- مفردات مازلت اجهلها
مفردات مازلت اجهلها
كانت الساعة السابعة والشمس في وسط السماء قد اعتلت وأخذت ترسل أشعتها التي أخترقت نافذتي حتى أضآءت المكان وأنا الى الأن لم أنم.. أكاد أفقد احساسي بكل من حولي فقد تجمدت مشاعري وماعدت أذكر سواه!!! الوقت متأخر فهاهي ساعات الصباح تستدركني .. الغرفة كلها فوضى ويسودها سكون صاخب ..
يحمل معه كل المشاعر تتزاحم بأجوائي .. ترددت بداخلي صرخات تود الخروج ويبقى احساسي مكتوما يتوجع من ألمه.. تعطلت ملكات الحس في نفسي ماعدت أشعر بالحياة وماعاد يستهويني طعمها ..أحاول الوقوف جاهدة ولكن لاجدوى تمردت كل أعضائي علي تود البقاء مكبلة داخل عالمي .. حسنا لن أذهب الى الجامعة اليوم فليس هناك ماهو مهم.. نظرت حولي فوجدت قصاصات الجرائد,, أوراقي الخاصة وصندوق مشاعري الثمين .. أقلامي الملونة ووجدت دفتر محاضراتي فوجدت اسمك يعتليه وكأنك انت صاحب هذا الدفتر الصاخب!!!!!!!
الذي لم يبق به مساحات فارغة كان مكتظا بأشعاري وقصائدي تتخلله دروسا مبتورة ومسآئل حسابية ناقصة!!
قلبت دفتري بين يدي وقد حفظت كل ماكتبته من أجلك نظرت الى الصفحة الأخيرة كانت بيضاء فارغة كنهايات الأشياء دائما فارغة من كل شي سوى المشاعر والحقائق الحتمية .. قررت حينها أن اسطر حقائق حبي لك أحسست أن أنفاسي بدأت كأنها عاصفة ..دقات قلبي مضطربة ..سطوري مبعثرة وكلماتي متعثرة بعد أن صوبت الرمح في خاصرة أيامي ,,بعد أن تلفظت بمفردات مازلت أجهلها عبارات مبتورة بلا بدايات أو نهايات كلمات مبهمة مازلت أتجرع مرارتها وأنا الى الآن لا أعلم ان كان كل مايصلني عنك حقيقة أم مجرد كلمات ليس لها جذور أو حتى سيقان!!!ولكني الى الآن مازلت أتظاهر بأني لا أحبك وأن الحديث عنك لم يعد يستهويني بالرغم من أني أنتشي طربا لمجرد سماع اسمك حتى لا تشرخ الصورة التي ألصقوها بي ولم يعلموا أن بداخلي حرائق حبك وبأنني أتجرع مرارة الفراق صمتا هكذا فأنا لا أحب حضور مراسم الوداع الأخير...
قررت أن لا أعترف بحبي لك حتى اشعار آخر ولكن حانت ساعة الصفر ,,ساعة البوح وخانتني كل مشاعري فأباحت أسراري رغم محاولاتي المستميته ورغم ترددي الدائم ولكن أدركت بأننا نخسر كل يوم شىء من انسانيتنا من حقوقنا من مشاعرنا وصدق احاسيسنا ..أردت الغوص في أعماقك وسبر أغوارك ولكني خذلت عشرات المرات فلم أستطع فهمك ولكني أعتقد أنك مازلت تذكرني فهذا يكفي!!
أحتاج اليك .. أتوسل اليك.. ان تذيب ليل اليأس من حياتي أن تغدق علي من عطآءاتك أن تقدر شخصي وتحترم عقلي أكره بشدة أن تشعر بضأآلة أحلامي اوبسخافة اعترافاتي ولو كنت أثق أنك تتقبل اعترافي هذا لقلت جملة و احدة تختصر هذا السرب الطويل من الكلام لهمست تلك المعجزة من ألف عام قبلها وقلت" أحبك"
فبعد غيابك عصفت بي كل المشاعر تختلج بين جوانحي كلما تستكين تزيد عنفا وكأنه السكون الذي يسبق العاصفة ..فعزتي تأخذني الى أكثر من كبت مشاعري وكبريائي يأبى علي الاعتراف يخنقني يصمني بالضعف والفشل كلما أردت الخوض في غمار حبك ..
عندما أنظر اليك لا أنظر عبثا فقد شدني اليك شيء أدرك معناه وأخشى أن يظهر في عيوني فهي تعكس حقيقة مشاعري ..أحاول الهروب دائما من عينيك اخشى أن تكون حقيقة مشاعرك عكسية ..ولكني سأغتال حبك وسأجهض ملامحك من ذاكرتي سأدفن حبك وأضع الزهور على قبرة وكعادتي دائما نظرت مليا الى أوراقي الخاصة ..مشاعري..أحاسيسي..وأغلى ماأملك وثائق حبي لك .. تركتها مبعثرة يكبلها الصمت .. أسدلت الستار على نافذتي هربت من واقعي قلت في نفسي لا تقف الدنيا بفراق غالي وكم هي الوجوه التي انطبعت ملامحها في ذاكرتنا ونقشت اسمائها في قلوبنا وترددت كلماتها بأسماعنا وتعطرت بشذاها أنوفنا وانتشت ايدينا بملامستها وبالرغم من ذلك كان الوقت أقسى من أن يمنحنا فرصة الانخراط معهم طيلة الحياة .. سقطت دمعتي بقوة.. أدرت المذياع القديم القابع بجواري فإذا بصوت عبد المجيد عبد الله يسطع ويترنم::
الله أكبر عليهم
ماريحوني في حبك
قالوا وعادوا في حكيهم%
قسوا على قلبي قلبك%
وضعت الغطاء على رأسي أحاول الإختفاء عن عالمي وتجاوز السنين الماضية.