- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
- إياكم والظلم " حكاية صياد السمك" .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إياكم والظلم " حكاية صياد السمك" .
يُروى أن صيادا يصطاد السمك ويقوت منه أطفاله وزوجته ، خرج يوما للصيد ، فوقع في شبكته سمكة كبيره ففرح بها ، ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله ، فلقيه بعض الظلمه من أعوان السلطان فرأى السمكه معه فأراد أخذها منه ، فمنعه الصياد ، فرفع الظالم خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعه وأخذ السمكه منه غصبا بلا ثمن ، فدعا الصياد عليه فقال : إلهي ! جعلتني ضعيفا ، وجعلته قويا عنيفا ، فخذ لي بحقي منه عاجلا فقد ظلمني ولاصبر لي إلى الآخره .
ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكه إلى منزله ، وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها ، فلما أخذتها أفلتت السمكه من يديها وفتحت فاها ونكزته في إصبع يده نكزه طار بها عقله ، فقام وشكا إلى الطبيب ألما في يده ، فلما رآها قال له : إن دواؤها أن تقطع الإصبع ؛ لئلا يسري الألم إلى بقية الكف .
فقطع إصبعه ، فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد ، وازداد تألما وارتعدت من الخوف فرائصه ، فقال له الطبيب : ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد ، فما زال هكذا كلما قطع عضوا انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه ، حتى خرج هائما على وجهه ، مستغيثا إلى ربه ليكشف عنه مانزل به .
فرأى شجرة فقصدها ، فأخذه النوم عندها فنام ، فرأى في منامه قائلا يقول : يامسكين ! إلى كم تقطع أعضاؤك؟ امض إلى خصمك الذي ظلمته فارضه ، فانتبه من النوم ، وفكر في أمره ، فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد ، فدخل المدينه وسأل عن الصياد ، وأتى إليه ، ووقع بين يديه يتمرغ على رجليه ، وطلب الإقاله مما جناه ، ودفع إليه شيئا من ماله ، وتاب من فعله ، فرضي عنه الصياد وعفا عنه ، فسكن في الحال ألمه ، وانتهت في التو محنته ، والجزاء من جنس العمل ..
المصدر : كتاب لاتحزن وابتسم للحياه للشيخ / محمود المصري .
الله لا تجعلنا من الظالمين
اللهم اغفر لي و لوالديً و للمؤمنين و المؤمنات المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الا موات