- { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور }
- وظللت أكرر الآية وأستشعر فقري وحاجتي إلى الله تعالى
- بعيداً عن الديون
- وقد طرأ على ذهني هذا السؤال: لماذا لا نلجأ إلى الله؟
- ولماذا لا نجري حوارا مع ربنا،؟!!
- { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }
هل استشعرت يوما بمناجات رب العباد ؟؟؟
- هل تذوقت يوما حلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل والناس نيام وأنت تجلس وحيداً وليس لك أنيساً سوى رب العباد , أنيس المنفردين .
هل شعرت بلهفة قلبك وفرحته وأنت تناجي ربك وتدعوه وتقف بين يديه وتنسى العالم كله ولا تتذكر إلا الله وتشعر بقربه منك فى هذه اللحظات ,
وفجأة دون شعور تجد لسانك يدعو ربك وعينيك تفيض من الدمع من خشية رب العباد وتجد نفسك تبوح إلى ربك بهومك وأحزانك وكل كلمة تسبقها دمعة ,
وتشعر أن هذة الدموع تزيل هموم من على قلبك تشعر كأنها تزيل جبال من على صدرك ,وفجاة يتحول شعورك من خوف وهم تحمله على كتفيك يتحول إلى شعور غريب انبعث فى قلبك ألا وهو
الثقة بالله
انه سيفرج كربك ويخرجك مما انت فيه
أنه سيعينك على قضاء حاجتك
أنه سييسر لك أمرك
أنه سيجيب دعوتك
أنه سينصرك
أنه لن يخذلك
أنه سيقضي دينك
وتتذكر :
"" ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ""
فتشعر براحة رهيبة لانك عرفت ان رزقك على مولاك وهو سيرزقك ولو فى جحر ورزقك يأتيك من حيث لا تعلم سبحان الله
لا ينسى عباده ولكننا ننساه كثيراً وعندما نتذكره ونذكره يقبلنا لأن أبواب السماء مفتوحة أمام العباد الصالح منهم و الطالح .
وتجد نفسك تعودت على هذة المناجاة الجميلة وتتمنى لو لم تشرق الشمس وتستيقظ الناس لما وجدته من حلاوة ولذة فى هذة المناجاة وتجد نفسك تنتظر كل يوم ، أن يأتى الليل بسرعة وأن تجلس وحيداً بل أنيسا برب العالمين , وكأنك تنتظر موعد محبوبك بلهفة وشغف وتنتظرة لتبوح له بما فى داخلك من هموم وتعب .
وتجد نفسك مع مرور الايام أنك أحببت الخلوة برب العباد حتى وأنت غير مهموم تخلو به وتناجيه حبا له وتدعوه الدعاء دعاء نابع من القلب مباشراً لرب العباد.
من تذوق منكم حلاوة مناجاة رب العباد , فليحافظ عليها ولا يفرط فيها
فانها كنز لا يقدر بالمال فلا تجعله يضيع منك ابداً , ومن لم يتذوقها يسعى بالطاعة والعبادة ليصل لها ويستشعرها قلبه ويطمئن بذكر الله.
اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك
هذه قصة ة بلسان صاحبها ممن ا ستشعر معنى المناجاة وذاق حلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل رائعة جداً
مررتُ بأزمة مالية، وليس من عادتي أن أسال الناس، فأصبت بهمّ وغمّ كبيرين.. ماذا أفعل؟ فعليَّ التزامات كثيرة، كما أن كثيرا من الناس يظن أني ميسور الحال، والحمد لله على ذلك
وبدأ الأمر يزداد شيئا فشيئا، فلاحظ علي بعض المقربين مني ذلك، فأبحت ما في نفسي لهم بعد إلحاح شديد؛ فعرض علي بعضهم أن يعطيني بعض المال ولكني رفضت، ولم يكرر أحد منهم العرض مرة ثانية
وربما أعلم أن حال الكثيرين من أصدقائي هو مثل حالي، فالحياة أصبحت صعبة، والمتطلبات كثيرة، والحالة الاقتصادية الكل يعلمها جيدا، ومازال الهم والغم يلازمانني، وأريد أن أنفك عنهما
لم أكن أفكر في المال طول حياتي، لكن هناك ضغطا شديدا، ولما انسدت الأبواب كانت المفاجأة في نفسي أني أرفع يدي إلى الله أطلب منه، ولكن هالني ما فعلت، كيف لم ألتجئ إلى الله تعالى أول ما لجأت
وكان يمنعني حيائي أن أطلب من الناس شيئا، ثم تكلمت مع بعض المقربين مني، ولكن الله سبحانه وتعالى أقرب إلي من حبل الوريد، إنه يعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليه سبحانه شيء من أمري
دخلت حجرتي بعد أن توضأت وصليت لله ركعتين لله تعالى ثم بدأت أتكلم إلى الله، لم أكن أتحدث باللغة العربية الفصحى، وإنما أتحدث إليه سبحانه بلغتي المعتادة، وجدت مشاعري وأحاسيسي تسبقني قبل كلماتي، وجدت قلبي ينطق لأول مرة مع ربي.. يا له من إحساس جميل
بدأت أستشعر قرب الله مني، وأتذكر بعض آيات من القرآن الكريم، وكأنها تمر بخاطري لأول مرة
{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }
جعلتُ أقف عند كلمات الآية { سألك عبادي }.. أنا من عباد الله، أضافني الله تعالى إليه، إنه شرف كبير .. كبير جدا، أنا عبد لله، مع أني أعرف هذا المعنى، لكنه كثيرا ما يضيع مني، وما دمت عبدا له سبحانه، فما الذي يجعلني أنسى مولاي؟
