- لماذا... وما هو الحل؟ زوج يجبر زوجتيه على التسول..
- الرياض: سعد التميمي
- الخمر والمخدرات < وهل كانت حياتكما معه على هذا الحال منذ البداية؟
- خطر يهدد زوجات المدمنين
- يحق للزوجتين الطلاق ومعاقبة زوجهما
- شقيق الزوج يرفض
لماذا... وما هو الحل؟ زوج يجبر زوجتيه على التسول..
على الرغم من أنهما لم ترضيا بأن تكونا ضرتين، تتشاركان زوجاً واحداً، إلا أنهما اتفقتا على عدم الرضوخ لرغبات زوجهما المنحرف، والانحدار للمستوى الذي يريدهما أن تعيشا فيه، فقررت «أم سالم» وضرتها العربية «أم شروق»، رفض أوامر زوجهما بالخروج للشوارع والتسول من الناس وأصحاب السيارات، ونتيجة لهذا الرفض قام الزوج بالتعدي عليهما بالضرب، فلم تجد «أم سالم» وضرتها «أم شروق» سوى الهروب منه برفقة أطفالهما، والاحتماء عند شقيقه خوفاً من بطشه. ولجأتا ل «سيدتي» لترويا قصتهما من البداية.
.
الرياض: سعد التميمي
«نحن نريد من هذا اللقاء أن يعرف الناس معاناتنا ويساعدونا على التخلص من هذا الزوج». بصرخة الاستغاثة هذه تبدأ «أم سالم» و«أم شروق» الحديث عن زوجهما، وعن الطريقة التي كان يعاملهما بها، تقول أم سالم: حياتنا مع «أبو سالم» حياة ذل ومهانة، إذ أجبرني وضرتي على ممارسة تصرفات وسلوكيات لم نعتد عليها ولا نقبلها، إنه لا يفكر بنا أو بالحالة التي أوصلنا إليها بسبب انحرافه، وكل ما يفكر به هو أن يحصل على المال، من أجل أن يوفر لنفسه الخمر والمخدرات التي يتعاطاها.< وهل لهذا السبب أنتما هاربتان منه الآن؟
أم شروق: نعم بالتأكيد، فالحياة معه صارت صعبة جداً، لقد كان يغيب عن البيت لعدة أيام، قد تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة، يتعاطى خلالها الممنوعات، وعندما ينتهي المال الذي معه يعود إلى المنزل ليجبرنا على توفير المال له.
الخمر والمخدرات < وهل كانت حياتكما معه على هذا الحال منذ البداية؟
أم سالم: بالطبع لا، لم يكن في بداية زواجي به هكذا، ولكنه مع ذلك لم يكن زوجاً جيداً، فقد عرفت منذ الأشهر الأولى لزواجي به أنه يشرب المنكر، لكن كان ذلك في أيام محدودة في الشهر، ومع مرور الأيام أصبح يقبل على الشرب بشكل أكبر، ثم زاد بأن أصبح يدخن الحشيش، وكان يحضر رفاقه إلى المنزل ويمضون سهراتهم بالبيت.< ألم تعترضي على تصرفاته؟
أم سالم: بلى، ولكنه لم يكن يعيرني انتباهاً، وكان يهددني دائماً بأنه سوف يطلقني ويطردني من البيت، ويحرمني من ابني سالم، إذا اشتكيت إلى أحد من أهلي أو أهله، ولهذا كنت أصمت وأرضى بالواقع، والسبب الثاني الذي كان يجعلني أتنازل في تلك الفترة هي أنه كان منضبطاً في عمله، ولم يكن يقصر في الصرف على البيت وفي توفير الطلبات، وبعد زواجي منه بثلاث سنوات، تزوج مرة أخرى من خارج السعودية، وقد كان مجبراً على ذلك بعد أن عجز عن الزواج من السعودية، لأن أهل كل فتاة كان يتقدم لها كانوا يرفضونه بعد أن يسألوا عنه ويعرفوا أنه بهذه السلوكيات المنحرفة.< ولماذا تزوج عليك؟
أم سالم: لست أدري، فقد كان يتحجج دائماً بأن هذا حق له، وأنه لن يظلمني عندما يتزوج من ثانية، ولم يكترث لرفضي لهذا الزواج، وأنا لا أملك سلطة عليه لمنعه.
