- " .. عودة "
- المضيف : أجيب لك شي تشربه ..
- سامي ناظره بشكر وهو يقفل جهازه : لا شكراً ..
- الشوق يذبحه لأمه و أحبابه ..
- شي الوحيد يمكن يشفع له غيبته أقتربه من الحصول على شهادة الدكتوراه ..
- كافئوه بعضتين على كل خد .. طلعوا من الغرفة وهم زعلانين ..
- هذا أبوه
- حسسه باليتم وهو حي .. حاول في عقله الصغير يبحث له عن عذر ..
- " زوجة وحبيبة "
- "همسة " .. سامي أخ له من الرضاعة ..
- إلى الآن لم يتنه من دراسته .. يدرس الطب في الولايات المتحدة ..
السلام عليكم
المقدمه للمبدعه خاطره في سطور كاتبة الروايه
في يوم من الأيام ما كنت أفكر بكتابة قصة ..
لكني ..
بدأت .. جربت ..
الحمد الله نجحت ..
فكانت هذه النتيجة ..
أمنيتي أن تعجبكم و تحوز على رضاكم ..
جيتكم اليوم بشي حلوو ..
قصتي الأولى ..
" أحاسيس تعزف على أوتار القلوب "
عنوان القصة يوحي برومانسية عالية ..
و أحساس حالم ..
كما هي القصة ..
تدور الأحداث لشخصيات ولدت من رحم واقع ..
نعيشه ..
عاطفية .. اجتماعية .. تراجيدية ..
حاولت قدر الإمكان أعطي كل أحساس حقه ..
رومانسية .. عاطفية ..
بحدود شرعية .. و بالواقعية التي تسمح بها عاداتنا و تقاليدنا ..
و العاطفة لها النصيب الأكبر من الأحاسيس ..
اجتماعية ..
بناقش فيها قضايا اجتماعية تدور في مجتمعنا .. وتأثيرها على كل شخصية ..
سأطرحها بطريقتي الخاصة ..
أما الشخصيات ..
عددها كبير ..
أخترت لكل شخصية محور و قالب محدد ما تخرج عنه ..
حيث كل شخصية قصة منفردة ..
أتمنى أن تفهموهم .. و تحبوهم .. وتتقبلوهم بحسناتهم وعيوبهم ..
رجائي ...
لكل من يقرأ سطوري ..
لا تبخلوا علي بآرائكم ..
أعدكم بأن يرتقي قلمي لمستوى تطلعاتكم ..
و أن تستمتعوا جميعاً ..
أترككم مع ..
روعة أحاسيسي ..
في لحظات ..
س ترقص لها أوتار قلوبكم .. قبل قلوبهم ..
سطور سيبقى أثرها طويلاً في قلوبكم ..
خاطرة على سطور ..
السلا م عليكم ورحمة الله
السلام عليكم و رحمة الله
كلمات أعلن بها الأمام انتهاء صلاة العصر ..
أمهلهم المؤذن ثواني قبل ما يعلن القيام للصلاة على الميت .. أصطف المصلين خلف الأمام ..
مابين الصفوف الصف الأول تحديداً .. كانت عيونه ثابتة على الجنازة المسجى أمامه .. ملامح وجهه كساها الحزن .. قطع عليه حبل أفكاره حركه المصلين جنبه يستعدوا للصلاة .. أصطف معاهم ..
بعد ما أنتهت الصلاة قرب من الجنازة و حملها مع بقية أخوانه و أهله ..
تمنى في نفسه أحداث اليوم و الأيام اللي قبلها .. ماهي إلا حلم أو كابوس مزعج بتجي لحظة و يفوق منه ..لكن وجود كل هجري الأشخاص حوله ..
وأطياف الألم و الحزن تعتصر قلبه .. يثبت حقيقة وواقعية حياته .. دعا الله في سره يصبره على فراقها ..
أعاده للواقع أثنين من المسعفين ساعدوه في إدخال الجنازة لسيارة الإسعاف ..
كان يمشي بسيارته خلف سيارة الإسعاف يجاريها في سرعتها .. تمنى السواق يخفف من سرعته ..
كل دقيقة تمر وهو يقترب من وجهته يزيد الألم في داخله .. دقايق و ينحرم من شوفتها إلى الأبد مثل ما أنحرم سماع صوتها من يومين ..
مرت نصف ساعة سريعة وكأنها دقيقة من المسجد الحرام للمقابر ..
من تحت نظارته السوداء طالع المشيعين حوله عدهم كبير.. الكل مستعجل .. كل شي يصير بسرعة ..
نزل الجنازة للأرض .. حسب التعليمات اللي أملاها عليهم الشيخ ..نزل للحفرة في الأرض وساعد أبوه ينزل بعده ..
خواله من فوق قاموا بدورهم بإنزال جسدها .. بعد ما وسدوها مكانها بالشكل الصحيح ... قام أبوه بالباقي .. وجهه وجهها للقبلة بعد ما كشفه وحل شويه من أربطة الكفن اللي كانت مقيدة معصمها و أقدامها ..
ترك الأمور لأبوه هو أخبر منه في هذي الأمور .. أكتفى بالمراقبة ..
نفض أبوه يده من التراب اللي علق فيها .. ومسح دمعتين نزلت على خده .. وهو يدعي لها بصوت هامس .. بعد ما أنتهت مراسم الدفن .. تحلق المشيعين حول القبر ورفعوا أيديهم بدعاء ..
اليوم أصعب يوم في حياته .. غابت فيه عن الدنيا أغلى إنسانه .. أخر مرة يشوفها ... يلمسها ..
مجبر يكتفي بصورتها اللي أنحفرت بداخلها .. و يتلمس أثرها اللي خلفته في قلوب أحبابها .. فراقها صعب وفوق احتماله ..اليوم فقد روح تعيش فيه..
..
..
..
..
نتركه لأحزانه ل نقلب أوراق من الماضي ..
بسم الله نبدأ ب أوراق من الماضي ..
" الجزء الأول "
" .. عودة "
كان يؤدي عمله الروتيني يمشي مابين الصفوف يتأكد أن جميع الركاب ربطوا أحزمتهم ... ويساعدهم أذا احتاجوا مساعدة ..
طاحت عينه على الراكب السعودي الوحيد في الدرجة الأولى .. أتجه له .. كان متأكد انه ماسمع التنبيه بقرب موعد الهبوط .. أستغرب منه طول موعد الرحلة اللي استغرقت 5ساعات تقريباً .. وهو مشغول بالكتابة على كمبيوتره الشخصي .. وبدون مبالغة ما رفع عينه عن الشاشة ..
وصح ظنه المضيف بالباقة : لو سمحت أخوي قرب موعد الهبوط .. ممكن تغلق الكمبيوتر .. وتربط حزامك ..
سامي : أن شاء الله ..
المضيف : أجيب لك شي تشربه ..
سامي ناظره بشكر وهو يقفل جهازه : لا شكراً ..
كان منشغل بالكتابة ما سمع التنبيه بقرب هبوط الطيارة .. ربط حزام المقعد حول خصره .. رجع اللاب توب في الشنطة الخاصة فيه ..تنهد بتعب .. اسند ظهره على المقعد ومدد رجله اللي كانت ثقيلة من طول الجلسة وعدم الحركة .. مط شفتيه فظهر على وجهه تعبير .. ابتسامه .. لكنها باهته لا تحمل أي معنى .. أبتسم وهو يشوف تحته ملامح مدينة جدة اللي هجرها بأرادته ثلاث سنوات ..
