الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
memo1988
10-11-2022 - 11:39 am
أرواح// بلا روح
الدروب لها ضيقه،،ملتويه،،مهلكه
وسط عاصفه من الجفاء
و مشاعر ملبده بالغيوم،،،،،لا مكان للصفاء فيها
كل شيء فيها يتوشحه الجمود،،القهر،،الصمت
كل شيء يدل على أن الحياة،،،توقفت
فمات من حولها كل الوجود
°•
أرواح// يتنفسون ولا يشعرون
يرون ولا يتكلمون
لم يبق بهم سوى جسد
و هشيم ماضي أليم يقتلهم آلآف المرات
وحطام الحاضر
تسير وخطوات المقابر ترتسم أمام عينيها كل حين
فتحصي عدد الأيام لتشهد رحيل العمر
°•
أرواح// وحيده!!بارده!!شارده!!حائره !!
بداخلها حزن لا يستقر،،وموج لا يهدأ
وسفن لا تصل،،ومعاناة لا تنتهي
ومأساة تتكرر كالنبض في القلب
وسؤال ليس له اجابة،،ودرب شوك ليس له نهاية
وحكاية رعب ليست لها خاتمة
وعمر بلا أيام،،وأيام بلا لحظات،،ولحظات بلا تفاصيل
°•
بعد عمر كهذا!! ماذا يتبقى؟؟؟
الذكريات..؟؟
الألم..؟؟
رواسب إنسان..؟؟
وبأي الكلمات!!توصف الحياة؟؟؟
با متزاج الحزن بالدم..؟؟
أوطعم البكاء الجاف..؟؟
أولون الضياع..؟؟
°•
أرواح كهذه!! كيف سيكون الحب في عالمها؟؟
كيف سيدخل أرواح مملوءه بالألم ؟؟ و ليس لنسائم الهواء فيها مكان؟؟
أرواح مظلمه لا يوجد فيها بصيص نور....ينير طريقك؟؟؟
أرواح على فراش الموت....لا دواء ينجيها؟؟؟
°•°•°•°•°
هنا صراعُ بين تلك الأرواح وبين الحب؟؟؟
فإلى متى سيدوم هذا الصراع؟؟
و إلى أين سوف يؤدي؟؟
  • •//روايتي..تتحدث عن//••
  • حياتهن•

الماضي؛؛؛و عذابه
الحاضر؛؛؛و قساووة أيامه
المستقبل؛؛؛و غموضه
  • شخصياتهن•

المعقده
المسيطره
المحمله بذكريات لن تخلص منها
  • قلوبهن•

المهجورهالموحشه
الرافضه لأي دفء أو زائر
  • ملامحهن•

نظرات شامخه؛؛رغم الإنكسار
أصوات مشحوونه؛؛بالألم
تعابير أجادوا دفنها حتى انعدمت
  • حبهن•

وو لكنه الجانب المظلم من الحب؛؛؛
هنا؛؛؛لن ترواا/الحنان/الشوق/التضحيه/الطيبه
هنا؛؛؛تجدون/الظلم/القسوه/العذاب/الإستغلال/القهر
هنا حب بدون؛؛؛صوت؛؛؛طعم؛؛؛لون
حب شبيه بالعداء

أبطالي لهم من السيئات أكثر من الحسنات
لهم من العيووب أكثر من المزايا

من الظالم؟؟
و من المظلوم؟؟
أين الخطأ؟؟ و أين الصح؟؟
كيف العدل؟؟؟

أنتم؛؛من يقرر؟؟؟


التعليقات (7)
memo1988
memo1988
.•.°.•?•N|ما قبل البدايه|N•?.•.°.•.
•||الظلام لا يبدأ في المساء؟؟ بل يبدأ في القلب||•
كانت على سجادتها...تصلي العصر...
نوره بهمس خافت= السلام عليكم و رحمة الله..السلام عليكم و رحمة الله
جلست على سجادتها بتعب بعد ترتيب البيت...و عيونها تدور على المكان...
بيتهم...اللي ما تعرف من الدنيا غيره...عاشت فيه كل سنواتها العشرين الماضيه مع أمها و أبوها اللي مالها في هالدنيا غيرهم...و اللي جابوها على كبر..الله ما كتب لهم ذريه...
لكن بعد خمس و عشرين سنه...جت هي مثل المعجزه...
دائما كانت تتمنى لو كان لها خوال و أعمام...سند لها و لأهلها...لكن أبوها توفوا أهله قبل حتى تعرفهم...و أمها كانت يتيمه...
هزت راسها بأسى تطرد هالأحلام و الأفكار اللي مالها فايده...و قامت تشوف أمها...
دخلت غرفتها...قربت من فراش أمها تراقب ملامحها الواهنه...من الزمن...و المرض...
و التفتت على فراش أبوها المطوي عند الجدار من عشرة أيام...و رجعت تفكر فيه...
طالت غيبته..مو جديد سفراته الدائمه عشان شغله..لكن هالمره زادت عن الأسبوع المعتاد...و بدت تقلق عليه...و تخاف من غيابه...
وقفت مره ثانيه...و هي تتذكر الثياب اللي خيطتها لأم سالم..قررت تروح توصلهن لها اللحين...و تأخذ فلوسها...
يمكن أبوها يتأخر أكثر من كذا...و هي محتاجه للفلوس...
طلعت من الغرفة بهدؤ...عشان ما تصحى أمها لين ترجع...و راحت تلبس عبايتها...و طلعت من البيت...
و في طريقها سرحت بأفكارها...و بحالها...لين وصلت لبيت أم سالم...سلمتها الثياب و أخذت فلوسها و رجعت للبيت...و هالمره كل تفكيرها انحصر في أبوها و غيبته...
وقفت عند باب البيت...كانت بتدخل...لكن سمعت صوت رجل من وراها...
الرجل= السلام عليكم
نوره= و عليكم السلام و رحمة الله
الرجل= هذا بيت عبدالعزيز صالح ال...
نوره= نعم أخوي بغيت شي؟
الرجل يطالعها بتساؤل= أنتي نوره؟
نوره بإستغراب= ايه..مين أنت؟ وش تبي؟
الرجل= أنا علي..من طرف أبوك
نوره تشهق= أبوي فيه شي؟!
ما رد عليها...لكنه مد لها ورقه...اخذتها بتوتر..و ترقب..
فتحتها و حاولت تقرأ اللي فيها من وراء غطاها...
لكنها كانت صدمه أكبر من إستيعابها...
و رجعت عيونها تتبع كل حرف مره ثانيه...يمكن تلقى خطأ باللي قرته...لكن لفت انتباهها التاريخ...التاريخ اللي انكتبت فيه هالورقه...من سنه!!!!
نوره بصوت مرتجف= كيف زوجي؟ و من سنه! أبوي ما قال لي شي؟!
علي= خلينا ندخل البيت و أنا اقولك كل شي
شهقت نوره بخوف...كيف تدخل هالغريب بيتها...صح زوجها...لا...مو زوجها...يمكن يكذب...يمكن هالورقه مزوره...
تركته...و راحت تركض لجارهم أبومحمد...طقت الباب بكل قوه لين فتح لها...
و بخوف قالت له عن كل شي...و عطته الورقه...و دخلت و تركته يتفاهم مع هالغريب...
و من بعد هاللحظه...تغيرت حياتها...
مو بس تغيرت...انقلبت فوق تحت...
مات أبوها...عرفت إنه مات من أسبوع...و تركها بوصاية هالغريب...زوجها؟؟؟
كان تعبان من سنه...سفراته ما كانت شغل بس...كانت شغل و علاج...لكن تعبه زاد...و حياته صارت مهدده...
عشان كذا فكر يتطمن عليها...على الشي الوحيد اللي بيتركه وحيد بهالدنيا...و زوجها له...
و عاشت مع هالغريب...اللي صار مسئول عنها...و يصرف عليهم...
يقول و هي تنفذ...يمشي و هي تمشي وراه...
و بعد وفاة أمها...حست إنها ما بقى لها في هالدنيا غيره...
وهو بعد ما بقى له في الدنيا غيره...
كان يتيم...و ما عنده أي أقارب مثلها...و يكبرها بثلاثين سنه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
عاشت معه...أيام...و شهور...لكن الأمان اللي كان يبي أبوها تحس فيه...ما قدرت تعيشه...
لأنها كانت تشوف زوجها يكبر قبلها...و كل ما يطلع من البيت...تفكر لو في يوم صار له شي و ما رجع؟؟
كيف بتعيش؟؟
حتى هو كانت تشوف في عيونه خوفه عليها لو صار له شي...
تمنى يجيب منها ولد...يحميها بعده...
لكن أول فرحتهم...كانت بنت...
بعدها...بنت...
بعدها...بنت...
و لا جاء له الولد اللي تمناه...و زاد عليه الحمل...
ما صار خايف يتركها لحالها في الدنيا...اللحين صار خوفه أكبر...
عليها...و على بناتها...وهو يشوفهم كيف معتمدين عليه بكل صغيره و كبيره...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
و مرت السنين...و كبروا بناته...وهو كبر أكثر و أكثر...
و مثل ما سوى أبوها...سوى زوجها...
و زوجهم عشان يتطمن عليهم...لأنه حس إنه ما بقى له في هالدنيا كثر ما عاش...
كان يظن إنه زوجهم أحسن الرجال...لكنهم ما كانوا كذا...
توفى وهو مو عارف هالشي...لأن و لا وحده من بناته كانت تشتكي له...مهما كانت تشوف من زوجها...عودهم على السكوت...و سكتوا عن حقهم حتى مع رجالهم...
ما أحد عرف بهمومهم...و أحزانهم...و عذابهم...غيرها..
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت تظن إنها بتلحق زوجها بعد أيام..أو شهور..لكن عمرها طال سنين..
شهدت كل لحظه من عذاب بناتها..و ودعتهم..وحده و رى الثانيه..
رحلوا عن هالدنيا...و كل وحده تركت لها...حفيده...
ثلاث حفيدات...وارثات اليتم و الهم عن أمهاتهم...
اللي هي بنفسها ورثت لهم هاليتم و الهم...
لكن حفيداتها...غير بناتها...
ما يشبهون أمهاتم بأي شي...
لأنها ربت فيهم...القوه...البرود...السيطره على النفس...موت المشاعر...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
يعيش الحب ..؟ شي عادي !؟
يموت الحب ..؟ وش يعني !؟
مادام قلوبنا ماتت مشاعرها وهي حيه !؟

memo1988
memo1988
.•.°.•?•N|البدايه |N•?.•.°.•.
•• يوم الجمعه ••
قامت من سجادتها بعد ما خلصت صلاة التهجد...و مشت بخطواتها الواهنه لغرفتهم...فتحت الباب بشويش...
دخلت للغرفه...تطالعهم و هم نايمات...
اليوم كل وحده بترجع عند أهلها...و بيفضي عليها البيت...و بتفضي حتى حياتها...لين يرجعون عندها بعطلة نهاية الأسبوع الجايه...
طول عمرها كانت تتمنى ما يفارقونها و لا لحظه...أحيانا تحس إنها تحبهم...أكثر من ما حبت بناتها...
يمكن لأنهم حتى هم يحبونها...و تعلقوا فيها...أكثر من بناتها...
أو لأنهم الصوره اللي تمنت تكون عليها بحياتها...و تمنت بعد بناتها يكونون عليها...
بس لا هي قدرت...و لا بناتها...طول عمرهم عاشوا بحزن...و حاجه...و ضعف...و خوف...
لكن حفيداتها غير...حفيداتها مو بحاجه للحب لأنها علمتهم يعيشون من غيره...
علمتهم ما ينتظرونه...
و لا يدورونه...
قوتهم...و قستهم...و أغنتهم عن حاجتهم للناس...حتى أهلهم...
كانت تشوفهم قدام عيونها...يكبرون و يتفتحون مثل الورد...ورد منظره بس اللي كان حلو...
لكن اللي يقرب منه و يلمسه...كان كله شوك...حتى عبيرهم كان مختفي...و لا عرفت لو كان باقي منه أي شي يلطف حدة هالمشاعر...أو مات كله و انعدم للأبد...
تتمنى إنها ما اخطت بهالشي...لأنها تتمنى هالشي يحميهم من الدنيا...و الناس...بعد ما تموت...
قربت من سرايرهم...تتأملهم بحب...و حنان...
...بجمالها الخلاب...بغموضها و سكونها...بنظراتها الحاده...و أطباعها الجافه...
بملابسها السوداء اللي تعكس نظرتها للحياة...
...بملامحها الناعمه الجذابه...أنثى بمعنى الكلمه...صوت و صوره...لكن طبعا بدون إحساس...
بكبريائها و تحديها اللي يبين بعيونها...و وقفتها...بأناقتها و رقتها اللي تزيد جاذبيتها...
...و الوجه الطفولي العذب...و إبتسامه واسعه و دائمه...تقول للكل إن حياتها باللي يصير فيها...هي آخر همها...
حتى لبسها بألوانه الفضه...الباليه...عديمة التناسق...يأكد إنها تعيش اليوم بيومه...لنفسها و بس...
••
••
••
بعد ساعات// صحوا البنات...يعيشون آخر اللحظات اللي يكونون مرتاحين فيها...بعيدين عن العالم باللي فيه...قبل كل وحده ترجع لعالمها...و همومها...
هالبيت كان دائما يجمعهم...بجدرانه...بأثاثه القديم...كل زاويه فيه تشيل لهم ذكرى...و جرح...و دمع...
فيه تعاهدوا من سنين...عهد طفوله...كبروا و كبر معهم...و قساهم...بس كان هو الحل الوحيد عشان يستحملون حياتهم و يكملونها بقوه...
فيه ودعوا أي حلم وردي كانوا يحلمونه...أي أماني بسعاده أو حياة حلوه...أي أمان أو دفأ...
ودعوا قلوبهم...و مشاعرهم...لين تركهم بهالشكل...اللي الكل يعرفهم فيه...


