- تبي لهآ صبر مع شوي نسيآن**مع ضحكة تخفي دموعك وراها
- وكان لهالحزن ضحايا ..
- ضحك الرجال وقال: انت وجهك وجه وظيفة كفوك تاجر مخدرات أو بياع خضار.
- ابتسم علي كعادته وقال :الله يعين ومشى في حال سبيله .
- وماكان عارف انه في يوم من الايام بيسجد لله شكر على دخوله لهالتخصص..
- يسر ربي لعليّ وظيفة مقبولة
- قال علي في نفسه : يوه هذي نسيان مطالبها
- في الوقت تورط علي مايدري وش يرد عليها
- وقال لاخوانه: نامواعشان تصحون بدري للمدارس,
- في الصباح قومته امه : يا علي الحق الصلاة ياوليدي.
- ابتسم علي وقال اجابته المعتادة الله يعين
- بتسلفني يا سلطان
- قال سلطان : سلف وانا اخوك تلف .
- لا ما يصير عشرة .
- خلاص مافيه مشكلة اركب ..
- وقالت: علي هماك واعدنا انك بتودينا للسوق عشان اشتري مريول !!
- ابتسم علي وحب راس الحارس واخذ المفتاح
- ومشى لمين البراحة ( ارض فاضية تسمى براحه )
- وش موسع صدرك اليوم ياعلي ؟؟
- رد عليها : بأبتسامته المعهوده وقال الله يعين
- قال البياع خمسمية ريال
- شهقت منى وقالت :خلاص هونا موب لازم
- .................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي اول روايه لي واتمنى انك تستمتعون بقراءتها .......
بسم الله الرحمن الرحيم
"لا ظلام ولا دمعة مادام لي في الأمل شمعة"
الجزء الاول
هذي هي آلدنيآ متآهآت وآحزآن**كلن يدور رآحته مآلقآهآ
تبي لهآ صبر مع شوي نسيآن**مع ضحكة تخفي دموعك وراها
في حارة ضيقة ومظلمة تجمعت سيارت كثيرة كادت ان تغلق الحارة وهي بالفعل اغلقتها,
الناس منحشرين داخل بيت مو احسن حال من الحارة, الرجال في مجلس واحد والعالم مليانة والحريم في وسط البيت ,والبيت الله العالم بحاله , عبارة عن صاله كبيرة مفتوحة وغرفتين بس!! اشبه بشقة , واهل البيت بين مصدق ومكذب للي صار واغلبهم شارد ومتأثر, الام (ام علي) تتسأل في داخلها ؟ماهي مصدقه ابد, كيف لها انها تعيش من دون ابو علي صحيح هو رجال على قد حاله والفقر والالم عاصره عصر, لكن على الاقل يراعي عياله معها ويقاسمها هموم الحياة , ولا تدري في ذيك الساعة وش تسوي تصيح أو تستقبل المعزين أو تسأل عن عيالها وتأكلهم وتراعيهم,
وفي مدخل الباب وقف (علي) يستقبل ويودع المعزين و يراقب نظراتهم الي تطعنه في صدره , الكل عارف حالتهم المادية والديون الي على ابوهم الله يرحمه, والي مستحيل يسددها وهو ماخلص الجامعة ومن وين بيكون له اصلا دخل عساه يلاقي شيء يوكل فيه اخواته الستة واخوانه الخمسة وهو سادسهم وهم- علي: الابن الاكبر 21 سنة وهو المسؤول عن العائلة بعد وفاة والده.
- منى البنت التي تصغر علي بسنة واحدة 20 سنة في ثالث كلية قسم نسيج وخياطة
- منيرة وهدى تؤمتين اصغر من منى 19 سنة اولى جامعة,جامعة الامام محمد بن سعود لغة عربية
- حصة وهي اصغر من التوميتين 17 سنة ثاني ثانوي علمي
- عبد العزيز وهو ثاني ابناء العائلة 16 سنة اولى ثانوي- عبدالله اصغر من عبد العزيز بسنة واحدة فقط ثالث متوسط-خلود 12 سنة سادس ابتدائي- حمد 11 سنة خامس ابتدائي
- عهود 6 سنوات اولى ابتدائي – عبدا لرحمن 4 سنوات - سعد اصغر الابناء وعمره سنة واحدة :
لكن في زحمة المكان حاول يتناسى كل همومه ويستعين بالله ويتثبت عند المعزين,
ماهي الا إيام والكل راح بيته ولهى في دنياه وحياته وبقى علي في وجه الطوفان (الحياة )لحاله, فلا اب يعينه ولا اخو كبير يعتمد عليه حتى بأبسط الامور, حاول علي يتأقلم مع وضعه الجديد الي ماكان يختلف عن وضعه السابق بشيء سوا زيادة في الهم والمسؤولية,
مرت الايام على علي واخواته واخوانه بطيئة بعد موت ابوهم وسيطر الحزن عليهم
وكان لهالحزن ضحايا ..
