- أخليكم مع القصه و أرجو إنكم تعيشون الأحداث ...
- السلام عليكم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شلونكم خواتي ...؟؟؟؟
من زمان ما نزلت مواضيع ...
هذي قصه قريتها بإحدى المنتديات و تأثرت فيها حيل لي درجه إن عيوني دمعت من كثر ماهي مؤثره ...
بنات بقولكم من ألحين القصه فيها من الواقع و داخل عليها نوعا ما من الخيال علشان تكتمل الأحداث إلي صارت و القصه توضح تتحدث عن حال الأسرى و الأسيرات الكويتيين منهم و الكويتيات أثناء الغزو العراقي ...
القصه بإسم (( قصة هديل ... و الغزو العراقي ))
للكاتبه الكويتيه (( بنت حمايل ))
هالكاتبه عندنا إسلوب رائع و خاص بسرد القصه تخلي القارئ يعيشها غصب ...
و أتمنى تدعون لإختنا بطلة القصه لأنها شخصيه حقيقيه وواقعيه (( هديل )) بالرحمه و المغفره لأنها توفت بسنة ال2008 ...
أخليكم مع القصه و أرجو إنكم تعيشون الأحداث ...
السلام عليكم
ابدي قصتي بتعريفكم بنفسي انا هديل محمد ، عمري الحين 35 سنة تقريبا والقصة اللي بقولكم اياها تبدي من سنة 1989 لما كنت مخلصة توني ثالثة ثانوي يعني عمري كان وقتها تقريبا 16 سنة ، كنت بنت هادية نوعا ما عوضا عن البنات اللي بعمري وكنت ساكنة بمنطقة حلوة وراقية واهي منطقة مشرف ، وكانت من المناطق الداخلية الراقية ...
يانا الصيف وحبينا نقضيه بدولة ام الدنيا مصر ، رحت مع امي وخواني احمد اللي اهوا كان عمره 14 وهشام 12 وهبه اللي اهيا اخر العنقود واصغر مني وعمرها 10 ونص تقريبا ، المهم رحنا على اساس ان ابوي وجدتي يلحقونا بعدين لما ابوي تبدي اجازته ...
اول ما وصلنا لقينا الناس والزحمة بالمطار وحدث ولا حرج عن مطار مصر اللي مافيه من الديكورات والنظافة شي ، حاولنا ندور على شنطنا مني ومناك بس من الزحمة ما عبٌرنا ناخذهم واخواني خفنا انهم ينخطفون مثل ما نسمع من الناس او انهم يضيعون وما تسوى علينا ، وقفنا ننطر الزحمة تخف ، شوي الا يانا واحد عمره كان وقتها بحدود ال 18 او 19 سنة ولهجته كويتية وقال لأمي : خالتي تحبين اساعدج بشي انا وايد ازور مصر وحافظ المطار عدل عدل واعرف جم واحد يشتغل فيه واشوفكم حايسين من وصلتو وما معاكم احد يساعدكم ....
قال الكلمات بينما يختلس النظر الي بين كلمة واخرى ، حتى ردت عليه امي قايلة : والله ياولدي كأنك حاس فينا انا حايسة مع اليهال وماني قادرة ادور شنطنا من الزحمة ، قالها : ما يصير خاطرج الا طيب انا الحين ادورهم لكم بس عطيني اوصاف الشنط ، وعطته امي اوصاف والدلالات على شنطنا وراح وما هي الا دقايق حتى جانا وحطهم لنا بالعربانة ، وتشكرته امي وايد وسألت عن اسمه فرد عليها وقالها : اسمي يا خالتي وليد عادل وانا صراحة ما سويت شي واتمنى انكم تستانسون بمصر لأنها بلد حلو ...
كل هذا واهوا يطالعني بين كلامه ، راح عنا ورجع مرة ثانية وسأل امي اذا كنا بني تاكسي او ليموزين عشان يوفره لنا بسعر مو غالي ، وكأنه يبي يعرف احنا بأي جهة رايحين ومن الرد اللي عطته اياه امي قالت له : احنا يا ولدي ساكنين بسفير الزمالك وان شاء الله ما ياخذ وايد علينا لأن شوي بعيد عن المطار .
