلبه ..
تنهد بحرارة : الله يجمعنا على خير يا رهف ..
و عاد إلى عمله مرةً أخرى ..
~ طق .. طق ~
هتف بصوت مرتفع : تفضل ..
.
فُتح الباب ..
وأطل منه ذلك الوجه الباسم : السلام عليكم ..
رفع جاسم بصره إلى ابن عمه لؤي .. و شفتاه تحملان ابتسامة كبيرة : و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ..
دلف لؤي إلى الداخل .. ثم أشار بإصبعه : يا مهندس .. المدير يبغاك ضروري ..
قطب جاسم حاجبيه : خير ؟؟!! .. دوبي مقدم له التقرير .. ما مداه يطلع عليه ..
هز لؤي كتفيه : و الله ما أدري .. قوم بسرعه .. تعرف ابويه كيف ما يحب التأخير ..
أومئ جاسم برأسه : حاضر .. دحين جاي ..
.............: طيب .. ممكن حضرة المدير ينتظر بس شويه ..
التفت الاثنان إلى مصدر الصوت في لهفه شديدة ..
صاح لؤي في فرح و هو يحتضن الواقف أمامه : أهلين أبو سمير .. اش هذي المفاجأة الحلوه ..
ابتسم سلمان وهو يربت على ظهر لؤي : .. أبداً .. بس جيت أسلم و أتطمن على الرعية ..
نهض جاسم من مقعده مبتسماً ليسلم على أخيه الأكبر : طيبين يا حضرة الراعي ..
تبادلا السلام بحرارة ..
أشار جاسم لسلمان بالجلوس : تفضل أبو سمير .. حياك ..
هتف لؤي بمرح : يللا اسدح نكته جديده؟؟ ..
رفع سلمان حاجبيه : ايوه .. ذكرتني .. عندي معلومة جديدة ..
هتف لؤي بحماس : ابطحها ..
جلس سلمان على المقعد بأريحية و هو يقول : يقلك العلماء اكتشفوا ان الانسان مستحيل يحك راسه و صدره في و قت واحد ..
رفع لؤي أحد حاجبيه : لييش ؟؟؟؟ !! ..
ثم رفع يديه محاولاً التجربة ..
و لكن الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتي جاسم و سلمان جعلته يتوقف و يحلل الموضوع بسرعة .. صاح في غضب مصطنع : يالمعفن ..
ضحك جاسم و و سلمان في مرح ..
تناول لؤي عقاله و هو يهدد سلمان مازحاً : يا ويلك يا سواد ليلك لو عاد تجيب معلومات من حديقة الحيوان ..
ابتسم جاسم في سخرية : و الله انتا اللي حكمت على نفسك انك .. قرد ..
التقط لؤي علبة المنديل و ألقاها على جاسم و هو يقول : يالمعفن نمبر تو ..
انفجر جاسم بالضحك و هو يتلقى علبة المنديل قبل أن تلامس وجهه ..
التفت سلمان إلى لؤي : قرّودي .. اطلب من عمي ينتظر جاسم .. كلمتين و أخلص منه ..
لؤي .. فهم على الفور .. بأن سلمان يريد محادثة جاسم في موضوع ما .. ضروري .. و مستعجل ..
لا يدري لماذا شعر بالقلق يتسلل إلى قلبه .. و كأن أمراً كبيراً سيحصل ..
ابتسم و أومأ برأسه : تآمر أمر ..
ثم خرج مغلقاً الباب خلفه ..
التفت سلمان إلى شقيقه : هاه جسوم .. كيف الشغل معاك ..؟؟ ..
اتسعت ابتسامة جاسم : تمام و الحمد لله ..
رمق شقيقه بنظرات غامضة .. ثم دفع جسده إلى الأمام و وضع كفيه على سطح المكتب .. و قال بخبث : تكون كذاب لو ما قلت انه جيتك وراها شي ؟؟ .. صح ؟؟ ..
أطرق سلمان برأسه : ايوه .. صح ..
أسند جاسم جسده إلى ظهر الكرسي .. و كأنه يستعد لسماع محاضرة .. ثم قال : تفضل يا أخ العرب .. كلي آذان صاغيه ..
رفع سلمان بصره إلى أخيه و قال بجدية : اسمعني يا جسوم .. و افهم كلامي تمام ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
مستشفى الدكتور سليمان فقيه
00 : 2 ظهراً
*
ساد الصمت على أرجاء الغرفة الفسيحة ..
بعد تلك الكلمات التي نطق بها الطبيب ..
الذي أخذ يقلب القلم بين يديه ..
و هو يسترق النظر إلى الشاب الوسيم الذي يجلس أمامه ..
و ما هي إلا لحظات حتى قال : أنا بلغتك من البدايه انك تحضر نفسك لأي خبر .. و .. هذا قضاء و قدر ..
أشاح الشاب ببصره للحظات .. قبل أن يقول : يعني .. لسّاعه في المراحل الأولى ؟؟ ..
أومأ الطبيب برأسه : ايوه .. بس التشخيص كان واضح .. و ما في أي مجال للخطأ ..
التفت الشاب إليه : و دحين ..؟؟ ..
بدأ الطبيب بالخط على الورق الأبيض : راح نبدأ بالبرنامج العلاجي فوراً ..
.
.
سألت رهف ساره و هي تمشي إلى جوارها في الممر الطويل : و كم رقم الغرفه ؟؟
أجابتها و هي تبحث في حقيبتها على عجالة : لحظه .. كتبته في ورقه .. آه .. أهوه لقيته ..
أخذتا تبحثان عن الغرفة ..
حتى وصلتا إليها ..
تنفست كلتاهما الصعداء ..
و شدت رهف علي شريط الكيس الذي تحمله بكلتا يديها في توتر ..
هتفت ساره بعتاب : هي .. يا حرمه .. الجو متوتر .. لا توترينه زياده .. و بعدين ..
ضربتها على يدها في دعابة : تعبت و أنا أختار الشريطة .. لا تخربينها ..
ابتسمت رهف على مضض .. و في داخلها قلب يرتعد : معليش .. بس كل ما أفتكر انه عمرها 6 سنين .. آه ..
خنقتها العبره .. و شعرت بالدموع تحرق عينيها ..
زفرت ساره و همست في مرح : رهيف .. لا تنسين انها بنت أختي .. المفروض انتي اللي تشجعيني يالفاغره ..
ضحكت رهف رغماً عنها : حاضر عمتي سويره ..
هتفت ساره : يلا .. طرقت الباب بخفة و فتحته مباشرةً : السلام عليكم ..
كانت رهف تسير خلفها مباشرةً .. و لكنها تراجعت عندما سمعت نغمةً رجوليةً في المكان .. رفعت ساره الغطاء عن وجهها و هتفت في استنكار : عمي انتا هنا ؟؟ ..
رفع أحد حاجبيه و هو يقول : ايوه هنا .. ليش ماني عاجيك ؟؟ ..
أجابته و هي تسلم على شقيقتها : و الله أنا اخترت اليوم بالذات لأني عارفه انه مافي أحد .. بعدين .. صحبتي معايا ..
همست شقيقتها : رهف ؟؟ ..
أومأت ساره برأسها : ايوه ..
و التفت إلى عمها ..
ضحك في سخريه : .. لا بالله .. طلعه ماني طالع .. هيا خمس دقايق و أمشي .. دوبي جاي من آخر الدنيا ..
صاحت ساره في ضجر : عمي .. عيب ..
و التفت إلى الباب عندما سمعت همس رهف ..
ركضت إليها : رهوف
قاطعتها : عادي .. أستنى خمس دقايق ..
هتفت ساره : ب
قاطعتها مجدداً : أقلك عادي .. بعدين في منظر لفتني .. و أبغى أشوفه .. يللا ارجعي ..
و دفعتها إلى داخل الحجرة ..
ساره بغضب وهي تعود إلى الداخل : و الله لا أوريه شغله ثقيل الطينه ..
ابتسمت رهف ..
و عادت إلى ذلك المنظر الذي أسرها ..
~
طفل صغير ..
في الرابعة من عمره تقريباً
أنيق اللباس ..
أبيض البشرة ..
أسود الشعر ..
أزرق العينين ..
يجلس بهدوء على أحد مقاعد الانتظار ..
و الممرضة إلى جواره ..
جلست رهف بدورها على مقعد قريب ..
و هي تراقبه ..
كان يلفه هدوء عجيب ..
و دفء غريب ..
يراقب كل ما حوله بعين الفضول ..
و إن كان الصمت رفيق شفتيه .. شعرت بزرقة عينيه تخترق عقلها .. لتمتزج مع خلاياه الرمادية ..
و تطبع صورةً جميلةً له ..
هو .. يتابع ما يجري على شاشة التلفاز المعلقة في الأعلى .. أخذ يتابع ما يجري على شاشة التلفاز المعلقة في الأعلى ..
