يوم من أيام الربيع

كنت قد استيقضت ذات صباح من حلم لم اعلم نهايته كيف كانت المهم انني استيقضت متوجهة نحو نافذة غرفتي و فتحتها اذ بهواء نقي يتسلل الى انفي و يعانق الاعصاب الحسية لدي وقد ترائت لي و انا على تلك الحالة بعض المواقف و استذكرت بعض من المواقف التي عشتها في زمن قد مضى لا اعلم كيف تذكرتها و لا لماذا حدث معي هذا المهم ان تفكيري بدأ بالعمل و وقفت استنشق و استذكر و لم افرغ من ذلك حتى سمعت صوت يناديني لقد اتتكي خولة و نزلي ،في حقيقتي نفسي لم اكن اود مقابلتها لانها كانت من ضمن ما تذكرته ذاك صباح فقد كانت تدرس معي في نفس الجامعة و الدفعة … لكنني نزلت و سلمت و ما لبثت معها الا دقائق معدودة استمع فيها لما جائتني من اجله و اعتذرت منها لشيء ما يشغلني عن اطالتي الجلوس معها فذهبت و عوادة الصعاود الى غرفتي احمل كوبا من الحليب الممزوج بالقهوة هكذا كنت اشربه و استمتع بشربه و رجعت الى نافذتي و اخذت انظر لا لمنظر بديع جميل امامي بل لاكمل ما بدأت به من استذكر و استرجاع لذكرايات ايامي الخوالي و بتحديد ايام الدراسة ، ايام كنت اكتب مذكراتي أكتب كلما يجول في ذهني كان كل شيء يتراء لي جماله و حسنه اكتب عنه ، كل احساس يتسلل الى داخلي اكتب عنه لم يكن يهمني نوعه او مصدره كنت اكتب عن كل ما يستحق ان اكتب لاجله كنت دائمة التفكير عن كل شيء من حولي شديدة الصراحة مع نفسي اردة ان اجعل من نفسي الصديقة القريبة و الوديعة لي كنت اتذكر كيف كانت زميلاتي يطرحن عن مشكلاتهن و يطلبن من ايجاد تفسير لما حدث معهن كنت عميقة التفكري و حريصة على سماع كل تفاصيل و فلحة في التحليل وإن كانت مشاكلهن و عثراتهن متباين و مختلفة لكن لا اعتبر نفسي قد خسرت معهن وقت أو جهدا فا في الاول هن صديقاتي و ثانيا قد استفدت من عدم الوقوع في عثارتهن في مستقبلي ، لم اكن محصورة بهذا المجال …في تلك الايام و بذلك التفكير البسيط و الافكار الناضجة و الرؤى المعبر عن ذاتي و الحقيقة من حولي لم اكن اعلم انني قد كونت اعداء لنفسي ليس لسبب ما و انما لعدم الاكتراث بافكار تطرح من حولي ليس ذنبي ان قلت ان هذه الفكر او تلك قد كانت من ماضي تفكيري اي قد توصلت اليها في الماضي البعيد و لم تكن جديدة على مسامعي و فكري قد توصل اليها في مرحلة من مراحلي تفكيري ..في قرراتي نفسي لا اهينهم و لكنهم ارادوا مني ان اتحداهم و طبعا لشدة برودتي حرقتهم لانني لم اقم بهذا التحدي معهم ، مع انهم قالوا عني شيء قد احسوا به هو انني استطعت ان المس شيء ما بداخلهم و جعلتهم يلمسوه معي انه حق لعتراف كبير منهم … لم تنتهي المعركة بعد ..الخطة التالية لهم كانت قراءة افكاري و ما يجول بخاطري و كانت تلك اصعب و اشنع ما قد فكروا به لانني حينها كنت صاحبة الجريمة الكاملة لا اترك اثر لما اقوله او افعله تذكرت كل ذلك الذي مضى مع كل نفس استنشقه و كل رشفة ارشفها من كأس هذا و مع كل نظرت الي الماضي القريب المنهي بالنسبتي لي ، لم اكن اخاف منهم شيء سوى ان يصلوا الى نقطة ضعفي او يدخلوا الى نافذة في رأسي و اذا تحقق لهم ذلك فسيحاربونني به ، سيحاربونني بما صنعته لدفاعي به عن نفسي ، سيحاربونني بسلاحي الذي صنعته بنفسي و لنفسي ،جمع المعطيات و التفاصيل و تحليلها و تصفيتها من كل الشوائب التي قد تعيقني في الوصول للمعطيات الصحيحة للوصول بها واستنتاج مجموعة من الافكار التي في الاخير تصدق منها و اوحد او اثنتان و بهذا اكون قد وصلت الى حقيقة الشيء بفكرة جديدة و صحيحة .. و هكذا برزت لديا فكرة جديدة ….ياه يالها من مراحل متعبة و مشقت مضنية للوصول و استنتاج فكرة يعتمد عليا لكن اعداء لسوا بالهيينين و متذمرين و طاقة احتمالهم لا حدود لسعتها و لا يدخل اليأس اليهم، لكنهم لم يتمكن من ذلك على الرغم انهم ابرع مني في التفكير و قد نفذت منهم في الاخير و كان ذلك ما تذكرته عن تلك الايام في ذلك اليوم من الربيع الاولي لي بعد تخرجي