الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
زينب>>
11-11-2022 - 11:39 am
  1. ((كيف وهو قهرك وأهانك بهذا الشكل الظالم)).

  2. ((هذا حقه يا ابنتي ولن أعترض على أمر الله)).

  3. اشترى لها سيارة بعد ضغوط شديدة أفقدته فهيا كرامته وكبريائه كرجل.

  4. ((ابق معها في هذه الفترة الحساسة فهي بأمس الحاجة لك)).


.
كانت إيناس الأخت الصغرى لثلاث بنات، خجولة، هادئة متعففة باستحقارها حتى مكائد البنات وأحابيلهن في اصطياد الشباب، جمالها المتميز بالعفوية وسمها بميسم الطهر والبراءة، همومها المتسامية عن ذاتيتها الفطرية التي يفترض أن تقلق كل أنثى صغيرة.. إذ يقلقها وقت صلاتها أن يدركها وهي في غفلة من أمرها أكثر من قلقها على جمالها أن تبخسه الناس حقه، يهمها أن تكون مرضية الأفعال والأقوال أكثر من همها بتجاهل الآخرين لأناقتها وبدت بين أختيها شاذة ذلك الشذوذ الجميل اللافت والمفعم بالمهابة.
أختها الكبرى فيها من الأنانية والسوء تستولي على ملابسها الجديدة وتقتحم خصوصياتها بإذعان من صمتها الخجول فترضخ ملبية طلبها لا تشوب نفسها شائبة بغض أو زعل إنما تبتسم تلك الابتسامة المتصالحة مع الآخرين في وئام وود.
تهب كل ما تملك لأختيها طواعية في إيثار ومحبة رغم سخريتهما من سذاجتها وطيبة قلبها، تشفق عليها الأم ((ما هذا الضعف يا إيناس؟ لِمَ تفرطي بأشيائك يا ابنتي؟)).
ويضيء ثغرها بضحكة خلابة ((نحن أخوات يا أمي ولا ضير في أن نتبادل الثياب والمجوهرات)).
تتزوج (إيناس) قبل أختيها وهي في السادسة عشرة من رجل يكبرها بعشر سنوات، يعمل في السلك العسكري قد فرض عليها ضوابط مشددة عبّرت عن سمات هويته، لكنها تتقن دورها الأنثوي الحالم ببراعة استولت على قلب الزوج وتوجته ملكاً على فؤادها، غمرته بعاطفة جياشة وحنان فياض.
أقفل عليها الزوج ((محمود)) الباب والنوافذ وفرض عليها عزلة خانقة وأملى عليها إرادته فما يرف لها جفن أو ينبض في قلبها نبض إلا بإشارة منه.
وأبدت له طاعة خضوعاً نادرين، يباغتها في بعض الليالي بنوباته العصبية المخيفة فتسكّن جوارحه وتلين قلبه عبر ظلال طلتها الوادعة تلقيها هفهفات بسمة عذبة فينساب بين أصابعها كطفل مطيع.
أنجبت الذرية وهي مقفلة على حياتها متكتمة على أسرارها تزعجها الأختين بأخبار نزوات (محمود) الغرامية وهي آخر من يعلم، لكنها تعرض في صمت بل تشحذ مخالبها كالنمرة مدافعة كلما تعرض أحد لزوجها أو نبش في حرمة بيتها سخرت أختها الكبرى ((يا لكِ من معتوهة قد سجنك واستأسد عليكِ لأنك ضعيفة، مسلوبة الإرادة)).
تثب كالملدوغة مستنكرة حديث أختها: ((إنها خصوصية حياتي ولا دخل لكِ فيها)).
كان (محمود) يعود محملاً بآثار خياناته المتكررة وعلامات نسائه الدامغة، لكنها متجبرة في صمتها الأشم، متجاهلة عن قصد، تسمع النسوة في محيطها الأسري وهن منعمات برغد العيش تبسط الحياة كفّيها لهن بتراخي سفر، مال، حرية وهي الوحيدة من تعيش في ضنك وحرمان لا تستمتع بترفيه ولا تظفر برحلة مبهجة، تخرج من حمل وتدخل في آخر، محاطة بأطفال يأكلون عافيتها بالصراخ والمشاكسات والمطالب حتى استنزفوا طاقتها تماماً فترقد في الليل كجثة هامدة، وعند اقتراب عودته قرب الفجر تغتسل وتتعطر وترتدي أجمل ثيابها لتستقبله هاشة، باشة.
يحبها بغريزة رجل متسلّط يستولي على كل مشاعرها لذاته فلا يقتسم آخر قلبها مهما قرب منها، فهو معبودها الأول الذي يفترض أن تهيم به ليل نهار وهي متناغمة مع طبيعته منساقة لمزاجيته، وطنت نفسها على إراضائه فيخلد إليها مرتاحاً، منبسطاً بكل استئناس، حجبها عن الناس وألبسها النقاب خشية أن لا يراها رجل ولا تقع عليها عين فضولي.
كثر سفره في الأشهر الأخيرة ولمست تغيراً في طباعه وحدة في مزاجه ونضوباً في أشواقه والقلق ينهش قلبها الهالع فلا تجد من تأمنه على سرها غير الله تقترب منه بحميمة:
((محمود حبيبي صارحني ما بك؟)).
يصدها معترضعاً، انفجرت باكية.
تتوسل إليه: ((صارحني اكشف لي عن سرك)).
يرميها بنظرة غاضبة: ((اخلدي إلى النوم فلا رغبة لي في الحديث)).
