ام عبده 276
17-12-2022 - 05:25 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
و امطرت ذات صيف
ذات صيف مع خيوط اشعة القمر الساقطة على وجهها و تصارع الضجيج المحيط .
في ليلة غائمة تنذر سقوط المطر تلفحها نسمات الهواء البارد تجفف سريعا دموعا على وجنتها مزرفة .
جلست هي في محطة القطار بلا متاع او امتعة تحتضن ساقها الاخرى تضم نفسها باليدين منكسة الرأس علها تجد الدفئ والامان في بعضها .
وفقط هنا استحال الضجيج الى صمت وتلاشى البرد وغاب ضوء القمر عندما غابت هي عن الواقع لتسبح في دنيا الخيال التي باتت لها رفيق يضمد جراح الواقع الاليم .
تلهث اليه لترتوي به من عطش السنين
اهداها رفيقها اليوم ذكريات باتت منقوشة بأتقان على حائط السنين
طفلة صغيرة تلهو تمرح تفرح تتوق الى القادم المجهول بلا قيود او خوف تحملها الايام تلو الايام الى الحاضر المشبع بالمخاوف والمشاعر المتضاربة التي غدت منعدمة اليقين .
الحاضر الذي فيه ومعه اعتادت القيام بكل الادوار كما تقتضي قوانين كل دور .
هي الهادئة الصابرة المتفانية دائما وابدا بلا انتظار ادنى مقابل.
جل سعادتها ان ترسم البسمة على وجه ! او تتقي اذى وجه ! او دعوة تتلقاها من وجه !!!!!
وهنا صدمها الرفيق كيف مر العمر بها في طاحونة الحياة تتلقفها التجارب وهي لازالت قابعة في انتظار امجاد لا تخصها ولا تلقي عليها حتى السلام .
تستقي فرحتها من امجاد هذا و ذاك و تتوالى الامجاد بتوالي الايام ولا يأتي ابدا لها مجد .
هذا الصباح و ذاك المساء و تمر سنوات العمر بنهار يصارع القلق و ليل يغزوه الارق .
ككل صباح تفيق على شعاع الشمس المتسرب من ستارة نافذة غرفتها و هديل يمامة تعد جارة لها .
تفتح جفونها المتثاقلة تحمل نفسها المتراخية لتقف امام المرأة تحملق تتساءل من تلك الحزينة و ما ذا خيط الشيب ؟؟؟
فتسرد تجاعيدها سيرتها اما علمت ولت تلك الصغيرة وتلك سنة الحياة !!
يرمقها من بعيد حبيبها فيدنو يطوقها بيده و يطبع قبلته الصباحية بجبينها .
وتمر الحياة بكل ما تحمل من افراح اتراح او حتى جراح .
وهنا تفيق على صخب صافرة القطار و دبيب الصاعدين والهابطين و جدل الركاب .
ويعم المطر جنبات المكان مختلطة دمعاتها بزخات المطر على وجهها .
لتقف مبتلة مذعورة حائرة تتساءل .
ترى اتركب القطار ام تعود ادراجها راضية بأقدارها !!
تلك اولى كتاباتي العلنية
ما شاء الله ، شدني العنوان وكاتبة العنوان .. ثم شدتني الحروف إلى محتوى مفعم بمشاعر أنثى جميلة وحقيقية ..
أسلوب جميل وصور جميلة وعبرة رائعة ..
وتحسَّرتُ أنكِ حرمتنا من هذا السكب الساحر طوال تلك المدة من معرفتنا بك ..
أختي أم عبد الرحمن : قلمك خط حروفا فأبدع وأشجن القلب ..
بانتظار جديدك عزيزتي ..
أسعدتني جدا مشاركتك ..
وكأنني تلك الأنثى أجلس في المحطة بانتظار قطار عمر فان ...
ملاحظة : هل القصة مشاركة في المسابقة أم لا ؟؟
إذا كانت كذلك وأتمنى ذلك أخبريني لأضيف في العنوان بين قوسين : بقلم أنثى ..
لك كل ودي ومحبتي ..
ملاحظة أخرى : كتبت أطراح وهي أتراح ..لا بد أنها سهوا ..
وشكرا لك ..