واهني ارتاح لما درى مكانا وين ووقف لنا تاكسي والاهم ان اهوا اللي حاسبه مقدم بعد ، بس امي ابد ما رضت واحلفت ان ياخذ فلوسه بس الولد ولد ناس متربي ما رضا وقال انتي يا خالتي حسبت الوالدة عيب اخذ منج فلوس ...
زاد اعجاب امي فيه واحلفت ان يمرها بالفندق بعد جم يوم عشان يشكره ابوي بنفسه على وقفته معانا ، واهنيه الفرحه ما شالته ومن غير تردد وافق ، بس كل هذا وانا منبهرة من اسلوبه وطريقة كلامه وما اخفي عليكم انه صراحة وايد حلو وجميل بس اسلوبه الذرب والشهامة اهم بوايد من الجمال ، انا ما كنت ادري شنو اللي يبي من ورا هذا كله . ركبا التاكسي وشفنا مصر الجميلة ومرينا على النيل العظيم والناس كلها بشوشة مافيهم احد مكشر على قولتهم الكل مبتسم ويرحب ومن بين العمارات والممرات وصلنا فندقنا تفاجئنا بالكم الهائل من العوائل الخليجية والكويتية بالذات الموجودة بالفندق وخذينا مفتاح الشقة مالتنا وصعدنا نتراكض انا وخواني عشان نحجز اي سرير ناخذ ، ومن بعد ما حجزت سريري يم اختي هبه رحنا للبلكونة نطل منها على نهر النيل الخالد ، وليل علينا الليل وامي تفكر وين نروح ووين نتعشى ، طلعنا نمشي برجولنا على شوارع مصر ونشم ريحة الشوارع والهوا ، وانا بهذه اللحظة ما ادري ليش مرت علي صورته صورة وليد بخيالي واتذكر صوته الحنون ما ادري شنو الاحساس اللي وصل لقلبي بس حبيت اشيل هذا التفكير لأن عمري ما حاولت اتعرف على شاب ولا احاجي احد او اسوي علاقة مثل بنات هالوقت ...
ركضنا بين الشوارع وامي تركض ورانا على امل محد يضيع منها ، وصلنا لجسر النيل وكلينا من الذرة المشوية اللي ريحتها تجيب العافية واخذت امي قرص خبز من الكشك اللي يمنا ، وقعدنا نتأمل نور الاضواء على نهر النيل والسفن الشراعية اللي تمشي ببحره وعشنا يوم مع عبدالحليم ومريم فخر الدين لما غني لها بتلوموني ليه ، واخذت امي تدندن وتتذكر ابوي وكان مافي وقتها موبايلات ولا شي عشان تتصل فيه وقتها ، كان اذا نبي نكلم ابوي من الفندق او من كشك عمو خليل اللي بالناصية على قولت حارس الفندق ، ورجعت امي تتذكر ابوي وتدمع عينها على شوقها له اما اخواني فقاعدين يحومون حوالي الشجر اللي حوالينا .
تأخر الوقت وفضلنا نرجع ونروح ننام من تعب الرحلة اليوم ، ومن وصلنا الفندق طلبت امي تكلم ابوي عشان تعرف منه بالضبط متى يوصل ، والحلو بالموضوع ان امي كانت وايد تعتمد علي وتعدني ذراعها اليمين عشان جذي اوصتني على خواني اروح فوق انومهم واهيا تظل تحت بلوبي الفندق تكلم اوبوي ، وبعد ربع ساعة صعدت فوق ورمت روحها بالفراش ونامت بسابع نومة اما انا قعدت اقلب بالمحطات ليمن نمت ..