و لم ينتبه إلى مغادرة الممرضة للمكان ..
و بعد لحظة ..
التفت إلى يمينه ..
هب واقفاً على قدميه ..
و أخذ يتلفت حوله بهلع ..
هبت رهف بدورها ..
كم شعرت بقلبها يتمزق و هي ترى خوفه الشديد ..
و لم تمر لحظة ..
حتى انفجر بالبكاء ..
و هو يبحث عنها ..
أو ..
عن شيء آخر ..
ترددت للحظات ..
الكل منشغل ..
و لم يثر فيهم هذا البكاء أدني استجابة ..
ربما لأن أمراً كهذا أصبح معتاداً هنا ..
حزمت أمرها ..
و سارت على عجل ..
وقفت أمامه مباشرةً ..
رفع رأسه إليها و الدموع تغرق وجهه ..
وصدره يعلو و يهبط من شدة خوفه و تسارع أنفاسه ..
نزلت إلى مستواه ..
و كشفت طبقة من الغطاء عن عينيها الجميلتين فقط ..
ثم سألته برقة : ليش تبكي ؟؟ ..
تراجع الطفل إلى الوراء في خوف شديد ..
ضم يديه إلى صدره و كأنه ينشد حماية نفسه ..
و زاد بكاءه عن ذي قبل ..
أدخلت يدها في الكيس الذي تحمله ..
و أخرجت تلك اللعبة المزينة بأجمل الألوان ..
أخذت تحركها : شوف هذي اللعبة .. حلوه .. صح .. ؟؟ ..
كان صوت اللعبة ملفتاً و ألوانها جذابةً جداً ..
و بطبيعته و براءته .. كطفل ..
توقف عن البكاء ببطىء ..
أخذ يتأمل اللعبة في فضول .. ابتسمت رهف ..
و قدمتها له : خذ يا قمر ..
نظر إلى رهف في توجس ..
هتفت مشجعة : خذها

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
منزل حسن
40 : 2 ظهراً
~ هديل ~
ألجمتها الصدمة ..
شعرت و كأن أحداً ما قد صفعها على وجهها ..
قلبها يتمزق من شدة الألم ..
تساقطت الدموع من عينيها وهي تنظر إلى أخيها ..
صرخت بحده : انتا اش جالس تقول ؟؟ ..
رائد كان في مثل وضعها تماماً ..
الألم ينهش فؤاده ..
ولكنه يقاوم بكل قوته ..
أشاح بوجهه عنها : زي ما سمعتي تمام ..
هزت رأسها بانهيار : لا .. لا .. حرام عليكم .. حرام .. حرام ..
اشتعل غضباً ..
يكفيه ما لاقاه ..
ليس بحاجة إلى المزيد من اللوم و العتاب ..
التفت إليها .. و صاح بعصبية : يعني اش تبغيني أسوي .. هاه ؟؟ .. فهميني .. أنا مالي يد في الموضوع .. أبوكِ و انتي أدرى به ..
تراجعت بخوف : رائد .. رائد انتا متصور اش ممكن يسير لأختك ؟؟ ..
أخذ نفساً عميقاً ..
كان يحس بدوار شديد ..
حالته النفسية السيئة سببت له كثيراً من الإرهاق .. قال بخفوت : ايوه .. متصور يا هديل .... لكن أبوك ما يهمه إلى الفلوس .. الفلوس و بس ..
شهقت بألم : ايوه .. بس كيف أبويه يحط كل شي فوق راس المسكينه رهف .. اش ذنبها ؟؟ ..
نظر رائد إلى عينيها الباكيتين .. و أجاب بهدوء : ذنبها .. انها آخر بنت ما تزوجت.. فهمتي ؟؟ ..
و ما إن انطبقت شفتاه ..
حتى دلفت رهف إلى الحجرة و محياها يحمل أجمل ابتسامة : السلام عليكم ..
انتفضت هديل عندما سمعت صوتها ..
أطرقت برأسها فوراً ..
ردت السلام ..
و خرجت من الغرفة على عجالة ..
فحالتها ..
لن تسمح لها بتحمل منظر أختها الصغرى حينما تعلم بالمصيبة التي ستقع على رأسها ..
رهف ..
لم تلق بالاً لتصرف هديل ..
توجهت إلى أخيها بسرعة : هاه يا رائد .. اش عندك .. ؟؟ ..
نظر إليها : اجلسي .. الموضوع طويل ..
انتابها القلق ..
و ظهر ذلك على ملامحها : خير يا رائد .. ؟؟ ..أبويه فيه شي .. ؟؟ ..
كان قد انتهى من إغلاق باب الحجرة ..
و عندما تناهى إلى مسامعه سؤالها الحائر ..
انقبض قلبه ألماً و حرقة ..
** تفكرين فيه وهوا اللي راح يدمر حياتك ..!!! .. آآآخ يا رهف .. آآآآخ .. ** جلس بجوارها ..
و بعد لحظة ..
أمسك كفيها في حنو ..
و قال : رهف .. اسمعيني .. هذا شي ربي كتبه و لازم ترضين فيه ..
و بكل ما تحويه نفسها من خوف سألته : رائد .. خوفتني .. أبويه فيه شي ؟؟ .. تكلم ..
هز رأسه نفياً : لا .. أبويه بخير .. بس .. طلب مني أكلمك في موضوع .. ضروري .. .
بمجرد أن علمت بسلامة والدها ..
شعرت براحة كبيرة ملأت جوانب فؤادها ..
بالرغم من أن العلاقة بينهما ليست جيدة بتاتاً ..
إلا أنها ..
لا تستطيع أن تتحمل خبر وفاة شخص آخر ..
بعد وفاة أمها الحنون ..
.
رائد ..
كان في وضع لا يحسد عليه ..
لا يعلم كيف سيبدأ حديثه ..
الموقف ..
صعب جداً بالنسبة إليه ..
أو ..
بالنسبة إلى شخصيته ..
أغمض عينيه في ألم ..
فتحهما .. ثم ..
قال بارتباك : رهف .. أبويه ..آه ..
هتفت بلهفة : أبويه اشبه ؟؟ ..
ضغط على أعصابه بقوة ..
يريد أن يرتاح من هذا الحمل الكبير الذي أثقل كاهله ..
قال باقتضاب : فسخ خطوبتك من جاسم ..
انخلع قلبها ..
وضعت كفها على فاها ..
فرّت دموعها ..
و شقت طريقها على وجنتيها ..
و هتفت بحرقه : نعم!!!! .. كيف ؟؟؟؟ ..
أشاح بوجهه عنها في صمت ..
حررت كفيها من قبضتيه بسرعة ..
ثم هزت رأسها بانهيار و صرخت : لا .. لا .. انتا أكيد تكذب عليا .. انتا كذاب .. كذاب ..
نهض من مكانه ..
لا يستطيع أن يقدم لها شيئاً الآن ..
إلا ..
القسوة ..
كل القسوة ..
لأن والدها ..
قريباً ..
سيحول حياتها إلى جحيم ..
لذلك ..
يريدها أن تعتاد ..
و لو على القليل من ذلك الظلم و الجبروت ..
و مع أن حبه لأخته الصغرى يصّعب عليه الأمر ..
و لكنه ..
تحدث إليها بكل صرامة : أتمنى انه يكون كذب .. لكن خلاص .. الموضوع تم .. و يوم ملكتك من جاسم .. راح يسير .. يوم ملكتك من .. .. تركي ...
هبت من مكانها فزعة ..
نظرت إلى شقيقها في رعب ..
نظرت إليه ..
و هي تحمل خيطاً من الأمل في قلبها ..
أمل ..
أنه يمازحها ..
اقتربت منه ..
أمسكت بثوبه في انهيار ..
شهقت .. : رائد .. رائد .. يا حبيبي يا أخويه .. قلي انك تمزح .. الله يخليك .. قلي انك تمزح .. و الله ما أعاندك مره ثانيه .. ولا أزعلك .. و .. و أسويلك اللي تبغى .. بس .. بس قلي انك تمزح .. الله يخليك يا رائد .. الله يخليك ..
شعر بالعبرة تخنقه ..
أمسكها مع كتفيها .. و نظر إليها بنظرة مشفقة .. : رهف .. حبيبتي .. الموضوع تم و انتهى ..
هزت رأسها ..
لا ..
لا ..
تركت ثوبه ..
جثت على ركبتيها في استسلام ..
و عيناها ملعقتان به ..
و بهمسها الباكي .. سألته : يعني .. يعني جاسم وصله الخبر ؟؟ ..
أجابها بخفوت مماثل : أكيد ..
و بكل حيرة الدنيا .. سألته: و .. و .. و دحين اش راح يقول عني يا رائد .. هاه .. اش راح يقول ؟؟ ..
نظر إليها بقلق ..