اتصالاته الهاتفية المختلسة فضحت ما بداخله، إنها ليست نزوة عابرة كتلك التي هضمتها بعسر، بل ثمة أمر مقلق جعله في حيرة، إنها (امرأة) من نوع ثقيل تدخل دماغ الرجل ولا تبارحه إلا إذا صدعت حياته.
وجاء بها ((الزوجة الثانية)) في سفرته الأخيرة بعد أن أنهى كل الوثائق الرسمية التي تثبت إقامتها، استأجر لها شقة مطلة على البحر وأسكنها ريثما يذيع خبر زواجه كواقع مفروض على الجميع.
وكانت (إيناس) أول من تلقى الصدمة الصاعقة، أوشكت أن تنهار، مذهولة من وقع الخبر.
أبعد سنوات الحب والطاعة تكافئني بضُرَّة؟!
حرمتني فصبرت، عزلتني فرضخت، صرت لك جارية ذليلة خاضعة تحت أقدامك، وأذعنت لأوامرك التعجيزية دون شكوى وتذمر، تأتيني في الآخر بضُرَّة؟!
أطرق صامتاً ثم انبرى يقول: ((أحببتها وهي إحدى قريباتي، التقيتها في إحدى الفنادق صدفة وكانت تعاني من زوجها ولا أعرف كيف وقعت في حبها تطلقت ثم تزوجتها)).
ويشملها غضب عاصف: ((وما النقص الذي تعانيه؟ لقد أحببتك وعشقتك وترمضت بنارك وأنا راضية، هل لأني حمقاء، صامتة، مهذبة؟ لو كنت امرأة قوية لحسبت لكرامتي ألف حساب، ولما تماديت في غيك وضلالك)).
تركها (محمود) رماد...
ولملمت بقاياها المهشمة وفتاتها المحترق وانكفأت تفكر وتدور بعينيها الدامعتين حول أركان بيتها البارد حينما غادره الأمان مذ دخلت حياتها (امرأة) وعرف أهلها فانهالت عليها المكالمات كالمطارق:
((أنتِ السبب؟.
لو أعطيتيه العين الحمراء لما تمادى؟
سكوتك هو من حرضه على الخيانة؟
سلبيتك هي من دفعته إلى التهاون في كرامتك.
قومي، ثوري، انفعلي، واجهي، اطلبي الطلاق، اتركي بيتك، اهجريه حتى يعرف قيمتك.
إنكِ ساذجة، سلبك كل عناصر القوة المال، التعليم، الشهادة وقطع جناحيك لتبقين رهن إشارته)).
وآخر طعنة شرخت قلبها نصفين صيحة أمها المدويّة في أعماقها المكدودة: ((عديمة الشخصية، منذ صغرك وأنتِ مسلوبة الإرادة، انسحابية ولهذا هجرك الرجل إلى امرأة أفضل منكِ)).
أقفلت جميع هواتفها وأصمت السمع عن هجومهم الجارح وسهام نقدهم القاتلة، وتوحدت بذاتها، تفكر ملياً في أمرها ودموعها تحفر في قلبها جرحاً لا يندمل، وتساءلت ما الخيار؟ وبناتي عرائس من نور وابني الوحيد مازال في المهد؟
أطلقت زفراتها المحرورة في التياع وعيناها الذاويتان من البكاء لا تبارحا سريره الخالي، وبيت كالقبر في وحشته وصمته، تلتف حولها البنات معتنقات جسدها الممتلىء
((ماما أرجوكِ لا تبكي)).
المحنة تشتد مع اندلاع غيرتها النهاشة وتفكر في لحظات شوقها حينما تعصف بكيانها فتذيب كل عيوبه من الخائلة وتحسبه فارس حياتها يغمرها دوماً بعاطفة ودلال.
تقتحم أمها وأختيها البيت بعد أن أعياهن إعراضها وسكوتها، وتجاهلها المستمر لهن.
تشتد نبرة أختها الكبرى: ((أكاد أجن يا إيناس هل أنتِ حجر؟ ألا تشعرين بفداحة الأمر؟ ألم تصرخي وتعنفيه، سجلي موقفاً إيجابياً واحداً في حياتك)).
وتمسك طرف الحديث الأخت الأخرى: ((هل عرفتِ من تزوج؟ كان على علاقة بها منذ زمن، سمعت أنها امرأة جبارة يرتعد منها خوفاً ويلبي طلباتها، والشقة الفخمة المطلة على البحر التي يبلغ إيجارها...
صرخت (إيناس) ((أرجوكما كفا عن هذا الحديث السخيف، لقد انقضى الأمر وتزوج، وأنا راضية، طالما كان لي بيتي وأولادي وإطلالته عليّ بين ليلة وأخرى)).
عنفتها الأم: ((بنصف رجل، بنصف حياة، بنصف معاش، يعطيها كل ما يملك ويرمي لكِ الفتات)).
تتشبث إيناس في عنادها: ((أنا راضية بهذا االفتات وأرجوكن احترمن كرامة زوجي فهو لم يرتكب إثماً)).
وتابعت الأم وهي أشد غيظاً: ((أظن محمود قد سحرك وحولكِ إلى دمية ميتة الإحساس والشعور)).
((بل غسل دماغها يا أمي)) قالت الكبرى وهي تصوب نظرات لائمة لإيناس.
دافعت إيناس: ((لم أشتكِ لأحدكن ظلامتي فأرجوكن احترمن الرجل في غيابه، خصوصاً وأنكن في بيته)).
خرجن خائبات، عجزن عن استثارة إيناس.
بينما ألقت (إيناس) جسدها المكدود على الكنبة، احتضنتها ابنتها الكبرى وهي تصب جام غضبها على أبيها
((أعتقد أن لهن الحق فيما قلن لأن أبي ظلمك يا أمي)).
((لا أسمح لكِ بهذا الاتهام فهو أمر يخصني لوحدي)).