•||رحيل/ روح لاتعرف الحب*الفرح*الإحساس*الرحمه||•


•||حياة/ روح لاتعرف الحب*الأمان*الوفاء*الثقه||•


•||رجوى/ روح لاتعرف الحب*الخوف*الكرامه*الألم||•
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
.•.°.•?•N|
|N•?.•.°.•.
•• يوم السبت ••
فتحت عيونها بكسل...و جلست على سريرها تتأمل اللي قدامها بشرود...
دائما كل ما تصحى تجلس دقايق على هالحال...لا هي صاحيه...و لا نايمه...
ساكنه و هاديه مهما يصير حواليها...لين تبدأ تصحصح شوي...
طق الباب...لكنها ما ردت...
دخلت بنت عمها وفاء بهدؤ...و ابتسمت و هي تشوفها بهالحاله المعتاده...و لا فكرت تكلمها لين تشوفها بدت تصحصح...و جلست على الأريكه اللي قدامها...
طالعت غرفتها بتأمل...كل جدار فيها أو زاويه...فيه بصمه لحياة...
ألوانها متضاربه...بس بطريقه مميزه و خاصه...
فيها هدؤ...و غموض...و قوه...تشبه أطباع حياة المتقلبه...
تمططت حياة بكسل...و التفتت عليها وفاء...
وفاء= صباح الخير
حياة تبتسم= صباح الورد
وفاء= شكلك نعسانه؟
حياة تتثاوب= ما نمت إلا ساعتين
وفاء= وش عندك؟
نطت حياة من سريرها بحماس...عكس حالة الكسل اللي كانت فيها من لحظه...و راحت للوحه اللي كانت ترسمها...و اللي كانت مغطيتها بقماش أبيض كبير...
سحبت عنها القماش...
حياة تبتسم= وش رأيك؟
طالعت وفاء اللوحه... و شهقت...
كانت رسمه لعصفور صغير طايح على الأرض...و جروحه تنزف...و الدم يغطي الأرض اللي حواليه...و الخلفيه اللي وراه كانت ظلام...و فيها خيال مو واضح لأغصان ضخمه مليانه شوك...
وفاء= حرام عليك حياة! وش هاللوحه؟ والله كسر خاطري العصفور
ابتسمت حياة و هي تطالع اللوحه...لكن هالإبتسامه ما كان فيها أي ملامح للفرح...أو الراحه...و تركتها و دخلت للحمام الخاص بغرفتها...
و وفاء رجعت تطالع اللوحه بإستنكار...و تتلفت على كل لوحه في الغرفه...لوحه لمنظر غروب حزين...و لوحه لسماء ملبده بغيوم سوداء و حمراء و بحر هايج...لوحه ليدين مقيده...لوحه لحطام قارب...
كانت كل لوحاتها اللي رسمتها...تحمل غموض...أو غضب...أو حزن...
تنهدت بحزن...و هي تتذكر من ثلاث سنين...أول ما جت حياة تسكن معهم...بعد اللي سواه أبوها...و بعد وفاة أمها...
اللي استغربت منه...هدؤها...و سكونها...رغم اللي صار...
ما بحياتها شكت منه...أو حزنت عليه...
من يوم جت عندهم...عاشت معهم حياة طبيعيه...لدرجة إنها أعجبت بهالقوه اللي فيها...
هي نفسها...تأثرت من اللي سواه عمها...و بوفاة زوجته لأيام كثيره...بس حياة تناست الموضوع بسرعه...و محت ذكره من حياتها...و لا كأنه صار...
لكن مع الأيام...عرفت إن هالموضوع مأثر فيها للحين...بس هي تنكر...و لا تبي تبين...
بدت تنتبه لكرهها الشديد للرجال...و حقدها عليهم...غضبها من أي وحده تسمح لهم يتعدون على حقوقها...و تتساهل معهم...
و من بداية هالسنه...طلع اللي فيها أكثر بهاللوحات اللي ترسمها...(تكرهينه يا حياة مثل ما يكرهه أبوي..و يمكن أكثر..غريب كيف تختلفين مع أبوي بكل شي و تتفقون على كرهه و نفيه من حياتكم)
طلعت حياة...و وفاء قامت...
وفاء= البسي و خلينا نفطر قبل يجي النقل
حياة= زين
طلعت عنها وفاء...و هي قفلت الباب و راحت تبدل ملابسها...وقفت عند دولابها تشوف وش تلبس...
تنهدت بضيق و هي تشوف بلايزها...و تقلب فيهن...تدور على بلوزه نظيفه و ما فيها بقع ألوان...لكنها ما لقت...
كل أغلب ملابسها...لازم تحمل أثر الألوان...
طلعت لها بلوزه فيها لون خفيف من عند الأكمام بس...(هاذي حلوه..اللون مو باين)
لبستها...مع تنوره سوداء...و راحت تجلس على التسريحه...فكت شعرها الكستنائي الحريري...اللي يوصل لآخر ظهرها...و طالعت بملامحها الرقيقه...الناعمه...بالأخص عيونها العسليه الفاتحه...
كل ما تكبر...تزيد شبه بأمها...أكثر و أكثر...و هالشي كان يكدرها...(بالملامح بس بأشبهك..لكن ماراح أكون مثلك..ماراح أكون مثلك)
سمعت طق مميز على الباب...و ابتسمت و هي تعرف صاحبته...
فتحت الباب...و شافتها بمريولها الكحلي...كانت بآخر مرحله في المتوسطه...و كانت معجبه فيها و بقوتها و دائما تصرح بهالشي...
حتى حياة كانت متعلقه فيها و تحبها...تحب تعاندها...تحب تهتم فيها...
ولاء= صباح الخير حياتي
حياة تبتسم= صباح العسل يا عسل
ولاء= تعالي نفطر..الفطور جاهز
حياة= يله قلبي
ولاء تشهق= بلوزتك فيها ألوان!
حياة تضحك= تدرين خربت كل ملابسي بهالألوان
ولاء= خلاص نقول لأمي نروح السوق و ....
حياة تقاطعها= لا ما يحتاج..بأرفع أكمامي و ماراح تبين..حرام اشري بلايز جديده و انا بأخربها
اقنعتها حياة تترك موضوع السوق...لأنها كانت منحرجه من مرة عمها...اللي عمرها ما قصرت عليها بشي...كانت تعاملها بحنان و طيبه...أكثر ما تعامل بناتها...
حتى عمها ما كان يقصر عليها...و لا على بناته بالفلوس بس......
لكن إهتمام و حب...و مشاعر و تقدير...هذا كان خاص لولده فايز و بس...اللي ما يشوف فهالبيت غيره و كأنه ولده الوحيد...
حاطه رجال البيت بعده...و كلمته تمشي عليهم...رغم إنه للحين ما تعدى المرحله الإبتدائيه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
صحت من النوم بضيق...و شدت الغطاء على وجهها...دخلت راسها تحت وسادتها عشان ما تسمع إزعاج أخوانها...
لكن صراخهم...و هوشتهم...يوصلن لآخر بيت في الحاره...كيف تبي هي ما تسمعهم...و الدور الوحيد اللي هم ساكنينه...كان صغير و غرفه داخله في بعض...
مشعل يصرخ= يمه وين الفطور
شهد تصرخ= قمر تعالي خلصي كويك بسررعه..أبي أكوي مريولي
قمر تصرخ من المطبخ= توي شبكته خليه يسخن
شهد تصرخ= خلاص سخن و طق و أنتي جالسه تبلعين..ترى بأكوي قبلك مالي شغل
قمر تركض للصاله= لا يا ويلك دوري
بسمه بعصبيه= حنين انقلعي عن شنطتي لا تآخذين منها شي أو اصفقك
حنين تصيح= أبي ألوان
بسمه بقهر= لا
حنين تمسك شنطتها= عطيني ألوان أبي ارثم
بسمه تصرخ و تدفها= أوف روحي
حنين تصيح بصوت عالي= أبي ألوان
فيصل و بدر يتصارعون...
فيصل يصرخ= والله لأكسرك يا حمار
بدر= اتحداك يالتعبان
وصلوا عند بسمه اللي دفتهم بقهر...
بسمه= أوف بعدوا عني أنتم بعد
مشعل يصرخ= يمه ما صار فطور..و أنتم اسكتوا الله يآخذكم
رمت الغطاء عن وجهها...و قامت من سريرها...و عيونها كلها نوم...و شعرها طاير...و ملابسها مبهدله...
و طلعت لهم في الصاله...
رجوى تصرخ بأعلى صوتها= وطين
مشعل يفز= بسم الله الرحمن الرحيم!
رجوى بقهر تآخذ علبة المنديل و ترميها على فيصل و بدر...
رجوى= انطموا
و راحت تشيل حنين اللي واقفه عند بسمه تصيح...و ترفس بسمه برجلها...
رجوى تكلم حنين= اوش انكتمي أو بيجيك كف
تثاوبت...و وقفت و هي مغمضه عيونها...و حطت راسها على حنين...
مشعل= حمدالله و الشكر نامت!
رجوى مغمضه= انطم
ابتسمت و هي نايمه على الهدؤ اللي خيم على بيتهم...و أخوانها جالسين يطالعونها...
و بعد لحظه فتحت عيونها...
رجوى= وينه شرشبيل يومكم آخذين راحتكم؟ ما قام يلعنكم
شهد= أمي تقول من بعد الصلاة ما رجع
دخلت أم مشعل و معها ساندويتشه لمشعل و كوب شاي...لكن رجوى نزلت حنين و أخذتهن...
مشعل بقهر= رجيو هذا فطوري
رجوى= تسويلك غيره..أنا لازم افطر و امشي بسرعه..مدرستي بعيده ياله اوصل..مو مثلك كل يوم يمرك كلب يوصلك
اخذت فطوره و دخلت للغرفه...و حنين تلحقها...و أخوانها رجعوا للهوشه و الصراخ مره ثانيه...
حنين= أبي ألوان
أخذت رجوى من شنطتها قلم خط...و شالت حنين و حطتها على سريرها...و عطتها القلم...
رجوى= يله اهمدي و ارسمي
فتحت حنين القلم...و صارت تشخبط على الجدار اللي عند سرير رجوى...و اللي مليان من شخابيطها هي و رجوى...
و رجوى راحت تغسل...و تلبس مريولها...و جلست على سريرها تلم دروسها المنتثره عليه...و تحته...و تفطر...
حنين= ردوى أبي حلاوه
رجوى= شوفي تحت الوساده
دخلت شهد عليهم...
شهد بقهر= رجوى ليه تخلينها تشخبط على الجدار ما يكفي أنتي حايسه غرفتنا!
رجوى= وش دخلك؟ هذا قسمي..أنتي خليك بقسمك اللي ماليته لي صور ورد..لين قرب يجينا نحل منك.....يله انا تأخرت..اشوفكم على خير أو على شر حسب ظروفكم
تركتهم و طلعت...و في الصاله وقفت تطالع أخوانها...
رجوى= بدر..فيصل تجون بعد المدرسه على طول..مو تتمشون بهالشموس مع دبدوب بالشوكلاته
بدر= لا تعايرينه هذا صديقنا
رجوى= مالت عليكم و عليه! أنتم ما تشوفون أشكالكم لا مشيتوا معه..كأنكم خمسميه
مشعل بطمع= ليت من صرفها
رجوى بتريقه= أنت خمسين و كثير عليك..لو في يوم مسكت خمسميه لو انه مو جاي هاليوم اللي تمسكها فيه..المهم إنك بتنشل
و طلعت عنهم...و نزلت الدرج لأنهم كانوا ساكنين في الدور الثاني...و طلعت للشارع...
و بعد دقايق راحوا أخوانها لمدارسهم...و لا بقى في البيت غير حنين و أم مشعل...
اللي جلست ترتب البيت بعد عيالها...و تلم ثيابهم المرميه بكل مكان...
وقفت تطالع حنين اللي جالسه عند التلفزيون...و يمر بخيالها كل ملامح عيالها...اللي عمرها ما حسستهم بالحب و الإهتمام و الحنان...لكن حتى هي ما حست فيه من صغرها...و لا تعرف كيف تحسسهم فيه...
كبرت بشخصيه إتكاليه و ضعيفه...أهلها كانوا يتصرفون بكل أمور حياتها بدون أخذ رايها...
حتى زواجها...زوجوها بعمر صغير لأبو رجوى...اللي كان أرمل مع بنت بعمر ثلاث سنين...
و حتى هو سيطر عليها...و لا خلى لها فرصه لا تتقرب منه...و لا من بنته...اللي كل ما كبرت تزداد شبه بأبوها...مهمله...قويه...ما تستحي و لا تخاف من شي...و لا أحد...
لين أخذت حتى مكانها في البيت...كل عيالها...أول ما يحتاجون شي يروحون لرجوى...كل ما يشكون من شي يروحون لرجوى...
لين صارت حتى هي تعتمد عليها بكل شي...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
نامت على ظهرها...و هي تتأفف بكدر...من ساعه صاحيه...بس مالها خلق تتحرك من فراشها...كارهه هاليوم اللي بتعيشه من قبل يبدأ...كل ما تفتح عيونها الصبح و تشوف إنها للحين عايشه...تضيق بها الدنيا...لأنها ما عندها أي هدف تعيش عشانه...
جلست على سريرها...و الغرفه غارقه بظلامها...مع إن الصبح طلع من بدري إلا إن نوره ما كان يدخل لغرفتها...اللي مسكره فيها أي مصدر له...الشبابيك...و حتى فتحة الباب سدتها...
ترتاح بالظلام...ترتاح بوحدتها...و سكونها...و فراغها...و ما تبي تشوف شي...و لا أحد...
و جلست ساكنه على هالحال لوقت طويل...
بعدها قامت من سريرها بتكاسل و ملل...شغلت النور بضيق...و راحت تجلس على تسريحتها...و تطالع نفسها بالمرايا...
تأملت ملامحها بشرود...جمالها الباهر...اللي يحسدها الكل عليه...
دائما تشوف عيون بنات عمها كيف تطالعها...و تعرف إنهم مستخسرين فيها هالجمال...
كيف وحده مثلها يتيمه...وحيده...معقده...مكروهه...منعزله...تملك هالملامح الخياليه...
بس هالجمال كان الشي الايجابي الوحيد فيها...أحيانا حتى هي تحس إنها ما تستحقه...و تحاول قد ما تقدر تخفيه...
و هالشي خلاها...تلم شعرها الأسود الحريري كله...و تجمعه بآخر راسها...لكن هالشي ما كان يساعدها تطلع بالصوره اللي تبيها...
شعرها اللامع بهالشكل كان معطيها منظر ملفت...خاصه بعد ما بين ملامح وجهها المتناسقه بوضوح...بشره بيضاء صافيه...و عيون واسعه بأهداب سوداء...طويله...و كثيفه...و شفايف ناعمه ورديه...
تنهدت بضيق...و طلعت من الغرفه...
نزلت تحت...و دخلت المطبخ...اللي ما كان فيه إلا الخدامه...راحت تشرب ماء...و الخدامه تطالعها بخوف...تخاف تسوي أي شي و تعصب عليها...
راحت رحيل و فتحت الثلاجه...و شافت حلى فيها...و ابتسمت بخبث و اخذته...
طالعتها الخدامه بقلق...
سانتي بتردد= لا تآخذ هذا
رحيل ببرود= و أنتي وش دخلك؟
سانتي= هذا لمها
رحيل بعناد= عطيني قهوه و أنتي ساكته
دخلت مرة عمها للمطبخ و تعوذت من الشيطان أول ما شافتها ببجامتها السوداء اللي تزيد ملامحها كآبه و حزن...لأنها ما تصحى بدري إلا تسوي لهم مشكله...
و ما صدقت الخدامه تشوفها...
سانتي= ماما رحيل يبي يآخذ حلى مها اللي للكليه
أم أحمد= لا يا رحيل..القهوه على مها اليوم و هي أمس طالبه من سانتي تسويه
طالعتها رحيل بقهر...و الحلى بين يديها...و رمت الصينيه على الأرض بقوه...و انكسرت...
رحيل= خليها تشبع فيه
طلعت من المطبخ و أم أحمد تطالعها بقهر و تحاول تهدي نفسها ما تصرخ فيها...(لا حول و لا قوة إلا بالله! هالبنت كل ما كبرت يكبر شرها معها)
أم أحمد= نظفي الأرض يا سانتي
سانتي= وش يقول لمها؟
أم أحمد تتنهد بضيق= أنا اقول لها
طلعت من المطبخ...و شافت مها تنزل الدرج...
مها= يمه قلتي لسانتي تسوي لي قهوه؟
أم أحمد توقف عندها= الحلى خرب
مها بإستغراب= يمه كيف خرب؟ أمس أنا شايفته زين!
أم أحمد= طاح على الأرض
مها بعصبيه= هالعمياء ما تشوف!
طالعتها أم أحمد بضيق...ما كانت تبي تقولها و تكدرها...لكن حتى لو كذبت عليها و اخترعت لها سبب...تدري إن رحيل إذا شافتها بتقولها عن اللي سوته عشان تقهرها...
أم أحمد= رحيل اللي رمته مو سانتي
مها تصرخ بقهر= رحيل..رحيل..رحيل..والله كرهتها و كرهتني حياتي..و بعدين يمه؟ بتخلونها لين في يوم تذبحنا عشان ترتاح!
طلعت فوق تركض...و دخلت لغرفتها و سكرت عليها...و نزلن دموعها من القهر...
هاذي مو أول مره تقهرها رحيل...لا هي...و لا خواتها...و هم دائما ما يردون عليها بس عشان أمهم اللي تترجاهم يسكتون عنها...و لا يكبرون مشكله توصل لأبوهم...و تضايقه...
••
••
••
بعد لحظات...دخلت عليها أختها الكبيره بدور...
مها تلتفت عليها بضيق= شفتي وش سوت بنت عمك المغروره؟
بدور تتنهد بضيق= تصدقين احس صرت أكرهها
مها بقهر= توك تفكرين تكرهينها؟ أنا صرت استخسر كل هالأيام اللي ضيعناها نحاول نتقرب منها فيهن..نحاول نعاملها مثل أختنا..لكن هي حقوده و حسوده و مغروره و قلبها أسود..و ما تحب أحد
بدور= مادري كيف مستحمله نفسها! و لا كيف مستحمله هالحياة اللي هي عايشتها...و ليه تكرهنا كذا؟
مها= اسكتي بدور الله يعافيك مالي خلق اسمع شي عنها
بدور= أبوي يقول لاتزعلين هو بيوصلك الكليه اليوم و تمرين أي محل تآخذين اللي تبين
مها بإستغراب= عرف؟
بدور= لا دخل المطبخ و شاف سانتي تنظف الحلى..بس أمي قالت إنه طاح منها و إنك زعلتي
••
••
••
في الحوش...جلست رحيل بمكان بعيد...تنتظرهم يروحون عشان تدخل تفطر...ما كانت تحب تشوف أي وحده فيهم...و لا تشوف جمعتهم مع بعض...
لكنها شافت هناء...و أحمد اللي كانوا في المرحله الإبتدائيه...
طالعتهم بكره...و ضيق...مثل ما تكره خواتهم تكرههم حتى هم...تكره هالبيت باللي فيه...
كانوا واقفين يطالعونها بخوف و يتهامسون...و هي بكل غيض...أخذت من الحصى اللي تحتها و رمتها عليهم بقوه...و هم اهربوا منها بسرعه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
وصلت حياة للكليه...و راحت للمكان اللي تجلس فيه مع صديقاتها...ابتسمت و هي تقرب من عندهم...و التفتوا عليها...
حياة= صباح الخير
الكل= صباح النور
حياة تجلس= يا سلام على ريحة القهوه..صبوا لي
لينا تمد لها الفنجال= من عيوني كم حياة عندنا؟
هنادي تتصنع الزعل= والله من تجي حياة تطنشين العالم أنتي..خساره الأيام اللي ضفيناك فيها بالثانوي..صح نوال
لينا بإبتسامه= طبعا هاذي حيوته..صديقة الطفوله..الله يبارك بالفن اللي جمعنا
حياة تبتسم بحب= خلاص عاد لا تتغزلين فيني..ترى تطردنا نوال و هنادي من الجلسه
لينا تضحك= دام أنا جايبه القهوه اليوم ما علي منهم..ماراح يذلونا فيها كالعاده
هنادي= من زينك أنتي و بنت جيرانك سابقا...اشبعي فيها...نوالوه ليه ساكته دافعي عن حقوقنا المهدوره
نوال= دام المدح بحياة خليها تآخذ راحتها..تستاهل حياة و أكثر
حياة تلعب حواجبها لهنادي= تسلمين يا قلبي..لو بعض الناس بس تآخذ من هالذوق شوي
هنادي= الظاهر بأحبك معهم اريح
حياة تضحك= غصب عليك تحبيني
هنادي= طبعا و مين ما يحب الأم الحنون لكل نساء العالم
حياة تطالع ساعتها= تأخرنا ماراح تقومون
هنادي= و أنتي على بالك المدح اللي قبل شوي فيك لله..ما عندنا محاضره و يبونك ما تحضرين و تجلسين معنا
حياة توقف= لا ما أقدر..اليوم تسليم اللوحه...(تشوف من بعيد) يله هاذي أريج و شمس ينتظروني
أخذت لوحتها...و راحت لهم...البنات اللي كانوا زميلاتها في الشعبه اللي كانت غير شعبة صديقاتها...و لهالسبب بعض محاضراتهم ما تكون مع بعض...
لينا تطالعها و هي معهم= مادري ليه ما يعجبوني هالبنات!
هنادي= ليه اللف و الدوران..قولي لأنهم يكلمون شباب و لهم علاقات
لينا= استغفر الله مابي اظلم أحد
هنادي= وش ظلمه؟ هذا الصدق..يعني مو واضحه حركاتهم؟ الوحده الجوال ما ينزل من اذنها و منزويه لحالها ساعات و بس تكركر و تتمايع
لينا= ولو مابي احط بذمتي
نوال= هنادي معها حق يا لينا..هالشي واضح...مادري كيف حياة بالذات تمشي مع أحد كذا؟
هنادي بشك= تتوقعون تكلم مثلهم؟
لينا بعصبيه= نوال! أنتي وش فيك اليوم؟ حياة مستحيل تسوي هالشي
نوال= أصلا حياة تكره الرجال..كيف تبينها تتحمل هالنوعيه منهم عاد؟
هنادي= بسم الله وش فيكم هبيتوا فيني؟ يعني أنا اتهمها؟ أنا اخاف كل ما اشوفها معهم..و يخطر في بالي هالشي..بس غريبه جلستها معهم
سكتت لينا تفكر بكلام هنادي...(فعلا غريب إن حياة تجلس مع هالأشكال؟ معقول ما تدري إنهم يكلمون؟ لا حياة مو غبيه لهالدرجه.....بس حياة مستحيل تكون تكلم معهم)
تذكرت من سنين يوم كانوا صغار...كيف كانت حياة ما تطيق أي رجل...و تتحاشى أي تعامل معهم...حتى أبوها بالأخص كان تعاملها معه بارد...
و بعد ما سمعت لينا من الجيران اللي يسويه...عرفت السبب...و بعد فضيحته ذيك الليله و اللي سواه...عرفت إن هالجرح بيبقى داخل حياة للأبد...
و كان توقعها صح...بعد ما التقوا بعد ثلاث سنين من فراقها لحياة...من ذيك الليله اللي أخذها فيها عمها...و لا عاد شافتها...
قابلتها صدفه في أول يوم من هالسنه...أول ما دخلت للكليه...و كانت فرحتها كبيره و هي تجتمع بصديقة طفولتها...لكن حياة كانت غير عن ذيك البنت اللي عرفتها...
ما شافت ذيك البنت الحزينه...الضعيفه...المتردده...الخايفه....
شافتها قويه...واثقه...غامضه...مع إنها احيانا ترجع بلحظات ذيك البنت...و هالشي اللي أكد لها إن الجرح اللي سببه أبوها للحين ما برى...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
في مدرستها...وقفت في غرفة المديره...تلعب بأصابعها...و نظراتها في الأرض...لأنها متأكده إن نظرة المديره مركزه عليها...
بعد لحظه...وصلها صوت المديره...
المديره= و بعدين يعني يا رجوى؟ كم مره عطيتك إنذار عن هالسرقه؟
رفعت رجوى راسها...و عدلت نظارتها الطبيه المستطيله بإطارها الأسود النحيف...
رجوى بلا مبالاه= مو أنا اللي سرقت هالمره..مو عشاني بهالسنه سرقت ثلاث مرات بس..خلاص كل سرقه بتقولون أنا!..استاذه لطيفه ترى كذا الحراميه اللي في المدرسه بيأخذون راحتهم..يسرقون و أنا اللي اتورط
طالعتها المديره بقهر...
المديره= روحي اللحين لفصلك
رجوى تبتسم= إن شاء الله استاذه لطيفه
و هي طالعه...شافت الوكيله تدخل...و ابتسمت لها بمبالغه...(كملت..اجتمعوا بلوط و علقم)
دخلت الوكيله...و جلست و هي تتنهد...
الوكيله= وش سويتي معها؟
المديره= تقول مو هي
الوكيل