أصبحت تتحدث بلا وعي : و .. و .. ودحين كيف .. أنا .. خ .. خالتي .. هجري ..هاه .. مين .. فهمني .. كيف ؟؟ ..
انقبض قلبه ..
نزل إليها بسرعة ..
و هزها بقوه : رهف .. رهف .. خلاص .. خلاص .. اذكري الله ..
نظرت إلى أخيها ..
بنظرات حائرة ..
بريئة ..
كأنها تقول ..
** .. ليش .. أنا اش سويت لكم ؟؟ ..** ..
لم يحتمل أكثر ..
ضم أخته إلى صدره ..
فانفجرت تبكي بشدة .. : ليش يا رئد .. ليش سوى أبويه كذا ؟؟ ..
أجابها : اصبري .. اصبري يا رهف .. اللي مر على أخواتك لازم يوصلك ..
رفعت رأسها ..
نظرت إليه بعينيها الحمراوين وهي تشهق : ايوه .. بس أنا مخ طوبه .. مخطوبه .. أخواتي ما كانوا زيي ..
غمم مهدئًا : معليش .. مالك إلا الصبر .. تحملي تحملي ..
هتفت بألم : ممكن اتحمل يا رائد .. ممكن .. بس .. بس مو تركي يا رائد .. مو تركي .. مو ترك
قاطعها : أدري .. الكل يدري .. .. افهميني .. لا أنا .. ولا أمي الله يرحمها .. ولا وحده من أخواتي قدرنا نوقف في وجه أبويه .. و انتي أدرى بهذا الموضوع .. اللي يقوله .. يصير .. بدون أي نقاش .. أبوك ما في أحد يسلم من شره .. ظلمه مغطي على الكل .. ما في أحد يفكر انه يحتك فيه بأدنى صوره .. عشان كذا انت
كان سيتم حديثه ..
لكن قاطعه رنين هاتفه النقال ..
ابتعد عن أخته ..
و وقف على قدميه .. : ألو ..
وصله صوت والده الصارم : انزلّي دحين .. عندي أوراق أبغاك توصلها للشركه .. .. و قطع المكالمة على الفور ..
تنهد رائد في حرارة ..
أعاد هاتفه إلى جيب ثوبه ..
نظر إلى شقيقته ..
مد يده لها ..
و ساعدها على النهوض ..
ثم قال بحنو : عندي مشوار ضروري .. أخلصه و أرجع .. روحي غسّلي وجهك و تغدي و ريّحي شويه ..
أومأت برأسها في صمت ..
تركها ..
و خرج من الحجرة ..
.
و كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة ..
حتى تفرغ كل ما في نفسها من الألم و الحرقة ..
~ الإحساس بالظلم كان يخنقها ~
ألقت بجسدها المرهق على ذلك المقعد الوثير ..
و أطلقت لدموعها العنان ..
صورة والدها الظالم لا تفارقها : ليش .. ليش يا أبويه .. ليش ؟؟؟ ..
مكثت تتساءل في حيرة و انهيار ..
فقدت الإحساس بكل ما حولها ..
ثلاث سنوات كاملة وهي تنتظر اللحظة التي تجمعها بمن أهدته قلبها ..
ابن خالتها ..
جاسم ..
الطيب ..
الحنون ..
من عاشت معه أجمل سنوات عمرها ..
طفولتها ..
.
صبرت طويلاً على جبروت والدها و ظلمه ..
كانت كلما مسها الضرر منه ..
إما بالضرب ..
أو بالكلام الجارح القاسي ..
تمني نفسها بالحياة السعيدة التي تنتظرها ..
.
فقدت والدتها الحنون ..
تلك الطيبة التي كانت تقف إلى جانبها ..
و ذاقت ما ذاقته من العذاب و الألم ..
.
أصبحت وحيدةً ..
تتجرّع كأس المرارة ..
.
لم يكن قد بقي الكثير ..
شهر فقط ..
شهر واحد يفصلها عن حلمها الجمي

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
40 : 2 ظهراً
~ جاسم ~
في سيارته ..
يقود بأقصى سرعته ..
النيران تشتعل في صدره ..
و عقله يسترجع الأحداث الأخيرة ..

.............. : رهف !!!! .. رهف لتركي يا سلمان !!!!!!!! ..
نطق بهذه العبارة في صدمة ..
صدمة شديدة ..
حاول سلمان أن يخفف من توتر الجو قليلاً : جاسم حبيبي .. رهف انساها ..
انتا تعرف زوج خالتك كيف أخلاقه ..
البنات على قفى من يشيل .. انتا بس أشر بيدك و
قاطعته صرخة قوية من أخيه جعلته ينتفض ..
: لا .. و الله محد راح يآخذها غيري ..
لم يتمكن سلمان من استيعاب الكلمات التي نطق بها جاسم ..
لأنه انطلق كالبرق بمجرد أن انتهى من قولها ..
نهض سلمان خلفه بسرعة : جااسم .. استنى ..
ركض جاسم بكل سرعته ..
ركض و طيف الطفلة رهف لا يفارق عينيه ..
** .. لا ..
رهف ..
انتي ليا أنا ..
أنا وحدي .. **
لحقه سلمان إلى موقف السيارات .. صرخ : جاسم ..
جاسم لم يلتفت إليه ..
لم يعر بالاً لندائه ..
فالموضوع أكبر منه بكثير ..
الموضوع يمس حبه الوحيد ..
أدرك سلمان أنه لا يملك إلا حلاً واحداً ..
ركض بسرعة ..
و قبض على كتف جاسم ..
و صاح بعصبيه : أقلك استنى .. انتا وين رايح ؟؟ ..
أجابه بعصبية مماثلة : سلمان .. سلمان .. سيبني ..
إذا ما وريت هذاك الظالم شغله ما أكون أنا جاسم ..
قال سلمان باستنكار غاضب : انتا مجنون !!!!!! .. عارف انه بفلوسه يقدر يرميك في السجن ..
رفع جاسم صوته : خليه يرميني في السجن .. أهم شي محد يآخذ رهف غيري ..
صاح سلمان : اش فرقت ياغبي .. مو في كلا الحالتين الموضوع راح يتم ..
ما في شي راح يزيد غير انك راح تنفلق ..
حاول جاسم أن يتحرر من قبضة أخيه في و هو يصرخ في عصبيه : سلمان سيبني ..
راح أسوي اللي في راسي يعني راح أسويه ..
زاد سلمان من ضغطه على ذراعه ..
و قال بإصرار : ما راح أسيبك إلين يرجعلك عقلك ..
توقف جاسم عن الحركة ..
نظر إلى أخيه بنظرة خاوية ..
و بنبرة غريبة ..
همس ..
: ما أبغى أمد يدي عليك ..
حملق سلمان فيه بصدمة ..
و ترك ذراعه لا إرادياً ..
لم يتوقع أن ينطق شقيقه بتلك الكلمة في يوم ما ..
تحرك جاسم على عجل ..
ركب سيارته ..
و لم تمر لحظه ..
حتى اختفى عن الأنظار ..

عاد إلى حاضره مرةً أخرى ..
و مخيلته ترسم صوراً عديدة ..
للقائه القريب مع ..
حسن ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
منزل حسن
في نفس الوقت
~ رهف ~
نزلت ببطء شديد ..
نزلت وهي تجر قدميها جراً ..
** لا ..
ما أصدق ..
جاسم ..
خلاص ..
أحلامي انتهت ..
انتهت كلها فجأه .. ** ..
و عندما لامست قدماها الأرض ..
ظهرت في وجهها الخادمة : رهاف .. بابا في مجلس ..
أكملت خطاها إلى حيث يجلس والدها ..
وصلت إلى الباب ..
مسحت دموعها ..
وضعت كفيها على شفتيها ..
تحاول أن تمنع صوت شهقاتها التي تصدر رغماً عنها ..
تدرك جيداً ..
بأنها لن تصعد إلى حجرتها سالمة إن شاهد والدها دموعها ..
تنهدت بعمق ..
أغمضت عينيها ..
تحاول أن تهيئ نفسها للكلمات المسمومة التي ستسمعها ..
فتحتهما ..
ثم طرقت الباب في هدوء ..
أجابها صوت والدها الجهوري : ادخلي ..
تناولت مقبض الباب بكفها ..
أدارته ..
أطرقت برأسها ..
و دلفت إلى المجلس البارد ..
المعطر برائحة البخور ..
حسن : هلا ببنتي .. هلا و الله .. هلا بحبيبتي هلا ..
قطبت حاجبيها في دهشة ..
** .. سلامات ..
اشبه أبويه .. ؟؟ **
رفعت رأسها في حدة ..
لتتلقى الصدمة الثانية على التوالي ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
42 : 2 ظهراً
~ رائد ~
في سيارته هو الآخر ..
متوجه إلى حيث بعثه والده ..
عقله منشغل بشقيقته الصغرى ..
كيف سيخفف عنها الآن ..