غلط يوم حسب ببعده عنهايخفف أحزانه و آلامه ..
مرت ثلاث سنوات ..
جنى فيها غربة و الوحدة..
قلبه حزين ما تغير ما أخترقه و لا سهم من سهام الفرحة ..
ألم الفراق يكبر فيها يوم عن يوم ..
ضمير يأنبه ليل نهار على أطفاله اللي تركهم وراه ولا سأل عنهم وهم في أشد الحاجة له ..
الشوق يذبحه لأمه و أحبابه ..
شي الوحيد يمكن يشفع له غيبته أقتربه من الحصول على شهادة الدكتوراه ..
غمض عيونه يحول يطرد عنه هالأفكار .. تم الهبوط بسلام .. أعلن الكابتن وصولهم لمطار الملك عبد العزيز بجدة ..فضل يتمدد على كرسيه وينزل آخر واحد من الطيارة ... على أنه يتزاحم مع بقية الركاب على أبوابها وكأنهم خارجين من سجن ..ضبط ساعته على توقيت المملكة .. طلع جواله من جيبه وفتحوا .. دقايق و اختفى الازدحام من ممرات الطيارة حمل شنطته .. ونزل من الطيارة ..
دخل مبنى المطار كان في أستقباله عدد من الإجراءات الروتينية المملة .. ما كانت مضجرة بالنسبة له .. أول كشك صادفه أشترى جريدته المفضلة .. أقترب من آخر محطة وكان الكونتر الخاص بالجوازات .. من سوء حظه أنه مو السعودي الوحيد على متن الرحلة .. كان مضطر أنه يوقف في طابور طويل يستنى دوره .. بعكس باقي ركاب الرحلة الأجانب كان عددهم قليل .. لكن إجراءات دخولهم تستلزم وقت طويل ..
قالها موظف الجوازات .. يسلمه جوازه بعد ما أنتهى من الإجراءات : أتفضل ..
سامي : يعطيك العافية ..
دس جوازه في جيب جاكيته الداخلي .. مشى لسير الشنط .. أخذ أغراضه وهي عبارة عن شنطتين .. ساعده العامل في جرها .. أنفتحت البوابات الزجاجية آلياً باقترابه منها ..
كشفت عن عدد من الناس ينتظروا وصول أقاربهم .. ما فتش بينهم عن أحد أخوانه أو أقاربه .. و السبب محد يدري برجعته ..
مشى بثقة رافع راسه و ابتسامة صادقة أشرقت في ملامحه و بخطوات و اسعة لخارج المطار ..
مظهره الخارجي يوهم الناس بأنه أسعد إنسان في العالم .. لكن اللي يعرفه عن قرب يجد العكس ..
تنفس بعمق وهو يوقف على الرصيف خارج المطار .. ما كان بحاجه لجهد كبير حتى يلاقي سيارة تاكسي .. سيارات كثيرة مصفوفة أمامه ..
رفع يده يأشر لأحد السواقين : لو سمحت ..
قرب منه السواق وفتح له باب السيارة الخلفي ..
السواق أخذ مكانه خلف المقود : حمد لله على السلامة ..
سامي شاكر له لباقته : الله يسلمك ..
سواق يحرك السيارة : العنوان لو سمحت ..
سامي يوصف له العنوان : شارع .............. ...
رجعته لبلاده أول خطوة .. في طريقه لتصحيح مسار حياته .. يحتاج جهد حتى يخرج من حالة الإكتئاب اللي عايش فيها .. و يعيد ترميم حياته .. لكن السؤال اللي يدور ف باله ..!!
هل بيقدر يعوض اللي فات .. ؟
..
..
قام من سريره ناقم على أخواته .. صحوه من أحلى نومة .. دخل الحمام غسل وجهه طلع .. لقاهم واقفين عند الباب ينتظروه ..
لمار لأخوها : دوااد .. دواد .. بيبي .. فيه حلاوة .. " جواد .. جواد .. حبيبي فيه حلاوة "
جواد رمى المنشفة عليها : بشويش خرقتي أذني ..
لمار تشيل المنشفة من على راسها وترميها في الأرض : دواد .. لاء .. " جواد لاء"
جواد تركهم خلفه دخل غرفته ونسدح على سريره .. دخلو وراه ..
ليان بدلع : دودي نبا حلاوة " نبغى حلاوة "
جواد : أول شي بوسوني ..
كل و حده فيهم طبعت على بوسه على خده
ليان ولمار بصوت واحد : خلاص ..
جواد بطمع : لاء .. أبغى بوسة قوية ..
كل وحده فيهم طبعت بوسه .. جواد : وحدة ثانية أقوى. .
جواد : كمان ثاني ..
ليان : أفف .. "وتوالت البوسات " ..
لمار ملت : دواد .. فيه حلاوة .. ؟؟
جواد يبتسم بخبث : لاء .. مافي حلاوة في الليل .. بكرة أعطيكم حلاوة ..
كافئوه بعضتين على كل خد .. طلعوا من الغرفة وهم زعلانين ..
قفل الباب وراهم .. وأندس تحت الأغطية .. يحاول ينام مرة ثانية مرت نص ساعة وهو يتقلب فوق السرير بدون فايدة .. أتذكر الصلاة اللي راحت عليه وهو نايم .. قام أتوضآ و صلى المغرب و العشا ..
طلع من غرفته للغرفة المجاورة .. كانت الجناح الرئيسي في البيت .. شافها جالسة على سجادتها في الصالة المضاءة بإضاءة خافته جداً .. زي عادتها كل يوم في هذا الوقت .. تذكر الله بعد ما أنهت صلاتها .. قرب منهابعد ما أتأكد أنها أنتهت من صلاتها .. جلس في حضنها و أسند راسه على كتفها .. بعد ما طبع بوسة على خدها ...
غادة تمسح على راسه بحنان : هلا حبيبي صحيت ..
جواد هز راسه بالإيجاب .. وسألها : أمي .. فين البنات ..
غادة :أخواتك نايمين .. وخالاتك تحت في الصالة ..
غادة بابتسامة حنونة : شكلك نعسان .. أيش رأيك .. تكمل نوم ..
جواد يبتسم : مافيني نوم بجلس عندك ِ ..
قطع عليهم صوت طرقات خفيفة على الباب ..
دخلت سارا بهدوءها المعتاد .. قربت من أمها اللي كانت معطيتها ظهرها : ماما .. " أنتبهت لجواد جالس في حضن أمها "
ساره عفوية : بسم الله الرحمن الرحيم .. ايش جابك هنا ..
جواد ثار عليها : بسم الله من وجهك .. ليه شايفة جني ..؟
ساره تجلس جنب أمها : كنت أحسبك نايم ..
جواد بطواله لسان : و النايم ما يصحى يعني ..
ساره : آسفين .. وبعدين أتكلم بأدب لا تنسى أني خالتك ..
جواد لأصغر خالاته : لا و الله .. انا عندي ثلاث خالات .. بس .. أما أنتي خالة نفسك .. ماعندي خالات مدلعين ..
ساره لأمها : ماما شوفي جواد .. خليه يسكت ..
غادة لبنتها : خلاص حبيبتي .. هو صغير لا تحطي عقلك بعقله ..