memo1988
memo1988
دخل أبومشعل و شاف بدر و فيصل يلعبون كوره...في الحوش الضيق اللي مقتطعينه من حوش أبوسعد...
أبومشعل= بدر تعال
بدر يركض له= نعم يبه
أبومشعل= شوف جيراننا رامين طاوله روح أنت وياه جيبوها
ركض بدر و فيصل للشارع...يسحبون الطاوله اللي برجل مكسوره و يدخلونها للبيت...قدام نظرات بعض الجيران...و تعليقاتهم الساخره اللي تعودوا عليها و ما صارت تأثر فيهم...
••
••
••
في الصاله...كانوا البنات معلين للتلفزيون...على أغنيه مصريه...و رابطين خصورهم و يرقصون...
دخل أبوهم...
أبومشعل يصرخ= رجوى
رجوى تلتفت له و هي ترقص= نعم
أبومشعل= اخوانك تحت يدخلون طاوله رامينها الجيران بس رجلها مكسوره..صلحيها
رجوى= بكم؟
أبومشعل= صلحيها لأكسر رجلك و أحطها مكانها
رجوى تمر من عنده بتنزل= خلاص يا نحله لا تقرصيني و لا أبي عسل منك
ضربها على راسها...
أبومشعل= بأقصه لسانك هذا..و أنتم يله سكروا هالتلفزيون اللي تتلوون عنده و قولوا لهالخبله أمكم تجيب العشاء
••
••
••
راحت رجوى تسحب الطاوله معهم لداخل الحوش...و راحت تجيب العده عشان تصلحها...و هي طالعه على الدرج...شافت قمر نازله...
رجوى= تعالي معي للسطح نجيب أغراض
قمر= يماه خايفه...السطح ما فيه لمبات
رجوى تتريق= عندنا شمعه اذلفي جيبيها و الحقيني
راحت قمر تجيبها...و هي تشوف رجوى سبقتها للسطح...كانت تركض للمطبخ...و أخذتها من الدولاب و اشعلتها...و طلعت وراء رجوى و هي تقرأ المعوذات...
قمر= رجوى وينك؟
رجوى صوتها جاي من الغرفه اللي في السطح= هنا
قمر تدخل عندها= بسم الله! كيف دخلتي هنا بهالظلام؟ حشى بومه
رجوى= بحاسة اللمس و الشم
قمر تضحك= اللمس عرفناها بس الشم وش دخله؟
رجوى= الحقي ريحة الغبار
قمر و هي تأخذ المسامير اللي تعطيها رجوى= صح شوفي صرنا كلنا غبار..اللحين لازم اسبح قبل أنام
رجوى بلا مبالاه= مو ضروري طقه طقتين و تصيرين وش حلوك..لا تجلسين كثير مع سيده أناقه بدت تخرب أخلاقك و تنظفك
قمر تصرخ و تقرب لرجوى= لا
رجوى= وجع وش فيك؟ لا تلزقين فيني
قمر تأشر= شوفي خنفسانه
رجوى تطالعها بإستحقار= حمدالله و الشكر
و راحت لها...و وطت عليها برجلها لحد ما ماتت...
قمر بقرف= واع
رجوى تأخذ المطرقه مع الخشبه اللي معها= يله قدامي يالمرهفه
و نزلوا للحوش تصلح الطاوله...مع إن الساعه كانت متعديه الوحده بعد نص الليل...لكنها جلست هي و خواتها...يسولفون و يضحكون...و صوت الطق يزعج الحاره كلها...
لين خلصت شغلها...و راحوا ينامون...
••
••
••
بعد ساعتين...طلعت رجوى تشرب مويه...و شافت أم مشعل جالسه في الصاله و مطفيه الأنوار...
رجوى= بو
أم مشعل تفز= بسم الله..وش صحاك؟!
رجوى= بأشرب مويه..حلمت حلم في الصحراء و كانوا حراميه يلحقوني و سرقوا سيارتي..و صرت اركض و أطيح على التراب و عطشت(تضحك) بس والله يا هو جيب كنت أسوقه..لو شافه أبوي كان عض لسانه(كملت تكلم نفسها) المفروض الواحد اذا صحى ياخذ كل الأغراض اللي كان يحلم فيها...إلا صح أم مشعل وين يودونها؟
أم مشعل بإستغراب= وش اللي يودونها؟
رجوى= الأشياء اللي نحلم فيها إذا خلص الحلم مين ياخذها؟ وش يسوون فيها؟ ام تتوقعين يبيعونها
أم مشعل تطالعها بصدمه= .............
رجوى تضحك على شكلها= المهم أنتي وش مجلسك هنا؟
أم مشعل بقلق= مشعل للحين ما جاء؟
رجوى بلا مبالاه= تلقينه يصيع هنا أو هناك..نامي أحسن لك
تركتها و راحت تشرب مويه...و رجعت تنام...و أم مشعل للحين على جلستها...(هالولد بيضيع و أبوه مو يمه..فيه ولد بثالث متوسط ما يرجع للبيت الفجر! الله يهديه و يحفظه)
بعد دقائق شافته يدخل...
مشعل= وش مجلسك لهالوقت؟
أم مشعل= انتظرك
مشعل بقهر= ثاني مره لا تنتظرين..أنا مو صغير
أم مشعل= بس....
مشعل يقاطعها= لا تفتحين لي محاضرات هالوقت..فيني نوم
أم مشعل= فيه عشاء لو تبي؟
مشعل يروح لغرفته= لا أكلت برا
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت رحيل في غرفتها من بدري...بظلامها المعتاد...جالسه على سريرها...(اليوم السبت! باقي أربع أيام و أروح لجدتي..أووف يا طول الأيام..و الساعات! مادري كيف الناس تعيش هالحياة؟ و ليه؟)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