كيف سيهون الأمر عليها ..
المشكلة ..
أنه السبب الرئيسي في بغضها ل (( تركي )) ..
تنهد بحرارة ..
.
شعر بشيء مزعج في الأجواء ..
و لم تمر لحظة حتى أدرك ..
بأنه رنين هاتفه النقال ..
التقطه بسرعة ..
: ألو .. هلا سلمان ...............
...........( صرخ ) نعم!!!! ................. دحين دحين جاي ..
و غير مساره بسرعة ..
عائداً إلى بيته ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
منزل حسن
43 : 2 ظهراً
~ رهف ~
تجمدت في مكانها ..
المنظر الذي أمامها أثار البراكين المتبقية ..
تلك البراكين الخامدة التي لم تثر بعد ..
والدها ..
و بجانبه جلس شاب ** وسيم ** ..
لم تضع في بالها أي مبرر مقنع لما حصل ..
عقلها كله حمل عبارةً واحدة ..
(( دخلت على رجال غريب )) ..
فقط ..
دارت على عقبيها بسرعة ..
كادت أن تهرب ..
و ..
صاح حسن : بنت .. تعالي اجلسي ..هذا تركي جا يشوفك ..
تصلبت قدامها ..
شعرت بطعنة قوية ..
طعنة قاتلة ..
أصابت قلبها و مزقته بلا رحمة ..
الموقف ..
كان رسالة صريحة من والدها ..
بأن ..
تنسى * جاسم * ..
من اليوم ..
لا ..
بل ..
من هذه اللحظة ..
.
أطرقت برأسها ..
و قبضت على كفيها بألم ..
عضت على شفتها ..
سالت دموعها ..
قلبها يخفق بشدة ..
الدنيا تدور من حولها ..
و بالرغم من الجو البارد الذي يغلف المكان ..
إلا أنها شعرت و كأنها تحترق ..
تحترق و كأنها داخل فرن ..
أرادت أن تحافظ على توازنها قبل أن تقع أرضاً ..
لم تجد أمامها إلا مقبض الباب ..
ذلك المقبض الذهبي الصغير ..
حتى تضع ثقلها عليه ..
.
## تركي ##
كان يتأملها في صمت ..
صرخ حسن بغضب : أقلك تعالي اجلسي ..
شهقت بألم .. .
ماذا ستفعل ؟؟ ..
إما أن تعصي والدها و تهرب ..
ثم تدفن حية بعد ذلك ..
أو ..
تدوس على قلبها ..
و تطيعه ..
لم تستطع أن تدرس الخيارين جيداً ..
فالموقف يحكمها ..
لكن شيء واحد سطع دون الكل ..
و برز بين منافسيه ..
## خبث والدها ##
تدرك جيداً بأنه لن يتورع عن فعل أي شيء في سبيل تحطيمها ..
و القضاء عليها ...
و ربما قد يصل الأمر ..
إلى القضاء على جاسم نفسه ..
و هنا ..
قد مس الأمر حدودها الحمراء ..
.
تركت مقبض الباب بهدوء ..
دارت على عقبيها وهي مطرقة ..
مشت بخطوات بطيئة ..
جلست بعيداً عنهما ..
و دموعها الغزيرة لم تخفى على أحد ..
لم تخفى ..
على ذلك الجبل الجليدي ..
الذي نطق بكل برود : كيفك يا رهف ؟؟ ..
شعرت بأنه أبغض صوت قد سمعته قط ..
تمنت أن تنهض من مكانها و تعتصر رقبته بكفيها إلى أن يختنق ..
يفارق الحياة ..
يريحها من وجوده البغيض ..
شوكة حقيرة ظهرت في طريقها ..
أصابت قلبها ..
جعلت الدماء تنزف منه بغزارة ..
لتسيل على كل الخرائط الوردية ..
التي رسمت عليها أحلامها و مخططاتها ..
و يطمسها بلا رحمة ..
لم تستطع أن تنطق بكلمة ..
شيءٌ ما يقبض على قلبها ..
** .. كيف

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
منزل حسن
55 :2 ظهراً
~ رهف ~
ركضت إلى حجرتها و هي تبكي و تشهق بشدة ..
هديل كانت تنتظرها في الأعلى ..
و بمجرد أن رأتها ألجمتها الصدمة ..
لم تنتبه رهف إليها ..
كانت تريد أن تلقي نفسها على سريرها ..
تريد أن تضم وسادتها إلى صدرها وتعتصرها بين ذراعيها ..
كما اعتصر الألم قلبها ..
و بالفعل ..
وصلت إلى حيث تريد ..
و أطلقت العنان لصرخاتها ..
لحقتها هديل في رعب : رهف .. رهف حبيبتي اشبك ؟؟ ..
لم تمنحها أي إجابة ..
و لكن ..
تكفي دموعها ..
يكفي صراخها ..
تكفي شهقاتها ..
تكفي لتعلم بأن مصيبة جديدة قد وقعت على رأس أختها .. . أسرعت نحوها ..
جلست بقربها ..
أخذت تربت عليها و هي تبكي : رهف .. حبيبتي .. خلاص الله يخليك خلاص ..
صرخت رهف في ألم : آآآآآآآآآآآآآآه .. شافني رجال غير جاسم يا هديل .. شافني واحد غير جاسم ..
اتضحت الصورة لهديل الآن ..
والدها لم ينتظر طويلاً ..
بمجرد أن سنحت له الفرصة ..
بدأ بتنفيذ مخططه دونما تأخير ..
أراحت رأسها على ظهر أختها و أصبحت تبكي هي الأخرى ..
تبكي على حياتها التي دمرها والدها مسبقاً ..
عندما أجبرها على الزواج من إنسان بغيض ..
تبكي على مستقبل أختها الحبيبة ..
ذلك المستقبل الذي سيتحطم قريباً ..
كما تحطم مستقبلها هي ..
@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
10 : 3 ظهراً ~ تركي ~
يرتدي نظارته الشمسية ..
يسبح في أفكاره وتخيلاته و هو يقود سيارته الفاخرة في صمت ..
تذكر شكلها ..
ملامحها الفاتنة ..
دموعها الغزيرة ..
صوتها الرقيق الذي خنقته العبرات ..
ابتسم في خبث ..
و نطق بكل ما يجود في نفسه من حقد : لسا .. الخير جاي يا بنت حسن ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في نفس الوقت ..
~ حسن ~
كان في طريقه إلى الدور العلوي ..
يريد أن يكمل على تلك المسكينة التي تموت ببطء في الأعلى ..
و عندما لامست قدمه السلالم ..
تردد صوت جرس الباب في أنحاء المنزل ..
لم يعره أي اهتمام ..
الخادمة موجودة ..
و ستفتح هي الباب ..
أكمل طريقه إلى أعلى .. إلا أنه ..
: حسن .... !!! ..
توقف حسن في مكانه ..
و الصدمة على محياه ..
التفت في حدة إلى مصدر الصوت الغاضب ..
لتصدم عيناه بجاسم و الشرر يتطاير من عينيه ..
و جسده ينتفض من الغضب ..
قطب حسن حاجبيه : جاسم ؟؟؟ !!!! ..
صرخ جاسم في غضب : يالحقير .. هذي آخرتها معاك ..
انتقلت شحنات الغضب إلى حسن ..
نزل بسرعة ..
و صرخ بعصبيه : ياللي ما تستحي على وجهك .. لك عين تسبني في بيتي .. اطلع برا ..
ركض جاسم إليه و هو يصرخ : ماني طالع ..
.. و بدأ القتال ..
اشتبكا بعنف ..
و كل منهما يكيل للآخر لكمات قاسية ..
صرخت الخادمة في رعب و هي تتابع ذلك المشهد الدامي ..
ركضت بسرعة إلى الأعلى ..
صاح جاسم و هو في خضم معركته : ما كفاك اللي سويته في أخواتها ..ما كفاك اللي سويته في خالتي يالخسيس ..
.
في نفس اللحظات ..
هديل كانت تمسح دموع شقيقتها في عطف ..
أخيراً استطاعت أن تهدئ من روعها ..
و لكن للأسف ..
فتحت الخادمة الباب بقوة ..
كانت تلهث في رعب ..
التفتتا إليها في فزع ..
صرخت في رعب : بابا هسن بابا جاسم ..
انتفضت رهف في مكانها بمجرد أن سمعت باسم جاسم ..
قفزت من فوق سريرها ..
و ركضت و هي تصرخ كالمجنونة : لا ..
لحقتها هديل بسرعة ..
وصل إليهما الصراخ القادم من الدور الأرضي ..
اقشعر جسدها رعباً ..
و زادت من سرعتها : رهاف ..
جذبت أختها الصغرى من ذراعها بشدة ..
فتراجعت رهف للخلف إثر فعل شقيقتها : لا .. سبييني ..
قبضت هديل على كتفي رهف بقوة ..
