كنت أطمع إلى مستقبل علمي ووظيفي صرخة مطلقة

--------------------------------------------------------------------------------
كتبت إلي تشكو حال المطلقات في الأرض ..تقول: طلقني زوجي لخلاف بيننا استعصى على المصلحين .. كنت أطمع إلى مستقبل علمي ووظيفي وكان يصر على أن البيت أولى؛ ركبت رأسي وركب رأسه .وكانت النتيجة طلاقاً بلا أطفال .. ظننت أن خسارتي محدودة بزوج فحسب، فحاولت التعويض بتحقيق النجاح الذي كنت أصبو إليه ،ونجحت نعم ..واصلت تعليمي فحصلت على أعلى الشهادات، ثم طرقت سوق العمل فوصلت إلى أعلى المناصب . حافظت على شرفي وسمعتي وديني . وحسبت أنني وفقت ولكنني كنت أحلم…
فنحن يا سيدي في مجتمع يقف دائماً إلى صف الرجل ولا يرحم المطلقات. زوجي السابق واصل حياته ونجاحه وتزوج وانجب وكافأه المجتمع بالتعاطف والقبول،أما أنا فقد كنت في نظر الجميع والنساء وأهلي أولهم من فر ط وظلم وتعدى، وبقدر ما فرحوا لنجاح طليقي بقدر ما ساءهم ما حصلت عليه، كان رأيهم من رأيه .. أن البيت أولى ورغم أنني لم اقف ضد زواج جديد إلا أنني لم أجد من أقبله، فالخاطب شار كسدت بضاعته يبحث عن أخرى مضروبة بشروط ميسرة وبأسعار مخفضة.
وكل من يأتى يضع في اعتباره ما اعتبره الناس معه، أنني فرطت في رجل وسيسهل على التفريط في آخر، أنني مدينة في محكمة المجتمع، وأنني تسببت في خسارة رجل سابق وضع في سلتي رأس مال فضاع عليه، ولذا فمن الحكمة أن يضع الجديد أقل استثمار ممكن تحسباً لخسارته ..لم تنفعني شهاداتي وانتصاراتي العلمية بقيت في نظر الجميع مطلقة .
كان هذا فحوى رسالتها الطويلة لي على الانترنت بعد استبعاد التفاصيل وهى للأسف الشديد ليست أول حالة تمر على وربما لن تكون آخرها .
وهو وضع ثبت أنه عام يثير الكثير من الأسئلة الموجهة، فالمطلقة في المجتمع المسلم كان لها وضع كريم، والرسول- صلوات الله عليه وسلامه- تزوج طليقات وتزوجهن أصحابه، ومن لم توفق مع زوج وفقها الله مع غيره، ولم يكن عاراً على المرأة في عصر النبوة والخلفاء الراشدين أن تطلق فقد طلقت نساء عظيمات وتزوجهن من بعد رجالاً عظماء فمن أين جئنا بهذه الصورة الظالمة المظلمة وبأي حق حكمنا على المطلقة بأنها المذنبة رغم أن أروقة المحاكم وكثير من بيوتنا تمتلئ برجال أقل ما تستحقه نساؤهم منهم حق الخلاص، ومن المجتمع طوق نجاة ومن مجتمعنا التعاطف وعدم التسرع في اصدار الأحكام.
(( منقول والله من وراء القصد ))