- الحياة الثانية..
شريفة كارلو فتاة أمريكية متحررة كغيرها من الفتيات في ذلك المجتمع..
كانت قبل إسلامها تسخر من الحجاب وتراه تخلفاً واضطهاداً للمرأة، ولما منّ الله عز وجل عليها بالإسلام تغيرت نظرتها للحجاب ولوضع المرأة في الإسلام..
لقد كانت تشعر بالشفقة على النساء المسلمات المسكينات اللاتي كان عليهن أن يلبسن تلك (القمامة) أو يمشين في أغطية السرير - كما كانت تطلق شريفة على الحجاب-.
لم تكن فكرة العفاف بالنسبة لها مما يشغل بالها وهذا لكونها غير منتمية للإسلام وتعيش في المجتمع الغربي، وهذا هو الأمر الطبيعي لكثير من النساء من جيلها.. لقد كانت شريفة كارلو امرأة عصرية ومتحررة..
و عندما هداها الله للإسلام ووضعت الحجاب تغيرت نظرتها كلياً تجاهه.. لقد أصبحت قادرة أخيراً على أن تخرج من المجتمع الذي عاشت فيه وأن تراه على حقيقته...
ومن ثم اكتشفت أشياء كثيرة وكثيرة... من بينها:أن أكثر النساء دخلاً هنّ أكثر النساء تكشفاً أمام الجمهور مثل الممثلات وعارضات الأزياء وحتى الراقصات الخليعات.
أن العلاقة بين الرجال والنساء كانت تميل لصالح الرجل...
لقد عرفت أنها كانت تلبس لكي تجذب انتباه الرجال...
أنها كانت تحاول خداع نفسها بالقول أنها فعلت ذلك لإرضاء نفسها، ولكن الحقيقة المؤلمة هي أنه ما كان يرضيها هو عندما تجد الإعجاب من أي رجل ويَعُدُّها جذابة.
و يشبه هذا أنها لم تكن قادرة على رؤية أنها كانت مضطهدة حتى خرجت من الظلام... من هذا المجتمع الظالم إلى نور الإسلام.
وبذلك النور الذي أضاء لها الطريق أصبحت أخيراً قادرة على رؤية الظلال التي كانت غامضة بسبب الفلسفات الغربية.
لقد عرفت أنها حينما غطت رأسها أنها سلبت الآخرين من الحكم عليها ليس من خلال عقلها أو روحها أو قلبها.
عندما غطت رأسها جعلت الناس تحترمها لأنهم رأوا أنها احترمت نفسها، وعندما غطت رأسها فتحت أخيراً عقلها للحقيقة..
كل هذه الحقائق وغيرها اعترفت بها شريفة كارلو بعد اعتناقها للإسلام..
قصة التحول :هي فتاة .. شابة طموحة ونشيطة.. كان والدها يعمل في الجيش الأمريكي.
عندما كانت في فترة المراهقة عرض عليها أحد زملاء والدها الانضمام إلى مجموعة من الشباب يُشكلون جمعية متمتعة بحرية الحركة، مكوَّنة من أفراد يعملون في مناصب حكومية، وكان لهم مهمة خاصة وهي "تدمير الإسلام".
و كانوا يتلقون دورات علمية في الإسلام تساعدهم على فهم الإسلام وتعلمه، وكان الهدف من ذلك هو إعدادهم ليكونوا من المستشرقين الذين يدمرون الإسلام..
و قد عرض عليها هذا الانضمام لما رأى فيها من قوة البيان والحجة، و تحمسها في دفاعها عن حقوق المرأة..
و وعدها هذا الرجل إن هي أنهت هذه الدورات و درست العلاقات الدولية مع التخصص في منطقة الشرق الأوسط، فإنه سيضمن لها وظيفة في السفارة الأمريكية في دولة عربية، وكان الهدف -في نهاية المطاف- أن تستغلَّ منصبها هناك في الحديث إلى النساء المسلمات، وأن تعمل على دعم "حركة حقوق المرأة" التي ما تزال في طور النمو، فظنت بأنها فكرة عظيمة، لأنها كانت ترى النساء المسلمات على شاشة التلفاز، وظنت بأنهن فقيرات ومضطهدات، فأرادت أن تقودهنّ إلى نور الحرية في القرن العشرين.
فرحت شريفة بذلك كثيرًا.. و انضمت للمجموعة وبدأت دراستها الجامعية… فدرست القرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي… ودرست بشكلٍ موازٍ أيضاً كل الطرق التي تستطيع بها استخدام هذه المعلومات من أجل تحقيق هدفها وهو تشويه الإسلام... فتعلّمت كيف تلوي أعناق الكلمات لتعني ما أرادتها هي أن تعنيه... وهذه وسيلة لا شك في أنها جدًا فعَّالة.