memo1988
memo1988
.•.°.•?•N|
|N•?.•.°.•.
•• من بكره ••
صحت رجوى...و حست بنفسها و هي نايمه على سريرها بالعرض...و رجلينها متعديه السرير و طايره بالهواء...تلمست بيدها تدور غطاها...لكنها ما وصلت لشي...كالعاده...طايح تحت الأرض من الحرب اللي تسويها و هي نايمه...فتحت عيونها...و هي تتمطط بقوه...
نزلت من سريرها...و هي تشوف خواتها غارقات في النوم...(عساكم الكوابيس اللي تفززكم..ليه ما أحد يحلم في هالبيت إلا أنا!)
رجوى تصررخ= يله قوموا..لوعوا كبودكم بهالمدارس..حشى يذلونا ما تسوى علينا هالشهاده..يله..يله
قاموا خواتها...و هي راحت تغسل...و تلبس...و تلم شعرها على السريع...قبل تأخذ عبايتها و شنطتها و تطلع من الغرفه...
دخلت المطبخ...و فتحت الثلاجه تدور شي تفطر فيه بسرعه...ما لقت غير عصير تذكر إنه لمشعل مع كذا اخذته...و شافت بحافظه باقي عشاهم و طلعته من الثلاجه...و صارت تفطر بسرعه حتى بدون لا تسخنه...
سمعت صوت أخوانها اللي بدوا بإزعاجهم...و دخلت عليها شهد...
شهد= واع أحد يفطر معكرونه على هالصبح..(كملت بقرف)لا و عصير
رجوى= و أنتي وش دخلك بطني أو بطنك! ما سمعتي المثل اللي يقول كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس
شهد تطالع مريولها= و هذا لبس يعجب الناس؟!
رجوى= أقول سيدة أناقه ما عمر أحد ضربك بملعقه على الصبح؟
شهد تضحك= أنا الغلطانه أبيك حلوه
رجوى مو يمها= يوه تأخرت يله أشوفك عقبين
تركتها و راحت... نزلت الدرج تركض و طلعت للشارع...سكرت الباب و مشت في طريقها اللي تمشي فيه كل يوم...لين وصلت اللفه اللي فيها بيت هدى...ابتسمت بخبث...و غيرت طريق المدرسه و دخلت لحارتهم...و مشت بعيد عن بيوتهم...و وقفت ربع ساعه تنتظر...لين شافتها تطلع للسواق...عرفتها من شنطتها...
و بعد ما شافتها ركبت و راحت...انتظرت دقايق...و تقدمت للبيت...و دقت الجرس بقوه...وصلها صوت الخدامه...
الخدامه= مين؟
رجوى بخوف مصطنع= روحي قولي لماما..شذى سوت حادث قريب من المدرسه...بسرعه يروحون لها شذى بتموت مو قادرين يطلعونها من السياره
ضحكت و هي تسمع شهقة الخدامه و خطواتها السريعه تبتعد...راحت بسرعه لمدرستها قبل يطلعون ويشوفونها...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
طلعت حياة من المحاضره...و شافت شمس و أريج اللي ما حضروا هالمحاضره...كانت تشوفهم يكلمون و يضحكون...و كل وحده تاخذ الجوال شوي...
للحظه وقفت تطالعهم بإستغراب...تحس و هي معهم إنها مو هي...كيف تجلس مع بنات كذا...هاذي أخلاقهم...هاذي أفكارهم...كيف تصير مثلهم...كيف قدرت هي بالذات تصير كذا...
كانت تعرف إنها تغلط...متأكده من هالشي...بس مع كذا مو قادره تتركهم...تترك إنتقامها...لو ما كانت تكلم و تحس إنها تطلع غيضها فيهم...كانت بتطلعه بوجه عمها و ظلمه...وقتها بيقلب حياتها...و حياة بناته و أمهم عذاب...
تذكرت مرة عمها و خضوعها...(ليه للحين فيه أحد بهالضعف! ليه للحين يظلموننا و حنا ما نقدر إلا على الصمت و بس)
راحت عندهم...و جلست...و يوم شافوها سكروا...
أريج تضحك= فاتك حياة والله لعبنا فيهم
حياة بملل= مين؟
شمس= شلة فهد..دقينا عليهم و قلنا لهم كل شي قاله لنا عنهم
حياة تطالع أريج= ليه؟ مليتي منه؟
أريج= ايه زهقني..و صار هاليومين بخيل بالموت لين يشري لي شي
شمس= بس أخاف يسوي فيك شي!
هديل= لا تخافين حبيبتي..أصلا ما يعرف عني أي شي..الوحده إذا كلمت تكلم بذكاء أو لا تكلم احسن
حياة ملت منهم= بأروح أجيب قهوه..أحد يبي؟
شمس= لا يا عمري تونا شاربين
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخلت أم أحمد الصاله...و معها القهوه...و جلست عند أبوأحمد...تقهويه قبل يروح لدوامه...
لكنها شافته سرحان...
أم أحمد= وين رحت يا أبوأحمد؟
أبوأحمد= افكر برحيل
أم أحمد= وش فيها؟
أبوأحمد= البنت كانت هاديه..صح منعزله و تحب تجلس لحالها..بس أنا كنت اقول يمكن طبعها كذا..هي من كانت صغيره ما تحب تلعب مع أحد و لا تحب تطلع للناس..لكنها بدت تصير عصبيه و شرانيه..يكفي اللي سوته لمها أمس
أم أحمد بإستغراب= كيف عرفت؟
أبوأحمد= هناء قالت لي
أبوأحمد= ليه كذبتي علي؟
أم أحمد بإعتذار= ما بغيت انكد عليك على الصبح
أم أحمد تفكر...(ما تدري إنها تسوي أكثر دائما...بس حنا ما نقول لك عشان ما نضايقك)
أم أحمد بعد صمت= هذا طبعها وش نسوي؟ بعدين هاذي هوشات تصير دائما بين البنات
أبوأحمد= ليه ما تكلمينها؟ تشوفين وش فيها؟
أم أحمد= هي ما ترضى تتكلم..حتى لو حاولنا
أبواحمد= هاذي يتيمه..و لا أبي ربي يحاسبني عليها..مابي اقصر عليها
أم أحمد= لا تخاف يا أبوأحمد أنت مو مقصر عليها بشي..بس هي من سنين كذا..يمكن طبعها..خلها براحتها هي كذا مرتاحه..و بعدين كل أسبوع تشوف جدتها و بنات خالتها و مكتفيه فيهم
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
بعد الحصه الأولى...طلعوا كل البنات من الفصل و انتشروا في الممر...
شذى= تعجبني استاذه منى..شفتي كيف هزأت رجوى؟ ما خلتها تسوى شي
نور= ايه بس رجوى ما طقت لها خبر..واقفه وشاقه هالإبتسامه و كأنها جالسه تمدحها..والله لو أنا اللي مصرخه علي كذا كان صحت
شذى= عادي عند هالأشكال..أصلا ما بقى مدرسه و لا إداريه في المدرسه ما مسحت في كرامتها الأرض
بمكان قريب...وقفت رجوى و سلمى و تهاني...
سلمى= يله رجوى عاد اعترفي أنتي اللي سارقه فلوس أمل..صح؟
رجوى= و أنتي وش دخلك ناويه تقاسميني؟
سلمى= لا حلال عليك
رجوى تضحك= لا تكذبين حرام مو حلال
تهاني= دامك تعرفين ليه تسرقين؟
رجوى= مادري؟ تعودت..أول ما أشوف فلوس دايركت تمتد يدي...بعدين ما سمعتي المثل اللي يقول المال السايب يعلم السرقه..أنا ما أروح أدور الفلوس هي تجي لين عندي..و تقول اخذيني
تهاني= عاد تكسر خاطرك و تاخذينها
رجوى تضحك= تعرفيني ما أحب أرد أحد
شافوا وحده من المراقبات جايه عندهم...
المراقبه= شذى تعالي للإداره؟
رجوى تشهق= لا لا تقولون طلعت هي اللي سارقه!
تهاني و سلمى يطالعون بعض...و يضحكون...
تهاني بهمس= شين و قواة عين
شذى تطالعهم بقرف و تلف للمراقبه= خير وش فيه؟
المراقبه= ما فيه شي لا تخافين..أمك داقه و تبي تكلمك
رجوى بتريقه= حشى سنترال مو مدرسه!
المراقبه= رجوى اسكتي و أدخلي لفصلك
رجوى= إن شاء الله تأمرين أمر..بس إذا دق علي أبوي نادوني
ضحكوا البنات...لأن رجوى كانت تتريق على المراقبه...أما شذى فراحت معها و هي خايفه من اتصال أمها...
رجوى...(هم خربوا البنات من شوي! من هالدلع..بس عشانها خافت عليها لازم تسمع صوتها..و إذا ماتت؟ شي عادي كلنا بيجي يوم و نموت...من زين البنت عاد! لو هي بنتي ذبحتها و وزعت لحمها بعيد الأضحى)
••
••
••
بعد عشر دقايق رجعت شذى...و عيونها دامعه...تأثرت يوم سمعت صوت أمها خايفه عليها و تصيح..
و رجوى كانت تطالعها و تضحك...(تهي تهي تأثرت..والله شايفه هاللقطه بفيلم هندي)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
الساعه العاشره صباحا/ طلعت رحيل من غرفتها...و هي تجر رجلينها بكسل...تحس بإرهاق و كسل...لأنها كانت تنام أكثر ما تصحى...و تسكت أكثر ما تتكلم...
لكنها بدت تمل...و تطق من الحال اللي هي فيه...خاصه بعد ما جلست في البيت و تركت دراستها...
على الأقل كانت تروح للمدرسه كل يوم...و تتفرج على البنات هناك...تتفرج بس...
لأنها ما كانت لها صداقات...كانت تلقى صعوبه بالتعامل مع الناس...
طبعها الحاد...و تشكيكها بكل شي...و جمودها و جديتها...كانوا دائما يبعدون البنات عنها...
لكن هي ما كانت تعرف تتعامل إلا بهالطبع...اللي تعودت عليه من سنين...و اللي الكل اعتبره غرور...و عقده نفسيه فيها...
نزلت تحت و دخلت للصاله...تبي تكلم جدتها...على الأقل تحس بإهتمام و حب حقيقي...
جدتها...و بنات خالتها...الوحيدين اللي يذكرونها إن لها مشاعر...و إنها للحين تملك قلب يحس...
ولولا وجودهم...كان من زمان تحجر قلبها...و فقدت حياتها...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت رجوى تمشي الظهر...و تركوها كل البنات اللي يمشون معها...و هي تمشي و تعد السيارات اللي شافتهن من يوم طلعت من المدرسه...كله من الزهق...
رجوى= خمس و عشرين..ست و عشرين..سبع و عشرين...
حست بالسياره اللي مرت من عندها و هي مسرعه...لكنها فجأه وقفت...و رجعت لها...عرفت رجوى سيارتهم...
كانوا مراهقين أشكالهم ما تعدوا الثانويه...قبل أسبوع تهاوشت معهم...و يوم طلع من البيوت واحد من رجال الحاره اللي كانوا فيها...تبلت عليهم و ألفت له قصه طويله...وهو مسكهم و هزأهم...و راحت و لاعرفت وش صار فيهم...
شافت السياره توقف عندها...و حست إنهم ناوين على شر...
الولد= أها هاذي المسكينه..اللي ماشيه في حالها و حنا وقفناها بالغصب و هددناها تركب معنا...لا والله تشوفين أكشن كثير و متأثره
رجوى= أقول ضف وجهك أنت و اللي معك لا طلع فيكم حرتي
الولد= لا والله و لها وجه تعصب
رجوى حست إنهم ما وقفوا إلا و ناوين ينتقمون...و شكل التهديد على الفاضي ماراح يجيب فائده معهم...
ركضت بسرعه لواحد من البيوت اللي كانت عندها سيارات و دقت الجرس بقووه...
وقفوا لحظه و كأنهم بيروحون...لكن رجوى ما أحد فتح لها...و هالشي خلاهم يضحكون عليها و ياخذون راحتهم...
قربوا منها السياره لين حشروها بين السياره و الجدار...حاولت تطلع لكنه قرب زياده...لين صارت مو قادره تتحرك من مكانها ...
الولد= يله اعتذري
رجوى بألم= بعد السياره يا مجنون..والله لا أوديك السجن
اللي معه= خلاص خلنا نمشي..لا تورطنا
الولد= اعتذري
رجوى تصرخ= آآآآسفه
ضحك عليها...و قبل يمشي تقدم بسيارته لين حست إن ظهرها بينقطع...و بعدها انطلق بسرعه...و طلع من الحاره...
طاحت رجوى على الأرض...و هي تمسك ظهرها بيدها و تحس بضربة السيارة تألمها بقوه...جلست دقائق على حالها مو قادره تأخذ نفسها من الوجع...(الله يآخذكم..أشوفكم مفرومين في هالسياره اللي أنتم راكبينها..مختلط دمكم بالحديد)
تسندت على الجدار...و هي تحاول تقوم...لين قدرت توقف...
مشت شوي شوي...لكن كل خطوه تمشيها كانت تزيد وجعها...و كأن سكينه مغروزه بظهرها...
حست بدموعها تتجمع في عيونها من الألم...و هي تسحب رجلينها سحب...حتى أنفاسها كانت متقطعه...و هي تمشي و تدعي عليهم...
وصلت لبيتهم...و هي ما تدري كيف وصلت...ما صدقت تشوف بابهم...دقت الجرس و انرمت على العتب...و هي مو حاسه بحرارة الشمس...و الأرض تحتها...كل إحساسها كان بالألم اللي في ظهرها...
بعد لحظات فتحت لها بسمه...و تفاجأت من اللي جالسه على عتبتهم...
بسمه بشك= رجوى؟!
رجوى بصوت مخنوق= روحي نادي شهد و قمر بسرعه
ركضت بسمه لفوق...و رجعت و معها شهد و قمر اللي كانوا منصدمين...
شهد= رجوى وش فيك؟
رجوى= ظهري مو قادره اتحرك...سندوني لين اطلع فوق
سندتها شهد و قمر...و هم يطالعونها بخوف و قلق...و يطالعون بعض بإستفهام...
طلعوها فوق...وسط نظرات اخوانها و مرة أبوها المنصدمه...لين وصلوها لسريرها و نزلوا عبايتها و نوموها...
شهد= رجوى خوفتينا وش فيك؟
رجوى= عيال الكلب صدموني و راحوا..بس والله ما أخليهم
كانت تهدد من قهرها عليهم...مع إنها ما تعرفهم...و لا أخذت حتى رقم السياره...
أم مشعل= نكلم أبوسعد يوديك المستشفى؟
رجوى= لا مابي اتحرك..و مدام مشيت كل هذا أكيد ما فيني شي..بسمه روحي دوري عند الجيران لزقة ظهر..بس لا تقولين لأحد شي...لا تضيع هيبتي
شهد بعصبيه= والله إنك رايقه...و بعدين وش بتسوي اللزقه خلينا نروح المستشفى
رجوى= أنتي مو أعرف مني بجسمي..أنا حاسه إن اللزقه بتكفي..مابي مستشفى و عوار راس..يله روحي يا بسمه..روحي لأم علي
راحت بسمه...و رجوى تطالعهم بإعتراض...
رجوى= وش فيكم تطالعوني كذا كأني بأموت..ما فيني شي أنا..يله جيبوا لي غداي جوعانه
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
وصلت لينا للبيت مع السواق اللي يوصلها...و أول ما نزلت شهقت و هي تشوف سيارة أخوها واقفه عند الباب...من خمس شهور راح في إنتداب و من يومها ما شافته...
دخلت للبيت تركض...و شافت أمها و أبوها و أختها الكبيره عاليه...
لينا= ياسر رجع؟
أم ياسر= ايه
لينا بفرح= متى؟
أم ياسر تبتسم بحب= له ثلاث ساعات
لينا تروح= وينه؟ بغرفته؟
أم ياسر= خليه يرتااح
لينا= لا ما ينام و أنا ماسلمت عليه
طلعت لفوق تركض بحماس...و هي فرحانه برجعته...كان أخوها الوحيد اللي دائما يدلعها و يهتم فيها...و فقدته كثير بعد ما سافر...
طقت باب الغرفه...و ابتسمت و هي تسمع صوته...
دخلت و شافته متمدد على السرير...و شعره رطب باين إنه توه آخذ له شور و بينام...
لكنه أول ما شافها قام...و هي ركضت تضمه...
لينا= حمدالله على السلامه..يا ظالم خمس شهور ما نشوفك فيها؟
ياسر= الله يسلمك
لينا بزعل= كنت بتنام و أنت ما شفتني؟
ياسر= و أنا أقدر؟ ما يجيني النوم و أنا ما شفت فنانتنا الحلوه..(يطالع اللوحه اللي شايلتها)..عطيني بأشوف..نتيجة دعمي لك كل هالسنين عسى ما ضاع على الفاضي
عطته اللوحه و هي تبتسم...كانت أول لوحه بيشوفها لها بعد ما دخلت الكليه...لأنه سافر قبل تبدأ دراستها...
لينا= وش رأيك؟
ياسر بإعجاب و رضا= لا فيه تقدم كبير بمستواك..(يدقق النظر) بس وش هالرسمه؟
رجع يطالع بإستغراب...اللوحه اللي كانت رسمه مكبره لعيون طفله غرقانه بالدمع...و كأن العيون مرايا تبين فيها سفينه مسافره لبعيد...كانت اللوحه تنطق بالحزن...و الحرمان...بألوانها السوداء...و تدرجات الأزرق...
ياسر يطالعها= أسلوبك تغير!!
لينا تضحك= لأنها مو لوحتي..تبي اعطيك أول لوحه لي بهالسهوله..لا لازم أدور احسن وحده عشان تشوفها...مع إني ما كان المفروض اخليك تشوف لوحه لحياة قبل رسماتي ثم تطيح من عينك
ياسر= مين حياة؟
لينا تصرخ و كأنها توها تتذكر= صح..أنت ما تدري؟ لقيت حياة في الكليه
ياسر يحس إن الإسم مو غريب عليه= مين حياة؟!
لينا بحماس= حياة..ما تذكرها؟ بنت جيراننا قبل
أول ما قالت بنت جيراننا...تذكرها...
و انرسم بخياله...وجه طفله بملامح ناعمه...و خصلات شعرها الكستنائيه الناعمه و القصيره تغطي وجهها مع ابسط حركه...
تذكر مين تكون...كيف كانت...وش صار لها...
ياسر بشرود= بنت إبراهيم؟!
لينا بحزن= ايه
ياسر بإستغراب= مو كانت دائما تقول بأدخل طب؟
لينا= ايه..و جابت مجموع كبير..بس عمها ما رضى في الطب عشان الإختلاط..تذكره أبوفايز كيف كان
ياسر= خساره طموحها..و حلمها..(التفت على لوحتها) لكنها بعد خساره ما تكون فنانه
لينا= و أنا بعد احس هالشي كل ما اشوفها كيف تعشق الرسم
ياسر= أبوها وش صار عليه؟
لينا تتنهد= تصدق ما قدرت للحين اسألها
ياسر= ليه؟ كنتم صديقات الروح بالروح..أو بعد هالسنين تغير شي
لينا= لا بالعكس أنت ما شفت الفرح اللي بعيونها يوم تقابلنا..(تضحك و هي تتذكر) لو تشوف المناحه اللي سويناها أول يوم
ياسر= أجل ليه ما قدرتي تسألينها؟
لينا بضيق= حياة مو مثل البنت اللي راحت من عندنا..تغيرت..احسها غامضه..فيها غضب و حزن مكبوت..حتى هي تتجاهله و تنكره..لكن أحيانا بغلبها و يبان عليها......صارت تكره الرجال و تكره طاريهم و تهب تساعد أي وحده تحس إنهم ظالمينها...لو تشوف كيف تعصب على بعض البنات اللي متزوجات إذا سولفوا عن رجالهم و تحكمهم فيهم..ينقلب هدؤها لعصبيه ياله تهدأ...تشوفها طبيعيه و قويه..لكنها تمرض كثير..أي شي يتعبها..تصدق عندها قولون عصبي
ياسر بعد صمت= تعقدت من اللي سواه أبوها؟
لينا= أكيد..المشكله حتى أمها ما تطيق طاريها..ذاك اليوم جبت طاريها و ترحمت عليها..و هي طالعتني بضيق و سكتت و لا ترحمت عليها..بعدها غرقت بحالة شرود......صرت أخاف أجيب طاري الماضي كله قدامها بعد هاليوم
دخلت أمها...
أم ياسر بعتب= كنت حاسه إنك بتجلسين تقرقين فوق راسه و لا بتخلينه يرتاح
لينا تشهق= يوه اخذتنا السوالف
أم ياسر= ماراح تطير سوالفك و لا تخلص..خليه يرتاح
لينا تطلع= تمسي على خير
ياسر= تمسون على خير
اطلعوا من عنده...و قفل النور و نام...لكنه رجع يتذكر كلام لينا...و يتذكر حياة...و الأيام اللي عاشتها معهم...
كانت دائما تهرب من بيتها و تجلس عندهم في البيت...دائما تردد لأمه إنها تحبها أكثر من أمها...و أمه تعاتبها على هالشي...
دائما كانت تقول له...لا يكبر...لأنه لو كبر و صار رجال ماراح تحبه مثل ما تحبه اللحين...
كان يعتبرها أخت ثالثه للينا و عاليه...يهتم فيها مثلهم...يحبها مثلهم...أي شي يجيبه لهم كان لازم يجيب لها مثلهم...
أول رسمه لها...كانت ساعه ارسمتها على يده...للحين يتذكر شكلها...يومها غارت منها لينا و رسمت له مسباح على كف يده الثانيه...و كانت الرسمتين حلوات...عشان كذا أخذهم المكتبه و شرى لهم ألوان...و كراسات...و كان يسوي لهم مسابقات...و يعطيهم جوائز...
كان كل ما يدخل غرفته...يلقى كل وحده فيهم ملزقه رسمتها على الجدار فوق سريره...
دائما يقول لهم بيصيرون فنانات...لكن حياة تعاند و تقول إنها بتصير دكتوره...
تنهد بحزن...(وش صار فيك يا حياة؟ كيف ممكن يتغير قلبك الأبيض اللي مليان طيبه و رحمه)
لكنه تذكر فضيحة أبوها...وفاة أمها بين يديها...حياتها مع عمها اللي يعرف طبعه و نظرته للبنت...تنهد بضيق على حالها...(أكيد بتتغيرين يا حياة..كل هذا مو سهل..مو سهل أبدا..خاصه على وحده بإحساسك الرقيق)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

