اتى الموعد المعهود ونست أنها تركت ملابسها مبللة في الماء دون غسيل فحاولت أن تلبس بنطلون المنامة وثنته ليناسب طولها ولكنها وجدته واسعا يسقط من وسطها .. أمسكته بيدها تبحث عن مشبكا للملابس في الأدراج وفي حقيبتها فشلت محاولتها .. كل ذلك وهو ينتظر على الباب .. أليس معه مفتاح ؟ ما هذه الأخلاق التي حلت عليه .. أمسكت بنطالها بيدها منعا له أن يقع وفتحت الباب بيدها الأخرى .. كان أنيقا جدا .. ممسكا بيده باقة ورد .. واليد الأخرى كيس هدايا
نظر لها ولم يملك نفسه من الضحك
- ايه اللي انتي عاملاه في نفسك دا
استفزتها ضحكته .. كيف لها ان يراها يهذا المنظر
ثم أكمل ساخرا
- ناقص شنب بس وهتلاقي البنات جاية تخطبك
تذكر أنها بالفعل مخطوبة فأحس بالضيق وتحولت بسمته لتكشيرة . . ثم أكمل بهدوء
أفسحت له المكان
- مد يده لها بباقة الورد فكادت أن تنسى وتمسكها بيديها الاثنتين ولكنها تذكرت فتشبثت أكثر ببنطالنها .. وأخذت منه باقة الورد باليد الأخرى
- مرسي .. اتفضل
قالتها ببرود وهي في الحقيقة كانت متعجبة من تصرفاته .. أيعقل أن يكون قد تغير ..
وضعت باقة الورد فوق السفرة ودخلت المطبخ لتحضر العشاء
- ثواني والعشا يكون جاهز
- عشا إيه؟! قالها باستغراب ثم أردف
- أنا عزمك على العشا بره
فاجأها كلامه .. فأردف
- يعني ..ذي مانتي فاهمة .. مينفعش راجل ذيي يبقى مع واحدة في جمالك لابسة بيجامته .. في شقته.. الشيطان شاطر .. وبعدين خطيبك يقول عليا ايه .. معرفتش أحافظ عليكي؟
و همس في اذنها
- وأنا بصراحة مش هقدر أمنع نفسي
السلام عليكم يا احلى فراشات
انا عضوة جديدة في المنتدى وحبيت انقل لكم قصة يارب تنول اعجابكم
القصة كتابتها ( دينا الشال )
كل يوم حلقة
واللي فاتت دي كانت جزء من الحلقة
لحظات وانقلكم الحلقة الأولى
كانت لما جالسة فوق السرير وأمامها صندوق به مجموعة من الصور وعدد من شرائح خطوط المحمول كانت تجلس شاردة تحسب عدد ضحاياها هذه السنة فبعد أن هجرت وائل وجدت نفسها لم تكمل العدد المطلوب فالسنة الماضية كان عدد ضحاياها أكبر وطريقة فراقها لهم أكثر ألما فوائل كان الثالث هذه السنة والتاسع عشر خلال خمس سنوات .. أخرجت صور ضحاياها التسع عشر من الصندوق وفكرت قليلا أآن الأوان أن تمزق هذه الصور وأن تنسى تلك الذكريات أم انها ستكمل الطريق لضحيتها القادمة
لما فتاة تبلغ الخامسة والعشرين تملك جمال يبهر كل من ينظر لها .. وتملك عينان خداعة بالبراءة .. وحيدة ... محطمة .. لم تكن كذلك من قبل .. ولكن ... الزمن غير مسار حياتها بعد أن أصبحت ضحية لذئب .. لعب بمشاعرها .. ونزع منها كل معاني البراءة فقررت أن تنتقم من أمثاله لتشفي غليلها .. ولكن غليلها لم يشفى ولن يشفى إلا بالانتقام منه هو .. نعم .. هو .. هذه السنة سيكون ضحيتها .. سيكون آخر ضحاياها .. مزقت الصور بعصبية .. وأمسكت سيجار وأشعلته بأصابع مرتعشة و هي تمسك بصورة يوسف .. حبيبها الأول ..... والأخير
رن هاتفها الخلوي برقم مجهول فأمسكت به وأخرجت شريحته وحرقتها ثم رمت بها في سلة مهملاتها بجوار صور ضحاياها الممزقة وأخرياتها السابقة