جواد لجدته : أنا مني صغير .. هي الكبيرة في العمر صغيرة في العقل ..
سارة : لا يشيخ .. أصلاً أنا غبية أضيع و قتي معاك ..؟
جواد يبتسم : الحمد لله اعترفتي بنفسك أنك غبية .. محد قال شي .. " أبتسم بنتصار لأنه قدر ينرفزها "
ساره كانت بترد لكن أمها منعتها .. غادة بحزم : وبعدين معاكم أنتوا الأثنين ..
غادة تغير الموضوع : ساره أش كنتي بتقولي ..
ساره : بابا يسأل عنك ..
غادة : دقايق ونازلة ..
طلع جواد وساره من عندها ..
ساره و جواد ما يجتمعوا فمكان إلا ويضاربوا مع بعض .. كل ما في الموضوع غيرة مو أكثر .. هي تغار منه وهو يغار منها .. في الأخير ما يطلعوا من الغرفة إلا وهم متصالحين ..
..
..
في الصالة .. الرئيسية للبيت
يعلن دخوله للبيت : السلام عليكم ..
غادة " أم سعود " : وعليكم السلام .. هلا سعود ..
سعود قرب من أمه وباس راسها .. سألته غادة : كيف يومك ..؟
سعود : الحمد لله تمام ..
غادة : يالله أطلع بدل على ما أجهز العشا ..
سعود لأمه : مالي نفس .. بكرة أن شاء الله أتغدى و أتعشى و أفطر و كل للي تبيه يصير .. انا حتى النوم من أسبوع مجافيني ..
غادة : وليش كل هذا .. ؟
سعود بأبتسامة جنان : فرحان .. حتى كلمة فرحان قليلة ..
غادة تضحك : ههه الله يسعدك ويهنيك أن شاء الله ..
سعود يبوس راسها : آمين .. ولا يحرمنا منك يالغالية ..
غادة : بدل بسرعة و أنزل أتعشى ..
طلع سعود يبدل بعد ما راحت أمه للمطبخ ..
يوم أنتظره طويلاً ..
بكرة يوم مميز في حياته ..
ملكته على سلمى ..
..
..
بعد العشا .. العائله كلها مجتمعة في الصالة .. عزوف أتوسدت حضن أمها .. عروب كانت سانده راسها على كتف أوبوها .. سارة و جواد جالسين بعيدن عن الكل يتصفحوا مجلة .. سعود مهند و أمجد جنب بعض .. غدي خالفتهم و كانت متربعة على الأرض .. بصمت الكل مثبت عينه على شاشة التلفزيون ..
بعد ما أنتهى الفلم قامت من مكانها .. أبو سعود لبنته : فين رايحة خليك جالسة ...؟
عروب : أطلع أشوف البنات .. و عندي بحث بحاول أشتغل عليه شوية ..
ابو سعود : الله يوفقك ..
عزوف لأختها : خذيني معاكِ ..
عزوف : تصبحوا على خير ..
الكل : وانتي من أهل الخير ..
عروب تسحب أختها من يدها : إلا يسمعك يقول ح تنامي دحين ..
عزوف : يمكن ليش لاء .. ما وراي شي ..
عروب : اذا طفشانة تعالي أشغلك معايا ..
..
..
في أحد الأحياء الراقية .. أمام فيلا ضخمة منتصبة على أربع واجهات .. مبنية على الطراز الأندلسي .. خرج الحارس على صوت سيارة تهرن أمام البوابة .. أستغرب و جود سيارة أجرة في مثل هذا الحي .. كان واثق أنه غلطان في العنوان .. قرب من الشباك الخلفي .. ألقى نظرة متفحصة على الشخص الجالس في المقعد الخلفي
الحارس : تبغى شي ..
سامي : السلام عليكم ..
الحارس أنحرج : وعليكم السلام ..
سامي : ممكن تفتح البوابة ..؟
الحارس يتفحص ملامحه يحاول يتعرف عليه : آسف ياسِيدي .. ما أقدر أفتح البوابة لشخص غريب ف مثل هالوقت ..
تنهد سامي بملل .. طول الطريق وهو يحاول يتصل بسعود عشان يتحاشى موقف زي كذا لكنه مايرد .. وعمه جواله مغلق ..
سامي للحارس : اتصل بالبيت .. وقلهم سامي عبدالله ال.... ..
دخل الحارس غرفته ..وهو يتململ من هذا الشخص اللي يكلمه من دون نفس .. أتصل على البيت ..
أرتفع ضغطه لما سمع ..من الخط الثاني ..
جواد : نعم عبدالله ..
عبدالله : في واحد هنا برى يبغى سعود ..
جواد : وليش ما تدخله ..
عبد الله : ما أعرفه أول مرة أشوفه .. عطني سعود ..
جواد : أفتح له البوابة .. و أنا أجي أشوف مين ..
سعود : مين متصل ..
جواد : هذا عم عبد الله يقول في واحد عند الباب .. بروح أشوف مين .. " طلع جواد من لصالة يجري "
سعود لأخوانه : مواعدين أحد أنتوا ..
أمجد وعيونه مثبته على شاشة التلفزيون : لاء
مهند : أمكن واحد من عيال عمي ..
سعود ما أهتم و رجع يتابع التلفزيون ..
..
..
بضجر رجع الحارس السماعة مكانها .. وضغط واحد الموجودة عنده فتح البوابة .. خرج لسيارة
الحارس لسامي : أتفضل بس أتعدى السور و وقف لا تدخل جوا ..
دخلت السيارة ووقفت حسب أوامر الحارس .. نزل سامي من السيارة بعد ما حاسب السواق ..
سامي للحارس : لو سمحت نزل الأغراض من السيارة ..
ألتفت عنه و مشي باتجاه البوابة الداخلية .. أنفتح الباب الخشبي الكبير .. ظهر من خلفه جواد نزل الدرجات قفز بحركات بهلوانية رشيقة وكأنه متمرن عليها .. كمل الأمتار الباقية جري ..
أنتبه جواد ان الشخص اللي قدامه كان يراقب حركاته .. أستحى ومشى بركازه .. وهو يفكر لو خالته عروب تدري عن حركاته هذي كان ذبحته ..
جواد لسامي بابتسامة صبيانية خجول : سلام " رفع يده اليمين لفمه .. وهو يطالع فيه بستغراب "
جالت عينه بنظرات فاحصة من فوق لتحت .. طويل القامة وعليه بنطلون جينز وجاكيت أسود من تحته قميص أبيض .. بشرته سمراء نوعاً ما عيونه سود تغطيها جفون ناعسة بشكل ملفت .. وشعر أسود كثيف ..
يعرفه ومستحيل ينساه رغم التغيرات الكبيرة اللي طرأت على شكله ..
صورته محفورة ف داخله مستحيل تنمحي ..
شخص من الماضي .. ذكراه مصدر آلامه ..
رحل عنهم من سنين .. غيابه ترك ف حياته فراغ كبير محد من اللي حوله قدر يملاه ...
هذا أبوه
حسسه باليتم وهو حي .. حاول في عقله الصغير يبحث له عن عذر ..
عشان يحتفظ بصورته حلوه .. ولأنه يحبه وما يملك غير أنه يحبه .. تعب من التفكير .. و أسألته ركنها ف زاوية من زوايا عقله .. حتى يعيش حياة طبيعية مثل بقية أقرانه .. بنتظار يوم مثل هذا .. حتى يجد أجوبة لأسألته ..
