أم سلطان الظاهري
12-08-2022 - 04:14 pm
إزايكم يا فراشات
أنا طالبين علي في الكلية بحث في مجال علم نفس التربية
وقرب وقت التسليم وانا ما سويت شي
فيا ريت اللي عندها خلفية عن الموضوع ترد علي
واللي تجيب لي البحث
والله اديلها في سجودي إن كانت بنت الله يزوجها
وان كانت متزوجه الله يرزقها الذرية الصالحة
ضروري يافراشات تردوا علي تكفون
التربية قديمة قِدَمَ الإنسان وكلّ إنسان يحتاج للتربية صغيراً كان أو كبيراً. وقضيّة حاجة الإنسان للتربية قضيّة دامغة كسطوع الشمس في رابعة النهار لا يختلف حولها اثنان.
ومن المعروف تاريخيّاً أن الأديان السماويّة اختطت طريقة مخصّصة في التربية لتحديد نسق القيم الأخلاقيّة والسلوك الاجتماعي والإنساني العام.
وقد تطوّرت التربية وتنوّعت نواحيها، وصار لها نظم مختلفة أوجدتها ضرورات التقدّم واحتياجات التلاؤم مع غايات الحياة المقصودة في كلّ عصر.
والتربية أداة تغيير، وهي سلطة تنفيذ، وهي سور الأمّة من أجل الخلاص، وهي درع الأمّة في كلّ مقاومة يحتاجها الدفاع عن المعاني القوميّة والأخلاق والمبادئ الإنسانيّة.
والذي ينظر إلى مخرجات التعليم العام في الوطن العربي وفي سورية أيضاً، يلاحظ أن أغلب الخرّيجين غير قادرين على تحليل ما يجري في العالم أو فهمه، وبالتالي عدم القدرة على الردّ والتصدّي وتجنيب الأجيال الطالعة عمليّة الغزو وغسل الدماغ الذي تمارسه أمريكا لإشاعة النموذج الغربي وتصدير القيم الغربيّة النفعيّة الأنانيّة، والمناهج التربوية الثقافية التي يبثّها التلفزيون المدشّش وشبكات الإنترنت.
هذا الزخّ اليومي لملايين الصور والكلمات يجعل الناشئة عندنا يخضعون لمؤثرات عقلية وذهنيّة وقيميّة تتعلق جميعها بالنمط التربوي الغربي وأشكال فهم هؤلاء للحياة.
هذا التدخل السافر في تشكيل عقول شبابنا ونفسياتهم عبر غزو ثقافي تكنولوجي إنترنيتي يفرض علينا التفكير في كيفيّة المواجهة، وبناء تربية عربية مستقلّة تحافظ على المنظومات التربوية للشباب العربي. ويلعب المعلّم الجديد المؤهّل تأهيلاً يناسب للردّ والقيام بالمهمّة الموكولة إليه دوراً كبيراً وهامّاً.
المذاهب التربوية عبر التاريخ
التربية تغيّر أثوابها باستمرار، وهي دائماً بنت العصر الذي تولد فيه، وفي كلّ عصر خصوصيات للتربية تلوّنها العقائد الاجتماعية والدينية والسياسيّة.
فالمدرسة المعرفية تركز على النموّ المعرفي والعقلي وتعدّه أساس النمو، وتركّز على الحقائق ومحتوى المعارف والمناهج.
والمدرسة السلوكيّة تركّز على البيئة الطبيعيّة والاجتماعية والنفسيّة والحضارية وتعدُّ البيئة هي الصانع الرئيسي للنمو.
والتربية الغربية تترك الفرد حرّاً في الاتصال بكل المظاهر الاجتماعية الهامّة للتنشئة (وسائل الإعلام- النوادي- الجمعيات- المسارح...).
فيما النظريات الاشتراكية وضعت السياسات التربوية بطريقة تضطلع الدولة فيها بمهام التنشئة المتكاملة للفرد.
وعموماً توجد أنواع من التربية: منها التربية الليبرالية، والتربية الاشتراكية، والتربية القومية.
