الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
شوشو
08-12-2022 - 10:54 am
القصة مره حلوة واعجبتني وحبيت انقلها لكم
أنقل لكم قصه أعجبتني جدا جدا جدا وأتمنى أن تحوز على إعجابكم وتنال إستحسانكم
وهذي القصه للكاتبه حمران النواظر وهالكاتبة معروفة بقصصها الراائعة
يعني أكيد راح تكون حلوه أنشا الله وراح تعجبكم بس أتمنى أنكم ما تبخلون على بردودكم
وأهم شئ الردود عشان احس ان فيه متابعين للقصة والا ماراح اكمل الاجزاء ::::::9
وكل ماشفت فيه حماس أكثر راح انزل اجزاء اكبر لكم يعني العملية طردية بالدرجة الأولى
وهذا أول جزء من القصه وأتمنى أتمنى أتمنى أنه يعجبكم
7
7
7
هل وقعتم بالحب مرة .؟؟؟
هل احببتم احدا بكل جدية .. حب عصف حياتكم وجعلكم من بعد انتهاء هذا الحب كالارض
الموبوئه او الرو ح المسلوبه ... ؟؟
هو فعل..
بطل قصتي...
لم اذكر لكم اي شي عن قصتي الجديده لانني قررت ان تكون مفاجاه لكم ....
ولم اصبر ان ابقيها في مخزون ملفاتي ولذا انزل لكم اول جزء ....
اريدكم في هذه القصه . ان تحبونهم .. وان تفهموهم .. وان تعذروهم . رغم القسوة التي ستلاحظونها ..
ورغم العذاب اللذي ستشاركونهم به .. لانهم .. بكل هدوء .. مجبورون ...
اول جزء
كان يوما ككل الأيام.. رطب في الصباح .. نوافذ السيارات المصفوفة عند قارع الطريق
منداة بقطرات المياه الباردة .. خرجت كما تخرج كل يوم .. تسير لمحطة الباص.. كي تستقل أحدها للمدرسة..
كانت تسير والابتسامة على وجهها.. والتسبيح باسم الرحمن بقلبها.. تحاول أن تسترجع أحد
أحلامها العديدة التي مرت بها بليلة الأمس.. لكن لم يكن هناك إلا حلما واحدا واضح المعالم لها..
كانت تبتسم بخجل وهي تتذكره .. وتخفي فمها بيديها.. وتحضن يديها وجهها المندى ..
نقاط العرق تلمع على صفديها وجبينها ولكن .. كانت تمر بأحلى اللحظات..
وقفت كما تقف كل يوم .. وكلتا رفيقتيها بانتظارها تحينها ..
فاتن: تأخرت عليكن
مريم: لا ما شاء الله عليج فاتن دايما على توقيت غر ينتش
فاتن: ههه الحمد لله لاني رقدت متأخرة امس..
مريم: ليش بالله..
فاتن بابتسامه ساحرة: لو تدرن بس ..
سمية: قولي شصاير؟؟
فاتن بحماسه شديدة: مشعل بيرد من السفر..
مريم: من مشعل؟
فاتن باستغراب من مريم: مشعل!! ما تتذكرينه..
سمية : لحظه لحظه.. ولد جيرانكم ..
فاتن تومئ برأسها المغطى بحجابها..
مريم: اه واذا .. خير يا طير..
سمية: افاا مرايم ما تدرين .. هذا حبيب القلب
فاتن: عساني افقد عدوج شنو حبيب القلب.. فال الله ولا فالج ..
سمية: عيل ليش شاقه الحلج جذي دامه ما يعني شي لج؟
فاتن بحبور : ماادري.. احس ان ييته هاذي تحمل اشياء وايد ..
مريم: يعني صوغه؟
فاتن بنظرة مقيتة لغباء صديقتها: مريم .. انتي ليش ما تشغلين مخج؟
مريم : الله يهداج تونا من الصبح للحين ما طافت الساعه 7 وربع.. خليني شوي اصخن بعدين تكلمي وياي
سمية بضحك: ههه ولا سيارة ابوي ههه
فاتن: ههه
مريم: تضحكن يالسخيفات .. لكن اللي يعطيكن اليوم برينغلز
فاتن: اوه اوه نسيت اليوم الثلاثاء.. فديتج يالريم انتي اغلى صحباتي
سمية: احم احم... نحن هنا يا فاتن
فاتن تميل للثانيه: وانتي بعد. انتن خواتي من بعد المرحومه عالية ..
سمية ومريم تضمان صديقتهما الرائعه بكل حب: يا بعد قلبي فتونه ..
وياتي الباص...
في طريق العودة.. مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الأخرى
بالقصص والنكات المتعددة وهن يتناولون من بوظة العم ضاري البقال..
سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظتها بتلك الظهيرة الملظيه: عدال مريم لا تاكلين يدج ويا البريد..
فاتن تضحك
مريم باحراج خفيف: شعليج انتي.. يوبا بريدج ولا بريدي .. انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي
البيض على الرصيف ويا ويهج
سمية: ايه عاد مو جذي.. شوي شوي .. اللحين لو يشوفج احد شبيقول
مريم: الله عاد اللحين لاني اكل اسكريم الناس بتتكلم ..
فاتن تكلم سمية: ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم
سمية: أي لذيذ مافيها شي .. اهو كل يوم لذيذ..
مريم: فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني
فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات : هي انتي صج ما فيج خير ما تذكرين الا السوالف البايخه
فاتن : ههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه .. علىبالج احنا ارفيجات خلاص ماكو احراج..
سمية: عاد هاذي السوده
مريم: الله .. السوده انتي.. والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ..
فاتن: ههه مريوم والله انج فاضيه ..
سمية: اقلج ...(تنظر لمريم وهي تعود للبوظة) اوهو يوبا فجيها عن حلجج
فاتن تستمر بالضحك الا ان وصلت اولهن – سمية- لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها..