مشاعر غريبة هاجت بداخله ..
غمض عيونه لثواني يحول يرجع لطبيعته ..
جواد يشوف الحارس واقف يطالع فيهم بتطفله المعهود : عم عبدالله خلي الشنط هنا وروح ..
أنسحب العم عبدالله وقفل البوابة الكبيرة خلفه ..
ما كان يخفاه المشاعر اللي حاس فيها سامي لولده : جواد بابا ما تبغى تسلم عليَ ...
ضام يدينه خلف ظهره .. وعيونه في الأرض " بدون أجابه "
نزل لمستواه مسكه من كتوفه .. بعد ما باس راسه : زعلان مني .. ؟
جواد هز راسه بالإيجاب ..
سامي رفع له راسه وكمل بنظرة حانية : أنا غلطت و أعترف بغلطي .. أنت صير أحسن مني و سامحني .. ؟!!
جواد ظل ساكت ويطالع في أبوه ..
سامي بابتسامة نادر ما تظهر على وجهه : ما و حشتك ..؟
رد عليه بهدوء و بعيون مدمعة : إلا ..
سامي : كثير و لا شوية ..
جواد يبتسم من بين دموعه : كثير ..
سامي وهو يمسح دموع ولده : مو باين ..
أحاط بذراعة الصغيرة رقبة أبوه يضمه بأقوى ما عنده وكأنه يبغى يعوض عن كل يوم فات بعيد عنه ..ظلوا مع بعض فترة طويلة بددوا هدوء الليل بهمساتهم وضحكاتهم ..
سامي لولده : يالله ندخل ..
جواد : طيب ..
مشى سامي ويده على كتف ولده لكن أفكاره كانت بعيد .. جواد يقطع الصمت اللي بينهم : بابا ..
سامي بابتسامة: نعم ..
جواد : ح تسافر ثاني ..؟
سامي يلتفت لولده : نتكلم في هذا الموضوع بعدين .. ممكن ..؟
جواد حرك راسه بالأيجاب ..
..
..
الكل أتفاجئ بجيته .. سعود فرح كثير بشوفته لأنه ماكان متخيل انه ممكن يفرح وسامي ما يكون جنبه .. أخذه سامي بالأحضان .. و مهند نفس الشي أستقبلوه بالأحضان .. عمه أبو سعود كان أكثرهم فرح .. أما خالته يوم شافها ما قدر إلا انه يضمه أشتاق لها كثير .. عروب وعزوف بعد ما أتحجبوا أكتفوا بالسلام من بعيد ... سارة ملت من الأنتظار و لما جا دورها ما ردها إلا حضنه .. غدي أكتفت بالمصافحة مع أنها تطمح في الكثير ..
سامي لخالته : فين البنات ما أشوفهم ..؟
ام سعود " غادة " : عروب حبيبتي .. صحي البنات ونزليهم ..
عروب : أنشاء الله ..
سامي بخيبة : نايمين ..
سامي لعروب وهي خارجة من الصالة : تعالي روبي .. لا تصحيهم خلاص .. بكرة أجي أشوفهم ..
عروب : على راحتك ..
أبو سعود لسامي اللي جالس جنبه : نام الليلة هنا ..
سامي : ما سلمت على الوالدة ..
ابو سعود عذره : اذا على الوالدة معذور .. خلي سعود يوصلك .. انت جي من سفر و تعبان أكيد ..
كان يفضل يكون لحاله .. بس أستحى يرد عمه : بعد أذن سعود ..بتعبوا اليوم ..
سعود يبتسم له : مافيها تعب و لا شي ..
طلع سعود يبدل ملابسه عشان يوصل ولد خالته لبيت أهله في مكة ..
سامي لجواد : تجي معايَ ..
جواد هز راسه بالنفي : بكرة عندي مدرسة ..
ودعهم سامي وخرج للسيارة مع سعود ..
ظل ساكت طول الطريق .. شعور غريب يحسه بداخله ..فرق كبير بين .. كمية المشاعر و العواطف اللي نالها اليوم .. وبرود المشاعر والحرمان اللي عاشها بأردته في سنواته الأخيرة ..
سعود أحترم صمته وما حاول انه يفتح معاه أي موضوع .. أو يخرجه من الحالة اللي هو فيها .. سامي بطبعه هادئ .. و قليل الكلام .. أفعاله تغني عن كلامه ..
..
..
"عائلة يوسف ال...... "
" يوسف " أسم معروف في مجال الطب .. جراح قلب.. ناجح في عمله .. ويملك مستشفى كبيرة ومشهورة من أرقى ال
مستشفيات .. ومجموعة صيدليات ..
أب رائع لخمس أولاد و أربع بنات .. ما قصر عليهم بشي وهم ما شاء الله عليهم كل واحد فيهم سواء بنات أو أولاد ما يتخيرو عن بعض .. من ناحية الأخلاق أو العلم .. يتشوق لليوم ألي يضم فيه بقيه أولاده لبيته..
راحيل " أم حسام " .." الزوجة الأولى ".. أم رائعة ..و سيدة أعمال ناجحة" خبيرة أحجار كريمة و مصممة ذهب و مجوهرات " .. درست في الخارج و أشتغلت فترة بسبب أرتباطات زوجها .. طيبة و أطيب من الطيبة نفسها .. مستحيل تمر على أنسان ألا وتترك وراها أثر طيب في نفسه ..لها هيبة و أحترام في أي مكان تتواجدفيه .. الكل يقدرها ويحترمها لطيبة قلبها وتسامحها و أسلوبها في تعاملها مع الناس .. مميزة في كل شي وناجحة في تجارتها وتربيتها لعيالها ..
علاقتها بزوجها تحيطها هالة من الغموض .. منفصلة عنه بدون طلاق من بعد ولادة بنتها رزان بفترة ..
سوزان .." أم خالد " .. " الزوجة الثانية "زوجة ناجحة و أم حنون .. صديقة قلبها كبير لثلاث بنات و أربع أولاد ..أستغلت فترة وجودها مع زوجها في الخارج لظروف دراسته وحصلت شهادة دكتورة في علم النفس .. أكاديمية في الجامعة ...
حسام .. سنة 28.. طيوب وحبوب .. و حنون جداً .. يفرض على الناس حبه و أحترامه بحسن تعامله معاهم .. يلفت النظر في أي مكان يتواجد فيه .. وسامته اللي يجمع عليه الكل ليست السبب .. يلفت النظر أكثر باسلوبه وطريقة تفكيره .. يصنف من الأشخاص الهادئين ..
دائماً يمتلك الأفضل و الأحسن و الأغلى .. من صغره عاش حياة مرفهه .. مترفة.. كل طلباته مجابه .. أمه و أبوه بالغوا في تدليله خاصة من عمر ثلاث الى خمس سنوات .. لأنه كان مصاب باشلل في تلك الفترة ..
قدوته و مثله الأعلى في حياته أبوه .. سار على خطى أبوه .. كرس الجزء الكبر من حياته ف دراسة الطب .. المهنة اللي حبها و برع فيها .. تصفه الناس دائماً بالغرور مع أن هذي الصفة بعيدة عنه ..
ينقصه شي و احد حتى يصبح من أكثر الأشخاص حظوظاً في العالم ..
" زوجة وحبيبة "
"همسة " .. سامي أخ له من الرضاعة ..
