- عندما يذبح الأخ أخاه!
- أخي المسلم، أختي المسلمة:
- إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ
- وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
- تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ
- يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ
- سَتَعْلَمُ فِي الْمَعَادِ إِذَا الْتَقَيْنَا
- غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنِ الظَّلُومُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يذبح الأخ أخاه!
أخي المسلم، أختي المسلمة:
سأحْكي لكم قصةً واقعيةً حدَثت بالفعل، في عائلة واحِدة، كانت تجمعهم المودَّة والرحمة، ويحسدهم الجميع على قوَّة الأواصر وكثْرة الزيارات والوقوف مع بعضهم البعض في الأزمات، كأنّهم جسَد واحد، يخيِّم عليهم الحب والسعادة والاطمئنان، هذه القِصَّة حدثت بين أخٍ وأخت من صُلب أب واحِد وأم واحدة.
خُلاصَة القصَّة أنَّ الأخ أراد شراءَ بيتٍ ملكًا خاصًّا به حتى يكون بحريته، فتدخَّل أبوه وقال له: يجب أن تُشرِك أختك في البيت معك، فهي تُريد أن تستثمرَ أموالها وليس معها مِن المال ما يكفي، فقال لأبيه: عذرًا أبي، ولكن أنا أريد أن أشتري بيتًا لأعيش فيه مع أسرتي وليس للاستثمار، وهي عندها بيتها، فقال له أبوه: إن لم تفعلْ سأغضب عليك إلى يومِ الدين، وتحت ضغط أبيه وافَق وفرِحت أختُه كثيرًا بذلك، وهي تعلم أنَّ أخاها مُرغم على ذلك، ومرَّتِ الأيام ومات الأب، فجاءتِ الأخت لأخيها وقالت له: أخي، أريد أنَّ أبني بيتًا لي فوق بيتك الذي تسكُن فيه فأنا شريكةٌ لك، فقال لها: إنْ شاء الله، وأحضر المهندسين حتى يروا أساس البيت، فقالوا: الأساس لا يتحَمَّل، فذَهَب الأخ إلى أخته، وقال لها: عذرًا، الأساس لا يتحمل حبيبتي، فما كان مِن الأخت إلاَّ أنَّها ذهبت لباقي الإخوة تبكي وتقول: أخي لا يُريدني أن أبني، أخي سرَق مالي، وأمام دموعها صدَّقوا كلامها، فلم يسْتَوْضحوا أو حتى يسألوا فهي مظلومةٌ وتبكي أمامَهم، فليس عليهم سوى التصديق، وقرَّروا جميعًا مُقاطعة هذا الأخ الظالم، وفُوجئ الأخُ بالقطيعة فذَهب إلى أقرب إخوته إليه واستوضح منه، ففَهِم الأمر وقال لهم: هذا خطأ، الحقيقة أنَّ الأساس لا يصلح، ولكن لم يستمع إليه أحد!
وذَهبوا إلى المحكمة ورفعوا على أخيهم قضية، فتضايق منهم: ولم يعُدْ يردُّ إساءتهم بالإحسان، بل رضِي بالقطيعة، وطبعًا في النهاية حكَمتِ المحكمة أنَّ الأساس لا يتحمَّل، فصرختِ الأخت في أخواتها: أكيد دفَع لهم رِشوة، إذًا نهدم البيت ونقوم بعمل أساس يتحمَّل أكثر مِن دورين إنْ كان يريد الصُّلْح، فرَفَض أخوها، وقال: لن أهدِمَ بيتي، خُذي مالاً إن شئتِ، فرفضتِ الأختُ واستمرَّت إلى الآن القطيعة، فالأخت تَبْكي وترى أنَّ أخاها يظلمها ويمكُر بها، فلا يُريد أن يهدِم البيت حتى تكسب، والأخ يظنُّ أن أخته جرحتْه ولا تحبه، ولا يهمها سوى مصلحتِها ولو كانت على حسابه، فضلاً عن أنَّها تخوِّنه.