فاتن استغلت هذه الفرصة لكي تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه
فاتن: ريموو.. بقلج حلمي امس
مريم وهي تتلذذ ببوظتها: شنو..
فاتن: حلمت اني تزوجت..
مريم اندهشت للخبر: ويه مبروك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك:: ::
فاتن : ههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟
مريم: ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي
فاتن: تسلمين حياتي وياج
مريم بلهفة: على منو عرستي؟
فاتن: حزري !!!!!!
مريم بتفكير: ام ... خالد البريكي
فاتن : مالت عليج
مريم: محمود بو شهري
فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها: جانزين
مريم: بو الجازي راعي البريد
فاتن: مصكه بويهج ..
مريم: عيل
فاتن: حزري
مريم بتوسل: هئ هئ فتوون شدراني أنا .. قوليلي؟؟
فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات: مشعل.
مريم بشاعرية هي الثانيه: ويه.. والله خوش حلم .. شصار؟
فاتن تشرح الموقف بكل لهفة: كنت لابسة فستان ابيض حلو .. وكنت امشي..بروحي له ..
واهو كان ينتظرني.. ليما وصلت له .. مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود
مريم تمسك عبائتها : يا حسرة قلبي .. شصار بعدين؟؟
فاتن تسير بكل رومانسيه: وبس..
مريم: بس..
فاتن: شبعد؟
مريم: يعني خبرج .. بيبي .. ولا انج حامل؟
فاتن باحراج: جبي يا حمارة .. ما عندج الا هالسوالف انتي..؟
مريم: ههه سنه الحياه يا الكريهه.. والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟
فاتن: أي والله.. ابي الف ولد والف بنت.. يالله افضي اللي بقلبي كله
مريم: اه الف بنت والف ولد .. اقول زهبي حالج لضرتج!!
فاتن بغرور: اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟
مريم تنظر اليها بفخر: لا .. بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه
فاتن: لو يموت مااخليه .. شنو .. حلالي يوبا واعرسه على غيري؟
مريم تنظر للارض بكل حزن واسف.. فاتن لاحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل
فاتن بنعومه الحرير: علامج مريوم.. ليش زعلتي؟؟
مريم: زعلت عليج .. انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن. اهو وين واحنا وين؟
فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها.. كلام مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح
فاتن: عادي مريم .. محد قال الاحلام بفلوس.. بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي.. وبعدين من يبيني .. أنا احلامي دايما اهي اللي ترعاني لان محد عندي
مريم : فاتن لا تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل
فاتن: ههه فديتج انتي والله .. ما اقدر على قلبج احوو عليه ..
مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه: اخر مرة تقولين ان ما عندج احد.. أنا وياج يالسباله الكريهه
فاتن : ههه ان شالله ..
مريم: احبج فتون
فاتن: وأنا بعد
مريم تحضن رفيقتها بالدرب: يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ..
فاتن والدموع تتدحرج على خديها : امين ..
وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها.. تقطع الشارع بهدوء الملائكة..
تسير وهي تفكر (بمشعل).. ابن الجيران .. حكايتها معه كلاسيكية بكل ما تعنيه الكلمة ..
هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار الفقير .. كان اللعب مسموح لها و ممنوع عليه ..
كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته .. او برجه كما كان يحب ان يسمية ..
تسمع عن اخباره المتفرقه من اخيها (جراح) المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف
اباها بتنجيد الاثاث بمنزله .. كانت تحس بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير الا انه فقير الحياه
حتى انه لم يكن يملك العديد من الاصدقاء.. عائلته كانت دائما تحوطه بأولاد عائلته حتى يكون الصداقات معهم ..
الا انه كان يميل "لاولاد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة المغرورة..
كان دائما يقف بوسط الشارع مع الاولاد يتحصل منهم على اخر الاخبار التي تحصل بملاعب الكرة ..
وغرف الدراسه بالمدارس الحكوميه .. يستمع لها بشغف كبير.. ويضحك على الحركات العادية التي
يقومون بها بالمدرسة .. لانه بكل بساطه.. محروم منها .. هي لم تتعاطى معه الا بالصغر..
عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم بايام العطلة..الا بذلك اليوم ..
يوم مغادرته للحي.. كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام .. واليوم كان صيفيا بنسمة ربيعية..
كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع (جراح) ..اتى ناحيتها..
كانت شبه مغمضه العينين من شده الشمس..
مشعل بابتسامه: شتسوين.
فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين: العب..
مشعل: اشوفج.. بس ليش قاعده بالشمس..
فاتن: ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم
مشعل: انزين ليش ما تلعبين وياهم
فاتن تعود لدميتها: ملل.. كله يتطاققون..
مشعل: ههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم
فاتن تعود وتنظر اليه: ميانين ..
مشعل ينظر إلى اين يلعب الاولاد: لكنهم عايشين.. على عكسي..
فاتن: ليش.. انت ميت؟
مشعل: ههه ... انتي نكته .. شسمج
فاتن: مو شغلك... ( نهضت وهي تسير عنه)
مشعل: خلج انزين أنا بروح
فاتن: اصلا ما ابي اقعد بالشمس..
وسارت فاتن عنه الا انه قطع دربها
مشعل: انزين لا تزعلين
فاتن: اشعليج مني زعلت ولا لاء؟
مشعل: اوف وايد .. ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة
فاتن لاتعرف لما احست ان هذا الانسان لا يمكن ان يكون اخاها ولكن: لا ما زعلت
يمد يده بقطعه سكاكر: انزين هاج حلاو
فاتن تنظر إلى ما بيده : على كاكاو؟
مشعل: ايه ..
اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه.. ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه..
ولكن اتى صوت امه ليعيده إلى واقعه المرير.. وذهب مشعل ملبيا نداء امه..
التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك .. اختفى .. هكذا فقط.
عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه ..