كان قدام علي تحدي كبير وهو انه يصرف على 13 شخص بألفين ريال فكان يحاول يجمع مكافأته ومكافئات اخواته من الجامعه على الاقل يوفر لهم متطلبات الحياة الاساسية من اكل وشرب ولبس بس, وكانت العائلة تنام في غرفتين ,الاولاد في غرفة, والام وبناتها في غرفة لان البيت مكون من هالغرفتين اصلا !!
ما استمر الهدوء فترة طويلة ..
حتى صاروا الديانة يلاحقون علي ويطلبون منه يرجع ديون ابوه والا التهديد بالسجن !!
وهو المسكين ماله من الحيلة شعره الى ان قرر انه يبيع شيء من اثاث البيت عشان يسدد جزء من ديون ابوه وطبعاً من راح يقبل بالاثاث الي مشرّي اصلاً من الحراج الى الحراج!!
وشاور امه في الموضوع وفي قراره وهو انه يبيع الفرن والثلاجه والمكنسة وحتى التكيات حقت مجلس الرجال الي ينامون فيه والام هنا كان رأيها من رأي ولدها وجاب علي العمال وتحامل على نفسه ودخّل اخواته في غرفة اليّن ما جو العمال وشالوا العفش من المطبخ وبعدين طلع العمال برا البيت ودخل اخواته المطبخ الي ما يحمل الا اسمه ,ودخل علي العمال مرة ثانية للبيت عشان يحملون التكايات (مساند للظهر) الي في المجلس وهو داخل للبيت نادته اخته منى واعطته الصندوق الي تحط فيه اغراضها وقالت له :
ياعلي بعه امكن يسوى شيء . تبسم علي وهو يقول الله يستر مانبيع انفسنا ...
وركب علي معهم في سيارة التحميل وراحوا للحراج وياللاسف الاثاث أو الخردة الي جمعها من بيتهم الشعبي ماسويت الا حق النقل لان الثلاجة كانت عطلانه وبكذا بس زيادة تحميل وتركيب على الفاضي قرر علي انه مايبيعها ويرجعها للبيت وباع التكايات والفرن وصندوق اخته منى بالرغم من تحسفه (ندمه) عليه وسوا كله ثلاثمية ريال هنا بلغ اليأس بعلي اشد مبلغ وتجمعت عليه الهموم , العمال الي حملوا العفش طالبين مية ريال ومارح يبقى الا ميتين وش تسوي في الديون الي توصل عشر الآلف . رضى علي بالمبلغ الزهيد وتمت البيعة .
وراح للرجّال واعطاه الميتين
وقال :اصبر عليّ لمين اتخرج من الجامعه واتوظف واول راتب استلمه لك بإذن الله.
ضحك الرجال وقال: انت وجهك وجه وظيفة كفوك تاجر مخدرات أو بياع خضار.
ابتسم علي كعادته وقال :الله يعين ومشى في حال سبيله .
علي شاب استلمته الهموم والمسؤوليات من صغره ويوم مات ابوه زاد الحمل عليه اضعاف مضاعفة فكر كم مرة انه يترك الجامعة ويدور على شغل لكن تخصصه حسافة يرتكه بعد مابقي على التخرج شيء خصوصاً وهو داخل قسم محاسبه ودايم يكلم نفسه ويقول انا داخل محاسبه ليه؟ ليه بالذات هذا التخصص؟؟ يعني عشان اعرف احسب همومي أو احسب اخواني الدرزن أو ايش ؟؟
وماكان عارف انه في يوم من الايام بيسجد لله شكر على دخوله لهالتخصص..
