- مواقف لا أثر للمدح فيها
- كيف تمدح ؟؟
- فقر التعبير عن الشكر
المدح والثناء من الأخلاق التي تجمل الحياة الزوجية، وتعطيها طعما طيبا كلما مدح الزوج زوجته على عمل قامت به لأجله أو لأجل أبنائه، أو امتدحت الزوجة زوجها في موقف وقفة من أجل العائلة، فالمدح مكافأة نفسية لكلا الطرفين والحياة الزوجية تكون جافة وروتينية لم يتخللها المديح والثناء. والإنسان بفطرته يحب أن يمتدح إذا قام بعمل أو أدى حقا، ولكن الذي يحجب كلا الطرفين عن مدح الآخر هو الخوف من الغرور والتكبر، هذا ما قاله لي أحد الأزواج عندما قلت له لماذا لا تمدح زوجتك؟ فقال: أخاف إن مدحتها أن ترى نفسها أفضل مني. فقلت له: أن فهمك لمعنى المدح خاطئ، وان علينا أن نفرق بين مدح الذات ومدح الصفات، فزوجتك تتكبر عليك إن كنت تمدح ذاتها، ولكنها لا تتكبر عليك عندما تمدح صفاتها ومواقفها الطيبة، بل على العكس إنها تشجع وتستمر في العطاء لأن المدح يعتبر مكافأة نفسية للزوجين...
مواقف لا أثر للمدح فيها
هناك عدة مواقف لا يكون للثناء والمدح بين الزوجين فيها أثر على حياتهما الزوجية، منها ما إذا كانت علاقة أحد الزوجين بالآخر قائمة على عدم الاحترام والتقدير، والتجريح الدائم، فان المدح في هذه الحالة لا يكون له قيمة، لأن الحياة الزوجية أصبحت صبغتها الأعراض من كل طرف عن الآخر وعدم احترامه، وفي هذه الحال تفقد الحياة الزوجية رونقها وحيويتها، وأما الحالة الثانية التي لا يكون فيها للمدح أثر، فهي عندما يفقد كل طرف الثقة بالطرف الآخر، وهذا ما شاهدته مرة في المحكمة، عندما امتدح الزوج زوجته وقد انعدمت الثقة بينهما، فنظرت إليه الزوجة نظرة استغراب، وكأنها تقول له: لا قيمة لمدحك هذا عندي.
وأما الحالة الثالثة فهي إذا كان الزوجان، كثيرا المدح أحدهما للآخر بحيث يصعب أن يفرق الواحد منهما بين الجد والهزل فيه وأن يميز بين المدح الصادق والكاذب، فهنا لا يكون للمدح أثر على العلاقة الزوجية وكذلك إذا كان في المدح تكلف، وتستخدم فيه العبارات المنمقة، والتي يعرف أحد الزوجين أنها ليست من بنات أفكار شريكه ولا من عباراته أو أسلوبه. ومثل ذلك إذا كان المدح في ظاهره المدح ولكنه يحمل في باطنه الاستهزاء والنقد، فهذا أيضا لا يكون له أثر ايجابي على العلاقة الزوجية، كأن تقول الزوجة لزوجها:
((أشكرك على العمل الجميل الذي قمت به، وأخيرا فكرت بنا..)) مثل هذه العبارات قد يكون في ظاهرها المدح، ولكن في باطنها يوحي بالتقصير الزوجي، وأخيرا لا يكون للمدح أثر إذا كان العمل الذي يقوم به أحد الزوجين عملا عاديا يقوم به كل يوم.....
كيف تمدح ؟؟
يكون المدح بين الزوجين مؤثرا وفعالا، إذا ركزنا في مدحنا على مدح الأعمال والصفات بين الزوجين، وهناك أمور يحب الرجل أن يمدح فيها، كأن تمتدح الزوجة زوجها على المشتريات التي اشتراها للبيت والأولاد، من الطعام والشراب والملابس وغيرها، فالرجل يحب أن يمدح إذا سعى لتأمين مستقبل العائلة، أو أن تمدح رجولته وشجاعته وإقدامه في المواقف الصعبة، فان مثل هذه العبارات تعزز فيه صفة الرجولة فتشعره بإشباع حاجته النفسية واثبات رجولته، فيفرح بالمدح وتزداد طاقة عمله وإنتاجه للبيت والأسرة، وأما المرأة فتحب أن تمدح زينتها وعطرها وجمالها وأنوثتها وحيائها، فهذه من الصفات التي تشبع حاجتها النفسية، وتثبت أنوثتها، فيمدح الرجل زوجته بأنها ذات لمسة حانية، وبأنه يستقر عندها وإنها سكن له وراحة، كما تحب المرأة أن تمتدح لأعمالها وتعبها الذي بذلته راضية النفس تعطي من غير حساب، وأكثر ما يسعد الزوجة في المدح اذا أثنى عليها زوجها أمام الآخرين. سواء الأصدقاء أم أهله أم أهلها أم أمام أولادهما، فإنها تشعر بالراحة، وأن العطاء الذي تبذله لم يذهب سدى.
فقر التعبير عن الشكر
إن المدح في العلاقة الزوجية يعطي معنى جديدا للحياة، ورائحة زكية للعلاقة الزوجية، وأما من حرم المدح والثناء فقد حرم الخير وحرم أن يتذوق معنى الحياة، والذين ينشأون في بيئة تفتقر إلى العلاقات الإنسانية، يجدون صعوبة في التعبير عن شكرهم للآخرين. وهذا ما تعيشه أكثر البيوت في الخليج، فلذلك نرجو أن يربي الوالدان أبنائهما منذ الصغر على المدح والثناء في الوقت المناسب والمكان المناسب، وأن يبدأ الزوجان حياتهما بتذوق لذة المدح في حياتهما الزوجية، فقد مدح الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، زوجاته ومنهن زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما قال: ((فضلت عائشة على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام))
مشكوره على الموضوع