صار علينا الصبح وبدلنا ملابسنا ورحنا تحت عشان نفطر ، ومن وصلنا تحت وفتح باب المصعد الا فز قلبي والسبب ان كان واقف عند المصعد وليد إي وليد ما غيره وليد عادل مال المطار وراحت امي تسلم عليه واهوا رد عليها السلام ، وصادف ان اهوا وعايلته ساكنين معانا نفس الفندق بعد ، ما ادري هذه صدفة او شنو ما كنت اعرف وقتها ، رحنا نفطر وظل اهوا واخوه بالطاولة اللي قبالي ومن ياكل لقمة يطالعني وينزل عيونه على طول من اشوفه يطالعني ، ورحنا شقتنا بعد الريوق عشان ناخذ فلوسنا والكاميرة عشان نروح الاهرامات وبالطلعة لقينا وليد قاعد باللوبي مع ابوه وشخص ثاني وعدل قعدته من شافني وراحت امي تسأل الحارس ان يوقف لها تاكسي بتروح الاهرامات وكأنه اذنه معانا بيعرف وين بنروح ونفس ما صدق ظني لقيته هناك مع ربعه يركبون الخيل ، ظلينا احنا بالحنطور يتمخرط فينا حول الاهرامات ..
ويوم ورا يوم لمين وصل ابوي وجدتي مصر ام الدنيا وصارت طلعاتنا اكثر وصار وليد يشوفنا اكثر اكثر حتى لما ابوي عزمه ويانا على الغدا بالفندق عشان يعتبره عربون شكر منه له على شهامته مع امي ظلت النظرات موجودة ، بس ما ادري ليش محد حس فيها الا انا ، وبعد طول مدة قعدتنا بمصر ما حاول يكلمني ولا كلمة ولا انه حتى يحاول وهذا اللي محيرني فيه ، صار وقت الردة للديرة وانا حدي ابي اعرف الاعجاب والنظرات لي متى وبالطلعة واحنا ننطر ابوي يحاسب الفندق حبيت اروح الحمام وبالطريق لقيته واقف قبالي وكأنه تشجع يبي يكلمني وقالي : انا مصدوم انكم بتروحون اليوم ، رديت عليه ان المدارس على الابواب والوالد خلصت اجازته ولازم نرد ، شفت الحزن بعيونه وبيني وبينكم انا حزنت بعد لأني تعودت اشوفه طول ال21 يوم وصار روتين بالنسبة لي ، مد ايده وعطاني شريط كاسيت وقالي سمعيه ليمن توصلين الديرة بالسلامة ، ابتسمت انه واخيرا بدى منه شي وانه كان محترم لا حاول يسأل عن بيتنا ولا يعطيني رقم بيتهم ، ومثل ما قلت لكم ما كان فيه موبايلات سنة 1989 .
ركبنا الطيارة وانا احضن شنطة يدي اللي فيها الشريط واشمه الا عطره معلق فيه ، ورجعنا الكويت واول مرة ما كنت احب ارد الديرة بسرعة ، واول ما وصلت المفروض افتح شنطت ملابسي بس لأول مرة اكشت فيها وادور على مسجل وركضت غرفتي ، وفتحت الشريط والا طاح منها ورقه مكتوب فيها ( الصدفة قدر واذا قدري اشوفج مرة ثانية راح اشوفج ) .... كلماته اعجبتني وان مسلم امره لربه والصدف وسمعت الاغاني والا مشكلة باغاني حزينة وحلوة وكلها شوق ووله مع ان بعض المغنيين ما احبهم حبيتهم عشانه . وقعدت اتذكر الايام ...