"خالد " 26 سنة .. شخصيته غامضة شويه ..أنسان غريب ومن الصعب فهمه .. ما يظهر مشاعروا بسهوله .. من الصعب أحد يعرف في باله إلا إذا هو أتنازل و أفصح عنه .. جاد في تعامله مع الكل حتى مع أخواته .. أمه سوزان لكن ربته راحيل .. من عمره 4سنوات وهو عايش معها مع أخوانه حسام ورزان ..
إلى الآن لم يتنه من دراسته .. يدرس الطب في الولايات المتحدة ..
حسام وخالد .. كل واحد فيهم أقرب للثاني من نفسه .. وهذا اللي ظاهر للعلن .. في داخلهم يحاولوا ينكروا هذا الشي .. زرع ربي في قلوبهم من حب .. بقدر ما يغار كل واحد فيهم من الثاني .. يتجادلوا كثير لا كنهم في الأخير يتفقوا ..
" ريان " 22 سنة.. مشروع طبيب .. يدرس في الجامعة .. أسلوبه وطريقة كلامه تحبب الناس فيه .. مزعج أحياناً .. يعبر عن مشاعره أول بأول ما يخلي شي ف قلبه ..
رزان .. 22 سنه .. فتحت عينها على الدنيا وهي عايشة في لندن .. تزور المملكة في الأجازات الرسمية والأعياد ..لكن من سنه أنقطعت زيار
أستفاق من غفوته على صوت المؤذن يعلن موعد صلاة العشاء .. تغلب على الكسل اللي كان يحس فيه .. أعتدل في جلسته على سريره .. ردد الأذان في سره ..
شعور غريب يتجدد في داخله دائماً لما يسمع صوت الأذان وهو يمشي في الطريق أو في بيته .. الأذان من الأشياء اللي أفتقدها في غربته كثير .. حمد ربه على النعمه اللي عايش فيها ..
قام يتوضى بعد ما أنتهى الأذان .. بدل ملابسه على عجل .. عدل شماغه قدام المرايا .. أتعطر .. أخذ سجادته من على الكرسي .. طلع لصالة اللي كانت هادئة .. أكيد مشغولين بتجهيزهم لملكة سعود ..
قفل الباب من خلفه .. وأتجه للمصعد الكهربائي ضغط على الزر المخصص للدور الأرضي .. هوى فيه المصعد حوالي 30 طابق.. ثواني وكان يمشي بخطوات سريعة خارج في اللوبي الخاص بالفندق المقيمين فيه من أمس ..
الجو الخارج كان خانق بسبب الزحام .. أتفاجأ من الزحام في ساحات المسجد الحرام .. لام نفسه لأنه تكاسل في الخروج قبل الصلاة بوقت .. هذي الفترة قبل الحج مكة تكون مزدحمة جداً وخاصة عند الحرم .. حول يتفادى الزحام قد ما يقدر .. وأخيراً وصل للمكان اللي متعود يصلي فيه .. فرش سجدته ..
كبر الأمام و المصلين من خلفه ..
أنتهت الصلاة و أنفض المصلين كل واحد راح في سبيله ..جلس في مكانه يذكر الله .. ماكان مستعجل .. ينتظر يخف الزحام عن المخارج و الساحات .. حتى يرجع للفندق اللي نازل فيه .. هو بطبعه يكره الزحام جداً .. أو بالأصح يتقزز من الإحتكاك و الملامسه ..
من صغره عنده فوبيا من البكتريا و الجراثيم .. كل اللي حوله يعاني من تصرفاته .. ومبالغته في النظافة بطريقة مزعجة جداً ..
أهتز الجوال في جيبه .. ألقى نظرة على الشاشة .. كان المتصل خاله ..
فيصل : السلام عليكم ..
حسام : وعليكم السلام ..
فيصل : حسام في أي هوتيل نازلين ..
حسام : في " ......."
فيصل : خلاص ربع ساعة و أنا عندكم ..
حسام : حياك .. أنتظرك في الأستقبال ..
فيصل : ماشي .. سلام ..
.
.
.
ألقت نظرة سريعة على شكلها في المرايا .. أخذت العطر و رشت منه رشتين خلف أذنها .. و وحدة على بطن معصمها .. خلاص كل شي تمام .. أتجهت لسرير اللي كان في أسوء حالاته " كما هو الحال عليه دائماً " .. فكرت وهي تدور على شنطتها بين الأنقاض .. لو أمها دخلت وشافت الغرفة على هذي الحالة .. ح تاخذ لها تهزيئة معتبرة .. لقيت الشنطة نزلت رجولها من السرير .. داست على شي بكعب صندلها وكانت ح تطيح .. أتأففت و شالت الدبدوب اللي كان على الأرض ورمته على السرير تكمل الفوضى ..
فكرت أنها مستحيل ترتب الغرفة في هذا الوقت " كسل " .. الحل الوحيد أنها تطلع وتقفل باب الغرفة .. وبكدا محد بيدخلها .. أخذت عبايتها وقفلت الأضاءة و الباب من خلفها ..
دخلت على أختها تشوفها خلصت و لا لاء .. رندة لأختها : روان ..
كانت تكلم جوال .. أنهت المكالمة لما حست نفسها .. زودتها : طيب جيدا .. أكلمك في السيارة .. سلام ..
أتجاهلت أختها ومشت للتسريحة اللي كانت واقفة معصبة .. ويدها على خصرها ..: ماشاء الله .. جالسة تتونسي في التلفون .. ولسة ما خلصتي .. !!
روان لأختها وهي تلبس العقد : خلاص أنا جاهزة بس باقي ألبس العقد .. كيف شكلي تمام .. ؟!
رندة : تجنني .. " تضرب الأرض برجولها .. وبقلة صبر قالت " بس يالله .. تراكم طفشتوني ..
روان لأختها : بس بلا رجة أشبك معصبة ..
رندة : لو جلسنا على هذي الحالة بنتأخر ..
روان تعدل شعرها الأسود : الوقت بدري .. ما نتأخر أن شاء الله ..
رندة : نشوف ..
روان لأختها : فين ماما نزلت .. ؟
رندة مبوزة : لاء .. ما تعرفي وسام ودلعه .. يقولها نوميني و بعدين روحي ..
روان تستفسر : وسام ما بيروح ..
رندة : لاء .. رجع من رحلته من المدرسة .. يقول تعبان ..
روان تاخذ عبايتها وتخرج من الغرفة مع أختها : طيب يالله .. تعالي نشوف ما ما ..
.
.
.
فتحت وحدة من الشنط الموجودة ف زاوية الغرفة .. سحبت الصندوق الخشبي اللي تحفظ فيه مجهوراتها .. أختارت منه قرط ماسي صغير يناسب الفستان .. وساعة مميزة أهداها هي أبوها من شهرين لحصولها على شهادة الدكتوراة .. رتبت باقي الأغراض اللي ما تحتاجها و رجعتها مكانها ..
أبتسمت برضا تام لإنعكاس صورتها في المرايا ..مكياجها متقن و حلو .. وشعرها الأسود يتراقص خلفها بلف عريض .. في سرها شكرت أخصائية التجميل اللي أنقذتهم من موقف محرج .. رحلتهم أتأجلت يومين عن موعدها الإصلي .. بسبب أخوها حسام .. و شروطه اللي مالها معنى .. دست الخاتم ف يدها .. بحركة سريعة .. و اتجهت للسرير .. ردت على جوالها تقطع رنينه ..
