- لأن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء
- مرحبا فراشات
نظام «الديتوكس» يخلص الجسم من السموم
لأن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء
مرحبا فراشات
تغير إيقاع الحياة العصرية انعكس على كل شيء، بما في ذلك عاداتنا التي اصبح يغلب عليها البحث عن السهل والجاهز، أو ما يسمّى ب Fast Food او الوجبات السريعة. والمعروف ان هذه الانواع من الاطعمة تحتوي على عناصر كثيرة غير صحية بدءا من إكثار الملح فيها أو إضافة السكر لإعطائها نكهة لذيذة وغير ذلك من الأمور التي قد تروق للسان، لكنها تؤذي الصحة على المدى البعيد. فالمضاعفات الناتجة عن اتباع نظام غذائي غير سليم لا تؤدي إلى السمنة فقط، بل إلى الإصابة بعدة امراض وأعراض، تحددها المتخصصة في التغذية هيام سالم رخا بالخمول وفقدان النشاط وآلام المفاصل واضطرابات في الجسم وخلل في تصريف المواد الدهنية، أو زيادة هذه الافرازات مما ينعكس على الشعر والبشرة وغيرهما.
حيال هذا الواقع، شاع منذ اعوام عدة نظام غذائي روّج له متخصّصو التغذية بهدف حث الناس على التخلّص قدر الامكان من هذه الرواسب السامة، ويعتمد هذا النظام على حمية ديتوكس(Diet Detox) او الصوم التنظيفي الذي يساعد الجسم على التخلص من السموم، ولا بأس من التخلص من بعض الكيلوغرامات الزائدة في الوقت ذاته، وإن لم يكن هذا هو الغرض الاساسي من هذه العملية. فنظرا لعدم قدرة الانسان على السيطرة على ما يأكله، لسبب أو لآخر، وللتشجيع على تجنب العادات الغذائية السيئة، لا سيما أن المواد الكيميائية تدخل في صلب المأكولات بما فيها الخضار والفواكه، تقول رخا: يستحسن اللجوء الى ما يسمى حمية Detox وهي حمية تساعد على تخليص الجسم من الدهون المتراكمة، مما يمنح الجسم القدرة على استعادة نشاطه، خصوصا في الفترة التي تفصل بين الشتاء والصيف . لكن في الوقت عينه تؤكد رخا على ضرورة عدم اعتماد هذا النوع من الحمية بهدف خسارة الوزن الا في حالات معينة حين يصل الجسم الذي يعاني صاحبه من السمنة الزائدة، الى درجة يتوقف فيها عن الاستجابة للحمية الصحية والطبيعية. وتضيف: شرط اخضاع من يعتمد هذه الحمية الى مراقبة دقيقة من المتخصص في التغذية أو الطبيب، لأن هذه العملية تجعل الجسم يخسر من الماء أكثر ما يخسر من الدهون. لكنها تحذر في الوقت عينه المراهقين والأطفال والحوامل والمرضعات وكلّ من يعاني مشكلات صحية من اتباع هذه الحمية.
وتختصر القواعد العامة لحميةdetox في ضرورة الاكثار من تناول السوائل، خصوصا الماء والزهورات والبابونج والشاي الأخضر، وليس الشاي الأسود العادي، والاعتماد بشكل اساسي على المأكولات النباتية، أي الخضار والفواكه كوجبات رئيسية، لأنها تساهم في تصريف المواد السامة من الجسم، كما تشير إلى عدم اغفال ممارسة بعض التمارين الرياضية للوصول إلى نتيجة مرضية، وإن كانت مجرد المشي.
وتحدد رخا مدة حميةDetox بعشرة أيام أو عشرين يوما، يتم خلالها اتباع نظام يعتمد في الأيام الثلاثة الأولى على السوائل فقط، أي اضافة الى الماء، يجب التركيز على شرب عصائر الفواكه الطازجة التي تحتوي على فيتامينA-E-C وعصائر الخضر، خصوصا تلك التي تحتوي على ألياف، وذلك بعد أن تُغلى بشكل جيد لتشرب سوائلها، وتعطي رخا بعض الخيارات كالأرضي شوكي والقرنبيط والملفوف والبصل والتمر هندي والشمار. في الأيام التالية، يجب الابتعاد تماما عن مشتقات الحليب والنشويات واللحم الأحمر والخبز الأبيض والسكريات والدهون والكافيين، والاعتماد على نظام أكل متوازن يرتكز بشكل أساسي على الخضار والفواكه الطازجة والحبوب والحنطة والسمك والخبز المصنوع من القمح الكامل.
أما كيفية تناول هذه المواد ، فيمكن تناولها طازجة أو مطبوخة بطريقة صحية أو اعدادها كأطباق من السلطة، وتختلف الكمية بحسب قدرة كل جسم وحاجته الغذائية، اذ لا يمكن أن يكون هناك قاعدة عامة تناسب كل الافراد.
تجدر الإشارة إلى ان هناك أدوية خاصة متوفرة في الأسواق قد يلجأ اليها من يقرر اعتماد حمية الديتوكس لكن بعد استشارة الطبيب، لتشكل عاملا مساعدا، إلى جانب الحمية الطبيعية، للوصول الى نتيجة سريعة وفعالة. وتكون هذه الأدوية مصنوعة من بعض الاعشاب التي تؤدي مجتمعة دورا جيدا في تسهيل عملية تصريف السموم من الجسم. وتشير رخا الى أن أهمية حمية الديتوكس لا تكمن في كونها تساعد الجسم في فترة معينة على التخلص من السموم فحسب، انما يجب أن تكون أول خطوة لاتباع نظام غذائي سليم ودائم، حتى يتمكّن الفرد من السير على الطريق الصحيح في حياته الغذائية اليومية، ويحافظ على النتيجة التي حققها من هذه الحمية كي يبعد عنه الأخطار التي قد يسببها النظام الغذائي السيئ.
دمتن بخير