ثم سحبت دخان سيجاراها وشردت أمام المرآه تواجه نفسها . هل هي قادرة على مقابلته مرة أخرى . فاتت سنوات بعد آخر مرة رأته فيها .. تذكرته فغص قلبها .. وأرتعش وجدانها .. وأحترقت مقلاتها في عينيها انها تكره .. تبغضه .. تحمل له أسوأ معاني الكراهية.. لماذا فعل بها هذا وهي لم تحب غيره .. لأنه ذئب مثل باقي الرجال .. بل هو رئيس الذئاب.. الآن هي أقوى من قبل .. الآن كثر عدد ضحاياها.. الآن تستطيع أن تنتقم لنفسها منه .. الآن فقط .. لأنها لم تعد تحبه
ابتسمت ابتسامة بريئة لا تعبر عما داخلها وأطفئت سيجارها .. ولفت وشاحها حول رقبتها .. وهندمت ملابسها .. ثم خرجت من الغرفة .. تاركة الفندق وتاركة ماضيها ورائها .. عدا هو .. فقد عادت إليه
2
نزلت لما صالة استقبال الفندق ..تدفع حسابها وتتركه نهائيا
موظفة الاستقبال : آنسة هبه .. تحبي تدفعي الشيك فيزا ولا كاش ذي كل مرة؟
- لا .. أنا هدفع كاش
- تحت أمرك يا فندم .. نورتينا يا فندم
3
تركت لما الفندق وأوقفت سيارة أجرى .. أخذتها لمركز تجاري تاركة السائق بانتظارها حتى خرجت لما منه بعد أن اشترت بعض الحاجيات لخطتها الجديدة ثم أمرت سائقها الأجير بإيصالها لمحطة القطار.
4
وصلت لما محطة القطار ودخلت حمام السيدات وبدأت في خلع شعرها الأسود المستعار لتكشف عن شعر أشقر طبيعي .. وخلعت عدساتها البنية لينكشف لو عيناها الأزرق العميق .. ثم غيرت ملابسها وخرجت متجهة لشباك التذاكر وحجزت تذكرة للقطار المتوجه للقاهرة وركبت مقعدا بجوار الشباك .
كانت تحاول أن تختبئ من العيون .. خائفة من أن يتعرف عليها أحد حتى شردت فيه وفي ذكرياتها معه .. تذكرت المرة الأولى التي تعرفت فيها عليه .. كان جذابا .. ذو شخصية قوية .. استطاع بكلامه المعسول تنويمها مغناطيسيا وسلب عقلها منها .. حتى وقعت في مصيدته ورماها جريحة .. نزلت من عينها دمعة حارة مسحتها بكفها مسرعة قبل أن تضعفها .. وظلت تتواعد له طوال الطريق حتى وصلت .
كانت بلا حقائب .. فقد كانت تنوي العودة في نفس اليوم إلا أن استجد جديد بعد لقاءها فستتجه إلى الفندق لحجز حجرة فيه.
5
وصلت لما مبنى مكتب يوسف .. استخدمت المصعد وسألت شخصا به عن الدور الموجود به مكتب يوسف حتى وصلت
6
دخلت لما المكتب وطلبت لما من السكرتيرة أن تدخلها ليوسف
- ممكن أقابل الاستاذ يوسف؟
- فيه ميعاد؟
- لأ .. بس قوليله لما .. لما القاضي
- لحظة واحدة
تركتها السكرتيرة ودقت باب مكتب كبير .. واختفت وراءه
اخذت لما نظرة سريعة حولها .. يبدو أنه يكسب الكثير من مهنته وخلال لحظات قليلة وجدته أمامها بنظرة غير مصدق لما يراه أمامه
- معقول .. لما .. أنا مصدقتش وداني لما عليا قالتلي .. قولت لازم آجي استقبلك بنفسي
تلعثم الكلام في لسانها وقلبها كأنه سيخرج من مكانه .. وكادت تغلبها عبراتها .. ولكنها تمسكت وبيد مرتجفة مدتها لتسلم عليه راسمة فوق شفتيها ابتسامتها المعهودة
- أخبارك إيه يا يوسف
مد هو الآخر كفه ليحتضن كفها ..فارتجفت .. ولاحظ هو ارتجافها .. فاستغله لصالحه
- ندخل مكتبي أحسن
وسبقها ليستقبلها في مكتبه
- عليا .. الغي كل مواعيدي .. ومش عايز تلفونات ولا حد يدخل علينا ثم نظر للما .. بس انتي متغيرتيش يا لما .. ذي ما سيبتك .. اتفضلي
7
أدخلها وأغلق الباب ورائه .. أحست لما بالخوف .. ولكنها طمأنت نفسها فهي اليوم أقوى من ذي قبل .. لن تخضع له كما كانت تفعل في السابق ..