تخرج علي من الجامعة والكل كان فرحان بتخرجه ومتوعّد على راتبه خصوصاً الديانة حقت ابوه وحتى اهله كانوا فرحانين لكن علي المفروض يفرح الا انه مافرح لان عنده احلام وطموحات بس مستحيل تتحقق في الوقت الحالي وهو على ذا الحال ,كانت اعلى طموحاته هو الزواج وكان حلمه الي يشكل له هم كبير حتى وصل الى درجة انه اذا شاف بنت في الشارع يفز
قلبه غصباً عنه وساعد ذلك عاطفته القوية والجياشة بس برا البيت..
لكن أنى له يحقق هالحلم وشلون يجيب زيادة غثا على الغثا الي عنده .( اخواته وزوجة بعد كمل الناقص)
يسر ربي لعليّ وظيفة مقبولة
وبعد ماتوظف ومر شهر عليه وكان عمله محاسب في احدى المؤسسات الحكومية, جاء اخر الشهر وموعد استلام الراتب فكر علي تفكير طفولي بعض الشيء فكر انه يفصل له ثياب ويشتري شمغ وجزم (اكرمكم الله )بدل عنه جزمه البالية أو يشتري عشا يشبعه من مطعم راقي وياكل ويوكل اخواته واخوانه أو يشتري عبايه لاخته حصة الي شق باب الباص حق المدرسة عبايتها وجلست تصيح عند امه أو يشتري لاخوه الصغير سعد رضاعة جديدة أو يشتري لحمد كتاب عشان دروس الحلقة أو يشتري لعبدالله بدله رياضة أو يشتري لعهود مريول جديد بعد ما انشق مريولها من اللعب في المدرسة واو واو ..
فجاءة وهو سرحان في الي وده يشتريه جاه الرجال الديان ابو سعود يطالبه بالدين حق ابوه قال علي في نفسه :
ياسبحان الله عشر الآلف ريال بيموت عليها وهو الي عنده بقاله في اخر الحارة دخلها اليومي الفين على اقل تقدير وجاي يطالبنا في هالعشرة .
تكلم ابوسعود والقى السلام وقطع للمرة الثانية على علي التفكير وقال اخبار الراتب يا ابو... قال علي بسرعة: الحمدلله طيب
قال: حقي ياولد
قال: ابشر لكن الدين مو كامل لان راتبي اربع الآلف والمطلوب عشرة .
قال ابو سعود : بس انت وعدتني انه اول راتب تسدد لي ديني قال ايه وعدتك واول راتب بس مايصير ماعندي الا اربعة
قال ابو سعود : والله ثم والله لو ماتجيب فلوسي ياولد الك....
لادخلك السجن وامرمطك معي
رد علي كعادته بالابتسامه وقال: الله يعين
رجع علي للبيت الكل كان ينتظر راتب علي ليحقق ابسط احلامه, دخل البيت ولقى اخته خلود واقفة عند الباب تحتريه يوديها للمكتبة حتى تشتري كراسة رسم وعلبة الوان للمدرسة .
قال علي في نفسه : يوه هذي نسيان مطالبها
في الوقت تورط علي مايدري وش يرد عليها
وقال لها :اصبري اخر الاسبوع حتى اكون فاضي واوديك الخميس للمكتبة وللسوق وتشترين الي تبين , هنا مادرى إلا واخوانه واخواته يهجمون عليه من كل جهة حتى يتخيل للي يشوفهم انه يناظر متسولين الحرم الله يشرفه , الكل ينادي تكفى ياعلي انا اول انا ابغى كذا وانا ابغى وا نا...
الكل ان ياخذ في خاطره من خواته و واخوانه ويقول مايصير خاطركم الا طيب اخر الاسبوع
وهم فرحانين فرح وليه ما يفرحون وكل احلامهم بتتحقق يوم الخميس ويجلسون يعدون الايام ويعدون حتى الساعات يتحرون يوم الخميس الموعود .
لما جاء العشاء شاف جارهم ابو سعود الديان
وقال له: الوعد الخميس
رد علي :الله يعين
رجع علي من الصلاة وهو مايشوف طريقه من كثر الهموم وشلون بيدبر المبلغ لسداد الدين وطلبات اخوانه نادته امه على العشاء
ياعلي
لبيه يمه
تعال ياوليدي تعشى جلس علي على السفرة الي كانت مكونه من شاهي وخبز تميس
جاب الخبز اخوه عبد العزيز من مخبز ابو سعود اكل له قطعتين وماكمل بيالة الشاهي وراح لفراشه يبي ينام
وقال لاخوانه: نامواعشان تصحون بدري للمدارس,
طبعاًعلي يدخل في فراشه بدري لكن مع وين يجيه النوم مع هالهموم الي تحيط به من كل جهة جلس يتقلب في الفراش يبي النوم يجي عيا النوم وجاه ارق وقال بلاش نوم وقام من فراشه وجلس بصحن البيت وجلس يراقب النجوم ويشوف كيف منورة و الظلام حوالينها وهو يسبح في هواجيسه ومعه قلم وورقة وقام يخربش بها وطلع معه :
محتاج لانسان !