وصاحت في توتر : بس .. اسكتي يالمجنونه .. اسكتي .. أبويه لو سمع صوتك راح يزيد .. بعدين كيف تبغين تطلعين قدام جاسم .. هاه ؟؟؟ ..
هزت رهف رأسها في انهيار ..
قلبها كان يتمزق لصوت جاسم ..
حاولت أن تتحرر من قبضة أختها ..
شهقت بألم : هديل .. الله يسعدك .. الله يسعدك .. و الله أبويه راح يقتله .. راح يقتله ..
ارتفعت الأصوات القادمة من الأسفل ..
زادت حدتها بدرجة كبيرة ..
صرخت رهف : لا .. جاس
طا اخ ..
.
كتمت أنفاسها في رعب ..
و هي تفكر في مصدر ذلك الصوت ..
تركت هديل كتفي أختها ..
و هي تنظر إلى الممر الذي يقود إلى السلالم في رعب ..
و تتساءل عن ماهية ذلك الشيء الذي تحطم ..
تحطم ..
كالزجاج ..
@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
25 : 3 ظهراً
~ رائد ~
خفق قلبه في شدة عندما شاهد سيارة جاسم تقف أمام الباب ..
نزل من سيارته بسرعة ..
ركض إلى الداخل ..
و هتف : جاسم ..
اشتد رعبه عندما شاهد باب المنزل الداخلي و قد فتح على مصراعيه ..
واصل طريقه إلى الداخل ..
الهدوء كان يخيم على المكان ..
مضى بخوف ..
إلى أن وصل إلى الصالة الرئيسية ..
هنا ..
تجمدت أطرافه ..
جحظت عيناه في رعب ..
لم يكن قادراً على استيعاب المنظر الذي أمامه ..
رفع عيناه إلى والده في بطء شديد ..
هز رأسه في صدمة .. لا .. لا ..
.
هتف حسن و هو يلهث : دق على الإسعاف بسرعة ..
لم يستطع رائد أن يبرح مكانه ..
شعر و كأن قدميه قد تصلبتا ..
و عيناه ..
معلقتان بوجه والده ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
انتفض في رعب ..
رفع رأسه إلى الأعلى بحده ..
أعلى السلالم ..
لتصدم عيناه رهف ..
تمزق قلبه ..
** .. لا .. لا يا رهف .. لا .. ليش جيتي .. ليش .. ليش؟؟ .. ** ..
هديل كانت جاثية على ركبتيها ..
تتأمل المنظر أمامها ..
في انهيار ..
. ركضت رهف ..
نزلت السلالم ركضاً ..
تحرك رائد بسرعة ..
ركض نحوها و تلقاها بين ذراعيه ..
منعها من مواصلة الطريق ..
ضربته على صدره و هي تصرخ و تبكي بشده : لا .. ابعد .. ابعد .. ابعد عن طريقي .. ابعد يا رائد .. .. جاسم .. جاسم ..
انقطع صراخها ..
و تلاشى صوتها بضعف ..
شيئاً فشيئاً ..
.
رفع حسن جهازه المحمول ..
اتصل على الإسعاف ..
ثم أعاد جهازه إلى جيب ثوبه ..
والتفت إلى رائد في غضب : و لد .. تعال شيله انتا والخدامه .. .
رائد ..
كان يبكي ..
يبكي في صمت و هي يقبض بيديه على كتفي أخته ..
أخته التي أصبحت كالعصفور الصغير الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
يبكي على نفسه في هذا الموقف ..
هو ..
كالخاتم في إصبع والده ..
كالآلة منذ صغره ..
يحركها والده كيفما شاء ..
ليس له أن يعترض ..
أن يقول لا ..
أمره والده ..
عليه أن ينفذ بدون أي مناقشة .. .
تحرك حسن في عصبية ..
دفع رائد بقسوة بعيداً عن رهف ..
و جذبها مع شعرها ..
فصرخت في ألم ..
صرخ حسن وهو يصفعها على وجهها بقسوة شديدة : بس ..
و دفعها بقوة على الأرض الملساء الباردة ..
اصطدم جسدها بالأرض ..
فأطلقت آهة متأملة ..
دفعها قلبها المحترق ..
لا ..
جسدها الضعيف ..
انقطع صوتها بعد ذلك ..
و خصلات شعرها الكستنائية تغطي وجهها ..
رفع حسن رأسه إلى الأعلى : انتي الثانيه .. قومي شيليها بسرعه و اقلعيها فوق ..
عادت هديل إلى و عيها ..
وقفت بسرعة ..

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جدة
القصر
00 : 4 عصراً
~ تركي ~
دخل إلى القصر ..
أزاح نظارته الشمسية عن عينيه ..
و استقل المصعد إلى الدور الثاني ..
توجه إلى جناح والدته ..
طرق الباب ..
أتاه الرد الرقيق : تفضل ..
فتح الباب .. دلف إلى داخل الجناح الفاخر ..
طالعه وجه أمه الصارخ الجمال : حيا الله تركي ..
اقترب و جلس على المقعد الوثير أمامها .. انشغلت ببرد أظفارها ..
وسألته بفضول : هاه .. سويت اللي في راسك ؟؟ ..
أجابها باقتضاب : ايوه ..
حركت شفتيها دلالة على عدم اقتناعها : طول عمرك راسك ناشف .. قلت لك أخطبلك ميساء .. حسب و نسب وجمال .. بس انتا اللي رفضت ..
عقد ساعديه أمام صدره : حتى اللي خطبتها مو ناقصها جمال ..
أجابته في كبر : مهما كان .. أبوها هوا الوحيد الغني في عيلتهم .. و الباقين كلهم فقارى ..
قال في صرامه : ما هموني ..
حركت والدته كتفيها بلا مبالاة : كيفك .. انتا اللي بتتزوج و لا أنا ..
استطرد : وحدننا الموعد ..
رفعت بصرها إليه : متى ؟؟ ..
قال : الأسبوع الجاي ..
حملقت فيه بصدمة : الأسبوع الجاي !!!! .. انتا تجننت .. ؟؟ ..
أجابها في هدوء : أجل كيف لو قتلك إن كتب الكتاب و الزواج في يوم واحد ..
شهقت والدته: لا .. انتا أكيد انهبلت .. تبغى تجهز كل شي بهذي السرعه ؟؟ ..
أجابها في برود : أنا حر ..
صمتت للحظة .. قبل أن .. تبتسم بسخرية : براحتك ..
ثم حركت خصلات شعرها الأشقر بدلال و قالت : فيه شي ثاني تبغاه ؟؟ ..
نهض من مكانه : لا .. سلامتك ..
و غادر المكان ..
تبعته ببصرها إلى أن خرج ..
ثم همست بحقد : عمى ف عينك الله يآخذك .. عساها تكون غمّة عليك .. و ما تشوف الهنا معاها و لا ساعه ..
رمت المبرد ..
و نهضت من مكانها و هي تمشي بكل كبر ..
جلست على سريرها الملكي ..
ثم رفعت هاتفها المحمول ..
ضغطت على أحد المفاتيح ..
و نظرت إلى الشاشة ..
و إلى صورة الرجل التي تحتلها ..
قبلت الصورة : يا حبيب قلبي انتا ..
رفعت حاجبيها عندما اهتز الجوال في يدها ..
ثم ضحكت و هي ترى اسم المتصل ..
: ألو .. هلا .. هلا بناسي .. هلا بروحي و كل دنيتي ...
ضحكت في دلال و هي تستلقي على سريرها : دوبي كنت أفكر فيك .. لا بالله .. خلاص ولا يهمك .. اليوم في الليل و أنا هناك ..
و انشغلت بالحديث ..
مع ذاك الرجل ..
.
.
وفي جهة أخرى من القصر ..
ملاك .. في صورة بشر ..
.
ابتسمت و هي تتأمل تلك الورقة البيضاء ..
كانت تحمل رسومات طفولية عديدة ..
و خط طفولي ب : أحمد ..
و خط جميل آخر ب : جوري ..
شعرت بالدموع تترقرق في عينيها ..
مدت يدها وتحسست الرسومات في حنان ..
قبل أن ..
تضم الورقة إلى صدرها ..
و تتساقط دموعها على وجنتيها : الله يسعدك .. الله يسعدك و ين ما تكون ..
~ طق .. طق ~
شهقت و هي تلتفت للباب : مين ؟؟؟؟؟ ..
: تركي ..
ارتجف قلبها ..
فأخفت الورقة بسرعة ..
و مسحت دموعها على عجل ..
قبل أن تركض نحو الباب العريض ..
فتحته ..
و لم تملك إلا ..
أن تبتسم لمرآه : يا هلا و الله ..
و أفسحت له الطريق : حياك يالشيخ .. تفضل ..
لاح على شفتيه شبح ابتسامة : تسلمين يالشيخه .. ذاكرتي ؟؟ ..