وهي تسرح شعر دميتها.. وفجاة دخل اخيها جراح والدموع تتلألأ بعيونه
جراح : وين امي؟
فاتن: بالمطبخ. ليش؟
لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ . فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها..
الام تحاول تهدئة ابنها الصغير: علامج يمه بسم الله عليك..
جراح والبكاء يخفي صوته: بيروح يمه .. بيسفرونه بره الديرة .. اهو ما يبي.. لكن كله من امه
ام جراح: لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته
جراح: يمه حرام يسوون فيه جذي.. ما يستاهل..
ام جراح تحضن ابنها الحزين: ماعليه .. بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول
جراح: تصدقين يمه على شويه مااشوفه الا انه بقلبي اكثر من سعد وبدر.. وايد اعزه يمه .. ليش؟
ام جراح تبتسم بحنان: لانك طيب يا وليدي .. وتدري انه ما عنده احد ..
لم يتكلم جراح بل غاب بحضن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن
خرجت مسرعة لكي تعرف من الذي سيرحل..
رأت جميع الاولاد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي المنازل الحكومية..
وقفت بجانب مريم: شصاير؟
مريم: ارفيج جراح بيسافر
فاتن: من. بدر؟
مريم : لا مشعل..
فاتن باستغراب: من مشعل
مريم: مشعل اللي يعيش في القصر
فاتن بصدمه: اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟
مريم: ايه.. ليش ما تدرين
فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للاغراض والحقائب التي توضع بالسيارة ..
الخدم كانوا اما داخلين او خارجين ..
ينفذون اوامر الأب اللي تبدو على ملامحه التعاسه ..
فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل.. لكي تعاتبه على دموع اخيها العزيز ..
واخيرا خرج مشعل ومعه امه.. كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر..
فتيا.. ولكن طويل القامة .. اطول من جميع صبية الحي.. ويبدو لمن لا يعرفه اكبر من عمره ..
قبل ان يدخل سيارته استوقفه صوت فاتن ..
فاتن وهي تجري بخفه في الشارع: ليش بجيت جراح
مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين: ما سويت له شي..
الام بكل غرور: يالله يمه ادخل
التفت مشعل لامه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا : عطيه جراح ..
فاتن لم تجيبه لانه قد دخل السيارة .. وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه.. وعيون الجميع ترقبه ..
بعد اختفائه عاد الاولاد للعب .. الا طفله واحدة.. ظلت واقفه على قارعة الطريق.. يدق قلبها باضطراب..
تمسك بيديها ما لا تستطيع ان تعرف ما هو .. لان عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت..
اتت مريم لها وهي تجري: شعطاج؟
فاتن تلتفت لها : عطاني هذا..
فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه..
كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير..
بدون لجام ولا سرج .. يبدو حرا .. كالطيور ..
نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت: اللاه .. وايد حلو .. عطاج اياه حقج..؟
فاتن: لا .. حق جراح ..
وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليلا..
جراح امسك الهدية وصعد الدرجات وهو يمسح دموعه..
كانت الهدية غالية عليه جدا.. لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ..
ياه .. يا للحياة العجيبة.. مرت سبع سنين منذ غادر مشعل لكي يدرس بالولايات المتحدة الاميركيه ..
وها هو خبر عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إلا قليلا.. لكن ظله بقي مع الأولاد .. بكلامهم ..
وحكاياتهم .. وبذكرياتهم القليلة التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة
كانت فاتن تبتسم وتكمل مسيرتها .. وصلت للحي .. عيناها هامت على الجلبة التي عند قارعه طريق
بيتها .. سيارة فخمة واقفة.. وخدم القصر ينزلون الاغراض المحملة فيها .. شباب الحي كلهم
متجمهرين واصواتهم الرجوليه تتزاحم بالكلام .. يبدوا وكان احد اهالي المنطقه عاد من السفر..
توقفت فاتن وهي تفتح عينيها الزجاجيتين.. لا بد وانه مشعل.. والا لما كل هذه الجلبه والفوضى..
اشوف ردودكم وبأكمل الجزء :::00:::
هذا الاتفاق ::::::9


التعليقات (8)
شقاوة
شقاوة
يلا عاد نزليها ولله القصة تجنن يلا يالغالية بسرعة بلي يز

شوشو
شوشو
والله زعلت مافي ردود تشجع
عشانك راح اكملها وتسلمي

شقاوة
شقاوة
يلا تكفين كمليها

ريــــما
ريــــما
القصة باين عليها حلوة بس انا مرح اقراها الا لما تكمل فياليت تكملينها بسرعه
ريما

حبوبة 2005
حبوبة 2005
رائعه كملي يا الغلا

شوشو
شوشو
الجزء الثاني ...
استعدت فاتن لكي تنهض للمدرسه .. مشطت شعرها الحريري وهي تسرع بالخطى.. لفت الحجاب بطريقتها القوية .. وغادرت غرفتها..
نزلت للأسفل ورأت معركه اليوم مع اختها مناير واخاها الاصغر عبد العزيز..
فاتن تسلم على الكل: صباح الخير..
عبد العزيز: كاهي ياتج ام الخير .. فتون قولي للحمارة ان التوست الاسود لي
فاتن: حبيبي عزوز أنا اسوي لك اللي تبيه
عبد العزيز بعصبيه: يعني لازم كل يوم تراضيني .. ليش اهي ما تعطيني
اياه من نفسها.. لكن أنا اليوم ما برضى باللي تسوينه لي
ام جراح: اوف منور والله بتيبين لي الضغط عطيه التوست ابسرعه وأنا بسوي لج واحد يديد.
مناير بعناد الاطفال: ماني... ماني .. ماني
عبد العزيز : منور هاتيه احسن لج ..
مناير وقفت وهي تشهر التوست بيدها: ماكو .. ماكو .. ماكو ..موت ولا بتحصله
عبد العزيز: اموت؟.. اوريج ..
