جمعتني إحدى الاجتماعات الأسرية ببنات خالاتي وعماتي .. في ساعات كنت أنتظرها ..
كانت لحظات ممتعة جدًا جدًا .. تمنيت أن تطول ونبقى أكثر معًا ..
مارسنا العديد من الألعاب والألغاز .. وتبادلنا الأحاديث المضحكة ..
ساعات لهو جميل .. اختزل في دقائق عند الانتهاء ..
الجميع علت محياهن الابتسامة والفرح والسرور ..
( .. ^ _ ^ .. )
قربت الساعة من الواحدة صباحًا .. وحان موعد الرحيل والفراق ..
وبدأت الأسر بالخروج من الاستراحة ..
حاولنا أن نمدد فترة البقاء بثوانٍ معدودة .. في حديث سريع ونكتة قصيرة ..
وفي اليوم التالي ..
نادتني أمي على مهل ..
وقالت : تعالي يا حنان .. أريدك قليلاً ..
ذهبت إليها .. واجلستني أمامها وقالت :
ما أحب الأسماء والألقاب إليك ؟ ..
فقلت لها : ( الغزال )
فأنا أحب الغزال في جماله ورشاقته .. وأحب أن ينادوني ( الغزال )
قالت أمي :
ما أجمل مااخترتي يابنتي . .
ولكن ماذا لو نادتك أحدى البنات ب ( القرد ) ..؟ !!!!
صرخت وقلت :
أنهرها ... !!
وأقطع العلاقة معها .. ولا أقبل اعتذارها ..
قالت أمي :
هذا حق
ما أبشع هذه الألقاب وما أشد ما تورث من حقد وضغينة بين الفتيات ..
لكن يابنتي أتعلمين ماذا حصل بالأمس في الاستراحة ؟
لقد حصل مثل هذا الموقف ...
لقد تلفظتِ على ابنة خالتك سعاد بلقب كرهته وضاق صدرها به ..
وحدثت أمها بما قلت بعد أن جاءت من عندكم وجلست بجوارها في اجتماعنا البارحة ..
آه .. فعلاً .. رأيت وجهها قد تغير وذهبت بخطوات ثقيلة ونفس هزيلة نحوكم ..
أمي .. لقد كنت أمزح معها .. !!
كل هذا من أجل أن أضحكهن .. وأدخل الفرح عليهن ..
ليس لها حق في أن تغضب من تلك الكلمة ..
يا حنان .. ألم تغضبي من كلمة ( قرد ) وتفرحي بكلمة ( غزال ) ؟؟
بلى يا أمي ..
ولكن ..
حاولت أن أدافع عن نفسي بالباطل .. أخذتني العزة بالإثم ..
ولكن في النهاية .. عرفت أن شمس الحق لاتغيب ..
اعتذرت ل أمي ..
وأسرعت للهاتف واتصلت على ابنة خالتي و اعتذرت لها ..
وطلبت منها أن تقبل دعوتي لزيارتنا في المساء مع خالتي ..
فأوكلت الأمر لأمها ..
أخذت أمي الهاتف مني وتحدثت مع خالتي .. وتمت الموافقة ..
وفي المساء حان موعد اللقاء ..
عانقت ابنة خالتي و اعتذرت لها .. وقدمت لها هدية بسيطة ..
وبقينا معًا حتى حان موعد الانصراف ..
عتاب أمي كان خفيفًا ومعلمًا لي ..
أيقنت أن الحياة نقية بالمحبة
وأن نشعر ببعضنا البعض ..
وأن نعامل الناس بما نحب أن يعاملونا به ..
كما تعلمت خطر اللسان وما يخلفه من أثر على الأحاسيس ..
فبكلمة طيبة تكسبين قلبًا .. وقد تخسرينه بكلمة واحدة ذميمة ..!!
ف لا للألفاظ السيئة والأقوال البذيئة و كلمات السخرية والاستهزاء
ولنطهر ألسنتنا بطيب الكلمات وجميل الألفاظ
وما أروع ديننا حين أمرنا أن نحب لإخوتنا ما نحبه لأنفسنا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاشك أننا قد مررنا بأحداث في حياتنا كان لل
أثر على من حولنا
فاحكي لنا قصة من واقعكِ عن { أثر كلمة } تلفظتِ بها على أحد ممن حولكِ
- سواءًا كانت كلمة طيبة أو مذمومة _
وماذا خلَّفَتْ فيهم
؟
م . ن
فقد كانت إحدى المعلمات تجد من طالبتها كسل وإهمال في دراستها
فسخرت منها لكونها كسولة
حيث قالت لها يومًا :
( أنت لا تفهمين لأنك لا تملكين مخاً أصلاً مثل باقي البشر!! )
فجرحت تلك الجملة القاسية جرحًا عميقًا في نفس الطالبة
أصبحت الطالبة تحتقر ذاتها وطُبِع في ذهنها أنها ( خبلة ) ( غبية ) لا قيمة لها
واستمرت كذلك خلال سنواتها الدراسية حتى خرجت من المدرسة !!
ومازالت تلك الكلمة تسيطر على ذهنها وتزعجها
وتجعلها تعتقد أنها لا تفهم وأنها ( غبية ) ( فاشلة ) لافائدة منها
حسب ما أثرت به معلمة الرياضيات عليها
ولم تستفيق البنت وتقدر ذاتها وأنها ذكية عاقلة فاهمة حتى دخلت دار لتحفيظ القرآن بعد المرحلة الثانوية
وكانت متحمسة للحفظ
فأشادت بها المعلمة وقالت لها بأنها تملك حافظة قوية
فتعجبت الطالبة !! وظنت أن المعلمة تجاملها ..
لكن ردت المعلمة عليها و مدحتها وأنها ذكية و نبيهة جدًا
وأثرت كلمات معلمة التحفيظ أثرًا كبيرًا عليها ..
فقوت همتها وصححت فهمها لذاتها وبدأت تبني ما حطمته الكلمة البذيئة
حتى أصبحت من الحافظات لكتاب الله .. !
فانظري غاليتي كيف أثرت
على الفتاة
ثم كيف نهضت بقوة بواسطة
لا تعجبين ف اللسان سلاح قوي فعّال ~
والآن أنتظر أحداث من واقعكن حول أثر الكلمة على النفس
( : أترقب : )