مااعرفه ..
ويجهلني
أجلس معه وافتح الوجدان
ويقراني
ماهمني كيف والا وين قابلني ؟
يهمني يحتمل صمته علشاني
مايلومني ومايقاطعني
ويسألني
وإذا انتهى من دفتري . . . !
"يرحل وينساني"
طول علي وهو على هالحال سهران وما بقي على طلوع الفجر شيء وراح يرقد حتى يريح نفسه شوي
في الصباح قومته امه : يا علي الحق الصلاة ياوليدي.
قام علي وتوضأً وقوّم اليّ ماقام من اخوانه وراح للمسجد بعده رجع للبيت واخذ اخواته يبي يوصلهم للجامعة لان الباص مارح يجيهم واخذ اخواته ووصلهم للكلية وبعدها راح للدوام وجلس على مكتبه وقلب المعاملات وبعدين حط راسه على المكتب وجلس يبكي ...
اول مرة علي يبكي وتنزل منه دمعه مرت عليه مواقف كثيرة مؤثرة لكن مثل هالتحدي الي يواجهه ما مر عليها ,وفجاءة حس بأحد يلمس كتفه رفع راسه بسرعه وناظر الي ماسك كتفه لقاه زميله في العمل اخذ علي يتظاهر انه ما يبكي ويمسح دموعه بحركة سريعة وخطافيه لكن مستحيل له يمحي الالم والهم من عيونه وحاول بكل مايستطيع انه يرسم ابتسامه على شفته سأ له زميله
شفيك يا علي عسى ماشر ؟؟ عسى ماعندك احد تعبان ؟
ابتسم علي وقال اجابته المعتادة الله يعين
صب زميله لعلي شاهي واعطاه اياه واخذ الشاهي وبقى ساكت مايتكلم قرب لمه زميله واسمه سلطان مرة ثانية وحط ايديه على ا كتفاه وضمه له وقال له :
ياعلي قلي وش فيك فضفض وانا اخوك صحيح ان تونا متعرفين على بعض وانت جديد علينا لكن مايمنع اننا نوطنا علقتنا مع بعض ياعلي انا اشوفك مهموم واشوف في عيونك مستقبل مشرق بإذن الله واحس انك انسان مختلف عن بقية الشباب الي مالهم هم ولا غم قلي ياعلي وش مضيق صدرك ؟
علي في هاللحظة اختلطت عنده المشاعر امكن تكون المرة الاولى الي احد يسأل عنه ويهمه حاله ويقرب منه بهالطريقة الحنونة مادري علي الا وهو يقول السالفة كلها لزميلة سلطان وعلى قولتهم من طقطق الى السلام عليكم وقاله قصة الدين والموعد المنتظر يوم الخميس ,رد عليه سلطان وقال
ولايهمك ياخوي ياعلي بسيطة والناس للناس والكل بالله ابشر بالي يرضيك وزيادة.
علي كان منزل راسه وهو يتكلم هو اول مرة يشكي لاحد وكان يعتبرها نوع من المذلة لكن هالمرة رفع راسه بسرعه وقال:
بتسلفني يا سلطان
قال سلطان : سلف وانا اخوك تلف .
ابتسم علي ورفع يديه في السماء ودعا لسلطان الي انقذه من مشاكل لا اول لها ولاتالي, وجا يوم الخميس المرتقب وكتب سلطان لعلي شيك بمبلغ عشر الالف واخذه علي وهو بين مصدق ومكذب للي يصير واتجه بسيارته للبنك ولكن يافرحة ماتمت ..