اخذ عبد العزيز كأس الشاي وسكبه على زي مناير المدرسي واطلق منها صرخه دوت بالمنزل
مناير بغضب: يالحيوان .. شوف شسويت ..
فاتن وهي تمسك عبد العزيز: عشان ما تتحدين الرياييل مرة ثانيه يالهيلق
فاتن بعصبيه ولاول مرة تصرخ عاليا: ذلفي لبسي لج المريول الثاني ..
مناير لم تتكلم وغادرت إلى غرفتها لكي تستبدل الزي المدرسي...
عبد العزيز لم يكن يقدر على التكلم .. جلس يكمل افطاره
فاتن: شنو .. الحين بتكمل ريوق.. قوم قوم بسرعه.
عبدا لعزيز بدهشه: يعني اروح المدرسه بريجي
فاتن: انتظر للفسحه.. يوم اللي تتادب وتحترم النعمه اللي جدامك انت واختك بعدين يصير خير..
لكن اللحين .. على المدرسه بسرعه
عبدالعزيز ينظر إلى امه اللي تنظر بكل فخر إلى ابنتها: يمه
ام جراح بعصبيه: وحطبه.. هاك فلوس المدرسة .. وجب ولا كلمه بعد فاهم؟
عبد العزيز لم يجب بل اكتفى باحناء رأسه: ان شالله ..
وصل صديق عبد العزيز فهد وغادر معه إلى المدرسة.. نزل جراح وفاتن تهم بالمغادرة .
جراح: ها فتون .. الا خدودج محمرات من الصبح شصاير؟
فاتن لم تجبه لانها لم تنسى الاسلوب الذي عاملها به ليلة البارحة وكلمت امها بالنيابة: يمه أنا بروح اللحين زين ..
ام جراح: بالسلامه يا بنيتي ذكري الله بالدرب .
فاتن: ان شالله... مع السلامة .. وغادرت..
جراح استغرب من تجاهل اخته له .. ولكنها تبدو غاضبه .. وما اكد ظنه هي مناير التي نزلت وهي تبكي..
مناير: يمه طالعي هالمريول واسع علي وما ينفع للمدرسه
ام جراح: اللحين نازله تتكلمين.. ما حشمتي احد وخليتي اختج تعصب مسكينه وتطلع بيوعها حتى فلوس مااخذت.. انقلعي عن ويهي يا السوسه..
مناير وهي تغادر المطبخ: خلاص أنا بعد ما باخذ فلوس عشان الغاليه فاتن ..
جلست مناير بالصاله تنتظر إلى ان ينهي اخاها فطوره ويوصلها للمدرسة ..
فاتن طوال الدرب كان تتعوذ بالله من الشيطان .. لم يحصل ان غضبت وعنفت اخوتها بهذه الطريقة..
ولكن اليوم اعصابها كانت مشدوده على غير العاده .. وقفت بالشارع وهي تغلق عينيها
تمسح على وجهها الملائكي وهي تسبح باسم المولى..
هدأت قليلا وعاودت المسير.. وفجأة انصدم بصرها بالرجل الواقف امامها ..
ارتعبت جدا وانتفض بدنها عندما راته ..
مشعل: مسامحه ما كنت اقصد.
فاتن لم تجبه بل اعتلت خدودها حمرة لم تسبق أن أحست بحرارتها : ... لا .. معليه ..
وسارت فاتن مبتعدة عنه.. وهي تحس بدقاتها كالطبول بين أضلاعها.. انه هو .. مشعل..
ارادت ان تراه .. ولكنها لم تحلم بهذه الطريقة .. وجها لوجه.. ارحمني ياربي.. لو رآني أحد ما ..
لسادت الاقاويل عني .. اسرعت بخطاها ولم تلتفت إلى ما ورائها على الرغم من رغبتها العارمة..
مشعل ظل واقفا ينظر إلى ذلك الشخص النبيل .. تلك الفتاة الجميلة.. لا .. ليست جميلة ..
بل هي غاوية .. وبكل معنى الكلمة .. جمالها غاني .. لا يحتاج إلى إضافات المساحيق الكاذبة ..
واجمل ما فيها هي عينيها الزجاجيتين .. رباه .. هل هي هذه الفتاة الصغيرة نفسها ؟..
أم إنها ملاك من ملائكتك ؟؟
ظل ينظر إليها يأمل ان تستدير ويراها مرة أخرى لكن هيهات....
بقيت تسير بصلابة وقوة شخصية كما لم يرى فتاة تسير بها ... وعاود المسير إلى منزله ...
ولكن قلبه قد غادر معها ..
فاتن لم تكن تحس باطرافها عندما وصلت إلى المحطه وحيتها سمية..
سمية باستغراب: علامج فتوون؟
فاتن وهي ترتعش: سمووي.. والله مو قادرة .. احس روحي بطير؟
سمية: ليش.. شصاير؟
فاتن بهمس : شفته .... سموي شفته ... ويه بويه!
سمية: منو؟
فاتن بابتسامه: مشعل..
فاتن وهي ترتعش: والله سموي لمسي يدي .. احس بروحي ترتجف فيني ..
سمية: الا اقولج .. مريوم وينها ؟
فاتن: بتتاخر اليوم بتروح عيادة الاسنان..
سمية: شدراج
فاتن حست ان سمية ستبدأ مسرحية الحساسية من صداقه فاتن ومريم العميقه
وكذبت عليها: خبرج لازم اتصل فيها كل يوم عشان تقول لي ان كانت بتغيب ولا بتيي عشان لا تورطنا ..
سمية : اها.. والا عليها الخايبة ما تتصل باحد ..
فاتن وهي تنظر بحذر إلى سمية : ايه ..
واتى الباص ليغادر بالفتاتين .. في الحصة الثانية وصلت مريم للمدرسة
وهي تتذمر لاخاها عن مدى مرضها وعدم قدرتها على المواصله ..