هتفت بمرح : يوه .. توتو .. و الله غثيتني .. ذاكرتي ذكراتي .. تراه أسبوع مراجعه مو اختبارات ..
مد يده و أمسك أذنها برفق و هو يقول : انتي ايه ؟؟ ..
انفجرت بالضحك و هي تدفع يده : ثانويه عامه .. و الله أدري ..
أعاد يده إلى جواره و هو يسألها : رايحه التحفيظ اليوم ؟؟ ..
هتفت بسعادة : ايوه .. خلاص ما بقيلي شي و أخلص الجزء العشرين ..
ربت على كتفها : و الله إني فخور فيكِ ..
ضحكت بمرح : الله يسلّم قلبك .. طيب ليش ما تسير زيي ؟؟ ..
أومأ برأسه : قريب إن شاء الله ..
ثم سألها باهتمام : محتاجه شي .. ؟؟ ..
هزت رأسها نفيًا و أجابت بطريقة تدل على اعتيادها للسؤال : و الله مو محتاجه شي ..
ثم تظاهرت بأنها تذكرت شيئًا : إلا والله .. شي مره مره مره ضروري ..
زوى مابين حاجبيه : اش هوا ؟؟ ..
ضربته على كتفه : انك تبتسم .. تراك تغثني بجمودك ..
صرخت بمرح عندما عبث بشعرها : تركي ..
تركها و غادر ..
ابتسمت برقة و هي تمسك بالباب ..
تبعته ببصرها حتى اختفى ..
ثم همست : الله يحفظك يا أحلى أخو ف الدنيا ..
.
دلف إلى جناحه ..
خلع غترته ..
ألقى بنفسه على السرير الوثير ..
أغلق عينيه ..
و سبح في بحر أفكاره ..
.
رفع رأسه عندما سمع رنين هاتفه ..
أمسك به ..
و قرأ الرسالة التي وصلت إليه ..
~ ~ ~ ~
من ( أبو خالد )
تركي .. لا تنسى الاجتماع بعد بكره في الرياض ..
~ ~ ~ ~
أغلق الجوال ..
و سرح ببصره في سقف الغرفة ..
ثم همس بغموض : مسكين يا أبو خالد .. بس لو تدري اني خطبت بنت ذاك الحقير ..
@@@@@@@@@@@@@
عائلة الوليد بن نايف ال *****
الأب : الوليد ( متوفى منذ ثلاث سنوات ) .
الأم : ساميه .
الأبناء : تركي ( 28 سنة ) رجل أعمال محنك , ذائع الصيت .
البنات : جوري ( 18 سنة ) طالبة في الثانوية العامة .
@@@@@@@@@@@@@@ جدة
المستشفى
40 : 5 عصراً
اختلط الهواء البارد برائحة العقاقير و الأدوية ..
جو كئيب مخيف ..
لا يجلب ذكريات محببة ..
.
~ سلمان ~
كان يسير أمام غرفة جاسم ذهاباً و إياباً بتوتر شديد ..
توقف للحظة ..
جلس على أحد المقاعد القريبة ..
عقد أصابع يديه و وضعهما فوق رأسه .. و هتف بتضرع : يا رب لطفك .. يا رب رحمتك .. يا رب قومه بالسلامه ..
.... : سلمان ..
هب واقفاً في دهشة و هو ينظر إلى القادمين : عمي !!!!!!!!! ..
وصل إليه عمه ( أبو لؤي ) و برفقته ..
ابنه لؤي ..
و ... رائد ..
سأله أبو لؤي في لهفه : هاه .. بشر .. كيف جاسم دحين ؟؟ ..
قال سلمان بعصبيه : ما أدري .. ما أحد خرج من الغرفه للآن ..لهم أكثر من ساعه ..دكتور خارج و الثاني داخل و كل ما أسأل واحد يقلي استنى شويه ..
ربت أبو لؤي على كتفه مطمئناً : إن شاء الله خير .. انتا هدي أعصابك و اجلس ..
استدار سلمان إلى المقعد و .. صرخ : شوفوه ..
ركض مسرعاً باتجاه الطبيب الشاب الواقف أمام الحجرة بزيه الأخضر .. و لحقه الجميع ..
هتف سلمان في لهفه : هاه دكتور .. بشّر ..
نظر إليه في صمت .. و هو ينزع الكمامة عن فمه ..
سأله أبو لؤي بسرعة : يا ولدي كيفه جاسم ؟؟ .. طمنا ..
التفت إليه الطبيب : انتا أبوه ..
هز أبو لؤي رأسه نفيًا: لا .. أبوه متوفي الله يرحمه .. أنا عمه ..
صرخ سلمان على الطبيب في عصبيه: ياخي اخلص .. أخويه كيفه ؟؟ ..
أجابه بهدوء : عالجنا الجرح .. و قدرنا نوقف النزيف بفضل الله ..بس ..
هتف الكل في نفاد صبر : بس ايش ؟؟ ..
عقد الطبيب يديه أمام صدره : الضربة كانت قوية ..عشان كذا أبغاكم تتوقعون أي مضاعفات للحاله ..
قطب سلمان حاجبيه و قال في ضيق : مضاعفات ؟؟!! ..يعني ايه مضاعفات ..
أشار إليه الطبيب : تفضلوا معايا على المكتب ..
صرخ سلمان بحنق : ماني رايح .. تكلم دحين و خلّصني ..
صمت الطبيب للحظة .. قبل أن يقول في هدوء : الضربه كانت على الراس ..وانتا عارف انه مكان خطير .. يعني .. ممكن يفقد شي من حواسه .. أو
قبض سلمان على ذراع الطبيب في غلظة و هو يتمتم في ألم : أو ايش ؟؟ ..
ربت الطبيب على يد وليد بلطف : أو .. يتعرض للشلل ..
شهق سلمان وتراجع إلى الخلف ..
أما البقية فقد اكتفوا بالتحديق في الطبيب ..
الذي قال على الفور : يا جماعة الخير استهدوا بالله ..الفحوصات الأوليه أظهرت لنا هذا الشي ..لكن لسا في أمل كبير .. قدامنا أربعة و عشرين ساعه ..و بعدها راح تتضح الصوره ..
ألقى سلمان بجسده على المقعد خلفه .. ووضع رأسه بين يديه ..
زفر الطبيب في حراره : أخوي .. قول .. اللهم أجرني في مصيبتي و أخلفني خيرًا منها ..
تمتم سلمان بالكلمات بينه و بين نفسه .. و هو يداري ألمًا يحتل جنبات قلبه ..
التفت الطبيب إلى أبو لؤي: بعد إذنكم .. أنا مضطر أمشي دحين ..و أي شي تبغونه .. أنا جاهز ..
أومأ أبو لؤي برأسه .. و قال في امتنان : جزاك الله خير يا ولدي ..بس ما عرفتني باسمك ..
ابتسم الطبيب : أحمد ال ***** ..
صافحه أبو لؤي: حياك الله يا ولدي ..
تركهم أحمد ..
و ذهب لتفقد مرضاه ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة
أحد المقاهي
في نفس اللحظات
~ مسعود ~ اتسعت عيناه في صدمة و هو ينظر إلى الجالس أمامه .. ابتلع ريقه ..

مواسم الدنيا
مواسم الدنيا
عفوًا أختي الكاتبة اسمها زهور اللافندر و ليست زهرة اللافندر و ثانيًا الكاتبة حطت تنبيه قبل بداية القصة إنه ما في أحد ينقلها إلا بكتابة اسمها و التنبيه و انتي ما حطيته
أنا من متابعات الرواية بشغف في المنتدى الأصلي و حبيت أنبهك عشان لا تتحملي أي اثم

دلوعه امها**
دلوعه امها**
جزااك الله خير يالغلا على التنبييه
عزيزات الرواايه للكتاابه زهوور الافندر
وكاتيه وهذا كلامها
ماحلل من يقوم ينقل الروايه او جززء منها الا بذكر اسمي وهذا النتبييه
واخليكم تكملون لقصه

دلوعه امها**
دلوعه امها**
بسم الله الرحمن الرحيم
.