أجلسها على انتريه في ركن من مكتبه وسألها
- تشربي إيه؟ أصل أنا بطبيعة شغلي بيبقى عندي أجتماعات كتير مغلقة فعندي هنا تلاجة وكاتل .. تقدري تقولي كدا .. فاتح بوفيه جوة مكتبي
- لا .. مفيش داعي ..أنا جيالك في شغل وهمشي على طول لأني مستعجلة
نظر في يدها وجلس على كرسي مقابل لها
- اتخطبتي ؟ .. مبروك
- مرسي .. ( قالتها ببرود ) ثم أكملت
- أنا جيالك في قضية مهمة أوي ..
- وأنا تحت أمرك .. انتي عارفة .. احنا عشرة قديمة
علمت أنه يحاول أن يستدرجها لحكايتهما السابقة ففرح قبلها .. وتأكدت أن خطتها سوف يكتب لها النجاح
أخرجت من حقيبة يدها ملف به مجموعة أوراق ووضعته بين يديه
- دي كل الأوراق اللي تثبت إن ليا حق في ميراث بابا الله يرحمه ..بعد ما مات .. محامي مراته قدم عقود بتقول انه كاتب كل أملاكه لمراته بيع وشرا قبل وفاته وأنا متأكدة ان العقود دي مزورة
قلب يوسف الورق قليلا ثم قام ورماه فوق مكتبه وهو يقول
- متقلقيش . .دي قضية بسيطة
ثم فتح ثلاجته وأخرج علبة مياه غازية مصفحة رجها واقترب منها ثم جلس بجوارها تماما وكلمها بكلام يشبه الهمس قبل أن يفتحها
- لسة حلوة ذي مانتي
فارت المياه الغازية وانسكبت فوق جونلتها
- قامت من جلستها فزعة وهي تنفض عنها ما انسكب ووقف هو الآخر وهو يعتذر ..
- آسف .. خير .. خير
- أروح ازاي أنا دلوقتي
- لو على المرواح .. بسيطة .. أوصلك بعربيتي .. انتي نازلة في أوتيل ايه؟ ولا لسة
- أنا جيت من البلد على هنا على طول وكنت ناوية اني ارجع تاني النهارده عشان كدا لا جبت شنط ولا نزلت في اوتيل
- لا .. ترجعي ايه .. دا كدا حلو أوي ( قالها بمكر)
8
فتح يوسف باب شقته بمصر الجديدة
- اتفضلي يا سيتي .. اعتبريها شقتك .. لغاية ما القضية تخلص وترجعي وانتي كسباها إن شاء الله
- أنا مش عارفة اقولك ايه يا يوسف .. بس...
- بس إيه ..
ثم أردف
- آه على فكرة أنا مش عايش هنا....دي شقتي القديمة .. شقة العزوبية
- انت اتجوزت ؟
- آه ..
وأكمل
- وعندي بنت زي القمر .. هي كل حياتي
اشتعلت نار الغيرة في قلبها ..واسترجعت فكرة الانتقام في عقلها وأقسمت أن يكون انتقامها عظيما
- اسيبك بقى ترتاحي شوية وهعدي عليكي بليل... آه ....على فكرة.....