مريم: تكفى مساعد ردني البيت عندي عذر المستشفى
مساعد: شلون بتردين البيت والمدرسه؟ .. انتي ناسيه انج رابعة ثنوي ولا شنو..
خفي دلع ويالله قومي بسرعه..
مريم تتأفف من اخيها المتزمت محب المدرسة.. لو كان لؤي هو من يوصلني لاختلفت الاوضاع..
هو على الاقل ينصاع لكلامي لانه مثلي.. لكن مساعد هو من وقع سوطه
علي واصبحت كالربيبة له .. ولكنه اخ فاضل.. لو يخف علي بتزمته لكان افضل..
دخلت مريم مع اخاها للمدرسه والى غرفه الاشراف الاجتماعي.. بنفس الوقت فاتن وسمية
كانتا تسيران إلى الادارة لكي تسالان عن اذنهما برحلة الكشافه المدرسيه ..
بقيتا جالستين امام غرفه الاشراف وفاتن ارخت حجابها قليلا لان الجو كان حارا جدا..
فاتن: وه على هالحر .. وين الواحد يقدر يتنفس ماكو هوا
سمية: والله انتي اللي بالشه روحج بالحجاب.. والا احنا بمدرسه من بيشوفنا يعني ..
فاتن: الزراع واللي ينظف والحارس.. مو رياييل هاذول
سمية: اللحين الهنود تتغطين عليهم
فاتن باستغراب: ساعات.. استغرب من منطقج بالحياة.. انتي شلون تعيشين
فاتن: أنا بروح عند غرفه خالتي (الممرضه )
سمية: لا تصيفين
ذهبت فاتن إلى غرفه الممرضات حيث تعمل خالتها الثالثه .. عزيزة ..
لكي تسلم عليها..انتهت الاجراءات وغادر مساعد الغرفه مع مريم وتفاجئت برؤيه سمية
التي تخشبت من الرجل الواقف امامها وطارت هاربة عن نظره وكأن مساعد قد القى عليها
أي اهتمام.. ترك مساعد اخته وتوجه إلى البوابه الرئيسيه ولكنه اصطدم بفتاة اخرى وثارت اعصابه قليلا..
فاتن والاحراج قد بلغ مبلغه منها: اسفه ..
مساعد: لا ما ...........
صمت مساعد عن الكلام.. وعجز لسانه عن التحرك... وانشلت يده ...
فاتن قد هربت من عنده وعادت لغرفه الاشراف ولكنه ظل واقفا مكانه..
فاتح العينين وغير مصدق او واعٍ لما قد جرى للتو.. انها هي .. انها عالية ... كيف هذا..
استدار لكي يرى الفتاة مرة اخرى الا انها غابت عن عينيه .. وكأن الأرض انشقت وابتلعتها
سار قليلا لينظر بالساحه ولم يجدها .. سار عند غرفه الممرضات من حيث ما خرجت ولم يراها ..
وقف مكانه وهو باكبر دوامة حيرة قد مر بها.. انها عالية .. نفس العينين .. ونفس البشرة ..
ونفس البياض.. ولكنها اصغر منها .. من هي يا ترى.. يا سبحان الله .. يخلق من الشبه اربعين
بحيث انك لا تصدق من تراه عينيك.. لوهله اعتقد انه رأى عالية ولكنها نسخة حية على هيئتها..
يا ربي..لا بد وانني وقد جننت ..
خرج مساعد من المدرسة وهو مشوش الحواس.. يحس بانه غير قادر على التصديق..
هل ما رآه حقيقة ام انها مجرد تخيلات بسبب شوقه الكبير إلى عالية .. لم يعرف ماذا يجيب نفسه
وغادر من اين ما كان متوقفا إلى عمله الذي ترخص منه لعدة دقائق من اجل توصيل اخته ..
فاتن التي انحرجت بشدة من الموقف اللي حصل لها مع هذا الرجل لم تكاد تقدر ان تتنفس من شدة خوفها ..
هلعت بشدة من منظر الرجل ومن طوله .. ولكن لاحظت ماهو اشبه بالحياة بعيونه..
يمتلك ملامحا مشابهة لملاح شخص اعرفه ... مريم لربما .. لديها نفس النظرة بعينيها ..
لا اعرف ما الذي يجري .. يا الهي .. ما باله قلبي يدق وكان الشخص يعنيني .. اعوذ بالله ..
دخلت فاتن إلى غرفه الصف وهي غير واعية انها تركت رفيقتها سمية عند غرفه الاشراف..
جلست فاتن بالمكان المخصص لها بالجلوس.. الكل ينظر اليها وكانها اختبرت
للتو تجربه روحانية او شي كهذا..
ظلت فاتن معهم بالجسد اما عقلها فقد غاب عنها.. لا تدري ما سبب ما يجري لها بهذا الوقت..
لم تعرف لما تحس ان هذا الشخص قريب إلى حياتها . وكانها راته ..
او رات شكله وهو اصغر بالعمر .. ام .. يا ربي .. ما اللذي يحصل لي ..
اعوذ بك من الشيطان ..
انتهى الدوام المدرسي.. وعادت فاتن للمنزل بصحبه مريم ..
فاتن عيونها كانت على بوابه المنزل الفخم ومريم تراقبها ... تتمنى لو تراه ..
لو تراه في ضوء النهار.. فما راته في ليله البارحه لم يكن الا ظلال..
وظلال معتمه ايضا..واليوم من شده الصدمة لم تستطع ان تراه بشكل واضح ..
مريم: هييه.. وين رحتي؟
فاتن تتنهد: اه .. وين تتوقعين
مريم: ايه فتون بس عاد ..
فاتن: سكتي زين.. تدرين انه امس كان متعشي في بيتنا؟
مريم بغير تصديق..: لا لا؟
فاتن بحبور: والله .. عزمه جراح .. ولو تدرين المواقف اللي صارت وياه.