تعطلت سيارته عليه في نص الطريق و الله الورطة الحين وش السواة البنوك دوماتها صباحية وموعدي مع الديان ابو سعود الظهر وان ما سددت بيتصل على الشرطة واهلي واعدتهم اني بوديهم للسوق جلس يفكر السيارة مافيه امل تشتغل يعني بالعربي ماتت الله يرحمها وهذي هي ورثه من ابوه ان كانت تسمى ورث !! قرر انه ما يتعب نفسه معها وياخذ له اقرب تكسي ويلحق على البنك قبل لا يخلص الدوام ,ركب في التكسي وهو مستعجل
لو سمحت ابي البنك كم الحساب ؟
عشرين ريال
لا ما يصير عشرة .
خلاص مافيه مشكلة اركب ..
المهم وصل عند البنك ودور في جيوبه ومالقى ولا ريال دور يمين يسار طلع البوك الفاضي مافيه شيء زيادة حمل على الفاضي قال لراعي التكسي انتظر انا بجيب فلوس من البنك واحاسبك دخل علي البنك الي في حياته ما قد دخله وقام يطالع ويشوف اللوحات المكتوبة مايدري وين يروح شاف فيه مكتب فخم مكتوب عليه كبار العملاء لما قراه قال ايه بما ان فيه مكتب كبار العملاء اجل فيه مكتب صغار العملاء , شاف قدامه ناس صافين طابور سأل واحد قال صرف الشيكات وين قال اقضب سراك مع ذولي قال سمعنا وطاعة ,طبعاً البنك زحمة واغلب الي في البنك من العمالة الاجنبية ياناس بيسوون حوالات اوتحويل رواتب ومنها الكلام كان يشوف في البنك منظر عجيب هو صح اول مرة يدخله لكن حس انه هذا مكانه بس كيف بيكون مكانه الله العالم ,شاف واحد من هالاكباريه داخل ومعه المشلح ومرسم وداق الزين والموظفين في البنك يهلون ويرحبون به تخيل علي نفسه مكان هالتاجر لكن فاقد الشيء لايعطيه كيف له يتخيل شيء ما قد جربه أو يحس شيء ما عاصره لكن مامنعه هذا ان يحلق في احلامه أول شيء غبط فيه التاجر بقوله ايه تلقاه متزوج ومتهني مو مثلي الله يعوضني لان علي كان طموحه الزواج, بس طموح بعيد جداً عليه ويمكن يوصل لدرجة المستحيل ,جلس يتخيل وهو يشوف التاجر يتكلم مع مدير البنك انه هو الي التاجر ويسبح في خياله وش يتكلمون فيه تذكر علي ان تخصصه محاسبة يعني بيصير يعرف لغة الارقام والحسابات تخيل بعد انه ينزل من نفس السيارة الي نزل منها التاجر ويفتح له سواق الباب بسيارة مكيفة ومريحة وتخيل يرجع للبيت ويلاقي الغداء ممدود على طاولة وياكل بشوكة وسكين مابقي شيء ماتخيله المسكين في انتظاره لدوره في البنك ,قطع عليه هواجيسه وسرحانه الي كان يصف وراه وقال( بابا ايجا دور انت اذا ما يبغى خلاص انا سوي شغل )طبعاً كان غير عربي انتفض وكان احد مصحيه من نومه وجلس يضحك في نفسه على نفسه وعلى احلامه الخيالية وطلع الشيك وصرفه واخذ المبلغ وماكان وده يطلع من البنك لان يحسه مكانه المناسب ,امكن هالشعور جاه عشان البنك مكيف بعكس جو الرياض الحارق ... طلع علي من البنك وشاف فقير يسأل الناس ,علي هنا قال في نفسه فقير يتصدق على فقير !! لكن وش يمنع اني اعطيه كم ريال امكن الله ييسرلي امري ولما طلع الفلوس عشان يعطي الفقير مالقى معه صرف فكه لان البنك صارفها كلها خمسميات فتورط بهاللحظة الفقير شاف الفلوس وتعلق قلبه به وملقى مجال الا ان يعطيه الخمسمية رغم انه كان بأمس الحاجة لها واعطاه الفقير الي بغا يغمى عليه من الفرحة ورفع يدينه للسماء وكان شايب وقال ياوليدي جعل رزقك في هالشارع قل امين وكان البنك على شارع الملك فهد بالرياض ابتسم علي وهو يقول الله قادر ,ركب في التكسي الي كان ينتظره ووصله الى بيته وكان في احد احياء الرياض البسيطة والشعبية جداً وكان بعيد عن طريق الملك فهد لانه شمال الرياض والبيت جنوب الرياض واعطاه الفلوس وصرف له الباقي واخذه ونزل وطق على بيت ابو سعود جارهم وقال له هاك حقك واعطاه اياه من دون نقص اخذ ابو سعود الفلوس وقال ما بغيتوا !!! ابتسم علي وقال الله يعين ..