شافت أسم أبوها على الشاشة .. ابتسمت وهي ترد : هلا ..
أبو حسام : السلام عليكم ..
رزان : وعليكم السلام و الرحمة ..
ابو حسام لأكبر بناته : حمد الله على سلامتك .. أن شاء الله طيبة ..
رزان بابتسامة : بخير الله يسلمك .. بس أنا زعلانة ..
ابو حسام : ههه .. لسه ما رضيتي .. أعرفك حبيبة .. ترضي بسرعة ..
رزان بدلع : لا خلاص أتغيرت وبصير طماعة .. قبل لا تضيع كل حقوقي .. هذي المرة ماراح أرضى مهما كان .. لازم تاخذ لي حقي منه .. اش معنى حسام لما يغلط ينباس راسه ..
أبو حسام لبنته : خلاص و لا يهمك دواه عندي .. ماعاش من يزعلك ..
رزان : ههه كدا تعجبني .. حبيبي أنتَ ..
يوسف " أبو حسام " : حبيت أطمن عليك و أشوف أحوالك ..
رزان لأبوها : الله لا يحرمنا يا رب ..
ابو حسام قبل لا ينهي المكالمة : نشوفك الليلة أن شاء الله .. ؟
رزان تأكد له : بأذن الله ..
.
.
.
دخل حسام على أخته بعد ما أخذ الإذن : رزان ..
رزان بدون ما تلتفت له : نعم ..
حسام أتقدم وجلس جنبها على طرف السرير : الله الله ايش الحلاوة هذي .. لفي وريني ..
رزان : ما أبغى .. لا تكلمني زعلانة منك ..
حسام لأخته : ما تقدري تزعلي مني ..
رزان : لا و الله ..؟ ايش يمنعني ..
حسام يبتسم : لأنك تحبيني .. وقلبك ما يعرف يزعل على أحد .. أهو طلعتي أحلى من القمر .. وكل اللي تبغيه صار على أيش الزعل .. ؟
ماردت عليه مسوية نفسها زعلانة ..
حسام ياخذها من يدها .. : يالله بلا دلع .. خالي علي في الصالة يسأل عنك ..
رزان بفرح : و الله متى جا .. ؟!
حسام : قبل شويه .. جالس في الصالة مع أمي .. " يتجه لغرفته " انا بروح أتحمم ..
رزان : طيب .. وطلعت لخالها ..
.
.
في غرفة وسام ..
رندة من عند الباب بصوت هامس عشان لا تزعج أخوها : ها ماما ..وسام نام .. ؟
وسام يرفع راسه و يجاوبها بابتسامة طفولية : لاء صاحي ..
رندة : طيب يالله نام ..
روان لأمها اللي كانت جالسة على طرف السرير : كيف شكلي .. ؟!
فستانها تركواز الناعم .. وشعرها تركته حر من خلفها .. دست وردة بيضا خلف أذنها .. أكتفت بمكياج سهرة هادئ ومتقن.. سوزان لبنتها : قمر ما شاء الله ..؟
رندة : وأنا أيش رأيك فيني ..؟
سوزان تطالع فبنتها بعدم رضا : الله يحفظك .. " ماكانت أقل من أختها .. بفستانها السكري القصير .. وشعرها اللي بلون العسل .. و مكياجها كثير عليه ناعم .. مظهر بسيط و طفولي .. "
رندة تضغط على أسنانها : يا ماما .. يا ماما .. نفسي مرة وحدة .. تمدحيني من قلبك .. مرة وحدة قبل لا أموت ..
رنا تنضم لأخواتها قالت وهي تبعد خصلات من شعرها عن وجهه : أصلاً أنتي ما يحتاج أحد يمدحك .. تمدحي نفسك أول بأول ..
روان تضحك : ههه
رندة باستخفاف : ما شاء الله صاير دمك خفيف هذي اليومين .. خليك ساكتة أحسن ..
يوقف في صف رندة كالعادة .. وسام بصوت كله نوم : بالعكس رند أحلى وحدة فيكم ..
قربت من أخوها .. وطبعت بوسة على خده : حبيبي أنتَ ..
سوزان : محد قال أنك مو حلوه .. ما يعيبك شي .. و لا أقل من أخواتك .. فستانك قصير بزيادة .. وظهرك كله مكشوف ..
رندة : عادي .. أيش فيها ..
سوزان : مافيها شي .. على راحتك .. أنتي عارفة جدتك ما راح يعجبها .. أذا كلمتك لا تجي تبكي عندي ..
رندة بابتسامة : لا أن شاء الله ما تقول شي ..
سوزان : الله يهديك .. المهم كل وحدة فيكم تحصن نفسها ..
البنات : أن شاء الله ..
رنا تتذكر اللي يجات على شانه : ماما .. باب يقول يالله .. عشان لا نتأخر ..
سوزان لبناتها : يالله حبايبي .. أنزلوا ما بتأخر أن شاء الله ..
بعد مانزلوا البنات .. سوزان لولدها : أنا ح أنام .. و أنت لسه ما نمت .. ترى أقوم أخليك ..
وسام يتغطى : لا خلاص تصبحي على خير ..
سوزان : و أنت من أهله ..
جلست تنتظره ينام ..
.
.
خرجت الصالة على أمها وخالها رزان : السلام عليكم
فيصل لرزان وهي مقبلة عليهم : وعليكم السلام .. هلا و الله .. هلا ..
رزان تحضنه : أشتقنالك ..
فيصل : و أنتي أكثر .. طولتي علينا هذي المرة ..سنة لا شفناك و لا سمعنا لك صوت ..
رزان : أدري مقصرة .. ماكان عندي فرصة أنزل .. كنت مزحومة بين الشغل و الدراسة ..
راحيل لأصغر أخوانها : الحمد الله .. رجعت .. وبتمل منها ومن شوفتها ..
رحيل : فيصل .. كيف الشغل معاكم .. هاليومين ..
فيصل : تمام .. علي قايم بالواجب .. أنا اخذت مكان مرام ..
راحيل مستغربة : مرام مادومت .. ؟! غريبة مو من عادتها ..
فيصل : ما ايش فيها .. تصرفاتها صايرة غريبة .. بالنسبة للشغل في أمور كثيرة متعطلة بسبب غيابك .. و أجازة مرام و رزان ..
حسام : الله يعينكم .. أمي أنتي حتى إجازتك ما أتهنيتي فيها .. كلهاضاعت في الشغل ..
راحيل تبتسم لولدها : هذا شغلي و لا زم أداريه ..
حسام : ما قلنا شي .. خذي لك أجازة أبعدي فيها عن الروتين قد ما تقدري ..
فيصل : لا الله يخليك .. أذا أجازاتها زي أجازاتك بلاش منها ..
الكل : ههه
فيصل : الناس تاخذ أجازة أشهر شهرين .. بس إجازة ستة شهور .. في حياتي ما سمعت عنها ..
حسام لخاله اللي يصغره بخمس سنوات : ههه لا تبالغ .. خمس شهور و خمس طعشر يوم ..
فيصل : حتى و لو كثير ..
حسام يغمض عيونه ويفتحها : حلو الواحد يدلل نفسه .. يحررها من روتين الدراسة و الشغل ..
رزان أتمنت لو رافقته في سفراته : يا سلام ..