استحقرته بداخلها .. هو كما هو .. هذا الذئب المخادع الماكر الخائن .. وتذكرت كلماته في مكتبه .. اجتماعاته الكثيرة المغلقة .. وطريقة مغازلته لها .. وشقة العزوبية التي ما زال محتفظ بها .. كل ذلك وهو متزوج ولديه بنت يدعي انها كل حياته .. كيف أنها كل حياته ويقوم بكل تلك الأفعال .. ويعلم الله وحده كم يستقبل في شقته هذه من فاجرات دون علم زوجته .. نعم .. زوجته .. الخطوة الأولى لانتقامي .. هي أن تعلم زوجته بخيانته وبألاعيبه ... لا بد أن أكشف لها الذئب الذي تعيش معه .. لا بد أن أحرمه منها ومن ابنته التي يدعي أنها كل حياته .. سأهدم استقراره الذي لا يستحقه .. سأحطمه كما حطمني
- لما .. روحتي فين .. بكلمك منتيش هنا
- ها؟
- بقولك فيه أكل طازة مالي التلاجة .. عيشي بقى .. وأنا مش هتأخر عليكي بليل .. لازم نتعشى عشوة حلوة النهارده .. متناميش غير لما أجيلك
فهمت لما نواياه .. ستوقعه في فخه .. لتكشفه أمام زوجته
- أوك .. هستناك .. بس متتأخرش عليا
ابتسم بمكر ثم غلق الباب ورائه وهو يحس بانتصار
تفحصت لما الشقة .. ودخلت المطبخ ثم فتحت الثلاجة لتجدها بالفعل مليئة بالطعام الطازج .. فعلا انه خائن مخادع .. معنى هذا ان هذه الشقة لم تصبح شقته القديمة ... لم تصبح شقة العزوبية كما قال .. بل انها عش الخداع والكذب والخيانة .. يا ترى من كانت هنا أمس .. اشتعلت نار الغيرة أكثر في قلبها وقررت في البدء في خطتها
بحثت حتى وجدت حجرة مكتب فدخلتها وأخذت تبحث في طيات أوراقها المرتبة رغم انها ليست بالأهمية للاحتفاظ والعناية بها لهذه الدرجة .. وفتحت درج المكتب تبحث عن أي طريقة توصلها بزوجته المسكينة
- مسكينة ! ( حدثت نفسها بصوت عال مستنكر)
لماذا لم يتزوجها هي وتزوج تلك خطافة الرجال .. انها هي الأخرى تستحق خيانته .. أيا ترى هي جميله ؟ لا .. لن تكون أجمل مني .. ربما تكون غنية .. مؤكد أنها غنية .. فالأغنياء لا يتزوجون سوى الأغنياء أمثالهم .. انها تستحقه .. ولا يحق لي ان أشفق عليها .. كفاني سذاجة .. سأكشفه أمامها لأدمر قلبها كما تدمر قلبي .. ولأهدم وأشتت أسرته الصغيرة .. كما كان هو السبب في تشتيت أسرتي .. وتذكرت ما حدث لها حين علم والدها بحملها .. ابنته الصغيرة البريئة التي لم تتزوج بعد أصبحت فجأة حاملا من مجهول .. ماتت والدتها اثر جلطة في المخ .. وأصر والدها أن يأخذها لقرية صغيرة عند عمتها حتى تخلص من حملها الفاضح .. وتزوج هو من أخرى .. كتب لها كل ما يملك بعد أن تبرأ من ابنته .. وبعد أن وضعت وليدها توفي هو الآخر .. ولحقت به عمتها ... فأصبحت وحيدة .. بلا مال .. ولا عائل .. ولا أسرة .. وهو .. تهرب منها ليتزوج بتلك خطافة الرجال مؤكدا لأنها غنية مثله .. وتركها تعاني وتواجه المجتمع بما فعله بها والآن هو ينعم بشغله وبماله ومال زوجته وبأسرته الصغيرة وببنته .. وهي لا تملك عمل ولا مال ولا اسرة .. حتى طفلها .. مات في المهد .. وفي النهاية .. أصبحت كالساقطات .. توقع كل من تقابلها في فخ حبها .. لتسلبه قلبه وعقله وماله .. ثم تتركه بعد أن تعلق بها .. وليبحث هو عنها .. لتهيؤه أن كل ما حدث ما هو الا تهيؤات منه وأن لا وجود لمعشوقته هبه .. فنصف عاشقوها دخلوا مصحات نفسية .. والنصف الآخر مات بعد ادمانه للمخدرات التي كانت تجرهم إليها.. نعم .. لم يلمس رجلا شعرة واحدة منها سوى يوسف .. ولكنها لم تنكر انها كانت تستخدم جمال جسدها في الايقاع بهم .. ولهذا فهي كالساقطات .. والسبب هو .. يوسف ..