وتتدخل زوجته الثانية أم شروق: عندما تقدم أبو سالم للزواج بي لم يخبر أهلي بأنه متزوج، وقد صدمت عندما أحضرني إلى السعودية وأخبرني بأن لديه زوجة وطفلاً، ولم يظهر لي في بداية زواجي منه أنه شخص منحرف، وحتى عندما التقيت بأم سالم وتعاشرت معها وأخبرتني عن سلوكه، لم أصدقها، وتوقعت أن كلامها عنه هو محاولة منها لتطفيشي، لكن بعد قرابة شهر ظهر على حقيقته، وعرفت أنه مدمن على الكحول والمخدرات، وقد اضطررت أن أتحمله بسبب بعدي عن أهلي، ولعدم وجود شخص قريب لي أستعين به، لكنه مع الأسف بالغ في انحرافه، حتى أصبح يهمل عمله ويغيب عنه لعدة أيام، وعندما يهددونه بالفصل كان يحضر لهم أوراقاً طبية مزورة تثبت أنه كان مريضاً بالمستشفى، وقد كان زملاؤه يتعاطفون معه ويعيدونه للعمل، وفي أحيان أخرى كان يستعين بنا حتى نتوسط له عند رؤسائه لكي لا يفصلوه، لكن هذا لم يستمر طويلاً، وفصل من العمل.
مضايقات وتحرشات < في بداية الحديث قلتما إنه كان يجبركما على القيام بتصرفات لا تقبلان بها حتى يوفر المال لنفسه، ماذا تقصدان بهذا الكلام؟
أم شروق: في البداية لا بد أن أوضح أن التصرفات التي كان يجبرنا عليها هي التي جعلتنا نفكر جدياً في ترك المنزل، ومن هذه التصرفات أنه عندما لا يجد المال لتوفير الشرب والمخدرات لنفسه كان يجبرنا على الخروج إلى الشارع والتسول من الناس عند الإشارات المرورية، ويضعنا في الشارع لثلاث أو أربع ساعات، ثم يأتي ليأخذنا ويأخذ المال منا ليشتري لنفسه المخدرات، ويعلم الله أننا كنا نشعر بالمهانة والمذلة من هذه التصرفات، وما يزعجنا أكثر أنه كان يأخذ كل المال الذي يجود به الناس علينا، ولا يترك لنا شيئاً منه حتى نصرف على البيت ونحضر حاجيات أبنائنا، كما أن ما كان يؤلمنا أكثر هو التعرض للمضايقات والتحرشات من بعض الرجال، وأنا شخصياً تعرضت لمضايقات من بعض الرجال جعلتني أبكي بحرقة على الوضع الذي أوصلني إليه زوجي، الذي تركت بلدي وأهلي من أجله.
وتؤكد الزوجة الأولى أم سالم كلام أم شروق قائلة: ما تقوله أم شروق هو جزء بسيط من المعاناة التي كنا نتعرض لها بسبب تسولنا في الشوارع، فقد كنا بعض الأحيان نسمع كلاماً خادشاً للحياء، وأحياناً البعض كان ينصحنا بعدم التسول، غير مدركين أننا مجبرتان على ذلك، وكان بقاؤنا في الشارع لعدة ساعات للتسول يصيبنا بالإعياء الشديد، كما أن أبناءنا الذين كان والدهم يجبرنا على أخذهم معنا حتى نستدر من خلالهم عطف الناس، كانوا هم أيضاً يتعبون، وقد تأثرت صحتهم لبقائهم في الشوارع لفترة طويلة بلا طعام وتحت أشعة الشمس الحارة.< ألم تخبرا زوجكما بالمضايقات التي كنتما تتعرضان لها؟
أم سالم: لقد أخبرناه بذلك، لكنه لم يبال، فكل ما كان يسيطر على تفكيره هو كيف يحصل على المال.
وتضيف أم شروق بغضب: الغيرة والخوف على الشرف قد ذابا عند أبو سالم، فلم يعد مهتماً بالمحافظة علينا، وبعد أن شعر أن الأموال التي كنا نوفرها له من التسول قليلة، ولا يستطيع أن يشتري بها الكميات التي يريدها من المخدرات، تحول إلى أمر آخر، حيث أصبح يطلب منا أن نتحدث عبر الهاتف مع بعض المروجين الذين كان يشتري منهم المخدرات، ويطلب منا أن نضحك معهم ونمازحهم حتى يعطوه المخدرات بلا مقابل.< وهل نفذتما طلبه هذا؟
أم شروق: في أول مرة طلب منا هذا الأمر رفضنا بشدة، لكنه ضربنا بعنف وأجبرنا على تنفيذ طلبه، وقد كان يوزع هذا الأمر بيننا، فمرة يطلبه مني، ومرة من أم سالم، وقد كدنا بسبب هذا التصرف أن نتعرض لما لا تحمد عقباه.< ماذا تقصدين؟
أقصد أن بعض الذين كنا نتحدث معهم عبر الهاتف، أصبحوا يطلبون منا أن نخرج معهم، لكننا كنا نرفض، وفي أحد الأيام، وعندما كان أبو سالم غائباً كالعادة عن البيت، حضر أحد المروجين الذين كنا نتحدث معهم عبر الهاتف إلى المنزل، وحاول الدخول بالقوة، ولولا لطف الله، وصراخنا مستنجدتين بالجيران، لاستطاع مهاجمتنا، لكنه هرب لخوفه من انكشاف أمره من الجيران.
الهروب من المنزل < ماذا فعلتما بعد هذه الحادثة، هل أخبرتما زوجكما لعله يتوقف عن طلبه الغريب؟
أم سالم: بعد هذه الحادثة توصلنا إلى قناعة أنه لا بقاء لنا في البيت مع هذا الزوج، فحزمنا أمتعتنا وتوجهنا في منتصف الليل إلى بيت شقيقه، الذي يعيش في نفس المدينة، وأخبرناه بما جرى، وبما يجبرنا أبو سالم على فعله، وقلنا له إنه إذا لم يحمنا منه فسوف نخبر عنه الشرطة، فتجاوب شقيقه معنا، وسمح لنا بأن نبقى في منزله على أن يتولى هو التفاهم مع أخيه عندما يراه، وبعد أن بقينا عنده مدة أسبوعين أخبرنا أنه وجد زوجنا، وأنه عاتبه على ما فعله بنا، وأن أبو سالم أنكر صحة كلامنا، وفي اليوم التالي، حضر أبو سالم إلى بيت شقيقه وحاول إجبارنا على الذهاب معه، لكننا رفضنا وعندما هم بضربنا تصدى له شقيقه فنشب بينهما خلاف، وقد أقر خلال هذا الخلاف زوجنا أبو سالم بما كان يفعله بنا، مدعياً أنه هو الوحيد الذي له الحق في تحديد تصرفاتنا، لكن شقيقه، جزاه الله خيراً، رفض كلامه، وتيقن أيضاً بأننا صادقتان في ما أخبرناه به سابقاً، فقرر أن يبقينا عنده ورفض تسليمنا لزوجنا، وهدده أنه إذا أصر على طلبه فسوف يخبر الشرطة عنه، وهذا الموقف الصارم من شقيقه جعل أبو سالم يغادر منزله، ومنذ تلك الليلة ونحن مقيمتان في منزل شقيقه، وكل ما نرجوه هو أن يصر على موقفه، وألا يتعاطف مع زوجنا ويعيدنا إليه مستقبلاً، لهذا فإنني وبالاتفاق مع أم شروق، نخطط للبحث عن أي وظيفة شريفة نعمل بها، كي نتمكن من فتح بيت يضمنا مع أبنائنا، من دون أن نقلق على مصيرنا.