فيصل : يعني بتفهمني أنك ما مليت و أنتَ تتنقل من بلد لبلد .. ما معاك لا صاحب و لا ونيس ..
حسام بابتسامة مميزة : أنا الملل ما يعرف لي طريق .. أعرف كيف أسلي نفسي بنفسي .. أستمتع بكل شي حولي .. و الوحدة أحيان تكون مفيدة ..
رزان : و أنا نفس الشي ما أحب أكون فاضيه
حسام لخاله : لازم تجرب .. صدقني بترتاح ..
فيصل : ما أستغرب منكم شي .. أبوكم يوسف وخالكم سلطان .. و أمكم راحيل أغرب شخص شفته ف حياتي ..
علي يلتفت لأخته : سبحان الله .. عيالك نسخة منك ..
راحيل بابتسامتها المعتادة : الله يسعدهم ويحميهم ..
استأذنت مهم راحيل تشوف أشغالها .. ومن بعدها بنتها .. جلس حسام مع فيصل .. يكملوا حكاويهم ..
.
.
.
ضبط غترته البيضا على راسه .. أتعطر بعطره المفضل .. أخذ مفاتيح سيارته وجواله وبقية أغراضه .. دسها في جيبه و خرج من الجناح اللي يحوي غرفته و غرفة حسام ..
وهو فطريقه للدرج أنتبه لأخته واقفة قدام المرايا الكبيرة اللي تغطي مساحة كبيرة بين جناح البنات و جناحهم .. كتم في داخله ضحكة على شكل أخته .. قرب منها وقال : روان .. أشفيك واقفة هنا و كأنك أول مرة تشوفي صورتك ..
روان لأخوها : أحس لون الفستان ما يناسب لون بشرتي .. أفكر ألبس غيره ..
أكثر شي يكرهه في روان مافي شي يعجبها و لا يرضيه .. تدقق في أشياء تافهه وما لها أساس من الصحة .. خالد بنظرة متفحصة : التركواز مناسبك ..
روان : يعني ما أغير ..
خالد : لا .. أسمعي كلامي .. شكلك طالع حلوو .. غير عن دايماً ..
روان تطالع أخوها ببلاهه مستغربة كلامه ..
خالد : يالله بلا دلع تعالي .. " أخذها من يدها ونزلها معاه "
في الصاله كان يوسف جالس مع عياله .. روان جلست جنب أبوها : بابا .. ألحق خالد .. قال لي شكلك حلو .. من المستحيلات .. مو مصدقة ..
الكل " ريان و أنجل و رنا رندة " : ههه
أبو حسام أكتفى بابتسامة : ايش الغريب في الموضوع .. يمدح أخته ..
رندة : لا يا بابا .. أسمحلي .. لو حسام أو ريان عادي .. خالد .. خالد .. يعلق عليك ويقول شكلك حلو .. هذي شهادة تفتخري فيها طول عمرك .. تعلقيها على ظهرك وتمشي فيها اليوم ..
العادة أذا أحد طلب رأيه في أحسن الحالات هز راسه بالإيجاب .. أو بدون ما يعبرك يقول عندك المرايا طالعي فيها ..
أنجل : لا هااليومين صاير طيب و حبيب ..
رندة : خير اش صاير في الدنيا ...؟ .. " قربت منه و قالت " أعترف اش مغيرك .. خلود حبيبي لا تكون تحب ..؟
أبتسم بسخاء .. بهدوء وهو يجاريها خلافاً للعادة .. خالد : ايوه .. حبيتك إنتي ..
رندة تستهبل : لا ء لاء قلبي مايتحمل " قربت منه وطبعت بوسة على خده " و الله حتى أنا أحبك ..
خالد : ياحبك للبوس و الأحضان .. خلاص و خري عني ..
روان : شكلها الحياة ف أمريكا جابت نتيجة .. هذي المرة و أنت رايح خذ رنا معاك .. امكن تنفك عقدتها شويه ..
الكل : ههه
رنا : لا و الله ..
ابو حسام لخالد : بقي كثير على ما تخلص دراستك ..
خالد : أقل من أربع شهور أن شاء الله ..
ابو حسام : الله يسهل عليك .. و يوفقك ..
الكل : آمين ..
ريان لأخوه : بتجلس كم يوم قبل ما تسفر ..
خالد يحسبها في دماغه : أسبوعين ثلاثة مو أكثر ..
عند البنات حرب الكلام بينهم لسه ما أنتهت .. رنا بدلع : بابا .. شوف رنوش .. خليها تسكت ..
ابو حسام يغير الموضوع : عندي لكم خبر حلو ..
أنجل ورندة بحماس : أيش هو ..
ابو حسام يحمسهم : اش تتوقعوا ..
روان : كيف نتوقع ..طيب قرب لنا ..
أبتسم لهم : ما راح أقول شي .. إنتوا أعطوني توقعاتكم ..
ريان : ما عندنا توقعات ..
رندة : طيب يتعلق بمين ..
ابو حسام : ما أدري ..
رنا بدلع : بابا هيا قول حمستنا ..
ابو حسام يشوف زوجته نازلة من الدرج : يالله توكلنا على الله .. بكرة أقولكم ..
رندة : لا لا ايش يصبرنا الين بكرة ..
سوزان " أم خالد " : ايش فيكم ..
شرحوا لها اللي صاير .. سوزان ما أهتمت جلست جنب زوجها ..
أنجل لأمه : أنتي أكيد تعرفي ..
سوزان بابتسامة : لو أعرف كان قلتلكم هي .. و خربتها على أبوكم ..
رندة : حسام رجع ..
ابو حسام : أمك راحيل و حسام رجعوا أمس " أخفى عنهم رجعة رزان حسب رغبتها " .. بس مو هذي الخبر اللي أقصده ..
رنا : بطلت ما أبغى أعرفها .. بس أن شاء الله يكون عريس يفكنا من روان و ........
قبل لا تكمل جاتها ضربة مؤلمة على راسها : آآآآي عورتيني ..
أستحت من كلام أختها و أستغربت نظرات أمها و أبتسامة أبوها و خالد .. روان : تستاهلي ..
سوزان : يالله يوسف .. قولهم .. خلينا نمشي ..
ابو حسام لعياله : أشوفكم نسيتوا سامي .. ما طرى على بالكم ..
بعدها أنقلبت الصالة صريخ و نط من البنات ..
.
.
شويه تتخنق من الملل .. خالد يسوق بهدوء من يوم دخلوا السيارة ما فتح فمه بكلمه .. روان جالسه جنبه جوالها في إذنها تكلم جيداء .. هي جالسه و حيده في الخلف صوت هادئ لأم كلثوم المثير للصداع و الملل بالنسبة لها .. أختلط بصوت روان و ضحكاتها ..
اسندت راسها للخلف و غمضت عيونها في محاولة بائسة للتفكير في شي ممتع تتسلى فيه طوال الطريق من جدة لمكة ..
خالد لأخته : رند .. ليه ساكتة .. طفشانة .. ؟
ألتقت عينها بعيونه في المرايا : مره ..
أخذ رواية موجود عنده في السيارة : خذي هذا أتسلي فيه ..
أخذت منه الرواية .. قلبته بين يدها .. ما تتذكر أنها مرة قرأت كتاب أو رواية .. إلا كتب المدرسة ..
