- بين الخيال والعزيمة
- بالتأكيد لا.
- لاشيء من هذا يمكن أن يحوله الى إنسان خارق للعادة.
- لاأحد يستطيع إنكار هذه الحقيقة.
مرحبا اخواتي الفراشات
هل تستطيعين ان تمشي على خيط رفيع بكل ثقة على ارتفاع امتار من سطح الارض؟
وجدت جوابك بالتأكيد لا فمخيلتك قد اعطتك نتيجة اكيدة ان قمتي وجربتي خوض هذه التجربة فأنك ستفشلين ...!!!
فلماذا يقودنا خيالنا الى الفشل بينما لنا ان نختار النجاح ....؟
هو موضوعنا لهذا اليوم ....
كيف تسيطري على مخيلتك؟
بين الخيال والعزيمة
يعرف عالم النفس إميل قانون الجهد المعكوس كما يلي: "عندما يحصل نزاع بين الخيال والعزيمة,فإن الخيال هو الذي يغلب دائماً" .
فإذا فرضنا مثلاً أنه يطلب منك يوماً أن تمشي على خشبة طويلة عرضها متر موضوعة على الأرض,فإنك ستفعلي ذلك بدون تردد.لكن,لنفرض الان أن هذه الخشبة معلقة بين حائطين على ارتفاع عشرة أمتار من الأرض,فهل تجتازيها؟
بالتأكيد لا.
ذلك أن مخيلتك ستلعب دورها لتدعيم فكرة الخوف من السقوط.بينما تحليلك المنطقي وعزيمتك القوية لاجتياز هذه الخشبة,سوف يطغى عليهما تصور واحد,وهو:الخوف من الوقوع من هذا العلو الشاهق.
مثال آخر لقانون الجهد المعكوس: الطالب الذي لايستطيع تذكر أي شيء خلال امتحان كتابي,كما لو أن دماغه توقف عن العمل.وكلما عض على أسنانه واستنجد بعزيمته كلما افلتت منه الإجابات الصحيحة وتدعمت في نفسه فكرة الإخفاق.لكنه فور خروجه من قاعة الامتحان يزول الحصار عن ذهنه,فيسترجع كل المعلومات التي كان يبحث عنها.
كيف تقاوم السلطة التخريبية للخيال؟
الحل يكمن في التدرب الذهني على إبطال مفعول التخيلات السلبية الهدامة,وتعويضها بتصورات إيجابية بناءة.
إليك طريقة جيدة لمساعدتك على التخفيض من تأثير التخيلات الهدامة :عندما تستعدي لإلقاء كلمة أمام جمهور من الناس,تخيلي أنك تتوجه في الحقيقة الى أفراد وليس الى مجموعة الحاضرين.فهذه المجموعة تتكون فعلاً من:
- السيد فلان,56 سنة,موظف,يمر بعدة مشاكل في العمل ولايفكر إلا في التقاعد.
- السيدة فلانة,30 سنة,أستاذة,أودعت طفلها الرضيع عند جارتها ولاتنفك تتساءل عن حاله.
- الآنسة فلانة,22 سنة,طالبة في سنة التخرج,اجتازت امتحاناتها منذ أيام وتنتظر بفارغ الصبر.
إلخ.
لاحظي أن كل واحد من الحاضرين هو فرد عادي,له مشاكله وميزاته وعيوبه.لكن بالأخص,هو لم يحضر لمراقبة حركاتك وزلاتك.بالعكس,هو يحاول أن يساعدك عند حدوث اية مشكلة.
ثم هو في الغالب يشعر نحوك بتقدير وإعجاب لجرأتك على الكلام أمام مجموعة من الحاضرين.لاتنس أن كل الناس يعانون من الرهبة,وقل من يجرؤ على أخذ مكانك لإلقاء كلمة!
كيف تخفضي من تأثير شخص تهابيه؟
فكري قليلاً: هل تقبلي يوماًأن تمشي على أربع أمام مدير الشركة التي تعملي بها أو أمام شخص تهابيه؟
بالتأكيد لا.
ومع ذلك فأنت تقومي تقريبا بنفس الشيء عندما تتصاغري أمام هذا الشخص,وترتعدي من الخوف منه أو من الفكرة التي يمكن أن يكونها عنك.
حاولي أن تتخيلي صورته وانظري مليا في وجهه: ما الذي يخيفك منه؟مكانته الاجتماعية؟ نفوذه؟ هندامه؟ أمواله؟
لاشيء من هذا يمكن أن يحوله الى إنسان خارق للعادة.
ثم إن كل هذه الأشياء غير ثابتة لأحد.ولاشك أنك سمعت بأناس خسروا كل نفوذهم وأملاكهم وثرواتهم بين عشية وضحاها.فلم الخوف إذاً من إنسان لايستطيع ضمان بقاء سلطانه الحالي ولا التنبؤ بمستقبله,وينتظر الموت في أي لحظة؟ لم الارتعاش أمام إنسان يشاركك نفس الحاجات البشرية: من تنفس وأكل ونوم وبكاء في اللحظات العصيبة؟
صحيح أنه من الصعب علينا السيطرة على مشاعرنا أمام شخص نهابه,لكن استعمال هذا الأسلوب المنطقي في التحليل يساعدنا على الأقل على التخفيض من حدة هذا الشعور والسيطرة اكثر على أنفسنا.
تعلق بالخالق
هل لاحظتي أن الطفل الصغير يتعلق طول الوقت بثياب أمه؟
ذلك أنه لايشعر بالأمن والطمأنينة إلا بجانبها.وبالنسبة الى الكبير,فإنه لاملجأ له في المواقف الصعبة إلا الى الله.
نعم,عندما نكون على وشك الغرق في البحر أو محاطين بالنار من كل جانب ,فإن أول شيء يقفز الى أذهاننا هو التضرع الى الله سبحانه لينجينا من هذا الخطر .لماذا؟
لأننا موقنون في قرارة أنفسنا أنه هو فقط سبحانه وتعالى القادر على نجاتنا.
لاأحد يستطيع إنكار هذه الحقيقة.
فلنتعلق إذاً بخالقنا,لتقو إيماننا به أكثر ونعتقد اعتقاداً جازما أنه هو المتصرف في خلقه كيف يشاء,وأنه وحده سبحانه وتعالى القادر على مساعدتنا في المواقف الصعبة,كلما ازداد إيماننا بالله أكثر كلما نقص تهيبنا وخوفنا من العباد أكثر.
دمتن بخير ولا تخشون من الوقوع
معك حق سفيرة الغد
موضوع رائع وخفيف
مشكوره