لم تعد سيفا علي رقبة حواء أنت طالق كارت خائب انتهت صلاحيته

1. الاستقلالية المادية سر قوة المرأة


2. خلل فى شخصية الزوج

أيام زمان كانت النساء يتبعن نظرية" ظل راجل ولا ظل حيطة فى الحياة " ، أما الآنفالمفهوم اختلف وأصبحت النساء على وعى أكثر بحقوقهن ، ويشعرن أنهن مختلفات عنأمهاتهن وجداتهن .
وعلى الفور تأتي فى الأذهان صورة المرأة الشاكية الباكيةالمرتعدة التى قام زوجها بتلويح الكارت الأحمر لها بقوله "أنتِ طالق" أو "علياالطلاق" ، فهى تتذكر تحذيرات الأب والأم قبل زواجها بأن العائلة ليس في قاموسها أوتاريخها كلمة " طلاق" لأنها كارثة.
قبل الخلع كان الطلاق شبح يشهره الرجلدوماً لتهديد زوجته ، ليتحول الطلاق سيف على رقبة حواء ، ولكن الأمر اختلف الآن عنذي قبل وأصبح فى يد حواء سلاحاً يمكنها إشهاره هى الأخري فى وجه زوجها ، وهو "الخلع" لأنه في نظر الرجال أنه يسلبهم هيبتهم المزعومة ، كما أنها أصبحت قادرة علىاتخاذ قرار الطلاق بنفسها.
لا شك أن المرأة الآن على وعي كبير بما لها وماعليها ، وأصبحت لديها معرفة جيدة بحقوقها الأسرية والمجتمعية ، مما أتاح لها الفرصةلاتخاذ القرار بأي مجال من المجالات مما أتاح لهتا الفرصة فى إتاخاذ قراراتهاالمصيرية التى كانت لا تجرؤ على اتخاذها من قبل .
وكان من أعظم الحقوق التىمنحت للمرأة هو قانون الخلع الذ منح المرأة الحرية فى الانفصال عن زوجها مقابلتبرئته من كل الالتزامات ، وتري المرأة قانون الخلع حصنا آمنا لها من غدر الزوجنظرا لسهولة الحصول على الطلاق دون الحاجة إلى القيام برحلة معاناة في المحاكم وبينمكاتب المحامين.
ووفقا لدراسة أجراها مركز قضايا المرأة المصرية فإن السيداتاستخدمن قانون الخلع لأسباب عدة من بينها خشية الزوجة ألا تقييم حدود الله، وإساءةالمعاملة، والضرب، والإهانة، والزواج بالأخرى، والغيبة، وسوء السلوك، والهجر.

الاستقلالية المادية سر قوة المرأة

تقولد. آمال عبد الرحيم من كلية الآداب قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق " أن كلما زادتاستقلاليتة المرأة ، أي الاستقلال المادي زاد طلبها للطلاق؟ ولو رجعنا إلى وضعالمرأة قديماً نلاحظ أن نسبة الطلاق كانت قليلة لا تعني استقراراً أو سعادة في أغلبالأحوال ، ولكن المرأة كانت تفكر إذا طلبت الطلاق إلى أين تذهب؟ ومن ينفق عليها ،وكانت نظرة المجتمع لها قاسية لذلك تراجع نفسها وتروضها على حياة قد لا تكون سعيدةفيها خوفاً من مستقبل لا تبدو ملامحه واضحة ، أما مع مواكبة الحضارة وتحقيقاستقلاليتها أصبحت أكثر جرأة في طلب الطلاق إذا ساءت الحياة بين الطرفين ، دونالحاجة إلى رجل لا تستطيع أن تحقق معه سعادتها.
يؤكد أيمن فاروق " أن منيستخدم الطلاق لتهديد المرأة ، هو زوج ضعيف الشخصية ومعقد نفسياً ، ولو كان هناكاحترام متبادل بين الزوجين لما وصلت الأمور بينهم إلى التهديد والوعيد ، وهذاالسلوك يؤثر على صحة الزوجة والأبناء النفسية ".
ويضيف أيمن " من المفترضعلى أي زوج متزن عقلياً أن يسيطر على غضبه ، ولن يجد داعي للنطق بالطلاق علىالكبيرة والصغيرة ".
لا تشعر إيمان عبد الله بالحرج وهى تحكي قصة طلاقهاالغريبة ، التى أدركت من خلالها أن زوجها كان يبحث عنة مخرج ليطلقها ويتزوج بزميلتهفى العمل وتقول " في يوم ما قررت زيارة والدتي التى تعيش بمفردها فلرفض زوجي بشدة ،حيث حاولت إقناعه كنه فاجئنى بقوله " إذا رحت عند أمك فأنت طالق ، وإذا لم تذهبيفأنت طالق" ، فخرجت ولم أعد إلى بيتى حتى هذه اللحظة". . . . تابع
أما مريم أحمد ، ربةمنزل " زوجي على الصغيرة والكبيرة يهددني بالطلاق ، حتى عند الذهاب إلى أهلى ،ويستخدم كلمة الطلاق أسلوب لتهديدي والضغط علي ، ولا أجد بد سوي أن أخضع فى النهايةلطلباته خوفاً على مستقبل أولادى ، وليس خوفاً على فراقه لي ، لأنه بات لا يهمنىعلى الإطلاق "

خلل فى شخصية الزوج

ويؤكد الدكتورمحمد حسين علي استشاري الطب النفسي أنه " لا يمكن الحكم على الزوج بأنه مريض نفسياً، ولكن بالتأكيد أي أسلوب فيه تهديد للزوجة غير صحيح ، فالقاعدة تقول إن التعاملبين الزوجين يحمل بين ثناياه أي نوع من التهديد المبطن أو المعلن أو المتكرر دلالةعلى وجود خلل إما في شخصية الإنسان أو فى العلاقة الزوجية ، وأن الرضوخ للتهديد لايدل عادة على الرضا ، وإنما يدل على النقمة الصامتة وقد يتبعها تفكير فى الثأربطريقة أو بأخري ، وغالباً ما تنعكس آثار ذلك على سلوك الزوجة تجاه طفلهخا أو أهلزوجها ، أو حتى على عملها إذا كاهنت تعمل أو حتى فى استجابتها أثناء العلاقةالعاطفية ".
ويضيف د . حسين " إن تكرار التهديد يهوى بالعلاقة الزوجية إلىمنحدر سحيق ، قد يؤدي إلى الهاوية لأن هذا السلوك يولد إما الخوف أو الكراهية للزوج، وعليه من الأفضل تقدير الطرف الآخر وفهم نفسيته وصفاته ، سواء كانت إيجابية أوسلبية والتعامل معها بشكل موضوعي وإنساني ، ولا يجب أن تستخدم أي مفردة من مفرداتالدين أو العلاقة الروحية فى مكان غير مناسب أو تستغل بشكل غير مقبول ضد الزوج أوالزوجة ، كما يجب ألا ننسي أن العلاقة بين الزوجين هى علاقة تعاقد اختياري وليسقسرياً ، قوامها المودة والرحمة ، بل هي علاقة ألفة وتقبل وتفهم ، التزاماً بوصايارسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وهو أفضل الأزواج"