{ فإني قريب }
جعلت أردد كلمة قريب، أستشعر مد الياء في الكلمة { قريب } ، نعم الله قريب مني، علمه أحاط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء ، فأنا منه، وإليه، ومادام -سبحانه- قريبا مني، فهو عالم بحالي
{ يعلم السر وأخفى }
{ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور }
{ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
{ وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }
{ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }
ثم نظرت إلى قوله تعالى
{ أجيب دعوة الداع إذا دعان }
سواء أكان الإنسان في حاجة إلى ما يسأل الله، أم يمكن له الاستغناء عنه، وأنا في حاجة إلى الله تعالى
بعدها تذكرت حال الصالحين حين الضيق
وتذكرت عطاء الله تعالى لخلقه، وتبادر إلى ذهني رحلة موسى عليه السلام إلى مدين حين هاجر إليها ثم سقى للفتاتين الصالحتين وجلس تحت ظل شجرة وكلم الله تعالى سائلا إياه
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
وكأني وقعت على كنز؛ فظللت أردد
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
وظللت أكرر الآية وأستشعر فقري وحاجتي إلى الله تعالى
كما تذكرت دعاء قرأته في أحد الكتب: اللهم هب لي من الدنيا ما تقيني به فتنتها، وتغنيني به عن أهلها، ويكون بلاغا لما هو خير منها، برحمتك يا أرحم الراحمين
وتذكرت ذلك الصحابي الذي مكث في المسجد في غير وقت صلاة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب مكثه في المسجد في غير وقت صلاة، فأخبره الصحابي بما أصابه من هم وما أثقله من دين، فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ثلاث مرات عند كل صباح وكل مساء هذه الكلمات النورانية
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
وبعدها.. شعرت براحة نفسية . كما جاءني حسن ظن كبير بالله تعالى وأنه سيفرج كربي
وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى فرج الله تعالى كربي، وقضى عني ديني
بعيداً عن الديون
لم تكن قضية الدين هي التي شغلتني بقدر ما شغلني أني خرجت بتجربة ناجحة، وهي الكلام إلى الله، وا لالتجاء إلى الله وقت الشدائد قبل الالتجاء إلى الناس. نعم، من الإسلام أن يتعاون بعضنا مع بعض، وأن المسلم لأخيه كالبنيان، لكن أول ما يلجأ المسلم يلجأ إلى مولاه، العالم بأسراره، المطلع على حاله، الذي بيده كل أمره
وقد طرأ على ذهني هذا السؤال: لماذا لا نلجأ إلى الله؟
ولماذا لا نجري حوارا مع ربنا،؟!!
نشكو إليه فيه همومنا وأحزاننا؟ لماذا نضع هذا الحاجز والحاجب بيننا وبين ربنا؟! إنه سبحانه يتنزل إلى السماء الدنيا كل يوم لينظر حاجة الناس: هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من كذا، هل من كذا... حتى يطلع الفجر
وقد كان الالتجاء إلى الله والشكوى له سبحانه من الأمور التي يداوم عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فحين رجع من الطائف بعد أن أوذي وجرحت قدماه وجلس تحت بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة شكا إلى الله حاله بهذه الكلمات
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك
كما أن هذا كان حال كل الأنبياء، فهذا يعقوب عليه السلام حين فعل أبناؤه ما فعلوه من خطف يوسف عليه السلام والكيد له، وحين أخذ ابنه الآخر وتذكر يوسف وبكى عليه، فعاب عليه القوم أنه مازال يذكر يوسف، فقال لهم
{ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }
نعم، نحن في حاجة لأن نشكو بثنا وحزننا وهمنا إلى الله تعالى، فلنجرب ولنطرق باب الله تعالى، شاكين له همنا، وشاكين له غلبة نفوسنا علينا، وغلبة أعدائنا، فإن الله تعالى سيجعل لنا من أمرنا يسرا، ويرزقنا الأسباب التي تكون مفتاح فرج لهمنا وكربنا
فما أحوجنا إلى الله، وما أقرب الله منا، وما أبعدنا عن الله، فهلا اقتربنا منه، وناجيناه سبحانه وتعالى؟
لا تحرموا أختكم في الله من طيب دعواتكم
ودوماً رددوا
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
منقول
كلام مره جميل
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
{ رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }