- لكن البعض لا يحقق أية نتائج من البرنامج الطبي الذي يصفه له الطبيب ،
- وعندما يواجهه في زيارات المتابعة تبدأ الأعذار .
سلام عليكم ورحمة الله وربركاته
كيف حالكن يالفراشات...
يتحمس البعض للرشاقة و فقد الوزن ، و يذهبون للطبيب لطلب المشورة و النصح ، ,,
و تبدأ رحلة العلاج و اتباع نظم غذائية على أساس سليم ، حتى يفقد الانسان الدهون و يستعيد الرشاقة ،
ولا يفقد صحته .
لكن البعض لا يحقق أية نتائج من البرنامج الطبي الذي يصفه له الطبيب ،
وعندما يواجهه في زيارات المتابعة تبدأ الأعذار .
و بالرغم من جدية بعضها ، الا اننا سنركز هنا على الأعذار التي يتستر وراءها ضعف الارادة ، و عدم الرغبة في التضحية ببعض أنواع الطعام ، و تغيير بعض أنماط السلوك غير الصحي ، وهذه يجب أن تناقش بجدية و اسلوب علمي حتى يتحقق الهدف من اتباع برنامج طبي لتحقيق الوزن الصحي للشخص .
و لأنها أعذار واهية فسوف نسميها " شماعات " تمثلا بالشماعات التي نعلق عليها الملابس ، حيث أن البعض يعلق عليها أسباب فشله في تحقيق هدفه ، بينما تكمن أسباب هذا الفشل في الشخص نفسه ، و عليه مواجهة ذلك بصراحة .
شماعة الزوج : عادة ما تستخدم الزوجة زوجها بداية في تبرير زيادة وزنها ، فهو الذي يأتي بالحلويات الى المنزل ، و هى مضطرة الى أكلها حتى لا تتلف . و عندما تتبع نظالما غذائيا فهي تضطر لكسره لأن زوجها يطالبها بمشاركته وجبة العشاء التي يجب - بالطبع - أن تكون دسمة و غنية . و اذا نجحت الزوجة في فقد بعض وزنها ، فانها تعود لنغمة أن زوجها حزين لفقدها وزنا ، و انه ينعي جمالها الذي ذهب مع الريجيم ، و انه يطالبها باسترداد الوزن الضائع . هذا اذا كان زواجها سعيدا ، و لكن في حالة الزواج غير السعيد ، فان زيادة الوزن تكون لأسباب حقيقية حيث تعبر الزوجة عن مشاعرها السلبية و اكتئابها من خلال استغراقها في الأكل تعويضا عن مشاعر الحب و السعادة .
ويمكن علاج هذه " الشماعة " عن طريق تفهم الزوجين بل و الأسرة بأكملها لأهمية استعادة الوزن الصحي للزوجة حتى تتمتع بصحة طيبة تستطيع بها أن تحيا حياة سعيدة مع زوجها و أولادها . و يجب أن يعلم الزوجان أن دعم احدهما و تفهمه لاحتياجات الآخر الصحية و الغذائية هو عنصر أساسي في نجاح أية محاولة لخفض الوزن و استعادة الرشاقة .
شماعة الأولاد : "نعم يا دكتور .. أحاول أن أتبع نظامك الغذائي الصحي ، و لكن أولادي صغار و يجب أن أشتري لهم الحلوى و المأكولات الغنية بالنشويات و الدهنيات و السكريات " .. و يوافقها الطبيب على مضض أن للأطفال احتياجات في الأكل تختلف عن احتياجات الكبار ، و في نفس الوقت ينصحها بأن أن تربي أولادها على اتباع عادات غذائية سليمة ، و على تناول الطعام الصحي المغذي . و لكن الطبيب يسألها عن علاقة طعام أولادها بنظامها الغذائي .. فتجيب : " أصل الأولاد ماياكلو شي يا دكتور وأنا اضطر لتناول الطعام بدلا منهم حتى لا يتلف .. بل أنا آكل ما يتبقى من أطباقهم لأنه خسارة " .. و هكذا تفقد هذه السيدة و أمثالها الصحة و الوزن المثالي ، والوقت والمال المنفق في العلاج واتباع برامج غذائية سليمة ، في سبيل انقاذ بقايا الطعام من الذهاب الى القمامة .. والنصيحة لهذه السيدة هو أن يكون أكل الأسرة كلها صحيا ، وأن لا تكثر من شراء الحلويات و الأغذية ذات السعرات المرتفعة و الغنية بالدهون و النشويات و السكريات . و حتي لو سمحت لأطفالها بتناول بعض من هذه المأكولات ، فبكميات صغيرة ، و على فترات متباعدة ، وأن تبتعد هي عن هذه المأكولات حفاظا على وزنا و صحتها و سعادتها .
ولعل واحدة من أطرف "الشماعات" المرتبطة بالأولاد هي تلك الحالة التي تسهر فيها الأم مع أولادها عندما يذاكرون دروسهم استعدادا للامتحانات ، فهي تظل مستيقظة معهم طوال الليل لكي تساندهم و تهيء لهم الظروف المناسبة للاستذكار ، و في نفس الوقت تسلي نفسها أثناء السهر بتناول ما لذ و طاب من مأكولات و مكسرات للتسلية و مشروبات ، و غير ذلك مما تعده لأولادها و تشاركهم فيه .
والنصيحة واضحة و لا تحتاج لتذكير .. اتركي الأولاد لمسؤلياتهم ، و اذا أردت المساندة فامتنعي عن تناول الطعام ، وتذكري أن الوجبات الثلاث التي يجب أن تأكليها تنتهي بوجبة العشاء، ولا بأس من تناول خضار السلطة اذا احتاج الأمر، و لكن لا تتناولي طعاما ذو سعرات مرتفعة يضيف الى وزنك و يربك برنامجك الطبي الذي تتبعيه لخفض وزنك .
شماعة الوالدة و الأقارب : " والدتي تشفق علي صحتي من فقد الوزن ، و تضطرني اضطرارا الى الأكل عندما أزورها ، و طبعا لا أستطيع أن أرفض لها طلبا " أو " جاءت والدتي لزيارتي .. فصنعت لها وليمة من الحمام المحشي و البط المحمر .. و المسقعة و المحشي بالسمن البلدي ، و طبعا كان من الواجب أن آكل معها لأنه عيب" .. ان اعداد اي نوع من الطعام لا يعني بالضرورة تناوله .. تستطيعين اعداد أفخم الموائد بأنواع مختلفة من الطعام لضيوفك حسب قواعد الضيافة الشرقية المبالغ فيها ، و لكنك تستطيعين أن تعدي أطباقا من اللحم المسلوق و الشوربة و السلطات و الخضروات ، و تأكلي منها بدون الخروج عن برنامجك الذي نصحك به طبيبك .. و لن يدرك ضيوفك انك لم تاكلي حماما محشوا اذا كنت تقومين بواجبات الضيافة من تقطيع و غرف و تقديم و غير ذلك . ان مجرد امساكك لشوكة و سكين أما طبق سيقنعهم أنك تشاركين . فلا تضيفي عدة كيلوجرامات الى وزنك ، و لا تستعيدي ما فقدته بالوقت و الجهد و المال لكي تجاملي أحدا . و في نفس الوقت نوجه كلمة لأسرة أي شخص يحاول أن يستيعد رشاقته و يفقد وزنا ، أن يساعدون و يساندوه ، و أن لا يضغطوا عليه لكي يخرج عن نظامه الغذائي . ان اعدادهم لطعام موصوف له بواسطة الطبيب هو خير مجاملة و اظهار للكرم . ان الحب الحقيقي هو في المساندة و الدعم الذي نقدمه لمن نحب في سبيل استعادة صحته و وزنه المثالي .
شماعة الظروف : " لقد ارتبك نظامي الغذائي يا دكتور .. فأنا أسافر كثيرا و أضطر لكسر النظام الغذائي ، لذا تجد أن وزني لم ينقص بل بالعكس زاد " .. هذه حجة بليدة تحاول تغطية ضعف الارادة . فالسفر الى أي مكان لا يعني أن الأغذية الصحية من خضروات و بروتينات و فواكه غير موجودة في هذا المكان . ان من يضع نصب عينيه أن يصل الى وزنه المثالي يستطيع التصرف في أي مكان و الحصول على الأغذية الموجودة في برنامجه ، و التي تتصف بقلة المحتوي الحراري و قلة الدهون و النشويات ، و الغنية بالألياف و البروتينات والفيتامينات و المعادن .