memo1988
memo1988
.•.°.•?•N|
|N•?.•.°.•.
•• من بكره ••
صحت رجوى على إزعاج خواتها في الغرفه...و التفتت لها شهد...
شهد= وش أخبار ظهرك اللحين؟
رجوى= والله بالحلم كان شغال ماعليه..بس في الواقع للحين ما جربته بآخذ فيه لفه و اقول لك
شهد= زين بعد ناويه تغيبين و ماتروحين للمدرسه
رجوى= لا تطمني ماما شهد بأرتاح اليوم..(تكلم قمر) وش أخبار الشعب اللي برا؟
قمر= اسمعي الإزعاج و تدرين كلهم أحياء يرزقون
جلست على السرير تشوف خواتها و هم يتجهزون للمدرسه...
رجوى= كركر أبي ماء
قمر= قولي لبسمه
بسمه= لا هي قالت لك..رجوى لا تقولين لي
رجوى= مالت عليكم كلكم..الله لا يحدني عليكم..أجل لو انشل وش بتسوون فيني؟
قمر تضحك= ههه اتخيلك على الكرسي!
رجوى تضحك معها= و نظرتي حزينه و مكسوره..و أصير حساسه و ناعمه أي كلمه تضايقني
شهد= استغفرالله حتى بالمرض تتسلون! استغفري ربك
رجوى= صح معك حق..عاد كله و لا المرض..عساه فيك و لافيني ههه
شهد تطالعها بعتب= أنا اروح اجيب لك ماء
طلعت عنهم...و رجوى تلتفت على قمر...
رجوى= أنا مو قاهرني إلا هالطيبه و الأخلاق اللي على هالأنيقه
قمر تضحك= بكيفها دام حنا اللي مستفيدين منها..أهم شي ما تصير طيبه مع غيرنا
رجوى= يا الأناينه..بس ماراح اخليك تستفيدين منها..بأخربها عليك..إلا اطلع جينات الشر الوراثيه اللي فيها و هي كابتتها
قمر= اتحداك..شهد طيبه مو مثلك
رجوى= تشوفين
دخلت شهد و عطتها كاس الماء...
رجوى= اجلسي جنبي بأقولك شي
شهد تجلس= نعم
مدت رجوى يدها...و صبت على شعرها القصير اللي كانت مستشورته الماء...و شهد شهقت من برودة الماء و من الصدمه...وقفت و طالعتها بغيض...و رجوى و قمر ماتوا ضحك...
شهد تصرخ بقهر= رجوى عمى إن شاء الله
رجوى بضعف= تدعين علي و أنا مريضه!
شهد بقهر= عساك ما تشوفين العافيه
تركتهم و طلعت...و رجوى تلتفت على قمر...
رجوى بفخر= هههاي انقلبت شريره
قمر= والله إنك مجرمه
رجوى= أنا قايله آخرتي سجن أو مؤبد أو إعدام
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
وصلت حياة عند صديقاتها...و أول ما وقفت عندهم...
هنادي= هلا..هلا و غلا باللي لابس الوردي
حياة تجلس= اليوم راضيه علي!
هنادي=شكلك اليوم معجبني
نوال تضحك= حلوه هاذي..أول مره اشوف وحده يتغير شعورها على الشكل
هنادي= والله ما يعجبكم شي..و لا أنا اعاندها عاجبه و لا أنا امدحها!
حياة= لا بالمدح اخذي راحتك
هنادي= أقول ترى صدقتي..أنا شفت لينا ما جت قلت اجبر بخاطرك عشان ما تحسين بالوحشه
حياة= صح..وينها؟ ماراح تجي؟ ما دقيتوا عليها؟
هنادي= بسم الله عليك شوي..شوي
نوال= هاذي هي جت
وصلت عندهم لينا...
لينا= صباح الخير
الكل= صباح النور
هنادي= زين جيتي قبل تصيح حياة
لينا= و مين قال بأخليها عندك..ما تطمن عليها
هنادي= وش عندك منبسطه و من وصلتي توزعين إبتسامات؟
لينا بإبتسامه= ياسر رجع امس
هنادي+نوال= حمدالله على سلامته
لينا= الله يسلمكم..(تلتفت على حياة) تذكرينه يا حياة؟
حياة توقف= بنتأخر على المحاضره..أنا بأسبقكم
قامت عنهم بسرعه...بدون لا تنتظرهم...و هم يطالعونها بإستغراب...
هنادي= وش فيها؟
لينا تتنهد= مادري؟ يمكن عشان سألتها عنه
نوال= و إذا سألتيها؟ صح حياة ما تهضم الرجال بس مو لهالدرجه
لينا= بس هذا مو أي واحد..هي تعرف ياسر من يوم كنا صغار..و كانت متعلقه فيه..هي كانت أختنا الثالثه......(بعد صمت) كانت تحبه
هنادي= بس اللحين أكيد ما تحبه..مثل أي رجل..أنا اقول لا تسألينه عنه مره ثانيه احسن
نوال= غريبه حياة..لينا هي ليه حاقده على الرجال لهالدرجه؟ تعرفين؟
لينا بضيق= هالشي خاص فيها مالي حق أقوله
نوال= يعني من يوم كنتم صغار و هي على هالحال؟
لينا= يعني..بس اللحين زادت
هنادي= السبب وفاة أهلها؟
لينا سرحت و ما ردت= .......
كانت تفكر بحياة و اهلها...أمها توفت...بس أبوها ما تعرف عنه أي شي...حتى أبوها يوم سألته عنه...قال لها إنه من ذاك اليوم ما سمع عنه شي...
هنادي= الله يعينها
••
••
••
وصلت حياة للقاعه...لكنها ما دخلت...وقفت برا في الممر..كان مهم عندها بس تبعد عن لينا...و الأهم سؤالها...
ما تدري وش تحس فيه من يوم سمعت اسمه...بقلبها ضيق و حزن...و ما عرفت وش ترد على لينا يوم سألتها عنه...
تقولها ما تذكره...و لا تبي طاريه...بتعرف لينا إنها تكذب...ثلاث سنين ماراح تنسيها ياسر...اللي كان دائما مثل أخوها...الوحيد من صنف الرجال اللي عطته شي من إحساسها...غير الكره...الحقد...
لكن هذا كان قبل...يوم كان صغير...قبل يصير رجل مثله مثل غيره...و ليه بيفرق عنهم...
حتى لو كان غير...ما يهمها و لا تبي تعرف عنه شي...
مستحيل يزعزع أي إنسان السور اللي بنته على قلبها...السور اللي بيحميها منهم...اللي ماراح يخليها بغباء أمها...و ضعفها...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت نايمه على الأرض تحت التلفزيون...و حنين نايمه جنبها...و يتفرجون على أفلام كرتون...
رجوى= والله مملوح هالفار بأخطبه لك حنونه
حنين بإعتراض= لا مابي
رجوى= بكيفك أنتي الخسرانه..ترى يقولون ما عليه فارٍ سنع عنده شق حكومي و مصنع جبن ههه
جلست و هي تضغط بيدها على ظهرها عشان ما تحس بالوجع...
حنين مبرطمه= خلثت
رجوى= خلاص يكفي..وش تبين بعد لك ساعه مقابله التلفزيون..الظاهر بتطلعين على شهد مدمنه
حنين= وث نثوي؟
رجوى=أنتي وش تبين؟
حنين تفكر= أبي نلعب مثل يوم تغيبين أنتي و بثمه
رجوى تضحك= لا اللحين اشتغل عرق الشر..أنا قايله دودتي بتطلع علي...يله
أخذت علبة المناديل...و قامت...دخلت المطبخ و أخذت من الثلاجه قارورة موية...و طلعت...
حنين= ثيليني
رجوى= أخت حنين انتي عمياء..ما تشوفيني ياله امشي؟
حنين= بث بدر يقول أنتي ثوبر مان قويه و تثوين أي ثي
رجوى= لا والله قروا عليك الفاتحه بكره يا رجوى من عينه هو و أبوه...يله قدامي الله يكفيني شركم
طلعوا السطح...و حنين ركضت بحماس تسحب الكرسي و تحطه عند الجدار...شالت رجوى صندوق من السطح و حطته فوقه...و ركبت عليه حنين...و هي سحبت الكرسي الثاني...و وقفت فوقه...
شافوا بنات ابتدائي و العيال طلعوا من مدارسهم...و كل ما مر واحد من شارعهم...غرقوا المنديل ماء و رموه عليه...و تخبوا و هم يضحكون...
حنين= لا هاذي بثمه
رجوى= و إذا؟ ما فيه تفرقه..و لا مميزات عائليه الناس كلها سواسيه
و رمتها بقوه بالمنديل...و ضحكت و هي تسمع صرختها...
بسمه تصرخ= رجوى يا حماره
رجوى= فضحتنا أختك
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
نزلت رحيل للصاله...و سمعت أصوات كثيره جايه من المجلس...
كانت بتروح المطبخ...لكن شافت مرة عمها تطلع من المجلس...و وقفت عندها...
أم أحمد= رحيل..جاراتنا فيه وش رأيك تجلسين تفطرين معنا؟
رحيل بغرور= ليه؟
أم أحمد= احسن من جلستك لحالك..غيري جو
رحيل بقهر= الأحسن لي أنا اعرفه..و أكيد ماراح يجي منك
تركتها...و طلعت للحوش...(على بالها إني غبيه ما أعرف حركاتها..تبي تعرضني قدامهم مثل ما تسوي دائما..و تجلس تمدح فيني بصفات هي أول وحده تعرف إنها مو فيني..و لها وجه تكذب قدامي..بس عشان تزوجني و ترتاح مني)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
الساعه الخامسه عصرا/ دخلت رجوى الغرفه...و شافت شهد على سريرها و معها شنطة بسمه...اللي جالسه جنبها...
رجوى= وش تفتشين بشنطة البنت؟ لا يكون مهربه بسكويت هيروين؟ أو علك حشيش....لا أو صور حروف بأوضاع مخله ههه؟
شهد= لا بس المدرسه كاتبه لها بالسجل اليومي و تبينا نشوفه
رجوى تجلس= وش مهببه يالعجوز؟
بسمه= والله ما سويت شي
رجوى= هاذي المصيبه إنك ما تسوين شي..مالك أي نشاط في السجل الإجرامي لعائلتنا
شهد تقرأ= هاذي مدرسة القواعد تقول إنها ما حلت الواجب و ما تبي تشارك في الحصه
رجوى= أيوا على الإحتجاجات..والله طلعتي قويه!
شهد= رجوى اسكتي لا تشجعينها
رجوى= إن شاء الله أبله
شهد تكلم بسمه= و أنتي وش عندك ما حليتي واجبك و ما شاركتي؟ مو دائما اشرحلك اللي ما تعرفين
بسمه= أعرف بس ما أبي
شهد عصبت= و ليه؟
بسمه= ما أحب الدرس اللي كانت تشرحه
رجوى تضحك= ليه؟ لا يكون متحرش فيك؟ أو سامعه عنه شي ههه
شهد= رجوى!
رجوى تسد فمها= انطمينا
شهد= كيف يعني ما تحبينه؟
بسمه= لأنه الفعل المضارع
شهد= و إذا؟ صعب يعني؟
بسمه= لا بس رجوى كرهتني فيه
رجوى بإستهبال= شوف البنت بتورطني معه الدرس اللي ما يستحي هذا!
شهد تتأفف= وش دخل رجوى في الدرس؟
بسمه= إذا قلت لها مريولي انشق قالت تخيطه..و إذا قلت صندلي انقطع قالت تصلحه..حتى شباصتي اذا قلت انكسرت قالت تلصقه
شهد طالعتها بغيض على غبائها...و رجوى ماتت ضحك...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخل سعود للصاله...و شاف وداد...
سعود= السلام عليكم
وداد= و عليكم السلام..عمرك طويل كنت بأدق عليك
سعود= وش تبين؟
وداد= أبي شوية أغراض عشان عزيمة خالي بكره
سعود بإستغراب= مو كانت يوم الخميس؟ ليه قدمتوها؟
وداد= أمي تقول عشان نشوف رحيل..تعرف هي كل خميس إذا اجتمعنا تروح عند جدتها
سعود= خلاص روحي البسي عبايتك
تركته وداد...و سعود يفكر برحيل...كل اللي يعرفه عنها اللحين...إنها منعزله...و مغروره...و أحيانا يقولون عنها معقده...(كذا هي صدق! معقول من سنين و هي على ذاك الحال؟)
كان سرحان بأفكاره...و انتبه لوداد اللي واقفه فوق راسه...
وداد بخبث= اللي آخذ عقلك
ابتسم سعود وهو فاهم قصدها...يدري إنها تلمح لمها...و تظنه يفكر فيها...و فعلا هو دائما كان يفكر فيها...بس هالمره طاري رحيل شده...و نساه مها...
طلع معها...و هم في السياره...كانوا يسولفون...لكنه طرأ في باله يسألها عن رحيل...
سعود= من متى ما شفتي رحيل؟
وداد بإستغراب= ليه؟
سعود= يوم تكلمتي عنها تذكرت إني عمري ما سمعتك تطرينها أبدا مثل مها و بدور
وداد= تصدق من يوم حفلة هناء و أحمد
سعود يشهق= لك أكثر من خمس شهور ما شفتيها! و هي ساكنه عند خالي؟
وداد= ايه..كل خميس تروح لجدتها..و مرتين رحنا لخالي وسط الأسبوع ما طلعت من غرفتها
سعود بإستغراب= ليه؟
وداد= أنت تتذكر كيف كانت قبل تتغطى؟
سعود= ايه
وداد= هي للحين على هالحال..و زادت..صارت ترمي كلام جارح..و ما تجلس حتى مع البنات و هم لحالهم..و كل يومين متهاوشه مع مها و بدور أو ضاربه هناء و أحمد تتخيل
سعود بحزن= و ليه كل هذا؟
وداد= مادري؟ مها تقول مغروره بنفسها..و أنا احس إن جدتها هي اللي تعبيها علينا و إلا ليه هالكره!
سكت سعود وهو حاس بضيق...مايدري ليه...عليها...أو من اللي سمعه عنها...
كانت صوره عذبه و حلوه من طفولته...و ما هان عليه تكون اللحين بهالحال...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت جالسه في الصاله...و مركزه في التلفزيون تتابع مسلسل...
و لا حست فيه وهو يدخل...
ياسر بصوت عالي= مساء الخير
لينا تفز= مساء النور..متى دخلت!
ياسر= كل هذا إنسجام؟
لينا تلف للتلفزيون= ايه الحلقه الأخيره
جلس جنبها على الكنب...و هي رجعت تتابع المسلسل...و تعلق له و تشرح...و كأنه متابع معها...
شاف أنوار جوالها تشتغل...كانت حاطته على الصامت...و اسم حياة على الشاشه...
ياسر= جوالك يدق
لينا تشوف الرقم= بس بأشوف هاذي آخر لقطه و ارجع ادق عليها
سكت...و رجع في باله الكلام اللي قالته عنها لينا أمس...و حز في خاطره إن حياة بالذات تتعرض لهالشي...و تعيش هالعذاب بصمت...
لينا بقهر= حمدالله و الشكر لو ادري النهايه كذا كان ما تابعته!
ياسر يضحك= أنتي كل حلقه أخيره لأي مسلسل تقولين هالجمله..صح وين أمي و عاليه؟
لينا= راحوا يزورون جارتنا في المستشفى..ولدت....بأشوف حياة وش تبي؟
دقت عليها...
لينا= هلا حيووته
حياة= اهلين يا قلبي..وش أخبارك؟
لينا= تمام..و أنتي؟
حياة= بخير..وينك؟
لينا= كنت اتابع مسلسل الحلقه الأخيره
حياة= دقيت على البنات بيغيبون بكره..تدرين؟
لينا= ايه ما كملوا العمل
حياة= و أنتي؟
لينا= لا انا بأجي
حياة= زين أنا قلت لو كلهم بيغيبون بأغيب معهم..أنا راح اجيب القهوه
لينا= امم و أبي حلى
حياة= من عيوني..كم لينا عندي
لينا= تسلم عيونك
حياة= زين بأروح اشوف وش بأسويلك..و سلمي على خالتي و عاليه
لينا= إن شاء الله
سكرت منها...و سرحت تفكر باللي اتفقت عليه مع البنات...تكلموا عن حياة كثير...اللي بعد سؤال لينا عن ياسر...كانت هاديه و مكشره طول الوقت...
و قرروا يغيبون بكره...و يتركون للينا فرصه تكلمها...و تسألها عن اللي صار...و عن أبوها...و عن هالحال اللي هي فيه...
ياسر= هو وين رحتي؟
لينا= لا بس سرحت شوي...بكره البنات بيغيبون و بأجلس أنا و حياة بس
ياسر بإستغراب= و إذا؟
لينا تتنهد= قررت اسألها عن الحال اللي هي فيه..أنا صديقتها و المفروض تقول لي عن اللي مضايقها و اللي قلب حالها
ياسر= الله يعينها اللي مرت فيه مو سهل...هذا أبوها و مو بسيط اللي سواه و خسرت أمها بسببه...انتبهي لكلامك معها
لينا= إن شاء الله
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
الساعه عشره مساء/ جلسوا في الصاله كلهم...و أبوهم على وشك يرجع من شغله...و يتعشون...
شهد تشوف المسلسل...و الباقي يسولفون و مزعجينها...و هي معليه التلفزيون على الآخر عشان تسمع...
رجوى= قموور وش وجه الشبه بين فيصل و بدر؟
قمر تطالعهم و تفكر= ام ما أعرفش
رجوى ترفس شهد= شفتي؟ هذا اللي أخذناه من مسلسلاتك..إخوانك صارت لهجتهم مخلطه مو معروف لهم أصل
شهد بضيق= أووف رجيو اسكتي خليني أتابع
رجوى بتريقه= أنا أبي افهم وش تشوفين بهالمسلسل اللي ماله أول من آخر؟
شهد= كل البنات يتابعونه لازم أكون في الصوره..ما يكفي إني لا أطلع و لا أروح و لا أعرف بهالدنيا شي..خليني على الأقل اتكلم عن اللي اشوفه بالتلفزيون
رجوى بتريقه= ايه..تابعي تابعي..صراحه أهدافك ساميه و لك شرف التقدير مني..و كان تبين جبت لك ورقه و قلم و سويت لك جدول تسجلين ملاحظاتك عشان ما تنسين..أو سبحان الله يسيح مسلسل على الثاني
التفتت على مشعل اللي كان جالس بزاويه لحاله...و يلعب مع نفسه ورقه...و مدت رجلها و حاست أوراقه...
مشعل بعصبيه= يا حماره..أنتي ما تنفع لك العافيه المفروض تمرضين دائما!
رجوى بضعف= صح ذكرتني آآآي ظهري..أنا مريضه شكلي بأموت..حققوا أمنيتي
مشعل= زين لو بتموتين بس أمنيه وحده عندك!
رجوى= أجل مثلك..شكل روحك بتزهق هي بتطلع و أنت جالس تعدد وش تبي
قمر= وش أمنيتك؟
رجوى= إذا مت..مابي أحوالكم تتعدل من بعدي..أو سبحان الله أبوي يفقد الذاكره و يصير أب فاضل..أو تكبرون و تنجحون و تشتغلون و تصيرون أغنياء..لا تدرون الأحسن اتمنى لو مت تموتون كلكم من بكره ههه
مشعل= والله حسوده
رجوى= امنيتي وش دخلك؟
مشعل= أجل يارب إذا مت أنا تتردى حالتكم أكثر من كذا
شهد تلفت لهم= وهو فيه أردى من هالحال؟
رجوى تصرخ= لا عاد تكفين مو ناقصين على تحلطم مشعل تجين أنتي معه..الحمدلله إنكم ما تجتمعون مع بعض و إلا كان عشنا بمأساه..و يقولون التفكك الأسري ماله فوائد! هاذي اعظم فائده
صاروا يتهاوشون...و كل واحد يتريق على الثاني...و دخل على أصواتهم العاليه...أبوهم...بدون لا يحسون فيه...
أبومشعل= عساكم الموت إن شاء الله..انطموا طمكم الله
قصرت شهد للتلفزيون و راحت للغرفه تركض...لكن و هي ماره حصلت لها ضربه على ظهرها من أبوها...و الباقي اعتدلوا في جلستهم و سكتوا...
أبومشعل يرفسها برجله= يله أنتي بعد اذلفي جيبي عشانا
أم مشعل تقوم= إن شاء الله
جلس في الصاله...و بسمه و حنين جلسوا بآخر الصاله بعيد عنه...
أبومشعل= وين اللي تقول ظهرها يعورها؟ صوتك واصل لآخر الدنيا
رجوى= هذا اللي ما يدرس علوم! وش دخل الظهر بصوتي؟
أبومشعل يرمي عليها علبة المناديل= عساك تتكسرين ياله يهدك
رجوى= و السامعين..و اللي قاله
أبومشعل يصرخ= عساي افقدك
شال هالمره المركا اللي جنبه و ما لقى غيرها...و رماها بكل قوه عليها...بس اللي قهره إنها مسكتها...و هربت بسرعه لغرفتها...
دخلت الغرفه و هي تضحك...و يدها على ظهرها...
شهد= وش فيه أبوي يصرخ؟
رجوى= يصرخ علي
شهد بإستنكار= أنتي وش تبين فيه؟ تستفزينه لين يعصب و يضربك و يكمل علينا!
ضحكت رجوى و لا ردت...و نامت على السرير...و سؤال شهد يتردد في بالها بدون جواب...هي ليه تسوي كذا...ليه تتريق عليه...ليه تعصب فيه...ليه ترتاح إذا ضربها...إذا هاوشها...إذا شافت إن ما بينهم أي علاقه أو رابطه......ما تدري...
رجوى= تتوقعين أمك تبقي لنا عشاء..أو بنعوي طول الليل من الجوع مثل القطاوه
شهد= هي متعوده تبقي لي..بس السؤال..هل أنا بأعشيك معي
رجوى بإستعطاف= ارحموا عزيز قوم ذل
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