الفصل الثاني
~~~~~~~~~
~ آهاتٌ موجوعة ~
********************** و لَرُبَ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بِها الفَتى ذَرعًا و عِنَدَ اللهِ مِنها المَخْرَجُ
*************************
الرياض شركة تجارية ضخمة الدور الثالث 50: 5 عصراً
~ شاب في الثامنة و العشرين من عمره ~ : ايه .. ايه فهمت .. يوص .. يوصل إن شاء الله .. مع السلامه .. أغلق جهازه و التفت إلى الرجل الذي يقف خلفه مؤكدًا : فادي مثل ما بلغتك المستندات كلها توصلها ليد نواف .. الحين ينتظرك أسفل .. أومأ فادي برأسه في صمت و استدار متجهاً إلى المصعد و لم تمر دقيقه حتى هتف : ....... أوبس .. تراجع للخلف بسرعة و هو ينظر للجسد الذي اصطدم به , نحيل , متوسط الطول ذو وجه طويل و عينان واسعتان و أنف مدبب , قال معتذرا بلهجته السورية : سوري استاز فارس .. تحدث إليه فارس على عجل سائلاً : وين عزام ؟؟ .. التفت فادي إلى الوراء ثم قال : من لحزات كان هون ,أكيد بتلائيه في المكتب .. تحرك فارس بسرعة باتجاه مكتب عزام , لم يطرق الباب بل فتحه في توتر .. التفت عزام إلى الباب هاتفًا في دهشة : فارس !!! .. أغلق فارس الباب خلفه و ألقى بجسده على أول مقعد صادفه و هو يقول : مصيبه .. قطب عزام حاجبيه قائلاً بتوجس : خير .. !! .. هتف فارس بغضب : جدي قوم الدنيا و الظاهر انها ما راح تقعد .. تنهد عزام و هو ينهض من خلف مكتبه قائلاً : تركي السبب صح .. ؟؟ .. قال فارس بحنق وهو يتابعه بنظره : هو في غيره المشاكل كلها تجي من تحت راسه , و حضرته و لا عليه .. جلس عزام في هدوء على المقعد المقابل و هو يقول : جدي قدّم الاجتماع لباكر و إن شاء الله بنحل كل الإشكالات .. ضرب فارس على فخذه وهو يقول بغضب : أنا بس اللي مجنني موقف جدي , واش قصده بالضبط ؟؟ ليه يبيه يتزوج ؟؟؟ .. ابتسم عزام قائلا : انت احسبها يالذكي , لو تم زواجه من عروب راح يقر عندنا بالرياض , يعني لجل يربطه .. رد فارس بغيض: واش هالتخلف ؟؟ .. نظر إليه عزام معاتباً : فارس .. استطرد فارس في عصبية : يعني يبيه يتزوج لجل يضمن وجوده , غباء هو ولا .. قاطعه عزام باستنكار حازم : فارس , عيب عليك , ذا جدك , ولعلمك جدي حاط عنده كم مبلغ لتركي و ما راح يآخذهم إلا اذا تزوج .. قال فارس بسخرية : اللي يقول تركي محتاج , و بعدين موب تركي اللي تعقله حرمه .. ضحك عزام في خفة فالتفت إليه فارس في غضب هاتفًا : ايه انت اضحك , منت شايف جدي رافض أي مشروع حتى يتم زواج "متيريك " .. سأله عزام : ليش حارق رزك !! يا رجال راتبك ويجيك لحدك كل شهر واش تبي أكثر؟؟ .. رفع فارس صوته هاتفًا : أبي أبدأ في مشروعي .. نهض عزام و قال في سخريه : أقول , غني يا ليل ما اطولك .. صاح فارس بحنق : واش قصدك ..؟؟ .. هز عزام كتفيه قائلا بهدوء وهو يعود لخلف مكتبه : قصدي واضح , جدي ما يبى يبدأ في أي مشروع جديد إلا اذا ضمن رجعة تركي .. تساءل فارس ومشاعر الغيض تتملكه أكثر فأكثر : ليه هو ملاك وحنّا شياطين , مو كلنا لنا خبرات و مؤهلات . ابتسم عزام وقال وهو يلتقط بعض الأوراق من سطح المكتب : ايه كلنا , بس مو مثل تركي , هذا الفطنه تجري ف دمه مثل ما يقول جدي .. كتم فارس غيظه و أشاح ببصره للجهة الأخرى متأوها بقهر , نظر إليه عزام قائلا بلهجة المتفهم قبل أن يعود لعمله : فارس , هونها وتهون .. اتسعت عينا فارس فجأة و التفت إلى عزام في حده هاتفا : عزاام !! .. انشغل عزام بترتيب بعض الأوراق مغمغما : همم ؟؟ .. تساءل فارس في حذر وهو يتأمله بتمعن : طيب , لو , لو تركي فسخ الخطوبة ؟؟؟ .. .. رفع عزام بصره إليه بحدة , صمت لحظة و كأنه يرتب أفكاره ثم قال : و الله , أنا ما أستبعد هالشي أبد .. هتف فارس في دهشة : يعني حتى انت ملاحظ انه مو معطي الموضوع أهميه ؟؟ هز عزام رأسه موافقًا : و فيه غيرنا كثير , زد على ذا ان عمي مشاري هو اللي فرض عروب على تركي , يعني مو تركي اللي اختارها .. تمتم فارس : ايه , بس .. بس عمي مشاري ما بيسكت .. همّ عزام بالحديث و لكن رنين هاتفه المحمول استوقفه فنظر إلى شاشة جهازه و ابتسم ابتسامة واسعة وهو يرد بصوت ممطوط : ألو .. .............. : السلام عليكم .. جلس عزام على مقعده قائلا بصوت مرح وابتسامة ترحيب ترتسم على محياه : و عليكم السلام و رحمة الله , هلا والله .. نظر إليه فارس في فضول و عزام يتابع بسخرية : خير , أكيد وراك شي .. وصله صراخ المتحدث هاتفا : و التراب في وجهك يالمعفن .. ضحك عزام في مرح قائلا وهو ينظر لفارس : من أولها تراب , الله يستر من تاليها .. هز فارس رأسه في ضجر و قال بلهجة شبه واثقة : مروان .. قهقه عزام موافقةً لحديثه فنهض فارس تاركا له المكتب عالما أن النقاش قد وصل لنهايته .. تعالى صوت مروان مقاطعا قهقهته : أنا مو قايلك تعال المباراه أمس؟؟ .. هاه ؟؟ .. مسح عزام على رأسه قائلا باعتذار : إلا و الله يا نيمو قلتلي , بس ضغط العمل نساني .. هتف مروان : يعلك تنسى اسمك يالدب .. رفع عزام حاجبيه رادا بسخرية : الله أعلم من الدب .. : أقول , اخلص و قلي متى بتجي ؟؟ .. طرق عزام بإصبعه على المكتب وهو يتأمل أوراقه متسائلا : الحين قلي , انت ما وراك إلا اللعب يالجربوع؟؟ .. هتف مروان بحنق : زعزوع , طم فمك لا أجي أهفّك بالسماعه و أطلعلك قرموع .. ضحك عزام مؤكدا : كل قرموع في راسي بخليه أربعه في ملعب راسك .. صاح مروان : يوه , زعزع , بطل ذي الحركات , ترفع ضغط اللي ما ينرفع و ..... قاطعه صوت أنثوي حاد أتى من خلفه و التقطته أذن عزام يهتف : نيمو .. تبعه شهقة مروان المذعورة قبل أن يقول بعجل : يا لبقر بعور تناديني , سلام .. لم يكد ينهي حديثه حتى تعالى الصوت المتقطع معلنا انتهاء المكالمة , نظر عزام إلى هاتفه و هز رأسه قائلا بلهجة المتشفي : انت ما يعرفلك إلا عروب ..
. . و في الخارج : فارس .. التفت فارس خلفه نحو صاحب الصوت المرح قائلا : نعم .. اقترب منه الشاب الطويل , متوسط الجسم , قمحي البشرة ، ملامحه تدل على الرزانة ، قال حالما توقف أمامه : أبو العطور , اشتريت البارحه عطر فضيع , شم .. ورفع كفه أمام فارس الذي احتقن وجهه قبل أن ينفجر صارخا بحنق : كم مره قلتلك أنا ما أشم , ما عندي حاسة شم , ما تفهم ؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!! .. ثم اندفع مبتعدًا نحو سيارته , زوى الشاب ما بين حاجبيه متسائلا : و ليش كل هالعصبيه ؟؟ يا خي نسيت , لكن الشرهه موب عليك يا ولد عمي , الشرهه علي أنا .. : ياسر .. ابتسم ياسر حين رأى لأكبر أبناء عمومته المتوجه نحوه وقال : هلا بفيصل , و اشبه أخوك طايره شيطانيه ؟؟ .. ربت فيصل على كتفه قائلا بتنهيدة : و هو في غير تركي , تعال و اسمع .. ابتسم ياسر ثم قال : قبل .. وتابع وهو يرفع كفه نحو أنف فيصل : قلي واش رايك ف هالعطر ؟؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة منزل حسن 00 : 8 مساءً
تأوهت في ألم ثم فتحت عينيها في صعوبة وهي تبتلع ريقها ثم رفعت رأسها عن الوسادة ببطء وهي تهمس : هديل ؟؟ .. لم تلتقط عيناها شيئاً , الظلام يحيط بها من كل جانب عادت ووضعت رأسها على الوسادة وهي تغلق عينيها في ضعف .. فجأة !! .. تراءى طيفه أمامها , بوجهه الدائري الأسمر و عينيه الحادتين المبتسمتين , شهقت هاتفة وهي تهب من مكانها فزعة : جاسم .. .