خطر يهدد زوجات المدمنين
ذكرت دراسة اجتماعية عن مدمني المخدرات وانعكاس وضعهم على واقع أسرهم، قام بها الباحث الاجتماعي سلطان الشدادي، أن الضرر الذي يخلفه الإدمان بالنسبة للشخص المدمن، إذا كان متزوجاً، لا يقتصر عليه فقط، بل إنه يلحق الضرر بأسرته، وتحديداً بأبنائه وزوجته، حيث يصبح اليأس من صلاح الحال هو المسيطر على رؤيتهم للمستقبل.
وبالنسبة للزوجات، فإنهن غالباً عندما يعجزن عن التخلص من أزواجهن المدمنين بمساعدة أسرهن عن طريق الطلاق، فإن إدمان أزواجهن للمخدرات قد يدفعهن إلى الانجراف مع انحراف أزواجهن المدمنين، فيصبحن منحرفات مثلهم، ويأخذ هذا الانحراف عدة أشكال، فقد يكون عن طريق إدمان المخدرات مثل الزوج، أو يكون عن طريق البحث عن العاطفة بطرق غير شرعية، خاصة أن غالبية الأشخاص المدمنين يكونون غير قادرين على توفير هذا الطلب الطبيعي لزوجاتهم، وأحياناً البحث عن المادة لتوفير متطلبات الحياة، وقد يكون بطرق غير أخلاقية وغير شرعية.
يحق للزوجتين الطلاق ومعاقبة زوجهما
بعد اطلاعه على حادثة أم سالم وأم شروق مع زوجهما، يعلق المستشار القانوني، بندر المحرج، على هذه الحادثة قائلاً: يحق لهاتين الزوجتين طلب الطلاق من هذا الزوج، لكن عليهما إثبات قيامه بتعاطي المخدرات وإكراههما على التسول، وإجبارهما على التعامل والتخاطب مع المروجين، لأن الأصل أن البينة على من ادعى، وهذا الأمر فيه صعوبة، لكن هناك وسائل للإثبات، منها التسجيل والتصوير، وإن كان القضاء لا يأخذ بهذه الأدلة إلا أن وجودها خير من عدمه.
أما بخصوص حق هاتين الزوجتين في مقاضاة زوجهما، وطلب إيقاع العقوبة عليه نظير ما فعله بهما، فيقول: يحق لهما طلب تعزير هذا الزوج على ما وقع منه من جرائم، لا سيما مع كون هذه الجرائم بشكل أو بآخر تؤدي إلى الفساد الأخلاقي، فضلاً عن الفساد الاجتماعي والديني، والعقوبة هنا تقديرية «تعزير»، أي أن للقاضي الحق في تقديرها وفق ما يراه كعقاب رادع وزاجر، ومن الممكن أن تكون العقوبة حداً وليس تعزيراً، بحسب ما يثبت لدى ناظر القضية.
وأتمنى أن مثل هذه الجرائم تكون عقوبتها قاسية جداً، كما أرجو أن تعلن مثل هذه الجرائم وعقوبتها من دون أسماء أصحابها، لما في ذلك من ردع وزجر معنوي ومجتمعي.
شقيق الزوج يرفض
حاولنا التواصل مع شقيق أبو سالم، من أجل التحدث معه عن ما فعله أبو سالم بزوجتيه، لكنه رفض الحديث نهائياً في الموضوع، بدعوى أنه شأن خاص بالأسرة لا يحبذ أن يخرج للناس، حتى لا تخدش سمعة أسرتهم، وكل ما ذكره أنه هو الآن مسؤول عن الزوجتين، وعن الطفلين، ولن يقصر في رعايتهم.
منقول.معدرة طولت عليكم لكني احببت ان انشرها كاملة كي تتمكنوا من قراءة كل الاحداث
ما هو العقاب الذي يستحقه
مثل هذا الزوج؟
و لقراءة اخر كتاباتي
اود اجهاضك من احشاء قلبي
http://alfrasha.maktoob.com/showthread.php?t=664601