memo1988
memo1988
دخل أبواحمد للصاله...و شاف بناته و أمهم...
أبوأحمد= السلام عليكم
الكل= و عليكم السلام و الرحمه
أبوأحمد يجلس= وين رحيل؟
أم أحمد= قبل شوي كانت في المطبخ..مادري للحين فيه أو طلعت لغرفتها
أبوأحمد= هناء..روحي ناديها قولي أبوي يبيك
طلعت هناء...و مها تطالع بدور بإستغراب...
بعد لحظات...دخلت هناء و تلحقها رحيل بخطوات بطيئه...و وقفت تطالعهم بغرور...
رحيل من غير نفس= نعم
أبوأحمد= تعالي اجلسي يا بنتي معنا
رحيل= بأروح أنام
أبوأحمد= على راحتك يا بنتي..بس ترى عمتك بكره عازمتنا و موصيتني أكيد تجين معنا
رحيل= مابي
أبواحمد= ما يصير يا بنتي لك شهور ما شفتيهم...بعدين وش يجلسك لحالك؟
رحيل= تدرون إني ما أحب اطلع من البيت..و مو أول مره تروحون و تتركوني..مابي اروح
تركتهم و طلعت...و أبوأحمد يتنهد بضيق...
أبوأحمد= الله يهدي هالبنت
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخلت لغرفتها بعد ما تعشت معهم...كانت بتنام...لكنها تذكرت سلمان...اللي تكلمه...لها اسبوعين...و خلاص ما صارت طايقه صوته...و صار يصر على شوفتها...و هي كانت واعدته بعد يومين تشوفه...و هالموعد بكره...(أجل خلينا نفتك منه اليوم)
راحت تفتح درجها و تطلع جوالها...و دقت...بس هالمره مو رقم جواله...رقم بيته...اللي بكل ثقه عطاه لها...و ابتسمت و هي تسمع صوت أنثوي...عرفت إنها زوجته...لأنه هالوقت أكيد عند شلته...
حياة= السلام عليكم
زوجته= و عليكم السلام
حياة= أنتي أم رهف؟
زوجته= ايه اختي..مين معي؟
حياة= وحده تبي مصلحتك..و بتصحيك من غفلتك اللي مو عارفه وين بتوديك؟
زوجته بإستغراب= وش هالكلام؟ استحي على....
حياة تقاطعها= انتظري..لا تصيرين غبيه مثل غيرك..اللي بأقوله عندي ألف دليل عليه تقدرين تتأكدين و بعدها تحكمين بعقلك
زوجته=........
حياة تبتسم= زوجك..سلمان..يكلم غيرك و عازمها على بيتكم
زوجته تصرخ بغيض= كذابه
حياة= لا مو كذابه أنا بنفسي اللي اكلمه لو تحبين تتأكدين عطيتك دليل
زوجته بقهر= وش هالدليل إن شاء الله؟؟
حياة= زوجك اللحين عند صديقه عيسى في الا ستراحه اللي....
زوجته= و تبيني اصدق بس عشان هالخرابيط؟؟
حياة= تبيني اكلمه..و اشبكك في الخط..تبين تعرفين وش يقول عنك؟ الصراحه احسن من غيره ما قصر..دائما يمدح فيك بس المشكله انه يحب الدلع و خفة الدم و مو لا قيها فيك..و المشكله انه يمل بسرعه و يحب التغيير
زوجته تصرخ= كذابه
حياة بقهر= وش اكذب فيه؟ و ليه؟ تبين تسمعين بنفسك..أو بتكذبين سمعك و تصدقينه؟
زوجته بألم و تحدي= يله سمعيني
حياة= لحظه
و دقت عليه...
حياة بنعومه= هلا سلمان
سلمان= هلا بقلب و روح و كل سلمان..انا ما أحب اسمي الا اذا نطقتيه
حياة تضحك= حرام عليك..ما بقيت شي لزوجتك؟
سلمان= زوجتي يكفيها بيتها و بنتها..لكن انتي شي ثاني
حياة= لحظه..لحظه..سلمان اسمع احد يناديني..ادق عليك بعد شوي
سلمان بلهفه= انتظرك ماراح انام لين اكلمك نتفق على جيتك بكره..ترى ما نسيت وعدك بكره ام رهف رايحه لأهلها
حياة= زين
سكرت منه...
حياة= الو..للحين على الخط؟
زوجته شالتها الصدمه و بهمس= ليه؟ حرام عليه! حرام عليه!
حياة بقهر= آسفه على الضيق اللي سببته لك..بس لازم تعرفين انه ما يستاهلك و انه ما يسوى...ان شاء الله تكونين اذكى من غيرك..و تثورين لكرامتك و ما ترضين بهالوضع
سكرت منها و هي تتنفس بقوه...ما تدري ضيق...أو راحه...بعد اللي سوته...و رمت جوالها على السرير...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
•• من بكره ••
بعد الفسحه...وقفت رجوى عند باب الأخصائيه الإجتماعيه...اللي أرسلت لها بنت تطلب منها تجي...
طقت الباب و وصل لها صوتها...
الأخصائيه= تفضل
دخلت رجوى و هي مبتسمه...
رجوى= السلام عليكم
الأخصائيه= و عليكم السلام..نعم
رجوى= أنا رجوى
الأخصائيه= اجلسي يا رجوى
رجوى تجلس(الله يستر..وش عندها هاذي بعد مستضيفتني؟)...و تشوفها طلعت ورقه...(بدأ التشريح الإجتماعي لرجوى)
الأخصائيه=وش اسمك بالكامل؟
رجوى= رجوى صالح
الأخصائيه= صالح ايش؟
رجوى= صالح لمدة سنه من تاريخ الإنتاج
طالعتها الأخصائيه و هي تكتم ضحكه...و ترسم الجديه على وجهها...
الأخصائيه= رجوى خلينا نتكلم جد..قولي اسمك الكامل عشان اطلب ملفك
رجوى= خلاص إذا تبين معلومات شخصيه عني اسأليني و أنا أقولك والله ما أكذب..لا تتعبين نفسك و تخلينهم يحوسون بهالملفات
طالعتها الإخصائيه بعتب..و سألتها بعض المعلومات عنها...و عن أهلها...
الأخصائيه= اللحين..ندخل في الموضوع....ماراح اتكلم عن موضوع السرقات لأني أتأمل إن هالشي خلاص انتهى و ماراح ترجعين له مره ثانيه...بأكلمك عن الموضوع اللي مضايق المدرسات منك....نومك في الحصص و إهمالك لدروسك و درجاتك المتدنيه
رجوى= ...........
الأخصائيه= أنتي ليه مو مهتمه بدراستك؟ شوفي كل بنات ثالث كيف حريصين على كل درس على كل درجه و أنتي درجاتك متدنيه و اللحين تنامين بالحصص!
رجوى كانت تسمعها و هي ماله...لكن فجأه خطر على بالها شي...خلاها تضحك بينها و بين نفسها...
رجوى بإنكسار مصطنع= أنا عندي ظروف صعبه في البيت..أبوي مسافر و أنا اللي اهتم بإخواني..كل شي على راسي....كيف تبيني اهتم بدراستي..حتى لو حاولت ادرس و اهتم الكل يضحك علي و يقول بنات الفقر مو وجه دراسه
الأخصائيه بعطف= مين اللي قال لك هالكلام؟
رجوى بحزن= شذى و نور...و معهم حق إذا شفت الحاله اللي أنا فيها احس إني وين و الدراسه وين..شكلي بأتركها ارتاح و اريحكم
حاولت تمسك ضحكتها...و هي تسمع الأخصائيه كيف ترفع من معنوياتها...و تشجعها...و تتوعد في البنات اللي احبطوها...
رجوى بتأثر مصطنع= مشكوره..ما تدرين وش كثر كنت محتاجه أحد يوقف معي و يشجعني..عمري ما سمعت مثل هالكلام..و إن شاء الله أحاول انسى مشاكل البيت و أركز على دراستي و مستقبلي
الأخصائيه بحماس= ايه هذا الكلام اللي أبي اسمعه..و إذا أي بنت قالت لك شي تجين هنا تقولين لي و أنا بأتفاهم معها
تركتها رجوى و طلعت...و أول ما سكرت الباب...ضحكت لحالها...(يا حليلها صدقت! مادري أنا الذكيه أو الناس أغبياء؟)
نزلت تحت تتمشى...دام معها عذر إنها برا الفصل...و شافت هدى في مطبخ التدبير...و مدرستهم مو موجوده...وقفت عند الباب...
رجوى= ام الريحه جابتني من فصلي
هدى تلتفت عليها..و تركض للباب= رجه! تعالي شوفي الفطاير اللي سويتها روعه
رجوى تدخل معها= و أنا بأشوف بس أنا بآكل بعد
دخلت معها...و راحت عند الصحن اللي جالسه تزينه...
هدى= وش رأيك؟ ست بيت صح؟
رجوى تآخذ وحده و تأكلها= يم لا لا بكره بنخطبلك خلاص صرتي مره
هدى تضحك= والله لو عندك عريس كان لطشتيه أنتي
رجوى= لا حسرتي شكله ما يبيني
تجمعوا عليها صديقات هدى...
وحده منهم= والله رجوى! أنتي تحبين أحد؟
رجوى بهيام و هي تأكل= ايه ما سمعتي الشاعر البيطري اللي يقول.. الحب قطع قلوب البعارين**حتى الحمير السود يلعن جدفها
هدى= والله ما عندك رومانسيه! هذا شعر؟...المهم قولي مين؟
رجوى تآكل= جارنا..و عاد تعرفون حب ولد الجيران له ماضي عريق في الأدب العربي
البنات تحمسوا= كملي؟
وحده منهم= يدري؟
رجوى= لا...ما أدري...يمكن
هدى= ليه حبيتيه؟
رجوى= امم إذا شفته احس الدنيا بخير
هدى بحلم= ياي طيب؟ حلو؟
رجوى= والله مو باين..اتوقع بشبابه كان حلو..بس اللحين يبي لك مكبر تطلعين شكل عيونه
هدى ما فهمت= بشبابه؟ ليه هو كم عمره اللحين؟؟
رجوى= مادري..حوالي سبعين
شهقوا البنات و هي ضحكت على الخيبه اللي اعتلت وجيههم...
هدى تصرخ= رجوى!! أكلتي الفطاير!
طالعت الصحن اللي مع رجوى...و اللي ما بقى فيه غير ست حبات...
رجوى تضحك= معليش قولوا لها احترقن..والله طاري أبوسعد يفتح النفس زين ما أكلتكم
هدى= مالت عليك و عليه..شايب عاد؟!....يله اطلعي قبل تجي الأستاذه تذبحنا
رجوى تطالع= واللي هناك وش طابخين؟
هدى تدفها= اقولك اطلعي ما يكفي فطايري طارت
طلعت رجوى...و هي رجعت للبنات...
هدى= بنقولها غلفنا نصهن و أعطيناه المستخدمات...و بقينا هاذي بس عشان تقيمنا
البنات= صح
وحده منهم= يا حليلها رجوى دائما اشوفها من بعيد..بس ما عمري كلمتها.شكلها طيبه
هدى= ما تقدرين تفهمينها مره تقولين طيبه و على نياتها لدرجة الغباء..و أحيانا تحسين فيها لعانة الدنيا....بس مع هذا أحبها
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
في البريك...جلست حياة و لينا يفطرون...و لينا تطالعها بتردد...من امس و هي ترتب كلامها معها...
لكنها كانت متوتره...
حياة تضحك= لينا قولي اللي عندك
لينا تبتسم= حياة أنتي تعرفين إنك مثل أختي و أعز
حياة= و أنتي بعد
لينا= و تدرين لو أي شي يضايقني..أنتي أول وحده بألجأ لها
حياة بقلق= لينا صار لك شي..قولي...خوفتيني
لينا= أنا بخير..بس أنتي مو بخير
حياة تغيرت ملامحها= وش فيني؟
لينا= وش اللي غيرك كذا؟ ليه هالتعب اللي فيك؟ ليه هالحقد اللي و القهر و ....
حياة بضيق= لينا غيري هالسالفه..أنا بخير و ما فيني شي
لينا بإنفعال= حياة ما ينفع..ما أقدر اشوفك كيف حابسه هالحزن داخلك و اسكت
حياة تصد عنها= ...........
لينا= حياة أبوك وش صار فيه؟ وينه اللحين؟ توفى؟...
حياة بهمس= اسكتي يا لينا
حست لينا إنها ضايقتها...بس هي كانت متأكده...إن حياة ماراح تتكلم عن هالموضوع بدون ما تتضايق...بس هالشي بيكون اريح لها...إذا تكلمت عن اللي بداخلها مع أحد...
لينا= حياة اللي أنتي فيه مو مريحني..و أمك......
حياة بدت ترتجف من القهر و لا صارت منتبه للينا وش تقول...رجعت تتذكر ذاك اليوم الأسود...و كأن ذاك العذاب اللي عاشته كان من أيام بس...
تذكرت أيامها معهم...
الكره...و الإستحقار...اللي امتلى بقلبها على أبوها...
و الحزن...و القهر...و الألم اللي تشوف أمها فيه...
كل شي كانت تظن إنها دفنته داخلها للأبد...و تخلصت منه...لكن مجرد سؤال من لينا...قلب كل المواجع عليها...
حاولت تتكلم...لكن الحزن...و العتب...و القهر...اللي سيطر على كل إحساسها كان أقوى منها...
صارت تتنفس بسرعه...و يدينها شاده قبضتها بقوه...و صور كثيره تمر قدامها...صور تكرهها...صور تعذبها...
بدت دموعها تنزل...و ترتجف بقوه...و عيونها شارده بنظره مصدومه...و مرعوبه...
لينا كانت تطالعها بصدمه و خوف...و هي نادمه إنها تكلمت معها...
لينا تمد يدها تمسكها= حياة وش فيك؟...(تهزها) حياة الله يخليك تكلمي
وقفت حياة و هي تتلفت...و كأنها مو حاسه بنفسها...و لا هي وين...
حياة بشرود= ليه ما مات؟ ليه ما مات مثل ما ذبحها؟ ليه ما تركوني ارتاح منهم! عشان انساهم..أنا مالي أهل...(تصرخ)..لا هو أبووي و لا هي أمي
لينا كانت تطالعها بخوف...و قلق...
و شهقت و هي تشوفها تطيح قدامها على الأرض...جلست جنبها بسرعه و رفعتها عن الأرض و هي تصيح...
لينا تهزها= حياة وش فيك؟ حياة تكفين ردي علي
اجتمعوا عليها البنات...اللي شالوها معها لغرفة الدكتوره...
و من هناك نقلوها للإسعاف...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
كانت رجوى مع تهاني و سلمى في دورة المياه...هم جالسين يرتبون شعرهم عند المرايا...و هي تروح و تجي عندهم و تغني...و ترقص بيدينها...