.
رائحة البحر , أعادت السكون إلى نفسه , أغمض عينيه و ملأ صدره بالهواء المنعش قبل أن يزفره في حرارة وهو يتذكر والده طويل القامة , ضخم الجثة ، يلمع الخبث في ملامحه العريضة .و يقشعرّ الجسد من نظراته الغريبة .. همس مخاطبا نفسه بألم : آآآآخ .. لمتى يا أبويه ..لمتى بتظل على هذا الحال .. غاب عقله في غياهب الذكرى .. قبل سنوات طوال .. منذ أن أدرك معاني الحياة كان صراخ والده و ظلمه هو ما يملاً أركان المنزل .. بل .. هو ما يملاً حياتهم .. كم تعبت والدته المتوفاة و هي تطلب منه المال علّها تنفق على أطفالهم , و كم كان يعذبها حتى يعطيها ما تطلب , كم عانت و كم تعذبت لتحصل على لقمة عيش لهم ثم لها , لتكسو أجسادهم ثم تكسو نفسها .. لا زال يذكر تلك الدموع , و لا زال يذكر تلك الأيام الجريحة .. كبُر حتى تخرج من المرحلة الثانوية و أجبره والده حينها أن يأتي ليساعده في عمله و يترك الدراسة , رغم أن حلمه كان أن يصبح مهندسًا , كجاسم تمامًا , و لكنه رضي بالأمر الواقع .. ترك الدارسة وأصبح ينفق مرتبه الذي لم يأكله والده .. ينفقه على أمه المسكينة و شقيقته التي لم تتزوج , على المنزل , الكهرباء , الماء , الهاتف , الطعام و كل شيء .. و هكذا استمرت حياته إلى هذا اليوم و """""" أخيتي أخيتي كفختها بنعلتي إن كان لي من نشبة في البيت فهي نشبتي يا علّة ناشبة في حلقي أو بلعومتي فكلها شيطانة تنط منها شوشتي """""""" تردد صدى الأنشودة في الأجواء فهز رأسه كأنه ينفض سيل الذكرى ثم أدخل يده في جيبه و أمسك بهاتفه الذي أخذ في الرنين : ألو .. أتاه صوت شقيقته الملتاع : رائد , هاه بشرني كيفه جاسم ؟؟ .. قبض على كفه بحنق و حاول أن يحافظ على هدوءه وهو يقول : الحمد لله بخير .. وصله بكاؤها الحار وهي ترجوه : رائد , الله يخليك علمني بكل شي .. اشتدت عضلات وجهه قبل أن يصرخ بعصبية : أقلك بخير , و بعدين احترمي نفسك , كلها يومين و تسيرين في ذمة رجال ثاني .. و أغلق السماعة في غضب ..
.
. نظرت رهف إلى سماعة الهاتف في رعب قبل أن تشهق في ألم و دموعها تتساقط بغزارة , وضعت كفها على شفتيها و همست : ليش يا رائد .. ليش ؟؟ @@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرياض فيلا أبو ياسر 30 : 8 مساءً
انشغلت بتلوين لوحتها الموضوعة على الدعامة الخشبية و شعرها الأسود الحريري يتدلى على طول ظهرها نزولاً إلى خصرها , عيناها النجلاوان معلقتان بحركة الفرشاة في تركيز تام و شفتاها تلمعان بمرطب خمري ساحر , توقفت عن التلوين ثم تراجعت إلى الخلف قليلاً , نظرت إلى لوحتها بتمعن و كأنها تتأكد من شيء ما , قطع تأملها صوت طرقات الباب فالتفت إليه من خلف لوحتها فتحرك معها شعرها الأسود الحريري وهو تقول : تفضل .. دلفت إلى الحجرة و هي تحمل على شفتيها ابتسامة كبيرة وهي تهتف : أهلين عرّووبتي .. ابتسمت عَروب في نعومة : أهلين و سهلين .. طبعت ربى قبلة على خد عروب وهي تسألها : اشلونك يا قمر .. هتفت عروب في مرح : تمام .. رفعت ربى حاجبيها متسائلة : إلا .. عمتي و عبير متى بيرجعون من الطايف؟؟ .. ابتسمت عروب وهي تعود إلى تأمل لوحتها مجيبة : على الأسبوع الجاي إن شاء الله , ما قلتيلي , و ش مناسبة هالزياره ؟؟ .. استلقت ربى على سرير عروب الوثير قائلة : أبد , زهقت من بيتنا و جيتكم .. ضحكت عروب وهي تكمل عملها : مالت عليك يالخبله , يعني مو حباً في أحد ؟؟ .. قالت ربى بخبث : إلا و الله حباً في بعض الناس .. سألتها عروب : و اللي هم ؟؟ .. جلست ربى بسرعة قائلة بحماس : يقولون , يقولون , يقولون , موب أكيد ترى هاه .. قالت عروب بنفاد صبر : رورو , اخلصي .. ابتسمت ربى بخبث : يقولون , اسمه تركي .. التفت عروب إليها بسرعة و سألت في لهفه : جاا ؟؟ .. ضحكت ربى وقالت : لا يا ابعدي , باكر إن شاء الله بيوصل .. تركت عروب كل ما في يدها و جلست أمام ربى تسألها باهتمام : من علمك ؟؟ .. هزت ربى كتفيها ببساطه قائلة بمرح : سر المهنه .. هتفت عروب في رجاء : رورو , بالله من علمك ؟؟ .. صاحت ربى : نواف .. وضعت عروب يديها على جانبي رأسها هاتفة : خلاص , سمعت , واش قال بعد ؟؟ .. : باكر إن شاء الله جدي ما بيخليه حتى يتم العقد .. رفعت عروب يدها إلى قلبها في خوف فابتسمت ربى بخبث قائلة : يعني يا قلبي اجهزي احتمال باكر ملكتك .. استلقت عروب هي الأخرى على السرير و قالت في صوت حالم : تتوقعين ؟؟ .. ضحكت ربى وقالت مؤكدة : مو أتوقع , لا , أكيد .. زفرت عروب في حرارة فنظرت إليها ربى ساخرة وهي تقول بدعابة : خير , هذا كله شوق .. قالت عروب في قلق : لا و الله مو ذي المسأله .. بس .. حثتها ربى : بس ايش ؟؟ .. نهضت عروب في صمت وعادت إلى لوحتها وهي تجمع شعرها الطويل على كتفها الأيمن هامسة : خايفه .. رفعت ربى حاجبيها في دهشة متسائلة : من ايش ؟؟ !!!!! .. أغلقت عروب عينيها ثم هزت رأسها وهي تقول : أشياء كثير , ثلاث سنوات ما شفته ولا ....., شفت جوري و السبب مرة عمي الله يهديها .. غمّمت ربى بحنق : الخبله ذيك سواياها معروفه , المفروض ما تشغلين عقلك بنذله مثلها , انتي بتتزوجينه هو ما بتتزوجينها هي .. التفت إليها عروب شارحة : ربى , افهميني , ما أعرف شي عنهم , عن حياتهم , حتى جوري عمري ما كلمتها بالتلفون , ما أدري .. أحس .. أحس العلاقات بينهم غريبه .. تناولت ربى مبرد الأظافر من حقيبتها و انشغلت ببرد أظفارها وهي تقول : أقول , الحين مو وقت هالكلام و الوسوسه الزايده , خلاص معاد في وقت للتراجع .. توترت عروب أكثر فتأففت وهي تلقي بنفسها على المقعد الوثير و أخذت تبكي بحرقة . رمت ربى المبرد من يدها بهلع و ركضت إليها هاتفة : عرووب , عروب حياتي .. تابعت محاولو تهدئتها : عروب معقوله زعلتي , و الله ما كان قصدي .. شهقت عروب في ألم : ر .. ر .. ربى أن , أنا خايفه , خايفه , حاسه انه في شي كبير بيسير .. انقبض قلب ربى , هي أيضاً تخشى من ذلك , عضت على شفتها بحنق و ضمت عروب إلى صدرها ..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة المستشفى 00 : 9 مساءً
أمام حجرة جاسم .. ألقى رائد بجسده المنهك على المقعد ووضع كفه على عينيه في إرهاق و هو يهمس بصوت حزين : فكّوه يا أبو لؤي .. تنهد أبو لؤي في حرارة : قلتلك يا ولدي أبوك و أنا أعرفه , أكيد راح يخرج من الموضوع بكل سهوله .. اعتدل رائد في عصبية قائلا بعدم تصديق : ايوه بس هذي جريمه , كيف يتركونه بكل بساطه .. زفر أبو لؤي مرة أخرى وقال : آآآه.. هذي حال الدنيا دحين يا ولدي ..

روح الله يحسن خاتمتك قصه عجيبه
قصه جميله وقصيره