والان ارتاح علي من اكبر همومه كيف مايرتاح وهو سدد ديون ابوه الي غربلته اكثر من سنتين صحيح انه تدين من زميله سلطان لكن اهون بكثير من الجشع ابو سعود ..
رجع علي للبيت ودخل على اهله ولقاهم جاهزين ومتولمين يبون يروحون للسوق لانه وعدهم وهو على ما وصل البيت من البنك الى البيت الى الوقت الساعة اربع ونصف بعد العصر جاء وهو مبتسم على غير العادة وقاموا اخواته وسخنو له الغداء البسيط ( كبسة رز ابيض ) والدجاج خلصوه اخوانه قبل ما يجي !! استحت امه منه لان الرز شوي وما فيه دجاج ولا فيه امل يلقاي سلطة أو غيره من المقبلات اكل علي لقمتين وهو يحس انه اسعد انسان في الدنيا وانه مالك كل الدنيا بسبت تخلصه من الدين الي كتم على صدره ,وبعد ماخلص من الغذاء قام وطلع برا البيت لحقته اخته عهود الصغيرة
وقالت: علي هماك واعدنا انك بتودينا للسوق عشان اشتري مريول !!
قال : ايه وعدتكم وانا عند وعدي قولي لامي واخواتي يلبسون عباياتهم وانا بروح ادور سيارة كبيرة تكفيكم كلكم راحت تركض فرحانه بالي سمعته وتنادي اخواته واخوانها يلا بسرعة عجلوا علي بيودينا للسوق ياحظنا ياحظنا وقامت تقامز في البيت وشوي بتطير من الفرحة مع العلم انها المرة الاولى الي يطلعون يتسوقون بشكل جماعي واكيد ان لها طعمها لكن مارح تكون احلى من التسوق في ارقى محلات امريكا بالنسبة لعهود طبعاً .!..!..
طلع علي من البيت وراح لم حارس المدرسة الابتدائية الي في الحارة وسلم عليه وطلب منه يعطيه سيارة نقل الطالبات الباص الاصفر ابتسم حارس المدرسة
وقال: ياوليدي وش لك فيه ؟
قال علي : انا بودي اهلي وما معي سيارة تكفي لي انا واخواني
قال الحارس: والله مثلك عارف السيارة امانه للحكومة لكن انا واثق انك بتحافظ عليها خذها تلاقيها موقفة في البراحة الي قدام المسجد
ابتسم علي وحب راس الحارس واخذ المفتاح
ومشى لمين البراحة ( ارض فاضية تسمى براحه )
وفتح الباص وركبه وشغله وكان تشغيله صعب لانه ماتعود عليه وصل لبيتهم وبالكاد دخل الباص في الحارة الضيقة وضرب بوري وطلعوا اخوانه كنهم طالعين من سجن وطلعوا اخواته بعد لكن كن اخواته ماعجبهم الوضع وشلون بنركب في باص واعيباه يافشيلتاه وش بيقولون عنا اهل السوق
طبعاً يقولون هالكلام بيناتهم لانه محد يسترجي يتكلم عند علي ركبوا السيارة واخوانه كل واحد اخذ له مرتبة وحولوا الباص الى ملعب وحتى الكورة ما نسوها معهم , وصلوا للسوق
قالت اخته منى: علي تكفى نزلنا بعيد عن السوق وخلنا نجي مشي احسن (تخاف من الفشيلة قدام الناس )
ضحك علي وقال : الله و اكبر وين انا موديكم من زين الناس تراه كلها وشيقر( سوق شعبي يقع وسط الرياض ) اللي يشوفها العقارية ( كانت في ذاك الوقت من افخم المجمعات التجارية في الرياض ) على غفلة انزلوا بس وما عليكم من احد
نزلوا للسوق وتسوقوا وعلي يحاول يحسب ميزانية اخوانه ويحاول يلبي الطلبات المهمة
بعد ماخلصوا من التسوق والكل فرحان والام تدعي لعلي وتوصي عياله على احترامه وتعزز مكانته في نفوس اخوانه من غير تفضيل واضح , طبعاً هذا الاحترام الي يكنونه لعلي ادى الى امور سلبية في نفوس بعض اخوانه مثل عبد العزيز...
