نذالة بثرة بقلم أنثى

نذالة بثرة
أنا محظوظة للغاية ها هو يوم خطبتي من حبي الذي لم أدنسه ابن الجيران سامر , حب شريف لم ولن يجمعني معه إلا الحلال ,
عدوي اللدود في سنواتي الأولى و فارس أحلامي حاليا
رجل رائع مزعج قليلا بتعليقاته الساخرة , لكنه ساحر بنظراته العاشقة
أحبه أحبه أحبه
سأغسل وجهي الجميل الخالي من العيوب , التعليقات من الجميع كانت ترتمي علي , (بشرتك ناعمة )(تمتلكين وجه ملائكيا) (عدت مرحلة مراهقتك بلا بثور مزعجة ,هنيئا لك) و الكثير الكثير ...
ما هذه , ما هذه على وجهي هل هي .. لا لا ليس اليوم ..
و بأعلى صوتي
: منال تعالي إلى هنا
دخلت أختي بكسل فمازال الوقت مبكرا
:ماذا.
أنا وبفزع علي أجد معها تعاونا و تعاطفا أخويا
: وجهي وجهي به شيء .
أنا أعرف بأنها بثرة لكن لساني شل حين حاولت النطق باسمها ,
اقتربت أختي ذات الشعر المنكوش و ابتسمت
: لا أله ألا الله , أنها بثرة .
ثم ضحكت وقالت : إنها بثرة .
تعجبت منها و من بلاهتها
: ولما الضحك !
جلست أختي على سريري و قالت و هي سعيدة
: هل تعلمين حين بلغت الثالثة عشر من العمر و كنت مهووسة بجمالك و مغتصبة حقوقنا في الوقوف أمام المرآة ,
قمنا نحن أخوتك أنا و فادي و ليلى و أحمد و عزة بعمل رهان بسيط فإن زارتك البثرة قبل يوم زفافك فأنا و فادي سنكسب الرهان
و إن لم تفعل سيخسر كلا منا ألف ريال , و أضاء وجهها فرحا و قالت : لا تتحركي سأنادي الجميع .
حقا يا منال هل أنا سيرك لك أنت و أخوتك
: اللعنة .
ومددت يدي لأنزعها بلا تفكير لكن صوت صغير صدر من طرف أنفي موقع بثرتي .
:لا.
انزعجت و قلت : من هنا ؟
وبنفس الصوت الغريب
: أنها أنا بثرتك لا تنزعيني و إلا ستصابين بحفرة كبيرة في أنفك الجميل .
تعجبت منها و سألتها
: و هل تتحدث البثرات ؟
أجاب الصوت : نعم
كرهتها جدا فقلت لها : هيه أختفي من هنا فأنا لا أطيقك و ليس مرحب بك في أنفي .
قال الصوت الصغير متذمرا : لم يكن من المفترض أن أكون هنا لكنك استهزأت ببثرة أختك عزة فوجدت هنا .
صرخت بها : غادري وجهي الآن .
قالت البثرة الصغيرة :
لديك خياران إما أن تنتظري رحيلي لأغادر بسلام و إما أن أغادر الآن و سأعود في يوم أختاره أنا .
أصوات أخوتي المتهورون يسقطون أرضا ثم يقومون ثم يدفعون بعضهم بعضا عن الطريق , تبا لهم لن أعطهم ما يريدون .
:نعم موافقة هيا أختفي بسرعة . دخل الجميع و بقوا يحملقون في وجهي حاولت أن أقرأ الحقيقة من على وجوهم المنفعلة , هل رحلت تلك السخيفة أم ظلت هنا لتثير غضبي ,أقسم لو ظلت سأعتصرها بطرفي أظفري الطويلين .
ملامح الاستياء تعلو وجه أخي فادي قائلا
: أيتها الكاذبة ,
ابتسمت ليلى بخبث و قالت : غرامة كذب مئة ريال , لكل منكما .
رحل الجميع غرفتي المصونة ليتركوني مع أفكاري الوسواسية بشأن بثرتي,
مرت أيام خطبتي جميلة و رائعة و مليئة بالضغط النفسي , مللت من مرآتي الصغيرة ألتي أبقيتها بجانبي طوال الوقت خوفا من هجوم مفاجئ من بثرتي .
و الليلة هي ليلة زفافي بعدها لن أمسك مرآتي لعدة شهور , بل إنني سأكسرها و سأحولها إلى فتات .
ثوان و سأزف مع حبيبي , أنها أخر مرة سأنظر لوجهي في مرآتي الصغيرة
و مع انعكاس صورة وجهها في المرآة, أرتفع صوت صراخ غمر القصر بأكمله
:لا
انتهت