وبدت المدارس ورحت لسنة رابعة ثانوي ودخلت علينا دفعة 1989/1990 وكانو بنات جدد مثل كل سنة جديدة وفي مادة من المواد يكون معاج احد من الدفعة الجديدة لأنها تكون مادة اختيارية ، وصادفت بمادة الرسم معاي جم بنت جدد المهم كنا قليلين بالصف ومرت الايام وانا كل يوم اجيب الهادفون معاي وبالفرصة والفراغ اسمع شريط وليد ، واتذكر ايامنا وايام مصر الحلوة والصدف اللي كانت ، مر ايام واسابيع وما ادري متى تصير هالصدفة اللي قالي عنها ومتى يأذن لنا ربنا نلتقي ، وبدت عطلة نص السنة وكانت من اطول العطل لأني عالاقل بالمدرسة كنت الهى عن التفكير بوليد انا بالعطلة ليلي ونهاري انتظار صدفة وليد ، وبدى الكورس الجديد لبداية سنة 1990 وخذيت مادة مكتبات وكان معانا ايضا بنات من الدفعة الجديدة وبيوم كانت الاستاذة متغيبة صارت المادة احتياط ، قامت وحدة من البنات الجدد من وراي تسولف مع رفيجتها عن مصر ورحتلهم السنة اللي فاتت وقعدت تمدح فندق سفيرالزمالك وما ان نطقت بالاسم الا قلبي دق من الذكريات ، ولفيت عليها كأني ملقوفة واكلم مديحي على الفندق واسألتني البنت عن اسمي وتعرفنا على بعض اهيا اسمها منى ورديت عليها بالتعريف عن اسمي ، وكملنا حديثنا عن مصر ولهيت معاها بالذكريات وسألتها عن الاماكن اللي زارتها واهيا بعد سولت عن الاماكن اللي زارتها ، وقالت ان عندها صور للسفرة اصرينا انها تورينا الصور وطلعت صور تقول انها ما تقدر تييب الالبوم كله فاختارت جم صورة اخذنا نطالع الصور ونمررها على بعض وتشرح لنا اللي فيها ، وبين ما اهيا قاعدة تشرح حق رفيجتها على المتحف المصري وقفت دقات قلبي لصورة مسكتها وما حسيت الا وانا اذرف دمعة حارة من خدي ومن غير ما احس مسحتها بسرعة عشان محد يلاحظ الصورة كانت لوليد ، وليد حبيب قلبي اللي حبيته من الاغاني اللي بالكاسيت ومن اسلوبة الرجولي ، صورة وليد واهوا حاضن منى كل خوفي اني اسألها وتقول انه صاحبها ، وقعدت اخز بالصورة حيل ليمن انقطع تفكيري من سحب منى للصورة وتشرح فيها وتقول هذي صورتي مع اخوي الكبير وليد ، ارتاح قلبي وانسكب عليه ماي بارد من ردها ، وعرفت انه اخوها وارتحت وطرى على بالي الصدف واشلون مردها تصير وطلعت اخته بالكرسي اللي وراي وانا ما ادري سبحان الله على الصدف ، المهم حاولت اوطأ علاقتني معاها لأني مو معقولة من اول يوم تعارف اخذ رقمها واعرف بيتهم وين ، قعدت اتقرب منها شوي شوي واعرف حياتها العائلية والاحرى اني ابي اعرف اخبار وليد ، وتقعد بكل كلام تمدح باخوها وتقول انه صج اخو ديمقراطي وشهم وما في منه بالديرة كلها ، مر شهر على الموضوع وانا قلبي يحترق عشان انطر الوقت اللي اطلب منها زيارة او رقم تلفونها ، بس القدر سبقني لأنها شافتني بالفرصة وعزمتني على حفلة عيدميلادها يوم الخميس ، وقلت بقلبي الحمدلله اطلعت منها مو مني ، المهم صار يوم الحفلة وانا من قبل مجهزة شنو البس وشنو اسوي لبست احلى ما عندي وسويت شعري احلى تسريحة وطلبت من امي توصلني الحفلة ، بس انا حاولت اوصل قبل الحفلة بساعة عشان يمديني الحق على شوفته قبل لا يطلع ويفضيلها البيت قصيت على رفيجتي منى وقلت لها : انا اسفة مبجرة لأن امي تقول اذا ما وصلتج الحين مافي احد يوصلج بعدين ...
صدقت الكلام وعزمتني على غرفتها ليمن تخلص لبس ، وقعدنا بالغرفة وانا كلي وله عشان اشوفه ويعرف اني ببيته وان هذه اهيا الصدفة ، اختلست عذر وطلبت منها اروح الحمام وحاولت توصفلي وينه وبالطلعة اتلفت يمين ويسار احاول القى له اثر بس ماكو فايدة وقعدت بالحمام افكر شنو اسوي الظاهر مالي نصيب اشوفه ، طلعت من الحمام رايحة لغرفة منى وانا بالطريق الا احس ان في احد جاي فوق رحت اطالع الا شفته واخيرا شفته وليد لابس هدوم الرياضة وشكله راد من لعب كرة ياي يسبح ويطلع وقفت عند عتبة الدرج واتسمرت اطالعه وما ان حس بوجود احد رفع راسه وتنح وطاحت الفوطة من ايده وظل يخزني مدة ليمن سألني انا بحلم والا علم اشوفج صدفة ووين ببيتنا ، ضحك ضحكة يمكن احلى من ضحكة الطفل نفسه لي ضحك ، اما انا دمعت عيوني وقعدت اقولها كأنه الصدفة طولت ياوليد وانا كنت بموت من الوله عليك ، كمل صعود السلالم ووقف يطالعني وابتسم وقال : انتي يا هديل دخلتي قلبي وتربعتي فيه من اول نظرة شفتج فيها بالمطار .....
