- كيف؟
- الكلى
- المعدة بيت الداء
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
هل تعرفين لمن الأولوية في أعضاء جسمك!
كما تعمل الماكينة بنظام دقيق، تعمل اجهزة جسم الانسان، لكنها تتفوق على الماكينة بقدرتها على التكيف وفق الظروف التي تتعرض لها وتتأثر بها .
كيف؟
انها قدرة الله حيث جعل النظام عمل جميع أجهزة الجسم أولويات في مختلف الظروف، وبالطبع هذا لا يحدث في الأحوال العادية، ولكنه نظام حماية للانسان، فما هذه الأولويات وما الذي يحدث وما مدى قدرة الجسم وأجهزته المختلفة على مواجهة الظروف الطارئة.
من معجزات الخالق مبدأ الأولويات الذي يسير عليه جسم الانسان في تفاعلاته الحيوية ووظائفه، فالمخ باعتباره أهم عضو في الجسم له دورة دموية خاصة به، ولا يرتفع ضغط الدم في شرايينه وأوعيته الا اذا فقدت مرونتها.
و القلب أودع الله فيه مرونة رائعة، حيث تتمدد شرايينه لتستوعب ارتفاع ضغط الدم في الجسم، و المعدة عندما تبدأ في هضم الطعام فانها تستحوذ على ثلث الدم بجسم الانسان، وهو يمثل حوالي لترين كاملين. ومثلهما في الكبد والطحال ، ولتر آخر في الغدد المصاحبة لعملية الهضم مثل البنكرياس ، والباقي يتجه الى أنحاء الجسم المختلفة.
لذلك فان الجسم يضطر اضطرارا الى الاقلال من كمية الدم التي تصل الى المخ، فيخلد الانسان الى النوم، وذلك كنتيجة حتمية لعدم وصول كمية كافية من الدم الى المخ.
اما الجل د فانه يتنازل تنازلا كاملا عن طيب خاطر عن نصيبه من كمية الدم المخصصة له، وذلك عندما تنخفض درجة حرارة الجو الى معدلات خطرة تؤدي الى انخفاض درجة حرارة الدم داخل أعضاء جسم الانسان الى ما تحت 24 مئوية، وهي درجة حرارة تميت الانسان اذا استقر عليها مدة من الزمن، حيث انها لا تصلح لاتمام العمليات الحيوية في الخلية الحية، وعندئذ يكتفي الجلد بما يرد اليه من اوكسجين عن طريق القصبة الهوائية، بل يقوم باغلاق شعيراته الدموية تماما في وجه الدم الوارد اليه، وهذا منطق الأولويات المحددة التي يحافظ بها الجسم على درجة حرارته الداخلية.
وهكذا ترى ان هناك أولويات للعمليات الحيوية التي يسير عليها الدم، وهو جزء من أجزاء الجسم شأنه شأن أي عضو أو خلية اخرى. اذن فمنطق الأولويات هو الذي يحدد عملها، وعلى سبيل المثال
عند توافر غذاء معين فان الجسم يفضل حرق المواد النشوية والسكريات للحصول على الطاقة اللازمة له تاركا الدهون وما تحمله من اخطار تتراكم داخل الجسم وأعضائه، في حين ان طبيعة الحال تفرض على الجسم ان يتخلص من هذه التراكمات لأنها ضارة به، ولكنه لا يفعل ذلك لسببين رئيسيين مهمين: أولهما ان الانسان يتناول دائما من الطعام ما هو فوق احتياجاته اليومية بكثير، و ثانيهما ان الجسم لا يقوم بالحركة الكافية لاستعادة هذا المخزون الاحتياطي والتخلص منه. ولذلك فان ضغط الدم لم يكن معروفا طبيا عند القدماء في الثلاثينات والاربعينات من القرن الحالي. ولكن بدأ في الظهور عندما اختفت العادات الغذائية القديمة، واصبح الانسان قليل الاعتماد على يديه في أداء عمله، حيث اكتسحت الميكنة حياته العملية وقل مجهوده البدني.
لذلك فان الصوم يحفز عمل مبدأ الأولويات في جسم الانسان، شريطة ان يبتعد الصائم عن الاسراف في الافطار والسحور، حيث تضيع الحكمة من الصيام حينذاك. وقد أودع الخالق في جسم الانسان مخزونا استراتيجيا يلجأ اليه وقت المرض وعند التعرض لمزيد من الانفعالات:
القلب
فالقلب على سبيل المثال يعمل بثلث طاقاته الاجمالية، فاذا كان يضخ الدم بمعدل سبعين دقة في الدقيقة الواحدة، فانه في وقت الحاجة يمكنه ان يدق بمعدل يزيد على 200 دقة في الدقيقة الواحدة.