مريم: ااه . امداج؟
فاتن : سمعي.. اول شي.. انا طلعت بالساحة الخارجيه للبيت وين الديوانيه تصير..
انا عاد نسيت ان الجامات عا**ه وان اللي داخل يشوفون اللي بره .. وعاد انا وقفت بويهه ..
ولا ادري بالدنيا.. ويوم شفاني جراح بهدلني بالكلام ولكن انا ما خليته ..
مريم بخوف: شسويتي فيه يالكريهه يالمفعوصه؟؟
فاتن بنظرة استغراب: هيه .. انتي ..شدي على عمرج زين
مريم باحراج: مو شغلج .. كملي ..
فاتن:رحت داري وانا معصبه ولكن الله يحبني وخلاني اشوفه ..
مريم بحيرة: شلون.. ياج الدار؟
فاتن بصرخه: يو يامريم .. علامج
مريم: ماادري ماادري ... كملي ؟؟
فاتن واهي تتنهد حنقا على صديقتها : شفته واقف ويا جراح باخر الوقت واهو بيطلع
(تبدلت ملامحها) تصدقين انه وايد وايد طويل
مريم: اهو كان طويل من يوم كنا صغار..
فاتن: لا بس اللحين اهو اطول عن قبل بوايد ..
مريم: اه لوين؟
فاتن واهي تفكر .: ام .. ماادري..
مريم: لا حبيبتي اكلمج انتي يالهبله .. شوفي فتوون.. مشعلوو شيليه من مخج .. تراه ما راح ينفعج
فاتن بحزن: ادري يا ريم ... ما يحتاج تذكريني بهالشي الف مرة وتوجعيني فيه ..
مريم حنت لصديقتها وحست بالاحراج مما سببته لها : فتون.. مو قصدي ...
فاتن وقد بلغ منها الحزن مبلغه: خلاص مريم .. كاهو بيتكم .. يالله مع السلامه
مريم: ..... الله يسلمج..
ذهبت فاتن وهي تحس بالانزعاج من صديقتها ..
ظلت فاتن تسير وهي تتذكر كل ما قد يجيش صدرها بالاحزان ..
حتى وصلت لفاجعه عمرها الزهري.. موت عمتها الغاليه او بالاحرى رفيقتها العزيزة ..
عالية .. كانت وفاتها من الاثر القوي لدرجة انها اصيبت بمرض اثر
وفاتها ارقدها بالمستشفى لايام ..
عالية .. كم كانت طيبة.. وكم احبتها الناس والعامة .. بمجرد التعرف عليها تدخل القلب..
كانت اكبر من فاتن ب 5 اعوام .. وكانت فاتن تبلغ الثالثة عشر عندما توفت.. يا الهي ..
كم كان الموقف صعبا عليها .. من شدة الحزن عليها امضت فاتن اسبوعين بالمستشفى
وهي تحاول ان تنقذ عمرها الذي كره الدنيا من بعد موت عمتها او اختها الغالية ..
وها قد مضت خمسة اعوام مذ غادرت عن هذه الدنيا.. السرطان ما اخذها منهم ..
وحرم الناس من بسمتها المشرقة .. نزلت دمعة صافية من مأق فاتن..
لم تمسحها لانها كانت الاولى لسيل جارف من الدموع.. انزلت راسها وهي تذرف الساخن
على رحيل الغالية .. لا تعرف انها ليست الوحيدة من يحترق بنار الشوق والحزن لرحيلها ..
وان هناك من تتعذب روحه وتحترق نفسه وهو يبكي حر الحب والغرام اللذان لم يولدا على هذه الدنيا..
وصلت فاتن الى المنزل ودخلت للباحة وهي غير واعية لمن يجلس هناك.. حسبته جراحا فسلمت..
ولكن الصوت كان مختلفا مما دعاها للالتفات لصاحبه.. وانفجرت القنبلة.. انه .. انه ... مشعل..
في باحة منزلي الصغيرة .. جالسا بين مزروعات والدي البسيطة .. وينظر إلى ..
انصعق مشعل من من يقف امامه.. تنظر اليه بهاتين العينين .. لم تكن نظرة فاتن نظرة عادية ..
بل كانت ملؤها السحر والغموض.. كما كانت عندما رآها منذ سبعه اعوام وهي طفلة صغيرة ..
عيناها كانتا بركتين من العسل الصافي.. وبياضها كالثلج الجامد .. و هيئتها كالفرس الاصيل..
كم هي لرائعة الجمال
فاتن لم ترد عليه وغادرت مسرعة الى داخل المنزل .. وهي ترتعش من هول المفاجأة..
لم تسلم على والدتها كالعادة بل ذهبت مسرعة الى غرفتها لترمي بنفسها على السرير..
تغمض عينيها وكانها لا تريد لصورته ان تفارق مؤقيها ..
غادر جراح مع مشعل الى مشوارهما ومضى الوقت سريعا على فاتن وهي جالسة في غرفتها ..
حتى ملت ونزلت للغداء..
ام جراح عندما رأتها: علامج فتون ما سلمتي على احد اليوم ..
فاتن تحضن امها : كنت تعبانة وابي افصخ هدومي بسرعه.. يمه ما زهب الغدى
ام جراح : بلى يمه بس بننتظر ابوج اليوم وخالد بعد بيتغدى عندنا
فاتن: غريبه ابوي اليوم يتغدى بالبيت
ام جراح: لان شغله اليوم بالديرة .. في بيت بو مساعد ..
بقيت فاتن ترتب المائدة وتجهزها حتى وصلت اختها ومعها رفيقتها التي لا تفارقها سماهر ..
و من بعدهما وصلا خالد وجراح وعبد العزيز وهم يتشاجرون ..
فاتن لم تعر أي احد منهم انتباها لانها لم تكن بهذه الدنيا .. بل كانت تطير في عالم اخر ..
عالم حيث تجد مشعل معها بكل خطوة.. خالد انتبه لها وهي سارحة عند المائدة وقرر ان يداعبها..