وقتَها فهمتُ معنى قولِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغَضوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا))؛ البخاري (6064).
وقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
.
نَعمْ، فهمت لماذا حرَّم الإسلام سوءَ الظن، وجعَله مِن كبائر الذنوب، فسوء الظن هو الذي يقْطَع كلَّ أواصِر المحبَّة، وكلَّ روابط الأُخوَّة، ويزرع الشوك ويفتت الأسر ويدمِّر المجتمعات، يقلب الصفاء كدرًا، والحب بغضًا، والسعادة تعاسةً، والفرَح همًّا وحزنًا، إذا استولى على القلوب انتهَشَها وأكَلَها؛ فلم يُبقِ فيها حبًّا ولا أمانًا، ولا سعادة ولا اطمئنانًا، يجعل الإنسان يعيش مكدَّرًا يحرقه الشكُّ ويخنقه سوء الظن، فهو يُهلِك صاحبه قبل أن يهلك أحدًا آخر، يهدِم الإيمان ويفتِّته، فهو ظلم للنفس أولاً وظلم للغير، عذاب للنَّفْس قبل أن يكون عذابًا للغير، يجعل المرء مكروهًا يبغضه أقربُ الناس إليه، فبعد أنْ كان مِن أحبِّ الناس إليهم وأقربهم، فَقَدَ وخسِر كل محبتهم وكلَّ ودِّهم بعد أن طعنهم في قلوبهم بسوء ظنِّه وخُبث سريرته، وتركهم يلملمون ما بقِي مِن أشلاء قلوبهم التي مزَّقها بظُلمه لهم، فقابل حبَّهم بالبُغض، وإحسانَهم بالإساءة، وترَكَهم صرْعَى لا حِراك لهم، وعذَّب نفسَه وحرَمها مِن أحب الناس إليها وأحْرَصهم وأخوفهم عليه؛ وذلك بسبب أوهام قذَفها الشيطان في قلبه فاستقرَّتْ فيه وأنبتت الحنظل.
استغرق معها وبنَى عليها، فعذَّب نفْسه وعذَّب غيره، لم يتقِ الله في نفْسه وفي غيره، بل نسي أنَّ القلْب هذا محل نظَر الربِّ؛ فلم يستحِ أن يغذيه بكلِّ شر ولم يحرْسه من أن يتشرب الفِتن ويقَع في الموبقات، فجعَل من نفْسه علام الغيوب الذي يطَّلع على القلوب، ويعلم أسرارها ونسِي عيوب نفْسه، واشتغل بعيوب غيرِه، ينبش في القلوب والعقارب تلتهم قلبه، جعَل من نفسه سلطانًا على الناس، ورقيبًا على قلوبهم لخُبْث سريرتِه، وفراغ قلْبه مِن الإيمان وأصْبح لعبةَ الشيطان، يجعله يعيش في أوهام وخيالات فهَلَك وأهلك، نسِي أنَّ هناك يومًا تجتمع فيه الخصومُ على القنطرة ويتمُّ القصاص.
إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ
وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
وإذا حاولنا أن نفهمَ لماذا يُسيء المسلم الظنَّ بأخيه، لوجدْنا أسبابًا كثيرة، منها مثلاً: أن يكون الشخص كذَّابًا؛ فيعتقد أنَّ الكل مثله، ويسيء الظنَّ بهم، أو يكون منافقًا فيظن أنَّ الكل مثله، فهو يحكُم على الناس من منطلق ما يتَّصف هو به من صفات، وربَّما يكون السبب - وهو الغالب - تلوُّث القلب بحِقْد أو كِبْر، أو طمع أو حسد، أو غَيْرة، وغير ذلك، فيُريد أن يزكي نفسه ولو على حسابِ أخيه، ولن يتمَّ له ذلك إلاَّ إذا لوَّثه، فنتيجة لظُلمة قلبه تطمس بصيرتُه؛ فيُسيء الظنَّ بأخيه المسلم، ولا يتورَّع أن يشهِّر به مِن أجل الانتقاص منه، وتزكية نفسه هو في المقابل، وهذا طبعًا دون أن يشعر!