الأوعية الدموية
والأوعية الدموية تعمل في المتوسط بعشر طاقتها، اما الباقي فهو مغلق للطوارئ إلى حين الحاجة اليه عندما تتغير درجة حرارة الجو صعودا وهبوطا.
الكلى
والكلى تعمل عادة بثلث طاقتها، اي انها تستطيع ان تضاعف عملها ثلاث مرات بالنسبة الى كفاءة أنسجتها، وعشر مرات بالنسبة الى كفاءتها الوظيفية، فالانسان العادي يكفيه كلية لاخراج ما في جسمه من فضلات، والباقي وهو ما يوازي 5/6 الكليتين مجتمعتين يمثل ذلك المخزون الاستراتيجي للطوارئ الذي أودعه الله جلت قدرته في جسم الانسان. والكلى في الوقت نفسه تستطيع ان تضاعف من عملها الى 10 مرات فوق معدلها الطبيعي، فهي تفرز على سبيل المثال 35 مغم بولينا في كل 100سم3 بول في وقت الطوارئ، في حين انها تفرز في معدل المتوسط العادي ما يعادل 5.3 مغم بولينا في 100سم3 بول، وما ذلك الا نعمة من نعم الله عز وجل على الانسان.
ولو لم تكن هذه القدرات موجودة في الكلى لفشلت في أداء عملها بعد موجة حرارية وما أكثرها في بلاد العالم من دون ان يشعر الانسان بها.
ان الانسان ينسى انه يتعامل مع كمبيوتر رباني أودعه الخالق في جسده، وقوانين تسير حياته، فاذا تجاوزت أرقامه قدرة احتمال قانونية فانه يضار من ذلك، ويكفي للتدليل على ذلك ان سعة المعدة في المتوسط ربع لتر اي 250سم2 في الشخص القانع العادي الذي لا يأكل الا ما يكفيه، فهو يأكل ليعيش، اما من يعيش ليأكل كما في الشخص الشره النهم فانها تتسع الى 2500 سم3 اي ما يعادل 5.2 لتر بزيادة عشر مرات عن المعدل الطبيعي. ويزداد حجمها، فبعد ان تكون في حجم قبضة اليد في الشخص العادي تترهل وتتسع حتى تسقط من مكانها المعتاد في تجويف البطن لتقع في الحوض ولترتكز على عظامه.
والمعدة عادة لا يولد بها الانسان وهي كبيرة، بل انها تكبر وتتضخم نتيجة للعادات والسلوكيات الخاطئة في تناول الطعام، لذا لابد للانسان ان يقف امام عاداته وشهواته للطعام وقفة حازمة سواء بالامتناع عن الأكل الكثير لمختلف أنواع الطعام، أو على الأقل بالتخفيف من تناوله.
المعدة بيت الداء
ويمثل الكبد بعدا استراتيجيا ومخزونا هائلا في جسم الانسان، فيمكن للكبد القيام بوظائفه الحيوية المهمة بنصف وزنه اي ما يعادل 750 غراما، وهو كما نعلم يمثل المطبخ في جسم الانسان، حيث تصل اليه جميع نواتج عمليات الهضم والامتصاص.. ويقوم كذلك بالتخلص مما يصل الى الدم من مواد ضارة وعقاقير ومواد ساخنة وخلافه.
فسبحان الله الذي خلق الانسان في أبهى صورة وأودع فيه من المخزون الاستراتيجي ما يفي بحاجته عند الطوارئ.
ويتأكد لنا ذلك بما يحدث في الدم حيث ترتفع كمية الدم في جسم الانسان من 5 إلى 5.5 لترات الى 6 وحتى 9 لترات في الانسان الذي يعمل تحت سطح البحر كالغواصين مثلا، أو من يصعدون الى الجبال العالية، أو من يعيشون على المرتفعات أو يعملون في الجو، وذلك بان يعمل نخاع العظام بجدية وكفاءة منقطعة النظير لدفع كميات كبيرة من خلايا الدم المختلفة، خصوصا الكرات الحمراء لتستطيع حمل كمية الأوكسجين اللازمة للجسم لأداء وظائفه الحيوية من دون خلل يذكر، حيث يقل الأوكسجين صعودا الى أعلى وهبوطا الى أسفل.
دمتن بخير وعافية
بارك الله فيك اختي الغالية سفيرة