خالد : اهواك .. واتمنى لو انساك .. وانسى روحي وياك .. وان ضاعت تبقى فداك لو تنساني ..
اهواك .. و اتاريني بنسى جفاك .. واشتاء لعزابي معاك .. وألقى دموعي فكراك .. ترجع ثاني ..
بلئاك الدنيا .. تيقي معاك ورضاها يبئى رضاك... وساعتها يهون في هواك . في هواك ..
طول حرماني ... ترا را را را
فاتن بنظرة حالمه: أي والله ..
خالد : ها فتون .. واخيرا حبيتيني ..
فاتن باستخفاف: تصدق عاد ..
خالد : يا ويل حالي.. خالتي يالله زهبي نفسج حق زواجي من الفتون
فاتن تضربه خفيفا على كتفه: انت ولا تيوز
خالد بشقاوة: لا.. ليما تحبيني وتموتين علي مابيوز ..
فاتن بحزن مصطنع: يا ويلي.. بتظل طول عمري يعني وانت وراي وراي..
خالد بلهجة مسرحية: حتى اخر نفس ..
جراح: يبراك موليير..
ضرب جراح خالد على راسه وخالد ظل ينظر اليه بنظرة مضحكه و استدار
لينظر لفاتن وهو يتمتم بكلمه : يا ملقه
فاتن تضحك على خالد وحركاته الصبيانيه وتدخل المطبخ لمساعدة امها ..
ويصل الأب ويجلس الجميع للمائدة .. الهدوء كان دائما يعم على المائدة الا بحضور خالد
الذي لا يسكن حتى يرتفع صوت عمه وهو يناديه : خالد اركد . .
ام جراح واهي تقطع الهدوء: الا شخبار مساعد .؟
فاتن رفعت راسها وهي تنظر الى امها ..مستغربه من معرفة امها باخ مريم
الأب وقد تغيرت ملامحه وكأن ما ذكرته الام ارجع له ذكريات حزينة: ابخير ..
يشتغل شغلانة محترمة ووايد يساعد بالبيت..
ام جراح : ما تزوج للحين؟
الأب ترك الطعام الذي كان بيده وهو يحس بالغصة عندما ذكر امر زواج مساعد .. فهو يعرف لما مساعد الى الآن لم يتزوج: لا ..
جراح: اصلا من تبي تتزوجه .. انسان متعقد ومغرور وحاسب للدنيا انها انخلقت بس له ..
الأب : يوم ان الريال يظهر على اصله مو معناته انه مغرور وحاسب للدنيا
انها انخلقت بس له لا يا بوك .. هذا مساعد ريال .. ينشد به الظهر ويعتز به كل ابو ..
وانا بكون اكثر من مرتاح لو تصير ولو شوي مثله
جراح بحزن : والله اصابعنا مو سوى..
الأب بعصبيه: وانت الصاج .. مو كل ريال ريال..
جراح ترك الطعام وهو يتنفس بقوة.. ترك المائدة وهو يستأذن ..
الأب ترك الطعام ايضا وهو يتحمد الله على النعمة.. ام جراح لحقت بابنها وفاتن ظلت
جالسة تنتظر حتى يفرغ اباها من تناول الغداء وينهض.. كان يبدو وكأنه هرم عن عمره بالف عام ..
لم جلب ذكر مساعد له هذا القدر من الهموم والكدر.. حتى انه تشاجر مع ابنه
الغالي جراح ورمى عليه بكلمات جارحة .. فاتن لم تستطع ان تفهم ماذا يجري
لكن اباها لديه الجواب المناسب..
الأب: الحمد لله ..
فاتن : ابوي .. خلصت غدى..؟
الأب: الحمد لله ..
بدأت فاتن ترفع صحن والدها لتضع له حلواه المفضلة .. وعندما جلبتها لم ير غب الوالد بتناولها ..
تعجبت فاتن منه لكن لم ترد ان تستجوبه .. كانت بالمطبخ عندما رن جرس الباب..
وقررت الاجابه عليه من هاتف الجرس..
فاتن: نعم..
الصوت العميق: بو جراح موجود ..
فاتن حست بكل شعرة تقف بجسدها من الصوت العميق: نعم .. لحظه..
تركت فاتن السماعة وذهبت الى والدها لتخبره
فاتن: يوبا ريال يبيك بره
الأب وهو ينهض: اكيد مساعد ...
ذهب الاب بعد ان مسح على رأس ابنته الغالية .. فاتن اسرعت ناحيه النافذة المطلة
على الباب الخارجي.. لم ترى الا سيارة كبيرة فخمة ووالدها يركب فيها وتغادر..
ظلت مستعجبة من الصوت الذي سمعته .. لم يكن غريبا ابدا .. وكأنها سمعته مسبقا.. لكن اين ؟ ..
نفضت الأفكار عن رأسها و شرعت بتنظيف الأغراض التي كانت تأتيها بالتوالي ..
ذهب الكل الى مضجعه وظلت هي مع خالد بالمطبخ يتكلمان في المواضيع الشتى ..
يضحكها ويغضبها .. هكذا هو حالها مع خالد ابن عمها العزيز .. الذي كان اقرب لها من جراح ..
لم تكن تعرف ان مرح خالد هذا كان كله قناع للحب الذي كان يكنه لها ولكنه لا يقوى
ان يصارحها به ويخسر رفقتها الممتعة.. انهت فاتن ما كان عليها من اعمال
وتوجهت مع خالد الى غرفه التلفاز .. او الصالة.. لم يكن هناك احد ..
فبقيت معه وهما يتسامران بالأخبار والكلام الممتع حتى غادر.
مضى الوقت أسرع من مما توقعته فاتن فهاهي الساعة الخامسة والنصف ..
جالسة لوحدها بغرفتها وهي تتأمل السقف.. تمر بخاطرها ملايين الأفكار..
وملايين الأمنيات.. وملايين الأحلام الوردية المستحيلة ..