رجوى= سلام يا من يسمع الكسرات..يا أهل الهواء بأشتكي حالي..أنا عيشتي كلها آهات..و أبوسعد مايدري بحالي..جتني وساوس و جتني هموم..جتني في الراس جنيه.......
سلمى تقاطعها= اعوذبالله منك ترانا في دورة المياه!
رجوى تضحك= خليني اطلع لكم جني طالب نشوف شكله..اشطر حنا أو هم
سلمى بخوف= رجه اسكتي! تدرين إني أخاف من سيرتهم
رجوى= يا خبله أنا اقوي قلبك أو ترانا بنطردك من الشله
سلمى= أنا...
انقطع كلامها...و هم يشوفون شذى و نور يدخلون...
شذى= أقدر افهم أنتي وش تبين مني؟ و ليه متبليه علي؟
رجوى ببرائه= أنا؟!
شذى= لا عمتي
رجوى ببرود= خلاص أجل روحي حاسبي عمتك وش دخلني بهوشة الأقارب أنا..صدق تجيك التهايم و أنت نايم
شذى= لا تستهبلين..أنتي تدرين عن ايش اتكلم
رجوى بإستهبال= إذا كان قصدك عن اللي قلته للأخصائيه..لا والله مادري
شذى= روحي قولي لها إنك تكذبين
رجوى تضحك= لا والله ضحكتيني! ليه تعبت نفسي و كذبت لو كنت بأكشف الكذبه
نور= و ما لقيتي إلا حنا تتبلينا؟ وش سوينا لك؟
رجوى= والله إني طيبه بس مادري ليه إذا شفتكم أنتم بالذات تطلع فيني نزعه شريره..شكل وحده منكم بتصير ضرتي مستقبلا...والإحساس سبق شوي
طالعتها نور و شذى بإستحقار كالمعتاد...
رجوى بتهديد= شوفوا يا عيون أمكم..لو تبون ما تتورطون بمشاكل معي..النظره هاذي غيروها..و لا أشوفها بعيونكم بعد هاليوم
شذى بإستحقار= و اللي مثلك كيف تبيننا نشوفها إن شاء الله؟
رجوى بفخر= أبي تحسين و أنتي تطالعيني كأنك تشوفين شي عظيم..شي مميز..و شوي و إلا تحسدين عيونك على شوفتي
شذى بقرف قبل تروح= تشوفين يا رجوى
رجوى تصرخ عشان تسمعها= أكيد بأشوف أجل بأنعمي
سلمى= وش بينكم؟
رجوى تروح= انتظري أكمل المسلسل..و اتغدى فيها قبل ما تتعشى فيني..و أقول لكم
و راحت تركض للأخصائيه...و طقت بابها...و دخلت...
الأخصائيه= نعم رجوى وش تبين؟
رجوى= استاذه ليه تقولين لشذى و نور إني قلت لك؟
الأخصائيه= أنا ما هاوشتهم أنا بس لفت نظرهم إنهم ما يكررون هالشي....ليه؟
رجوى= قبل شوي شفتهم..و يقولون إنهم كذبوا اللي قالوه..و قالوا إنهم لو يسببون أي مشكله و يقولون للإداره إنها أنا ماراح أحد يشك فيهم..لأني أنا اللي سمعتي سيئه في المدرسه و بيصدقون علي كل شي
الأخصائيه بقهر= خلاص يا رجوى روحي و أنا اتصرف..ولو صارت لك أي مشكله في الإداره تعالي علميني
رجوى= مشكوره استاذه ما تقصرين
طلعت و هي تضحك...(على مين تلعبينها يا بنت الزوات..تبين تغلبيني أنا هه)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
نزلت عاليه على الدرج تركض...و ارتاحت و هي تشوف ياسر عند أمها...
عاليه= ياسر..الحمدلله إنك فيه
ياسر بقلق= وش فيك؟
عاليه= لينا دقت علي تصيح و...
أم ياسر تقاطعها بخوف= بنتي وش فيها؟
عاليه= ما فيها شي..بس تقول من كم ساعه حياة أغمى عليها و انقلوها بالإسعاف للمستشفى..و هي خايفه عليها و تبي تروح تتطمن عليها..بس أنا قلت لها لا تروحين مع السواق تركبين معه و أنتي تشاهقين كذا..ياسر روح جيبها
أم ياسر بقلق= و حياة وش فيها؟
عاليه= مادري..ما قدرت اسأل لينا و هي بهالحال..اذا وصلتها يا ياسر خلها تطمننا
ياسر يقوم= إن شاء الله
و طلع من البيت...و ركب سيارته و راح لها بسرعه...
خايف يترك لينا بهالحال...و قلق حتى هو على حياة...
وصل للكليه...و دق يقولها إنه برا...و ثواني و هي راكبه معه و تصيح...
ياسر بقلق= وش فيها حياة؟
لينا= أنا السبب يا ياسر..بسرعه الله يخليك أبي اشوفها..قالوا إنها بمستشفى .....
ياسر بعد ما مشى= وش صار؟
لينا= كلمتها عن أهلها..سألتها عن أبوها..كلمتها عن أمها....و....و...ما لحقت أقولها أي شي..بدت ترتجف و تتكلم مع نفسها..لين طاحت قدامي على الأرض و انقلوها و هي للحين ما فاقت
ياسر بعد صمت= لينا حنا ذاك اليوم كنا مسافرين قبله بشهر و ماندري كيف صار اللي صار..و قبله وش صار..حتى بعد كذا ما تدرين وش اللي شافته و لا سمعته..الموضوع مو بهالبساطه..و دامها ما تكلمت هي من نفسها عنه..فأكيد الموضوع أكبر من اللي نتصوره و لا تعرفين كيف أثر عليها
لينا= بس أنا كنت أبي اساعدها
ياسر= عارف يا لينا إن قصدك كان خير..و أنا ما ألومك..كلنا ما نبي لحياة هالوضع أكيد و نتمنى لها الراحه و الخير
لينا تصيح= خايفه عليها
ياسر= إن شاء الله تكون بخير
لكن هو نفسه كان قلق عليها...و يتمنى يعرف وش تحس فيه...وش اللي بداخلها تذكره من ذيك الأيام...
بعد نص ساعه...وصلوا للمستشفى...و سألوا عنها...
و دخلت لينا لغرفتها...و ياسر وقف ينتظرها برا...لكنه ما كان متطمن وهو يشوفها بقسم الأعصاب...
لمح أبوفايز...حس إنه قد شافه قبل...و بعد ما تذكره تقدم منه...و سلم عليه...لكن أبوفايز ما عرفه...
ياسر= ما عرفتني يا عم
أبوفايز= لا والله يا ولدي ما عرفتك
ياسر= أنا ياسر حمد ال.... جار ...
أبوفايز يقاطعه بعد ماتبدلت ملامحه للضيق= ايه..عسى ما شر ليه جاي للمستشفى؟
ياسر= لا بس أختي جايه تزور صديقتها....
قطع كلامه...يوم شاف لينا طالعه و تدور عليه...
ياسر= معليش يا عم..لازم اروح أختي طلعت
انتبه ياسر لأبوفايز اللي بان عليه القهر و الصدمه وهو يشوف لينا طالعه من عند حياة...ولاحظ بعد الضيقه اللي غطت وجهه من يوم عرفه بنفسه..و راح للينا...
مروا من عند أبوفايز...اللي سمع لينا و هي تتكلم عن حياة...و نفخ بقهر...(على كثر البنات مالقت تصادق إلا بنت حمد..ناس تعرف باللي سواه أبوها..والله البنت ما تستحي مثل أبوها)
••
••
••
في السياره...سكت ياسر لين تهدأ لينا...لكنه كان يبي يعرف وش قصة الإنهيار العصبي اللي تقول عنه...
ياسر= خلاص يا لينا..مو تقولين أم فايز تقول إن الدكتوره طمنتها عليها
لينا= ولو كل اللي صار لها بسببي..ليتني ما تكلمت
ياسر= الله يقومها بالسلامه
لينا بعد صمت= تدري..سألت أم فايز عن أبوحياة
ياسر بترقب= وش قالت؟
لينا بحزن= تقول إنه بالصحه النفسيه من ذاك اليوم
ياسر انصدم= انجن!
لينا= ايه..بس ما أحد يعرف كيف حالته بالضبط..من سنين ما أحد يزوره غير أبوفايز بس..و هذا عشان أمه توفت و هي توصيه ما يقطع فيه أبدا.......تقول إن من ذاك اليوم ما أحد يتجرأ يسأل عنه أبوهم..حتى حياة نافيه ذكره من حياته و لا احد يكلمها عنه...و طلبت مني ما اجيب طاريه عندها أبدا
سكت ياسر متأثر باللي سمعه عن إبراهيم...و اكثر ضايق من الحال اللي فيه حياة اللحين...و اللي كبرت و هي فيه...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
طلعت رحيل من غرفتها...لكنها قبل تدخل الصاله...وقفت و هي تسمع إسمها...
مها= اريح إنها ما وافقت..والله ضاق خاطري يوم قال لها أبوي تروح معنا
بدور= بس مو زين جلستها كذا لحالها..مادري كيف ما تختنق
مها= و هي مين يتحملها غير نفسها..لو كانت تطلع معنا مثل الناس تسولف و تضحك و توسع صدرها..كان أنا أول وحده أصر عليها تجي معنا..لكن ليه تجي تطلع عقدها علينا؟ خليها كذا مرتاحه و مريحه
رجعت رحيل لغرفتها...و هي تعيد في بالها كلام مها اللي سمعته...
للحظه كانت بتدخل و تمسك مها بين يديها و تطلع حرتها فيها...لكنها تراجعت...و بقهر رددت كلام مها...(لو تطلع مثل الناس كان أنا أول وحده أصر عليها.....مالت عليك..وش دعوه أنا ميته عليك و منتظره رأيك)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
رجعت وفاء من كليتها...و استغربت و هي تشوف سيارة أبوها مو موجوده كالعاده...
دخلت البيت...و شافت ولاء لحالها في الصاله...و آثار الدموع على خدها...و عيونها حمراء...
وفاء بقلق= ولاء وش فيه؟
ولاء تصيح= حياة تعبت في الكليه و نقلوها للمستشفى
وفاء تشهق= وش فيها؟
ولاء= إنهيار عصبي
وفاء بصدمه= إنهيار؟ ليه؟
ولاء= مادري؟ أمي و أبوي راحوا لها..و قبل شوي دقيت على أمي و قالت لي...بس هي للحين ما فاقت..و لا عرفوا وش السبب؟
وفاء برجاء= الله يقومها بالسلامه
ولاء= وش الشي اللي يخليها تنهار كذا؟ اليوم الصبح ما كان فيها شي
وفاء= الله يستر
سرحت وفاء...و هي شاكه بالسبب الوحيد اللي ممكن يخلي حياة تفقد أعصابها...بس مين جاب لها هالسالفه...
راحت وفاء تبدل ملابسها...و كل تفكيرها مشغول بحياة...
و بعد ما خلصت نزلت عند ولاء...و شافوا أبوهم يدخل عندهم...و معه فايز اللي شايل أكياس الغداء اللي مالحقت أمهم تطبخه...
أبوفايز= حطوا غدانا
وفاء= يبه كيف حال حياة اللحين؟
أبوفايز= للحين ما صحت و أمك جلست مرافقه معها
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
العصر/ طلعت رجوى متروشه...و شافت قمر و شهد في الصاله...
التفتوا عليها...و شافوها لابسه بنطلون جنز و تي شيرت من لبس مشعل...
رجوى= ليه ما غسلتوا ملابسي..مالقيت شي البسه
قمر= الله و اللبس اللي عندك كلها ثلاث لبسات
رجوى= نعمه..لا تتحججين و قومي غسلي الملابس
قمر= لا رجوى اقول لأمي تغسلهن
رجوى= أمك صارت اخطبوط من كثر ما تشتغل في كل شي بهالبيت..روحي أنتي.......وش هالصوت؟
شهد تسمع= بسمه تصيح
لحظات و دخلت عندهم بسمه جايه من الشارع...و ركضت لرجوى...
بسمه تصيح= رجوى..شوفي..رائد...ضربني و شد شعري
رجوى بقهر= النجس الطفس..عساها يده للبرص و الحساسيه و الشلل
بسمه تمسح دموعها= و يتريق علينا و يقول أبوكم فقير و بس تشحدون من الجيران
رجوى توقف..و تروح عند الدرج تنادي فيصل و بدر اللي كانوا يلعبون في السطح...
رجوى تصررخ= بدر..فيصل تعالوا.....صمخ كلاب ليه ما تردون؟؟
نزلوا يركضون...
بدر= نعم
رجوى= تروح تجيب لي رائد..تسحبه من شوشته..و ما أعد للخمسين إلا وهو قدامي..يله..و أنت روح معه
نزلوا يركضون...و هي نزلت معهم...
••
••
••
في الصاله...رجعت قمر بحماس...
قمر= شهووده تعالي بسرعه..فيه هوشه بتصير
نزلوا مع الدرج يركضون...و وقفوا عند رجوى و بسمه اللي كانوا واقفين عند باب الشارع...
و بعد عشر دقائق دخل فيصل و بدر اللي ما سكين رائد...اللي كان تقريبا بعمرهم...
و أول ما شاف رجوى حاول ينفلت منهم...لكنه ما قدر...و مسكته مع ياقة ثوبه...
رجوى= ليه ماد يدك على بسمه؟ وش على بالك؟ ما وراها أهل؟ ما وراها إخوان؟ ما وراها رجوى؟
رائد بخوف= هي مدت لسانها علي
رجوى تجيبه و توديه= و إذا مدت لسانها عليك؟ خير يا طير؟ نقص فيك عظم يا مال الكسر؟ نقصت فيك شعره يا مال الصلع؟
رائد بيصيح= خلاص آسف
رجوى بطريقه مسرحيه= هاهاها لو كان الأسف يفعل شيئا..لما وجد القانون إذا؟
قمر تضحك= ههه والله فادتك مسلسلات الأكشن
رجوى تبتسم لها= وش رأيك؟
قمر= والله تنفعين رئيسة مافيا
رجوى= نفكر فيها....نرجع لك يا تيس...وش أسوي فيك؟
رائد= خلاص والله ما ألمسها مره ثانيه
رجوى= هذا شي غصب عنك بيصير مو بكيفك و لا بخاطرك
رائد بملل= خلاص وش تبين أسوي بس لا تضربيني..تبين فلوس؟ معي عشرين اخذيها
حاول يطلعها من جيبه و شافت مسباحه...اللي دخله بسرعه وهو يطالعها...
رجوى= وش هذا؟ طلعه
رائد برجاء= لا هاذي هديه من جدي
رجوى= و جدك مات؟
رائد بإستغراب= لا
رجوى= خلاص بيجيبلك غيره..جيبه
رائد= وش تبين فيه؟
رجوى= كذا لعانه
رائد= لا خوذي العشرين و اتركيه
رجوى= بدر..طلعه من جيبه
طلعه بدر بالغصب...بعد ما تعارك معه...و مده لرجوى...