واي على اسمي بلسانه شنو حلو اول مرة ادري ان اسمي جذي حلو ، سألته ليش تبي الصدف تجمعنا ليش ما سويت نفس شباب خلق الله ، قالي الا يجي صدفة معناة القدر وياه يجمعة مرة ثانية ، وانا ابي اعرف اذا انتي قدري او لأ ..
ومن بعدها كثرة زياراتي لبيت منى وكبرت علاقتنا مع بعض مع ان منى تصغرني بسنتين فأصبحت لا تفارقني ، وذلك لأني اجد فيها وليد ، واسمع من خلال مكالماتها عن اخباره وروحاته ، وفي احد زياراتي انفرد فيني وليد وسالني سؤال : شوفي يا هديل انا واحد ما احب الف وادور وصارلنا الحين قريب السنة وانا بيصير عمري 20 سنة ، هديل تقبلين فيني زوج .
انصدمت من صراحته وانصدمت اكثر انه قاعد يفكر فيني بحكمة وعقل ، وسكت مصدومة ما ادري شنو ارد عليه ورحت اركض لغرفة منى على أمل إني يمكن اقدر اهرب من السؤال اللي قاله ، تلون ويهي ألوان وضليت مسمرة مكاني ما اعرف شنو قاعدة تقول منى من سوالف ، قعدت أفكر أنا الحين بيصيرلي 17 سنة وكان بهالوقت ممكن الوحدة تتزوج وهي صغيرة ، المهم رحت البيت مع صمتي وسكوتي وضليت بغرفتي افكر شنو ارد عليه ، مرت الايام من غير ما ازور منى ومن غير حتى ما اتصل عليها ، صار يوم الخميس يوم الاجازة الاسبوعية دق التلفون ومالقيت احد يرد عليه الا انا طلع المتصل منى تسألني عن قطاعتي وليش ما ازورها ولا اتصل فيها ، وسمعتني ضحكة منها دلالة على معرفتها بموضوعي مع وليد وعاتبتي ليش ما قلت لها عنه من زمان ، وطلبت مني ان ابلغ امي بحضورها مع امها اليوم وخالتها لطلب ايدي لوليد ، وحسيت ان الدنيا تلف فيني فوق وتحت ما عرفت شنو ارد عليها ، قلت لها خلاص خلاص امي تتصل فيكم وسكرت التلفون بسرعة وجسمي يرجف كأني بوسط فريزر حرارته اقل من الصفر ، ركضت عند امي وقلت لها : يمه هذا رقم ام وليد تبيج تكلمينها ضروري الحين .
وطرت مثل الحمامة لغرفتي وسكرت الباب وما هو الا وقت قصير حتى سمعت صوت امي يناديني من تحت وطلبت مني اقعد على الكنبة بتكلمني بموضوع وقالت لي : شوفي يا هديل ام وليد اطلبت ايدج لولدها وليد وانت تعرفين منو وليد اللي اقصده ، وانا دقيت على ابوج ابلغه قبل لا اعطي الناس موعد اليوم وقالي انه ما عنده مانع اذا انتي موافقة على شرط ان العرس بعد الثانوية ويخليج تكملين الجامعة ، وانتي تدرين اني انا ودي افرح فيج والولد ما شاء الله عليه وايد زين واهله خوش ناس ، ها شنو قلتي ابي اسمع رايج .
احتمر ويهي من الخجل ومن الفرحة ما ادري شنو اقول ، فهمت امي علامات القبول علي وقامت قالت : يالله روحي دوريلج بدلة حولة وضبطي نفسج على ما يصير المغرب وراح اقولج متي تنزلين .