لا تعرف بما تشعر ناحية مشعل.. هل هو الحب .. ام الانجذاب .. ام العاطفة المسيطرة .. لا .. لا بد
وانه الاشتياق.. ولكونه عائدا من سفر طويل.. ها هو نداء الله يهز الأرض وما فيها ..
يعلن وقت الذكر .. نهضت فاتن لتوعي أمها النائمة للصلاة ..
مرت على دار جراح ولكنه لم يكن هناك .. لابد وانه سبقها بالنزول .. توضأت .. وصلت..
على فور نهوضها دق جرس الباب.. كان ما زال احرام الصلاة على رأسها ..
أسرعت ناحيته لتجيب .
فاتن: نعم ..
___: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام
___: جراح هني؟
فاتن: لا والله مو هني..
___: ما قال متى بيرد؟
استغربت فاتن من هذا الشخص.. وكيف لي ان اعرف .. : لااخوي ما قال..
___: ان رد قولوله مشعل يبيه ..
فاتن انتفض قلبها .. مشعل .. الواقف عند الباب هو مشعل.. لا إراديا أظهرت نفسها
أمامه غير عابئة بشيء ... كان مشعل يهم بالمغادرة ولكن عندما أطل عليه الملاك
الذي اضناه وسهد عينيه طول الليالي الماضية واقفا امامه بكل حسنه وجماله ..
لم يستطع ان يتكلم او يحرك نفسه او يدير عينيه .. كان عيناه بعينيها معلقتين
كالمغلوب على امرها .. فاتن ايضا استغلت الفرصه كي تراه بوضوح .. كم هو وسيم ..
لم يتغير.. نفس التقاسيم .. ونفس النظرة ..الا ان اثنينا الشوارب . .. انتبهت فاتن لنفسها
وهي واقفة تحدق بابن الجيران واسرعت بالدخول واغلاق الباب من ورائها وهي تشعر بدقاتها
قد وصلت لحنجرتها .. ما الذي فعلته .. كم انا غبية و مجنونة .. كيف اقف هكذا امام مشعل ..
وانا غير عابئة باحد ولا بشي اخر .. لقد جننت .. بالفعل جننت..
مشعل الذي اصابه الاحباط من دخول فاتن بهذه السرعة غادر من حيث ما وقف..
ولكن فاتن لم تغادر عن باله .. ولم يغادر شكل وجهها الملائكي عينيه .. كان يسير ..
ولكنه لم يكن يسير.. ما احلاها .. تغيرت كثيرا.. الا تلك العينين الزجاجيتين.. وكأنني استطيع
ان ارى ما يمر بخلالهما .. كم هي جميله فاتن .. كم هي فاتنة ... فاتنتي .. فاتنتي .
اسرعت فاتن الى دارها كي لا يراها احد وهي واقفه عند الباب .. وحالما تحركت فتح الباب
وكان ابيها الداخل ..لا شعوريا فاتن انتفضت..
الاب: سلامتج يا فتون .. علامه الباب مفتوح
فاتن وهي شاهره فمها وعينيها ضائعتين: ها... لا بس .. رديت على الجرس . .نسيت اقفله ..
الاب يمسح على رأسها: سلامتج يوبا .. لاتخافين جذي.. علامج منتفضه جذي
فاتن تبتسم: لا يوبا بس لاني كنت سرحانة شويه ..
الاب: الله يخليج يا فتون ... يوبا شيلي اغراضي حطيها بالكراج ..
فاتن: ان شالله يوبا.. تبي شاي
الاب: لا مشكورة .. ما ابي شي ينبهني .. الليله برقد من وقت.. تعبت حيل اليوم في بيت بو مساعد..
فاتن: عساك ع القوة يوبا..
الاب: الله يقويج يا فتونتي.. وينها امج ..
الام من على السلم: كاني يا بو جراح
الاب يتنهد: يعلني فدا هالحس
فاتن تنظر الى اباها بخبث: ها يوبا... الا قمت تغازل ..
الاب: وعندج ما نع
فاتن تتصنع الحزن والدلال: اكيد .. عيل اكو حرمه ترضى على ريلها
ام جراح: ههه اللحين ريلي اهو ريلج
فاتن تجلس عند ابيها: مو ابوي ريلي من يوم انا صغيرة.؟
الاب: صح
فاتن: عيل
ام جراح:بو جراح .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاب: ههه (يهمس لفاتن) انا ريلج بس مو جدام هالنسرة ..
ام جراح وقد سمعت ما قاله الاب: بوجراح .؟
بو جراح: لبيه يا عيون بو جراح
ام جراح بنصف عين: ايا الخاين ..
الاب: شفتي فتون ؟. كله منج .. انا مااقول لج كل شي سر
فاتن وهي تنهض: ههه يالله يمه عاد مني انا بتزعلين .. ويه فديتني احلى وحدة بالبيت..
أبو جراح : أي والله.. محد شايل هالبيت من بعد امج غيرج .. شراح نسوي بعد ما تعرسين
انتفض قلب فاتن من كلام ابيها : لا يوبا.. انا ما بعرس.. بعد الشر عني.. ما راح اخليك ولا اروح عنك ..
انزل الاب عينيه بالارض وغادرت فاتن الى دارها وهي تمسح عينيها وام جراح
عادت للماضي.. عادت لعالية .. وكان بابنتي غدت كعالية تماما.. تتكلم مثلها ..
وتتصرف مثلها .. يرحمك الله يا عالية . وربي الذي يشهد انك ما زلت الى الان غالية علينا ..
الله يرحمك ..
اصبحت الساعه التاسعه .. تعشى الكل وامضوا سهرتهم عند التلفاز الا

شقاوة
شقاوة
يلا لاتطولي علشان الامتحانات قربت

حبوبة 2005
حبوبة 2005
ننتظرك يا الغلا

هل تريدين أن تحط عنك ذنوبك كما تحط الشجرة أوراقها
قصه اعجبتني