ومن أكثر أنواع التربية انتشاراً في العالم اليوم هي التربية الأداتية النفعية، التي أسّسها وفلسفها وروّج لها الأمريكي جون ديوي وزملاؤه. والتي تقول إن التربية هي الحياة نفسها، ويجب أن تصمّم المواقف التربوية بما يشبه مواقف الحياة نفسها.
التربية قديماً وحديثاً
التربية عملية اجتماعية في مضمونها وجوهرها وأهدافها ووظيفتها، ولايمكن فصلها عن المجتمع، وهي تعبّر عن حاجة الأفراد وحاجة المجتمع. وهي عمليّة طويلة الأمد واسعة النطاق متشعبة الجوانب متداخلة العناصر تقتضي توفير الشروط اللازمة لنموّ الطفل والشاب نموّاً صحيحاً سليماً من جميع النواحي الجسدية والنفسيّة والمعرفيّة والعقليّة والأخلاقية والمهارية.
التربية قديماً عند اليونان
يعد أفلاطون (427- 347 ق.م) من أقدم الذين عنوا بمسائل التربية وكتبوا عنها وناقشوا مشكلاتها. وتحدّث عن كيفيّة تربية المواطن الصالح وكيف يصل الفيلسوف إلى السلطة.
وقال لن تنجو المدن من الفساد والشرور إلاّ إذا أصبح الملوك فلاسفة أو الفلاسفة ملوكاً. ودعا إلى التخصّص والحوار. ونحن الآن وبعد 2400 عام من أفلاطون لم نتعلّم الحوار بعد.
وبرأي أفلاطون إن التربية من عمل الدولة، وعلى الدولة العادلة أن تشرف عليها.
التربية في العصور الوسطى
(التربية عند العرب)
اهتمّ فلاسفة العرب في العصور الوسطى بمشكلات التربية، ومن بين هؤلاء عدد من كبار المربّين أمثال ابن سينا والغزالي وابن خلدون. وقد تجلّت نظرة العرب للتربية على أنها إعداد للفرد لعمل الدنيا والآخرة على حدٍّ سواء.
فقد رأى ابن خلدون (1332-1406م)، إمام المؤرّخين وعميد المربّين أن الإنسان هو مفكّر اجتماعي خاضع لقوانين الجماعة في علاقته بالآخرين. وتنحصر المبادئ التربوية عنده في وجوب التدرّج والانتقال من المعلوم إلى المجهول، ومن السهل إلى الصعب، ومن الجزئيات إلى الكلّيات، ومن المدرك المحسوس إلى المدرك المجرّد، والاستعانة دوماً بالأمثلة الحسيّة.
التربية في العصور الحديثة
(التربية الأوربية)
أخذ الأوربيون من العرب العلوم والفلسفة وبذور المفاهيم التربوية الجديدة التي تقيم لجسم الإنسان وصحّته وزناً وتعطي العقل والعاطفة وحريّة الفكر قيمة وأهميّة كبيرة.
يرى جان جاك روسو (1712-1778م) رسول التربية الأوربية الطبيعية التي تدعو إلى المساواة والعودة إلى الحياة الطبيعية، أن التربية يجب أن تكون تربية طبيعية بعيدة عن تأثير المجتمع الفاسد ومبنيّة على فهم وتلبية حاجات الطفولة.
أما هربرت سبنسر (1820-1903م) فقد هاجم المناهج التربوية التي كانت سائدة في زمنه وركز على المفهوم النفسي للتربية عن طريق جعل التربية قائمة على أسس ثابتة من علم نفس الطفل.
الفيلسوف الأمريكي جون ديوي (1859-1925م) يلخّص لنا المبادئ التي يقوم عليها مفهوم التربية الحديث:
- إن المدرسة يجب أن تكون مجتمعاً صغيراً تدبّ فيه الحياة.
- إن التربية مستمرة وليست جرعة تعطى مرّة واحدة وإلى الأبد، بل هي بحاجة إلى الاستمرار لأن العلم لديه دائماً شيء جديد يوافينا به.
- إن طريقة التدريس الملائمة هي التي تعتمد على الحوار وحلّ المشكلات والتعلّم الذاتي.
- مهمّة التربية إعداد الفرد للحياة في المجتمع.