صعدت غرفتي وفضيت خزانتي وكان اول مرة اكتشف فيها عدد البدل والملابس اللي عندي ، طلعت جم وحدة كانو التوب عندي ورحت خذيتلي حمام سريع وقعدت انطر المغرب متى يصير مع ان عادت اليوم يمر سريع الا هاليوم مرة ابطئ من البطئ نفسه ، وصل ابوي من الدوام وصعدلي على طول وراح يسألني عن رايي لأنه يبي يسمعه ، وقعد يمدح بالولد ويمدح بأبوه واهله وانه يعرفهم عدل ، المهم نفس الاحساس بالموافقة وصل لأبوي وطلع مني والابتسامه على وجهه ، وصار وقت وصولهم وانا واقفة عند الدريشة انطر وصولهم وبعد لحظات وصلت سيارة كحلية اللون وكان اللي يسوقها وليد وراكبة على يمينه امه ووراه اخته منى وخالته ، ونزلو الحريم وظل اهوا بالسيارة ناطر ، نادتني امي ونزلت مع اختي هبه والخجل يرسم ويهي كأني اول مرة التقي بمنى واهلها وسلمت عليهم وجلست يم ام وليد وسألتني جم سؤال عن الصحة والحال والدراسة وقالت لي اذا انا راح اكمل الثانوية اربع سنين والا متاخرة فيها لأن نظام مقررا كله في تأخيرات كورس او اكثر ، كملنا حديثها وطلبت ام وليد من منى انها تنادي اخوها وليد من بره عشان يدش ويقعد معانا شوي وبسرعة طارت منى على بره ونادته ولأول مرة اشوف ان وجه وليد ينقلب للاحمرار من الخجل وكانها اول مرة يشوفني وجلس يمي وخذت ام وليد امي واختها وراحوا بعيد عنا على اساس ناخذ راحتنا بالحجي ، بدا وليد كلامه : هديل انا اسفة كنت انطر الرد منج بس طولتي علي ولقيت اني احطج جدام الامر الواقع وايد احسن ، وانا عرفت انج حابة تكملين جامعة وانا ما عندي مانع باي شي انتي حابته وابي اعرف اذا حابة تسكنين ببيت اهلي او ببيت بروحج .
قال كلامه وانا كله ساكته ما ادري شنو ارد ، وليد ما خلى لي شي اقوله كرمني بعطفه الزايد ، قالي ان الحين صار عادي نكلم بعض بالتلفون ونشوف بعض بس مع احد من الاهل طبعا .
وكان هذا الكلام اللي انا حبيته لأني راح اقدر اكلمه وأشوفه وايد ، شهر يونيو واهوا شهر الامتحانات والفايل عدى على خير وبنجاح والفضل يعود من بعد الله إلى وليد اللي ما قصر معاي من توفير ملخصات لي وعمل جو دراسي من انه يحرم روحه عني عشان ما يزعجني ولا يشغلني ، وطلعت النتيجة بمعدل ارفع من الكورس اللي قبله وخلصت سنة رابعة على خير وكنت حابة اخذ كورس صيفي عشان اخلص مادة معلقة عندي بسرعة ، وعمل مفاجأة لي وليد انه حجز لشاليهات فيلكا لبيتنا ولبيتهم لمدة اسبوعين ابتداءاً من اخر شهر يونيو ورحنا وكانت خووش رحلة كنا اكثر قرب من بعضنا البعض وكنا نروح حمامات السباحة سوا ونركب القواري سوا وحتى وجبات الاكل كنا كلنا الاهل نتجمع وناكل مع بعض ، وكانت الايام تمر علينا مثل الهوى الطاير وبهذه الرحلة عرفت وليد عدل وعرفت اشكثر اهوا انسان حبيب وكفو الواحد يرتبط فيه كان اكبر من عمر بالعقل والرزانة ، وقبل الردة بيوم طلبت ام وليد من امي ان نحدد الملجة نص شهر يوليو والعرس بعد جم شهر وافقت امي وكانت مستانسة وايد وقالت لأبوي ووافق .
