أشتم رائحته

رغم رذاذ المطر الذي يتساقط على نافذتي
ونسيم الهواء البارد المتسلل إلى غرفتي
إلا أن الدموع أغرقت وسادتي وشاركتني في وحدتي
مع كل هذه الأجواء
أشتم رائحته ...
إنها (( نفس الرائحة ) ) التي بقيت معنا فترة من الزمن ثم رحلت
هاهي اليوم قد عادت لتذكرني بكل من رحل .. !!
وعودته تعني رحيل جديد يثير ريبتي
الموت ،،، ومن غيره يفاجئنا ويخطف منا أغلى البشر
الموت ,,, ومن غيره نقف عاجزين أمامه عن كل شيء
لقد كنتُ في زيارتها اليوم وأنا أراها تصُارع مرضها
اليوم رائحته اقتربت مني كثيراً فعرفت أنه
قادم ..
أشعر به رغم غدره ..
كآبة الزائرين .. !!
والعيون الحائرة .. !!
والدموع المتساقطة بلا حساب أو خوف
وبرودة الجو كلها أخبرتني
بأنه قادم ,,
يا أيها الموت
(( قف ))
(( تمهل ))
إلا هيّ إتركها لي
هي الحياة بالنسبة لي ...
هي ذكريات الطفولة ...
هي الماضي والحاضر ...
هي إبتسامة العمر ونقاء القلوب...
يا أيها الموت
إذا ضاقت بي الحلول وسكنتني الظنون ودمرتني الظروف يلمني حضنها ..
إذا إفتقدت الأمان وغدرت بي الحياة ولعبت الأقدار لعبتها أركض أبحث عن طهرها
أستمتع وأنا أنظرفي وجهها له رونق خاص
وملامح تشعرني بالصمود والقوة رغم قسوة الحياة
يا أيها الموت
لقد إقتربت كثيرا منها اليوم ,,,
شعرت بك وبوصولك لها
لكن أرجوك لا تأخذها
فهي الدواء في عالم مريض
وهي النقاء في مجتمع ملووث
وهي البقاء في زمن الفناء
هي الحضن الذي يرويني ,,, هي الإحساس الذي افتقدته بين البشر
منها تعلمت معنى الصبر ... منها تعلمت أن لا أأتمن القدر
والآن تريد أخذها مني ... بمنتهى السهولة ... وأنا أنظر إليك وكلي قهر
معلمتي وملاذي تحتضر
ولا أملك أي شيء ولا أستطيع فعل شيء
يا إلهي لسخرية القدر
إلهي شافها وعافها وأرجعها لي ولقلب كل من يحبها سالمة
همسة لكل من يقرأ كلماتي
لا أعرف ماذا كتبت وكيف كتبت ولماذا هناك الكثير في قلبي لم أستطع كتابته
قد تكون دموعي غلبتني.. قد يكون حزني أعماني لكني أطلب منكم الدعاء لها
فهي بحاجة له ... وأعذروني