فالمتكبِّر والمعجَب والغيور يَكْرَه أن يجد أحدًا أحسن منه، والحاسِد يتمنَّى زوال النِّعمة، وهذا كله نتيجة لفقْر وخسَّة ونقْص داخلي في النفس، ويمكن أيضًا أن يكون السببُ هو التربية والنشأة، فقد تربَّى على أنَّ سُوء الظنِّ مِن الحذر والفِطنة، وربَّما يكون السبب كثرةَ التجارِب الأليمة التي مرَّ بها، فجعلتْه - دون أن يشعُر - يُقدِّم سوء الظن!
ومِن خُطورة هذا المرَض أنَّه يترتَّب عليه أمراضٌ كثيرة، وأوبئة عديدة، فمَن ساء ظنُّه بأخيه المسلِم انتقَصَه وأهْدَر حقَّه وظلَمه، فانطلق لسانه فيه بالغِيبة، وسعى بالنميمة والبُهتان، وربما قادَه خُبث قلبِه أيضًا إلى التجسُّس عليه والتربُّص به، وانتظار سقطاته وتتبُّع عوراته، وفساد ذات البَيْن، والعُقوق والقطيعة، فينتشر الكُرْه والبُغض والحِقد، ويتفَشَّى حُب الانتِقام والانتِصار؛ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
.
ولعلَّ مِن العجيب في هذا المرَض تبادُل الاتِّهامات بسوء الظن، فكلٌّ من الطرَفين يظن أنَّ الآخر يُسيء الظن به، ويتتبع عوراته ويتربص به، وهذا أيضًا مِن سوء الظن، فإنَّ القلب السليم لا يلتفِت إلى قلوب الناس، هل هي مسيئةٌ للظن أم لا؛ لأنَّ قلبه في شُغل بالله، مشتغل بتطهير نفسه وتزكيتها طلبًا لما عنده، وماذا يبقَى بعدَ ذلك في القلْب من الدِّين؟!
إنَّ انتشار مرَض السوء بالظن خطيرٌ جدًّا، وكارثة تحطِّم مجتمعاتنا، وتُربة خصبة للشياطين تزْرع فيها ما تحب، فهذا المرَض يستصحِبُه أمراض كثيرة، ويؤدِّي أيضًا إلى أمراضٍ أكثر تستجلب غضبَ الرحمن، ويضيع معها الإيمان.
ولذلك حرَّم الإسلام سوءَ الظن؛ فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيَّاكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابَروا، ولا تَباغَضوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا))؛ البخاري (6064).
وأمَر المسلم ألاَّ يستجيب لوسوسةِ الشيطان، ولا يتمادى أو يستغرق ويفكِّر فيما يلقيه مِن ظنون، بل يستعيذ ويصرِف هذا؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا ظننتُم فلا تُحقِّقوا))؛ الصحيحة (3942).
وهكذا كان حال الصَّحابة والسَّلَف - رضوان الله عليهم؛ قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "مَن لم يحسن ظنه استوحش مِن كل أحد"، وقال أيضًا: "ولا تظنُّن بكلمة خرجَتْ مِن أخيك سوءًا وأنت تجِد لها في الخير محملاً".
الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوَّى الله ضعفَك، قال الشافعي: لو قوَّى ضعْفي لقتَلَني، قال: والله ما أردتُ إلاَّ الخير، فقال الإمام: أعلم أنَّك لو سببتني ما أردتَ إلاَّ الخير.
فهكذا تكون الأُخوَّة الحقيقيَّة إحسان الظن بالإخوان، حتى فيما يظهر أنَّه لا يحتمل وجهًا من أوجه الخير، وقال ابن سيرين: "إذا بلغَك عن أخيك شيء فالتمسْ له عذرًا، فإن لم تجد فقل: لعلَّ له عذرًا لا أعرفه"، فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حُسْن الظن مِن حُسْن العبادة))؛ سنن أبي داود (4993).