((كيف وهو قهرك وأهانك بهذا الشكل الظالم)).

((هذا حقه يا ابنتي ولن أعترض على أمر الله)).

تصبّرت (إيناس) وابتلعت الغصص دون أن تدخل مع زوجها في مواجهة جديدة، بل بقت محتفظة بصورتها الوديعة التي انطبعت في ذاكرته طوال سنين العِشرة، يعود إليها فيجدها كالعروس في ليلة زفافها متبرجة، متوددة إليه بأروع فنون الغواية والغنج، تستميله بعشق وَوَلَه، قد جهزت له أشهى الطعام والبيجاما المتضوعة بالبخور دون أن تذكر سيرة ضُرتها بل أسقطتها من ذاكرتها لكي لا تعكر صفو حياتها، وكلّما حاول أن يستحضرها تقفل فمه بقبلة ((أنت لي وأنا لك ولا ثالث يخدش محبتنا، في حين ضرَّتها تهتاج غضباً، تتصل بها مدفوعة بفضول لاستكشاف خبيئتها وسر صمتها الذي قد تضمر نيّة سيئة أو خطة جهنمية تفسد حياتها.
وبإلحاح من (محمود) تزورها الضُرَّة في البيت وتستقبلها (إيناس) متكلفة الاحترام والحفاوة، وتلك الابتسامة المكسوفة تجترها من أعماقها المجروحة بكبرياء وأنفة والضرَّة مذهولة فقد أعدت لها (إيناس) مائدة عامرة بأشهى الطعام قائلة لها ((البيت بيتك واعتبريني أختاً لكِ نتعاهد على إسعاد هذا الرجل)).
ينكس (محمود) رأسه في خجل وهو يتصاغر أمام (إيناس) يوماً بعد آخر والناس تصفها مجنونة، بلهاء، ساذجة وهي عقدت النية مصرة على أن تصون ذاتها ولا تخدشها بأفاعيل تشين إلى شخصها وعزتها وتسخط ربها.
وتشتكي إلى الله سبحانه حزنها، متقربة إليه مع تصاعد آلامها وحرمانها، خصوصاً عندما أشعلت غريمتها الحرب عليها وكشفت عن خبث سريرتها، امرأة جاءت على مطمع من الرجل، وتصرفت بابتذال وخِسة، وكلما ذهب محمود إلى (إيناس) تنهال عليه باتصالاتها المسعورة مفتعلة المشاكل والأسباب كي تسترجعه إليها مرغماً.
ويغتم (محمود) ويتباعد عنها، نادماً على هذه الزيجة التعسة فخناقاتها يومية، تنكد عليه لأتفه الأسباب مما زاده التصاقاً بإيناس وقرباً ولهفة عليها، فهي ملاذه من جحيم تلك المرأة المتغطرسة التي تطالبه بمطالب تعجيزية فضحت خطتها.