شماعة المواسم و الأعياد : " عيد بقى يا دكتور و كل سنة و انت طيب .. " أو " أصل رمضان داخل و انت عارف نظام الأكل بيتغير علشان العزومات .. انت بتعزم و بتتعزم .. و لازم تأكل في الحالتين " .. و " معقول ماأكلش من حلويات الموسم ؟ دا موسم يا دكتور " .. مرة أخرى نقول أن الموضوع يحتاج الى ارادة قوية .. في الأعياد نستطيع التركيز على البروتينات و الخضروات و الفواكه ، و لكن لا حاجة للحلوى الغنية بالدهون و السكريات . و في رمضان تستطيع أيضا أن تتمسك بنظام غذائي معدل يناسب رمضان من افطار و سحور، لكن يجب أن تتنازل عن الكنافة و القطايف و ما شابهها .
شماعة المصيف : " زاد وزني يا دكتور لأني كنت في المصيف .. أكل كتير و مفيش حركة " .. ان المصيف فرصة لزيادة الحركة سواء في السباحة أو في التمشية على شاطيء البحر أو حتي في نط الحبل . ان نظام الطعام الموضوع لك من قبل طبيبب يجب ألا يتغير حتي في المصيف ، و على العكس فان الحركة يجب أن تزيد في المصيف عنها و أنت في مدينتك . العبي .. اجري .. امشي .. احرقي سعرات أكثر .. لكي تصبحي أكثر رشاقة و صحة .
شماعة الوقت : " تعرف يا دكتور لماذا لا ينجح نظامك الصحي معي ؟ لأنه لا وقت لدي لممارسة الرياضة " . هذه الشماعة ضعيفة الحجة ، لأن ضبط الوزن يعتمد علىالالتزام بالنظام الغذائي بأكثر مما يعتمد على الرياضة و الحركة ، و لكن الرياضة تساعد على زيادة معدلات حرق السعرات ، و على شد العضلات و الأنسجة المترهلة من زيادة الوزن وعلى العموم فان هذه الشماعة يمكن الانتصار عليها بتغيير بعض سلوكياتنا الحركية .. فالرياضة لا تعني النادي و مضمار الجري فقط ، و انما تعني أيضا الاكثار من الحركة و المشي . و من المعروف أن المشي يحرق سعرات حرارية أكثر من الوقوف ، و لكن الوقوف يحرق سعرات حرارية أكثر من الجلوس . ان صعودك السلالم الى سكنك أو الى مقر عملك هو نوع من ممارسة الرياضة ، كما ان المشي من حيث تصف سيارتك الى المكان الذي تنوي الذهاب اليه هو نوع من الرياضة . و نحن نقترح عليك مزاولة بعض الرياضة حتي أثناء مشاهدة التليفزيون مثل تحريك الأطراق أو الجري في المكان ، او تدريبات البطن . عندما تصدق النوايا يستطيع الانسان أن يحرك جسده في أي وقت يجده مناسبا ، ووقتها لن نحتاج الى هذه الشماعة .
شماعة المرض : " لم استطع اتباع نظامك الغذائي يادكتور حيث أنني اتعاطى دواء للضغط و يجب أن أتناوله على معدة ممتلئة " .. ان الطبيب الذي يصف لك النظام الغذائي هو طبيب دارس للأمراض المختلفة قبل تخرجه في كلية الطب ، و بالرغم من أنه قد لا يصف لك علاجا لمرضك ، الا أنه يعرف عن هذا المرض ما يساعده على وضع البرنامج الطبي الغذائي و الحركي المناسب لحالتك . و هو بالقطع قد عرف تاريخك المرضي خلال مناقشته لك في اول زيارة و أثناء توقيع الفحص الطبي الشامل عليك . و هو يعلم الأدوية التي تتناوليها ، و بالتالي فان البرنامج الغذائي و الحركي الذي سيصفه لك الطبيب سيكون متوائما مع حالتك الصحية و أدويتك، و بالتالي فان هذه الحجة ضعيفة ، و يجب التخلص من "شماعتها" فورا ، وبالعكس فان علاج الوزن الزائد قد يكون هو العامل الهام في تحسن حالتك المرضية الأصلية ، و قديما قالوا :" المعدة بيت الداء " وقالوا أيضا " جوعوا تصحوا " .
دمتن بحفظ الله
ألف شكر
.