فتعلمت على أيدي متخصصين يهود علوم الشريعة الإسلامية من فقه وسيرة وتاريخ وحديث وقرآن، وكانت من المجموعة التي تخصصت لدراسة أحوال المرأة المسلمة، والطعن في الإسلام الذي حرمها من حقوقها، فقد كانت تتمنى أن تحرر المرأة من القيود الفكرية التي ترزح تحتها وبالأخص هذا الشرشف الذي تسير ملتحفة به..( بحسب رأيها).
كن رسالة الإسلام بدأت تأسرها أثناء دراستها؛ فقد كانت ذات معنى، وكان هذا مما أخافها جدًاً... لذلك - ولكي تقوم بردِّ فعل مضاد- بدأت بتلقّي دروس في المسيحية، واختارت أن تأخذ هذه الدروس عند أحد أساتذة الجامعة، الذي كان يتمتع بسمعة مرموقة حيث كان حائزاً على درجة الدكتوراه في علم اللاهوت من جامعة هارفارد.
شعرت بأنها ستكون عنده في أيد أمينة... نعم ... كانت في أيد أمينة ولكن ليس لنفس الأسباب التي ذهبت لأجلها...
كان هذا الأستاذ متخصص في العلوم الدينية ولكنه لا يؤمن بعقيدة التثليث بل يؤمن بالتوحيد، وقد درس الإنجيل الإغريقي القديم، فكانت بداية بذر التوحيد في قلبها ولكن عقلها كان مليئاً بالشبهات حول الإسلام، إذن قُدِّرَ أن كان هذا الأستاذ مسيحيّاً موحِّداً؛ فلم يكن يؤمن بالثالوث، أو ألوهية السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام-، بل كان يؤمن بأن السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- كان فقط رسولاً من رسل الله تعالى.
وقد أثبت للطلبة ذلك بأخذه النصوص الإنجيلية من مصادرها اليونانية والعبرية والآرامية، وبرهن على قوله بأن أشار إلى كل الأماكن التي تم فيها التحريف، وأشار خلال الشرح إلى الأحداث التاريخية التي تناسبت مع هذه التحريفات أو أعقبتها، وما أن أنهت شريفة هذه المادة حتى كانت مسيحيتها قد تحطّمت، ولكنها لم تكن مستعدة بعد لقبول الإسلام.م تحبين أن تموتي وحيدة في شقتك المظلمة..كما سمعنا عن الكثيرات؟
الحياة الثانية..
طال الانتظار لمن تنتظرين الزواج منه.. وتأخر..تأخر جدًا.. لكن قبل فوات القطار .. عندك خيار آخر أن تكوني زوجة ثانية.. لرجل كلفتة قوانين الشريعة.. أن يتعهد لك بالالتزام بكل حقوقك الظاهرة والباطنة.. تنعمين معه بحياة عزيزة مكرمة..
ونعم ستشاركك به امرأة أخرى.. لكن تأكدي أنك شريكة لها بكل شيء.. كل شيء.. وأنه سيعدل بينكما في كل شيء.. والآن تستطيعين تحقيق حلمك ببيت آمن.. وأطفال يملأنه فرحًا ومرحًا.. استقرارٌ وطمأنينة.. والكثير من الحب والحنان من زوجك وأولادك..
لست مكلفة بالعمل والعناء.. فعندنا في الإسلام الرجل هو المسؤول عن عيشك أنتِ وأبنائك.. وعن كل شيء في حياتكما.. نامي قريرة العين.. هادئة البال.. فهناك من سيفتقدك عند غيابك.. و يؤنسك عند ضيقك.. ويرعاك عند مرضك.. ويهتم بك عند كبر سنك..
ثم سألتهن:والآن أي الحياتين تفضلين.. وأرجو إجابتي بكل صدق وأمانة.. أتفضلين الحياة الأولى؟..
إن كنت من المؤيدين لها أرجو رفع يدك لنرى عدد المؤيدات؟
ولم ترفع أي منهن يدها..
فكررت طلبها.. ولكن أن ترفع المؤيدات للنموذج الثاني من الحياة يدها..
فتفاجأتْ للعدد الكبير والكبير جدًا منهن.. ممن أيدها بالموافقة على الحياة الثانية..
فشكرت لهن تفاعلهن وصدق الإجابة... و قالت: هذا هو عيش المرأة في الإسلام.
نسأل الله لها ولجميع المسلمات الثبات على الحق.. والذود عن الإسلام والمسلمين.. وأن يهديهن إلى الحق والصواب