- ويبدو أن طلاق الآباء ليس له صلة قوية بالكحولية لدى الأبناء
وتركز نظريات السيطرة على دور الأسرة ، حيث يؤثر بناء الأسرة ووظيفتها بشكل حاسم في التنشئة الاجتماعية. إذ تعد الأسرة البذرة الأولى للتنشئة الاجتماعية، وهكذا تعد العامل المباشر الذي يقود إلى الجريمة.
وان عددا من نظريات علم الإجرام فساد النظام الاجتماعي ، والتعلم الاجتماعي ، والسيطرة الاجتماعية جعلت من الأسرة السبب الأكثر أهمية للجنوح. والأعمال الكثيرة المعتمدة على التجربة أظهرت بوضوح أن العلاقة السببية بين بيئة العائلة وارتكاب كل من الحدث والبالغ للجريمة هي علاقة ذات دلالة إحصائية. وهناك بحوث لكل من الوالدين في السجون (وهما واضعا نظريات تعتمد على الأصل الجيني) حيث بيّنا أن هناك نقلا جينيا للجريمة. فوجد Dugdale أن 14% من معدل انتشار جرائم معينة تنحدر من اصل عائلة معينة تدعى. ووجد Goddardأن 9 % من جرائم العنف موجودة في Kallikaks. ونسبة اكبر حصل عليها Gluecks (1974) الذي وجد ان 40% من الأولاد الجانحين قد ورثوا الجريمة من آبائهم. ووجدت دراسات الوراثة أيضا معدلات ذات أهمية لنقل جينات للكحولية alcoholism من الآباء إلى الأبناء ، وكذلك نقل جينات لها علاقة بالاعتماد على العقاقير ، والانحراف الجنسي. ونظرت بعض الدراسات في كيفية توافق الأطفال مع النسب المجرم.
وقد وازن Moerk (1973) بين اثر الآباء المسجونين وأثر الآباء المطلقين وأثر غياب الآباء المتوفين على تحطيم البيوت. وتبين أن الطلاق هو أعظم سبب لتحطيم الأسرة وأقل الأسباب هو موت الآباء (Moerk, 1973, Paper).
وتبين من نتائج الدراسات الطولية حول الجنوح في الأسر المحطمة بالطلاق ، أو الهجر ، أو الانفصال لسبب ما، لكل من ( West & Farringto1973) و (1979 Wadsworth) أن مثل هذه البيوت هي أكثر احتمالا لإنتاج الجنوح مقارنة بالبيوت المحطمة بالموت. ويشير Wadsworth إلى أن التأثير يكون في عظمته عندما يكون الطفل صغيرا. في حين يرى Needle et al (1990) أن التأثير الأقوى قد يكون في سنين المراهقة. مع أنه يرجح أن العمر الذي يحدث أثناءه تحطيم البيت ليس مهما على الإطلاق، لأن أثر الطلاق سيكون غالبا سببا مباشرا في كل الأحوال للتوجه الى جرائم خاصة
ويبدو أن طلاق الآباء ليس له صلة قوية بالكحولية لدى الأبناء
غير أن دراسة أخرى وجدت أن هناك علاقة قوية بين طلاق الآباء والتهور في قيادة السيارات عند الابناء الذكور Byram & Fly (1984) ). وكشف تحليل الأدبيات بخصوص الطلاق، أن هناك علاقة ذات دلالة احصائية بين غياب الآباء والجنوح، وتعلل هذه النتيجة بنقص المراقبة والإشراف
وينتشر السلوك الجانح بين المراهقين والأحداث في الأسر التي يوجد فيها أزواج أمهات أو زوجات آباء، وتَبيَّن أن الإناث البيض على الأخص، اللواتي هن بنات الزوج أو الزوجة معرضات للتورط بالأعمال الإجرامية أكثر من أمثالهن في الأنواع الأخرى من البيوت المحطمة إن تأثير زوج الأم المعتمد على العقاقير في الإناث البيض هو أيضا مشار اليه في الأدبيات
. ووجدت دراسات كثيرة أن هناك علاقة عظيمة بين الاعتماد على العقاقير في البيوت التي فيها زوج أم أو زوجة أب وظاهرة الجنوح لدى أبنائهم .
وقد وجدت دراسات أجريت على بيوت محطمة لأفارقة وأمريكان أن هناك علاقة قوية تربط بين تحطيم بيوتهم والاعتماد على العقاقير إلا أن ذلك لم ينطبق على الأسر الأسبانية
. وتبين أيضا أن تأثير الأسر المحطمة في الفرد وفي احتمال ارتكابه لجرائم معينة يظهر أكثر لدى السود منه لدى البيض
. ويبدو من خلال الدراسات أن نوع الطبقة الاجتماعية يؤدي دورا كبيرا في سلسلة الجرائم المرتبطة بالطلاق .
وحول تأثير نوع الجنس في الجريمة بينت بعض الدراسات أن الإناث يتجهن نحو الجنوح ذي الدرجات البسيطة نسبيا قياسا بالذكور الذين لديهم نزعة للأعمال الجنائية
وتشير دراسة Austin (1978) إلى أن الإناث البيض يتأثرن أكثر بالبيوت المحطمة من غيرهن.
وربطت دراسات بين اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع والاعتماد على العقاقير وبالتالي السلوك الجانح والطبقة الاجتماعية إذ بينت أن انتشاره بين الطبقة الدنيا أكثر منه بين أبناء الطبقة الوسطى
ووجدت إحدى الدراسات أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين التبني adoption وسلسلة جرائم معينة إلا أنه ليس هناك في الأدبيات أي دراسة أخرى تدعم هذه النتيجة.
ووجدت بعض الدراسات أن هناك علاقة قوية تربط بين الجنوح والإدمان على الكحول
وبينه وبين الامراض العقلية حيث ظهر لدى نسبة ذات دلالة من الاناث الجانحات زيادة الاضطرابات في التفكير.
واتفق معظم العلماء في مجال الجريمة أن هناك علاقة ذات دلالة بين قسوة الآباء في قصاصهم للأبناء وبين اتجاه الأبناء للجنوح، وبينت إحدى الدراسات أن الأولاد السود الذين عاقبهم آباؤهم بقسوة يميلون الى الأعمال الإجرامية، في حين أن الإناث البيض اللواتي مررن بظروف مشابهة يصبن باضطرابات عقلية
.
ووجدت دراسات أن الأب غير الكفء ، أو العاجز ، أو المتناقض مع نفسه له علاقة قوية بجنوح السرقة
وصنفت دراسات بعض السمات السيكوباتية على أنها علامة على اضطراب الشخصية غير الاجتماعية التي تكون عادة نتيجة لتحطيم البيت، هيكليا أو وظيفيا