وبعد ما ردينا من فيلكا استعديت عشان اسجل بالكورس الصيفي وكان الكورس بثانوية المنصورية يعني درب الروحة والردة وسجلت على المادة واذكر انها كانت مادة الرياضة المالية ، واستمرين ادرس واجهز حق حفلة الملجة وكانت ايامي وايد مضغوطة واتصل فيني وليد قبل الملجة وقال انه بيمرني اهوا وامه عشان نختار الشبكة والدبل ، وكان ذوقة احلى من ذوقي بوايد واللي كان مختارهم عاجبيني فوافقت من غير ما اطالع غيرهم وصار يوم الملجة وكنا نتكلم بالتلفون طول اليوم ومو مصدقين ان اليوم بنصير لبعض رسمي دخل علي ابوي واهوا حزين وطلب مني اسكر التلفون ، وسألته اشفيك يبا ، قالي : يا هديل تزعلين مني لو اقولج نأجل الملجة ، قلت ليش اشصار ، قالي : ان جدتي امه توفت وماراح نقدر نحتفل ، واهنيه حزن قلبي على فراق الغالية جدتي وقلته : يبا انا اللي ماراح اقدر احتفل خلاص اكلم وليد واخبره ونخليها بوقت ثاني ، قلت لوليد وقدر الموقف وقال حق اهله وطلب ان نجلها لمدة مو محدودة ليمن ابوي ترتاح نفسيته .
شكرته على تعاطفه معانا ووقفته ووقفت اهله ويانا بالعزا ، ظل الحفل معلق وظلت بدلة الحفلة بالخزانة محفوظة ومر اسبوع من وفاة جدتي واتصل فيني وليد وقالي ان اهوا واهله راح يسافرون مصر وراح يرجعون بعد شهر على بداية الدراسة ، سلمت عليه ورحت مع امي المطار نودعهم ، وكان حبيبي يكلمني كل يوم يسأل عنا ، وصبحنا بيوم 2/8/1990 باليوم الاسود على صوت دوي ما ادري من وين ، رحت اقعد ابوي لقيته يطل من الدريشة ودموعه على خده وانا اللي عمره ما شفته يذرف دموع حتى بوفاة جدتي ، وكانت امي تحاول تتصل على اهلها ، سألته يبا شفيك شنو هالاصوات هذي .
قالي : هذيله جيش صدام ، العراق غزت الكويت يا هديل ، الكويت مو لنا الحين ، كلامه خل بقلبي صدى وصدى قوي رحت المخزن اطلع اعلام الكويت وصور بابا جابر وسعد رحت بره الصقهم ، لحقني ابوي ونهاني من هالشي ، حرقت قلبي خلتني اصيح وابجي مثل المجنونة ، ركض السطح كبرت مع اللي يكبرون رفعت علم بلادي ، وكان ابوي خايف علي ، طلع عرج الحماس الوطني فيني اللي كان مخفي ، خذاني ابوي مع امي واخواني وطلب منا ان ناخذ اغراض عشان نطلع بره الديرة ، حلفتله ما اطلع انا صامدة وقاعدة ماراح اروح مكان ، واحنا نتحاور يانا تلفون والا من منو وليد داق علي قبل لا تنقطع الخطوط يطمن علي ، ظل يبكي مثل الطفل يقولي انه بيدخل الديرة عشان يأخذنا وانقطع صوته وانقطعت الاتصالات ، حاولنا من عندنا ما كو فايدة اطلبت أمي أن نروح بيت أهلها نتطم عليهم ، قمنا بسرعة ركبنا السيارة والحمدلله البيت قريب أهما يمنا بمنطقة بيان ، رحنا لهم ولحقنا عليهم باللحظة الأخيرة كانو محركين يبون يروحون السعودية قالت جدتي لبنتها اللي اهيا امي : انا يا بنتي ماراح اقدر على هالوضع وانا مرة تعبانه وصراحة صدام وجيشه ما يعرف الرحمة ابد ولا اكو فايدة من العراق من أيام قاسم واهم ما يحبونا ، سكتت أمي وسلمت عليها وودعتها وقالت لها أول ما توصلون حطوا عنوانكم بالسفارة عشان اييلكم .
ردينا البيت وصوت الصواريخ والدبابات ماله حدود ، وا