اشترى لها سيارة بعد ضغوط شديدة أفقدته فهيا كرامته وكبريائه كرجل.

حملت منه وتفننت في شتى أساليبها ومكائدها لتبعده عن أسرته وهو ممزقاً بين البيتين وإيناس تدفعه بملء إرادتها إلى ضرَّتها تحت تبرير أنها حامل، ووحيدة، وغريبة وتحتاج إلى حنانه ومداراته.
لم تكن إيناس سعيدة بل كان الحزن طحناً خصوصاً بعدما علمت بحمل ضرَّتها، إذ يعز عليها أن تشاركها أخرى في زوجها حبيب صباها بل أخذت الأخرى تحفر لها المكائد كي يطلقها لتستأثر به وحدها، رياح المشاكل والمؤامرات تجتاح إيناس وتزلزل بيتها لكنها صامدة قوية، مصرة على البقاء لا تغادر عشها ستكافح من أجل أسرتها وستحتفظ بزوجها، لهذا كانت تنفض عنها باستمرار غبار الشائعات والأقاويل والدسائس وتمضي في طريق حياتها محتسبة أمرها على الله عز وجل.
ولدت ضرَّتها صبياً وجاء به محمود إلى أخواته ليرونه وإيناس تقبَّله وتحتضنه قائلة لهن ((هذا أخوكن أحببنه كما تحببن حسام شقيقكن الأصغر)).
وذهبت (إيناس) إلى شقة ضرَّتها في فترة نفاسها لعيادتها ورعايتها، وتركت خادمتها تحت أمرتها ومضت تحنو عليها وتطهي لها الطعام والشوربات وتحمم الطفل وتشتري لهما لوازم النفاس، ثم قالت لزوجها:

((ابق معها في هذه الفترة الحساسة فهي بأمس الحاجة لك)).

واشترت لها سواراً من ذهب هديّة وحينما قدمتها انكبت ضرَّتها على يدها تقبلها باكية: ((سامحيني يا إيناس، كم أشعر بالخجل منكِ، لقد احتقرت نفسي لأني أهنتك وجرحتك، رعيتني بحنان لم أذق له طعماً في حياتي فقد هجرتني أمي عندما كنت طفلة وربتني زوجة أبي على الضيم والعذاب)).
احتضنتها إيناس مشفقة: ((اعتبريني أمكِ، أختكِ، صديقتك، يربطنا مصير واحد)).
وهكذا عاشت الضرتان في نسق حياة هادىء في مأمن من شرور المهاترات التي تفرضها طبيعة العلاقة الحساسة بيد أن الزوجة الثانية بقت تتصادم مع زوجها غير متوافقة مع طباعه، تطحنها الغربة والغيرة الشديدة، طلبت منه الطلاق ولبى لها الرغبة بعد أن أخذ منها الطفل، أخذت مبلغاً من المال ورحلت,
عاد (محمود) إلى (إيناس) مستغفراً، تائباً، يلهج قلبه حباً وإيماناً وإخلاصاً وعاهدها على أن تبقى المرأة الأولى والأخيرة في حياته.
منقول


التعليقات (7)
aljori
aljori
رائعة جدا
تأثرت كثير
مشكورة حبيبتي على النقل الرائع

زينب>>
زينب>>
مشكوره حياتي على الرد وانا كمان تأثرت فيها على شان كده حطيتها

اسيل2011
اسيل2011
الله يوفق الجميع

حنين الزمان67
حنين الزمان67
مشكورة حبيتي على النقل

زينب>>
زينب>>
مشكورات على الردود

دانتيل وردي
دانتيل وردي
قصة خيالية
و ايناس خيالية أكثر من هالقصة خ
يسلمو

سمآري سر جمآلي
سمآري سر جمآلي
يسلموو

قصة الفتاة التي تنادي بنغالي بعد خروج زوجها
قصة واقعيه لمعلمه