وأخيرًا أقول لمَن يمتلئ قلبه غلاًّ وحِقْدًا وحسَدًا وكِبرًا، فيُسيء الظن بالناس، وإلى مَن يظن أنَّ كل الناس مثله: طهِّرْ قلبك، واعلم أنَّ الله يراك ويعلم سريرتَك، فإن لم تطهِّر قلبك بالدُّنيا ستطهِّره النار يومَ القيامة، فإنْ أمهلك الله فلا تغترَّ، فإنَّه يُمهِل كأنَّه يُهمل، فإذا أخَذ فحِينها يأخذ أخذَ منتقِم جبَّار، فإنَّ الله قد تكفَّل بنُصرة المظلوم ولو بعدَ حين، هذا جزاء سوء الظنِّ مع عوام المسلمين، فكيف بأهل العِلم والصلاح فيهم؟! وكيف بمَن يتعامَل مع ربِّه بسوءِ الظنِّ وعدم الثِّقة؟!
تَنَامُ عَيْنَاكَ وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ
يَدْعُو عَلَيْكَ وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنَمِ
وأُذكِّرك بقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا معشرَ مَن آمن بلسانه ولم يدخُلِ الإيمان قلبَه، لا تتَّبعوا عوراتِ المسلمين؛ فإنَّ مَن تتبَّع عوراتِ المسلمين تتبَّع الله عورتَه، حتى يفضحَه في عُقر داره))؛ رواه أبو داود.
فهلْ سيُرضيك أن تحمِل هذا الظلم على رأسك يومَ العرْض؟!
إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الْمَعَادِ إِذَا الْتَقَيْنَا
غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنِ الظَّلُومُ
وإلى مَن تكدَّر قلبُه مِن شدَّة ما رأى مِن ظُلم وخِيانة وفساد فقدَّم الشكَّ، وإلى مَن تربَّى على الشك باسم الحذَر والحيطة، أقول لهم: إنَّ الأصل في الإسلام حسنُ الظن بالمسلِم، وسوء الظن بالنفْس، فالمسلم مؤتَمن، بخلاف أهْلِ الكُفر والبِدَع من اليهود والنصارى والشيعة والعلمانيِّين، فيجب الحذر منهم، فلأَنْ ينام المرءُ مظلومًا ويقول عليه الناس ساذجًا، خيرٌ له مِن أن ينام وهو عندَ الله ظالمٌ، لأنْ ينام ويقول الله له: سأنصُرك ولو بعدَ حين، خير له من أن ينام والله يمْقُته ويُملي له ليزداد إثمًا، ويستدرجه فهو المنتقِم الجبَّار.
إنْ فسدتِ القلوب فكُن أنت صاحبَ القلْب السليم، وإنِ انشغل الناس بعيوب بعضهم فانشغلْ بعيبك، وإن تنجَّست القلوب فحافظْ على طهارة قلْبك، فهو خير لك عندَ ربك، اتركِ الناس يقولون ما يحبُّون، فمَا مدْحُهم يفيد وما ذمُّهم يضر، إنَّما الله وحْده هو مَن يفيد مدحُه ويضرُّ ذمُّه، ففوِّض أمرك إليه، وتوكل عليه، يَكفِك شرورَ الناس، وأكثر الدُّعاء لهم، وقل: اللهمَّ مَن اشتغل مِن عبادك بي فاصرفْه عني واشغله بك عني، تغافلْ عن عيوب المسلمين واستُرْهم يسترْك الله في الدنيا والآخرة، تواضعْ لهم واخفض جناحك، فهكذا أهل المروءة والإيمان، فلعلَّك تكون من الناجين الذين يدخُلون جنات النعيم، فوقتها ستعرِف قيمةَ ما أقول، فالدُّنيا دار غرور.
وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
.
المراجع:موقع الالوكة.
انشر تؤجر