- أنا: حسناً لا بأس..
- اعطيت السائق النقود و نزلت
السلام عليكم
قصة قصيرة بقلمي
@ ليلة الضياع @
فرشت السماء ستارها المظلم لتعلن حلول المساء،
كنت جالسة حينا مع اسرتي اتجذاب معهم أطراف الحديث،حتى شرع الحديث يسخن فجأةً
فكلٌ يريد أن يلقي بحجته لإقناع الآخرين،حتى وصلت بيني وبين أبي الى المشاداة الكلامية
وعدم الإقتناع بالرأي الآخر...
عندها قررت قطع الحديث الذي لا جدوى منه والذهاب الى النوم، ولكني لم استطع اغلاق عيني ولا للحظة،
نام كل من في المنزل وبقيت انا أحاكي نفسي:
آه..يالها من أسرة عنيدة ،
لاأحد يريد ان يسمع رأي الآخر ،
لماذا ابي هكذا..انه دائماً يتحكم بآرائنا ويفرض رأيه علينا زاعماً أن ذلك لمصلحتنا
هيه..عائلة مملة
واستمرت الهواجس والأفكار السلبية تنخر في عقلي ..حتى اني قلت لنفسي
أنا غاضبة..لآبد أن أرحل عن هذا البيت الكئيب..لطالما أردت فعل هذا منذ صغري
يبدو انه قد حان الوقت لذلك..
عندما اقترب الليل من الإنتصاف..قررت الهرب
خرجت من داري بهدوء و تسللت من الباب وبدأت اسير في قارعة الطريق
كان الشارع ما زال يحتفظ بحيويته والمارة كثيرون
بعدها ..وصلت الى محطة النقل العام وكانت الحافلة مشرفة على الوصول
فركبت فيها وكانت ممتلئة بالناس..
جلست قرب النافذة ولكني لم أكن أنظر الى شي..فالتفكير والغضب كانا مسيطرين على ذهني
بعدها بفترة ..
نظرت الى الجانب الآخرمن الحافلة فوجدت سيدة مع ابنتها الصغيرة ،
فقلت في نفسي لابد من انها ارملة لما ركبت الحافلة وحدها، وواصلت النظر في باقي الركاب
كانوا معظمهم من العمالة الأجنبية ويبدو انهم عائدون من أعمالهم
فقد كانو مجهدين وبعضهم نائمين
أما في مؤخرة الحافلة، فكانت تعج ببعض المراهقن الذين كانو يتسكعون في الخلف
مضى الوقت وانتصف الليل
وبدأت أشعر بالخوف والبرد
وبدأ عدد الركاب يقل مع وصولنا عند كل محطة
وفجأة توقفت الحافلة وجدت نفسي وحيدة فيها..
السائق: هل لا نزلتي ..
أنا: أرجوك انقلني الى المحطة التالية
السائق: هذه آخر محطة ..لقد انتهى وقت عملي..رجائاً انزلي واعطني 50 قرشاً ثمن الركوب
أنا: حسناً لا بأس..
اعطيت السائق النقود و نزلت
كانت المنطقة التي انزلي فيها ساحلية مليئة بالمجمعات التجارية والفنادق والمكاتب والشركات
قررت ان أدخل مجمعاً تجاريا لكن الحارس استقبلني قائلاً:
لو سمحتي ممنوع الدخول..المجمع شارف على الإقفال
واذا بأضواء المجمع تنطفئ وكذلك أضواء المباني المجاورة...
فأصبحت المنطقة مظلمة ومخيفة وكانت خاليةً تقريبا من الناس.
جلست بالخارج على كرسي عمومي
لا أعرف اين اذهب؟!
فكرت في الإختباء في الساحة المطلة على الساحل ولكنها كانت تعج بأصوات الكلاب والسباع..
بعدها بفترة
كنت مجهدة كثيراً..نظرت الى الشارع كان خالياً تماماً ومظلماً ، فشعرت بالوحدة والخوف الشديدين
وفجأةً .. فتحت بوابة احدى الفنادق التي بها حانات
نظرت لها من بعيد، واذا بشباب سكارى يخرجون من الفندق
كانو يتمايلون على بعضهم البعض وكانت أصوات ضحكاتهم تتعالى..
لقد ملئت رعباً منهم
كانو يقتربون مني شيئا فشيء
وكنت أقول بداخلي: اتمنى ان لا يروني..على من أكذب انهم يقتربون نحوي
يا الهي لا يوجد شرطي قريب مني..ولا أريد الصراخ
اذا صرخت..ستنتشر فضيحتي في الجرائد غذا صباحاً
ماذا أفعل؟!...ماذا أفعل؟!
كنت اتصبب عرقاً كلما اقتربوا مني
وتصببت عرقاً حتى اصبحت وسداتي مبللةً بالكامل
استيقظت فجأة ً وقلت بسوطٍ هافت: بسم الله الرحمن الرحيم..
أين أنا؟ يبدو انني في المنزل
استجمعت حواسي ثم أدركت انه كان حلماً مزعجاً
فقلت: الحمدلله انه كان مجرد حلم..اللهم احفظ لي أسرتي..اللهم احفظ لي أبي..
اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمها كما ربياني صغيرا..
واجزهما بالإحسان احساناً
وبالسيئات عفواُ وتجاوزناً وغفرانا
رائع ماكتبتي استمري