ولما قربوا يوصلون لبيتهم
قالت منى : يمه ماشريت طلبات الكلية قولي لعلي يمر على محل الكلف ابي اشتري قماش وحبات تتر وخرز وودي بمكينة خياطة
قالت الام : يابنيتي اخاف دراهم علي قضت خليها للشهر الجاي
قالت منى : ايه بس انا معي خمسين ريال عقب المكافأة موزيتها .
قالت الام: تقينها (تتوقعين ) تسدس ( تكفيك )؟؟
قالت منى: ان شاء الله وعلي مو مقصر
قالت الام : ايه علي مو مقصر بس اخاف انه مامعه
سمعهم علي يتكلمون ويسمع طريا اسمه معهم
قال : وش فيكم تبون شيء
قالت منى : ايه الله يعافيك المحل حق مستلزمات الخياطة ودي اشتري مكينة
قال علي وهو يمزح : اهاا اذا بتصيرين تخيطين وتبيعين ماعندي مانع اشتريها لك
قالت منى : اخيط امحق عساني اخلص من ذا الكلية وبعدين وش يدريك امكن اصير خياطة في المستقبل
قال علي : يعني نطلق عليس لقب خياطة المستقبل
قالت : الله قادر
هذي هي المرة الاولى بعد موت ابوهم الله يرحمه الي علي يسولف مع اخته منى ويضحك معها
طبعاً بما ان الحريم ما ينعطون وجه
قالت منى بمنتهى الجفاسة :وش موسع صدرك اليوم ياعلي ؟؟
رد عليها : بأبتسامته المعهوده وقال الله يعين
ووقف عند محل بيع مكاين الخياطة وقال انزلي خذي الي تبين وقام يسرق النظر الى جيبه وهو يشوف كم بقى معه من ريال ولقى باقي خمسمية ريال ربي طرح في هالعشر الالف البركة امكن لانه تصدق وما بخل على ذاك الشايب الفقير
دخل علي هو ومنى المحل وبسرعة شروا المكينة وشريت الاغراض الي تبيها والخامات
لكن الان جت قاصمة الظهر الحساب
قال البياع خمسمية ريال
شهقت منى وقالت :خلاص هونا موب لازم
ابتسم علي وقال لاتخافين معي ويطلع الخمسمية ويسدد ويطلعون من المحل وهي مستغربة ومتعجبة ,من وين جاب علي الفلوس هذي كلها؟؟ لايكون سارقها !! سكتت وركبوا الباص ورجعوا لبيتهم ورجعّ علي السيارة للحارس بعد صلاة العشاء ووقفها في البراحة
.................
مرت الايام وتخرجت منى من الكلية وتقدم لخطبتها شاب يقرب لهم من بعيد من اهل امها وهالشاب احسن حال من منى واهلها طبعاً, الشاب قبل بمنى على مضض لانه على حد قوله مستواهم الاقتصادي متواضع جداً لكن احتسب عند الله الزواج بها, ويشتغل مدرس وتم الزواج البسيط والمتواضع, وبزواج منى فقدوا الاهل وخصوصاً علي البنت الكبيرة الي لها مكانتها عند اهلها , وبعد كم شهر تقدموا شابين لخطبة البنتين التؤام هدى ومنيرة وكانوا في نفس مستوى زوج منى وبالتأكيد افضل من حالة عائلة العلي لكن الشابين هذولي ما يقربون لهم وانما خطبوهم لما شافوهم في الجامعة ومنيرة وهدى فيهم شبه كبير من بعض لدرجة ان ما احد يقدر يفرق بينهم ومتلعقات بعض مرة ,والشابين الي اخطبوهم تؤام بعد ويبغون اخوات ولما لقوا تؤمتين مثلهم قالوا عزّ الطلب
وتم الزواج ولله الحمد.
هنا حس علي بخف المسؤولية عليه اذا ثلاث من خواته تزوجوا رجال مقبولين نوعاً ما ومرضيه اخلاقهم ومن عوايل محترمة .
وبعد سنتين بالضبط من زواج منيرة وهدى تقدم شاب لخطبة حصة الي توها متخرجة من جامعة الملك سعود وخطبها واحد يسكن في تبوك لانه ضابط فصار قدام علي تحدي كبير ,
ماشاء الله تبارك الله واصلي اختي.........