- التربية ليست مجرّد وسيلة للمعرفة بل لتربية المجتمع.
وحسب ديوي فإن المناهج المدرسية يجب أن تواكب التغييرات التي تحصل في الحياة. فالمنهاج يتغيّر والأهداف تتغيّر والطرائق تتغيّر.
النظام العالمي الحالي يعولم التربية
منذ دخول القرن الحادي والعشرين، وربّما منذ العقد الأخير من القرن الماضي، تجري عمليّة عولمة لكلّ شأن اقتصادي واجتماعي وتربوي وثقافي وأخلاقي. وفي مواجهة هذه العولمة التي هي في غالبيتها قيم أمريكية، مطلوب من أمتنا العربيّة ومطلوب من قطرنا الحبيب سورية أن نعيد النظر بما لدينا من نماذج ونظريات وطرق ومناهج، ونجري عملية تأصيل لها لنتخلّص من آثار عمليّة الغزو التي تمارس علينا في الصباح والمساء.
نحو تربية عربية مستقبلية
علينا إذاً أن نعيد بناء التربية العربية الآن وفق الخصائص الرئيسية التالية:
- الانفتاح على ثورات العصر (المعلومات- الاتصالات- التقنية والإعلام) بشخصيّة ثقافيّة مؤهّلة تحسن وتتقن التعامل مع أدوات العصر الراهن مؤهّلة اختصاصيّاً وتربوياً وتقنيّاً.
- الاهتمام أكثر بالإدارة التربوية التي أصبحت علماً له فلسفته وأصوله وقواعده وأساليبه وطرائقه وممارساته التي هي أساس أي تطوير للتعليم، وإعادة النظر بواقع الإدارة التربوية، وعدم تسمية أي مدير إذا لم يكن مؤهّلاً جامعيّاً وتربويّاً وتقنيّاً بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وانتهاء بأعلى مراحل التعليم.
- يجب أن تتّصف التربية العربية الحالية والمستقبليّة بالفرديّة والجماعيّة والتفاعليّة، وتؤمّن التفاعل المستمر والتغذية الراجعة.
- يجب أن تتصف التربية العربيّة الحاليّة والمستقبليّة بالتوفيقيّة بين حاجات الفرد ومطالب المجتمع بحسب عمر المتعلّم ودرجة نموّه.
- يجب أن تتصف التربية العربيّة باستخدام كل النظريات العلمية الحديثة في المعرفة. فالمستقبل ليس واحداً ذا اتّجاه واحد، بل هو عبارة عن وجوه ممكنة متعدّدة للمستقبل يظهر فيها إلى حيّز الوجود ما نختاره ونجهد في سبيل تحقيقه.
إذاً علينا، لمواجهة قيم العولمة الوافدة الخطيرة على شبابنا ومستقبلنا، أن نؤسّس نظاماً تربوياً جديداً يعترف بالتعلّم على أساس الأداء الحقيقي الفعلي. فليس المهمّ كيف نعلّم الفرد وأين نعلّمه، بل المهمّ ماذا نعلّمه ومدى إتقانه للتعلّم. وحتّى نستطيع ذلك لا بدّ من إعادة النظر برأس العملية التربوية وسرّ نجاحها (المعلّم) بحيث نعرف كيف نختاره، وكيف نعدّه، وكيف نؤهّله، وكيف نرفع مستوى حياته ومعيشته، حتّى يتفرّغ للتعلّم مدى الحياة وللتعليم مدى الحياة.
عندئذ نستطيع مواجهة العولمة وتفعيل التنمية والبقاء في القرن الحادي والعشرين بهوية وتجربة.
مصادر:
وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي.
مجلّة الإشراف التربوي- عدد كانون الأول 2002- مقال حول التدريس الفعّال.
محاضرة بعنوان التربية العربية بين الأصالة والعولمة د.فايز عز الدين.
علم النفس التربوي- د. علي منصور- كتاب مقرر لطلبة دبلوم التأهيل التربوي.
حوار مع د.محمود السيد وزير التربية، حول النهوض بالعمل التربوي- جريدة (الثورة) عدد 11157 تا 27/4/2000.