- آه يا يوسف
تنهدت بألم .. وتذكرت ملمس كفه الذي ارتعش له وجدانها .. أيعقل أن تكون ما زالت تحبه ! ؟ .. أزاحت تلك الفكرة سريعا ..وأحلت مكانها شعور الغضب والكراهية .. وأصرت أكثر من ذي قبل ان تنتقم بعنف وبلا رحمة
بحثت مرة أخرى داخل درج مكتبه ولم تجد ما يوصلها لزوجته , فخططت للقاء اليوم وقررت أن تتسلل وتبحث في هاتفه دون أن يشعر
9
دخلت حجرة نوم لتجدها واسعة .. طرازها حديث .. فتحت الدولاب تبحث عن أي شيء تلبسه حتى تغسل ملابسها .. وجدت دلفة كبيرة .. تحوي مجموعة من منامات يوسف .. مدت يدها والتقطت واحدة .. وقربتها من أنفها لتشم رائحته بها .. أغمضت عينها وهي تستمتع بملمسها .. ثم تذكرت سبب وجودها وانتقامها فأبعدتها عنها رامية إياها فوق السرير .. وفتحت دلفة أخرى لتجد بها بدله ..
- قال شقة العزوبية قال .. ( قالت لنفسها بتعجب )
خلعت ملابسها وارتدت منامته
كانت غارقة فيها فلم تلبس بنطالها وثنيت كمها عدة ثنيات ثم ذهبت للمطبخ تعد عشاءا لموعد اليوم بعد أن ملأت طبقا بالماء والمسحوق ووضعت به ملابسها
ظلت طويلا في المطبخ تفكر ماذا تعد له ليس حبا فيه ولكن لتنتصر على زوجته التي فضلها عليها مؤكد أنها لا تطبخ لها بيدها .. ايعقل أن تكسر أظافرها .. أو أن تضحي بنعومة يدها .. هذه المرأة المدللة البغيضة
10
اتى الموعد المعهود ونست أنها تركت ملابسها مبللة في الماء دون غسيل فحاولت أن تلبس بنطلون المنامة وثنته ليناسب طولها ولكنها وجدته واسعا يسقط من وسطها .. أمسكته بيدها تبحث عن مشبكا للملابس في الأدراج وفي حقيبتها فشلت محاولتها .. كل ذلك وهو ينتظر على الباب .. أليس معه مفتاح ؟ ما هذه الأخلاق التي حلت عليه .. أمسكت بنطالها بيدها منعا له أن يقع وفتحت الباب بيدها الأخرى .. كان أنيقا جدا .. ممسكا بيده باقة ورد .. واليد الأخرى كيس هدايا
نظر لها ولم يملك نفسه من الضحك
- ايه اللي انتي عاملاه في نفسك دا
استفزتها ضحكته .. كيف لها ان يراها يهذا المنظر
- شكلك يجنن على فكرة . .
ثم أكمل ساخرا
- ناقص شنب بس وهتلاقي البنات جاية تخطبك
تذكر أنها بالفعل مخطوبة فأحس بالضيق وتحولت بسمته لتكشيرة . . ثم أكمل بهدوء
- ممكن أدخل
أفسحت له المكان
- مد يده لها بباقة الورد فكادت أن تنسى وتمسكها بيديها الاثنتين ولكنها تذكرت فتشبثت أكثر ببنطالنها .. وأخذت منه باقة الورد باليد الأخرى
- مرسي .. اتفضل
قالتها ببرود وهي في الحقيقة كانت متعجبة من تصرفاته .. أيعقل أن يكون قد تغير ..
وضعت باقة الورد فوق السفرة ودخلت المطبخ لتحضر العشاء
- ثواني والعشا يكون جاهز
- عشا إيه؟! قالها باستغراب ثم أردف
- أنا عزمك على العشا بره
فاجأها كلامه .. فأردف
- يعني ..ذي مانتي فاهمة .. مينفعش راجل ذيي يبقى مع واحدة في جمالك لابسة بيجامته .. في شقته.. الشيطان شاطر .. وبعدين خطيبك يقول عليا ايه .. معرفتش أحافظ عليكي؟
و همس في اذنها
- وأنا بصراحة مش هقدر أمنع نفسي
ثم قال بجدية ..
- الشنطة دي فيها فستان أعتقد انه مقاسك .. البسي .. وأنا مستنيكي في العربية
وخرج دون أن ينتظر ردها
تسمرت هي في مكانها وما زالت متشبثة ببنطالها وهي في قمة الذهول .. من هذا .. إنه ليس يوسف الذي طالما عرفته ... نعم .. إنها لعبة منه .. لعبة ليوقعها مرة أخرى في حبه .. بل هو يتجاهلها ..يتجاهلها لأنه يعتقد أنها مازالت تحبه .. أتتجاهلني يا يوسف ( حدثت نفسها ) وأقرت أكثر أنه يستحق انتقامها .. نعم .. لأنه يتجاهلها.