memo1988
memo1988
.•.°.•?•N|
|N•?.•.°.•.
•• من بكره/ يوم الأربعاء ••
صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...
وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني
تركتها وداد...و هي تتأكد للمره الألف إن كلام مها عن رحيل كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جلست عندهم...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...
الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك
دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...
رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم
الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!
و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...
رجوى بغرور= هيا أبدأوا
كملت الأستاذه شرحها...و بعد خمس دقايق طقت بنت الباب...
البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى
رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد
الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه
طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...
د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك
طلعت معها أم فايز...
أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الصدمه و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)
قامت...و راحت تغسل...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...
••
••
••
في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحت وداد و أبوها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...
لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...
أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ وداد قالت لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله
ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...هي ما جالست عندهم إلا عشان تقهر مها...و عشان تروح بدري لجدتها...
أما إهتمامهم المزيف...و فرحتهم المصطنعه بجلستها عندهم...ما راح تهمها بشي...
••
••
••
في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...
سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع وداد قالت لها شي؟
سعود= ما أتوقع..وداد أصلا ما جلست معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟
حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت بوجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجلس...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...
سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...و سمع طق على بابه...
د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232
انصدم...و تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...
د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه
طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)
تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)
طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••
طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...
هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...
مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...
سعود ببرود= صباح الخير
طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...
سعود بعصبيه= يله تحركي
طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...
سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه
كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظات هي اللي شفعت له عندها...
لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...
سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هي مرتاحه..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي انقلب وجهها يوم عرفت اني بأجلس عندها و ترجت مها تجلس معنا عشان تساعدها تتحملني..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..
سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..
كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...
شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...
شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...
بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...
••
••
••
دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...
ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...
دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...
دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)
نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...
وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...كلها خوف...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...
بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...
لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...
بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...
لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...
تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...
صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...
كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...
لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...
و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...
الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم
ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...
تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...
تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معها...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...
مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...
أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا
كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...
سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...
لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...
وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...
كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله
نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...
لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...
رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و كل جسمها يرتجف...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
و صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...و دموعها تنزل بقهر...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...
قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...
فتحت عيونها بسرعه و جلست و هي تتنفس بصوت مسموع...مسحت دموعها...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...و قامت تتمشى في الغرفه...و سمعت صوت جدتها من الصاله...
الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟
ركضت لها و ابتسمت براحه و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...
ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...
رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك
تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...
راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...
أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه
جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...الحاقده...
••-------•?••?•{N}•?••?•--------••

رواية اخترتك لدربي مخاوي للمحة الم قصة اجتماعية رومانسية
رواية لجل الوعد لكاتبة المحظوظة