القراءة تعني الهدوء .. و هي تميل إلى ألعاب الكومبيوتر .. البلاي ستيشن .. فتحت أول صفحة وبدأت تقرأ ..
بعد حوالي عشر صفحات بدأت تندمج مع الأحداث ..
بعد نصف ساعة تقريباً
في القاعة ..
دخلت القاعة مع أختها .. أمها و رنا دخلوا قبلهم بدقايق .. وقفت تتطمن أن شكلها تمام .. شردت بعيونها للداخل القاعة امتلأت أكثر من النصف بالمعازيم .. لمحت جدتها لأمها .. الأفضل أنها تغيب عن نظرها قد ما تقدر ..و إلا الله يعينها .. قطع سيل أفكارها .. ما أتوقعت تشوفها اليوم و لا بنسبة واحد في المية ..
رندة لأختها بفرح : رنوش .. شوفي مين ..؟
ألتفت للأتجاه اللي أشارت علي رندة .. شافتهم .. راحيل بفستانها البنفسجي الداكن يظهر بياض بشرتها .. وشعرها الطويل بلونه الكستنائي .. وعقد ذهبي مميز أحاط جيدها .. بمظهر " الملكة " .. الملكة اللفظ اللي أطلقه أبوها على راحيل .. بجوارها رزان بفستانها الحريري الأبيض يحتضن صدرها و خصرها النحيل و الباقي منه أتهادى بخفه يلامس الأرض من تحتها .. من خلفها ظهر شعرها الأسود كيرلي يغطي ظهرها المكشوف ..
روان أبتسمت : ماما راحيل و رزان .. اليوم من جد الواحد يفرح .. تعالي نسلم ..
رندة سبقت أختها لحضن راحيل وضمتها بقوة .. بقدر ما اشتاقت لها في الأسبوعين اللي غابتهم : وحشتيني .. وحشتيني ..
راحيل ضمتها بدورها : و أنتي أكثر حبيبتي ..
روان لأختها : ماشاء الله ..صايرة تفهمي في المفاجاءات ..
رزان : ههه شفتي كيف أتعلمنا منك ..
رندة تعاتب أختها : غيباتك طولت .. تقيسي غلاك و لا تتكبري علينا ..
رزان تبتسم لأحب أخواتها على قلبها : خلاص .. بعد اليوم بجلس على قلبك ليل نهار ..
راحيل بهدوءها المعتاد و أبتسامة زينت و جهها : ما بيفكك منها إلا العريس ..
رندة : لا أن شاء الله ما يجي دحين .. لسه ما شبعنا منها ..
الكل: ههه ..
.
.
.
ابتسامه هادئة ظهرت على وجهه وهو يستقبل التهاني و التباريك من أحبابه و أصحابه .. في داخله ضجيج من المشاعر أخفاها لسنوات و اليوم عاجز يعبر عنه .. برغم أنه زواجه من سلمى تقليدي إلا أنه يحتفظ لها بمشاعر في قلبه .. ومتأكد أنه يمتلك مساحة ف قلبها .. مشعر خفيه نسجت بين قلوبهم في الخفاء .. حان الوقت حتى تكون معلنة أمام الكل ..
حسام يبارك لولد عمه : مبرووك ..
سعود بابتسامة : الله يبارك فيك .. عقبالك أن شاء الله ..
حسام يمازحه : خونت فيني .. وسبقتني ..
سعود لولد عمه : و الله خفت أشيب و أنا أنتظرك ..
حسام يضحك : ههه .. الله يسامحك .. أنا شيبت .. و لا إنت مستعجل على الزواج ..
سعود يضحك : ههه أحلى شي أنك تفهمني ..
حسام : الله يوفقكم ..
سعود : آمين .. و أنت يالله عجل .. خلصت دراستك وبتستقر .. ما عندك عذر ..
حسام بابتسامه : أن شاء الله ..
قطع حديثهم لؤي أتقدم يبارك لسعود : مبروك حبيبي ..
سعود : الله يبارك .. وعقبالك ..
لؤي يبتسم له : مطلبنا عندكم ..
سعود : لو كانت نصيبك بتاخذها .. وما في شي يمنع ..
كلامهم الأخير أثار أستغراب حسام و سامي و خالد اللي كانوا واقفين مع سعود .. بعد ماأبتعد لؤي عن سعود ..
سعود يشوف في عيونهم أسئلة منتظرين منه تفسير للكلام اللي سمعوه : هذا لؤي قبل فترة أتقدم لعروب وردته ..
من كم يوم أتقدم يطلب يدها مرة ثانية ..
خالد ..مستغرب : كيف ترده و يرجع يطلبها مرة ثانية .. عمرها ماصارت ..!!!
سعود : يقول عاجبته .. وما يبغى غيرها ..
سامي معقد حواجبه : من فين يعرفها .. حتى تعجبه ..
سعود لسامي : حكاية طويلة نتكلم فيها بعدين ..
سامي يسأله : وليش ردته ..
سعود : أسباب كثيرة بعضها مقنع و بعضها لاء ..
سامي : عروب تتدلع ما خلت رجال إلا و طلعت فيه عيب ..
سعود : حرام عليك .. هذي المرة كان رفضها ف محله ..
سامي بجدية : و المرات اللي قبل .. عروب أتقدموا لها من أحسن الناس و العوائل .. صحيح أنا مسافر .. بس عندي خبر باللي يصير ..
سعود حن على أخته : بصراحة أنا ما أتخيل البيت من غير عروب .. وبعدين لا تتكلم عنها بهذي الطريقة .. تراها أختي ..
سامي : أخواتي مو أعز منها ..ياسعود أخواتي و أخواتك و احد .. و أنت عارف هذا الشي ..
سعود : أدري .. هي عاقلة وتعرف تختار .. ما نقدر نجبرها على شي هي ماتبغاه ..
سامي : الله يهديها ..
سعود لحسام : ليش ساكت ..
حسام يدري بتفاصيل عن موضوع العروب و لؤي .. حسام بجدية لولد عمه و سامي : لو عروب أخذت هذا اللي أسمه لؤي أنا ما أعرفكم ..
سعود مل من الكلام في هذا الموضوع : فكونا من عروب ولؤي .. أنا عندي عيال عم وخالة كئيبين .. و أنا واحد فرحان .. فين فارس و ياسر ومهند ورامي .. هم يضبطوا لي مزاجي ..
الكل :ههه ..
ضحك خالد وهو يشوف .. خواله فارس و ياسر يتقدموا بأتجاههم و كأنهم أستجابوا لنداء سعود : هذا خالي فارس و خالي ياسر معاه ..
" سلمى تصير بنت خال خالد و أخوانه من أمه سوزان "
.
.
لمست بظهر كفها رقبتها تتحسس درجة حرارتها .. حرارة جسمها طبيعية .. لكنها تحس بدوخه .. ووهن شديد .. هذا غير الألم الأصعب ماله دواء يعتصر قلبها .. جلست في مكانها بين حريم أخوانها .. أغلب المعازيم أفتقدوا ضحكتها ووروحها ..
لمسة يد حانية من خلفها أعادتها للواقع .. طاحت عينها بعين راحيل ..
قامت من مكانها .. تسلم على أختها .. ضمتها راحيل لصدرها بحنان .. هي بدورها أتمسكت فيها بشدة راحيل الوحيدة اللي بتفهمها ..
راحيل لأختها بحنان : مرام حبيبي .. ما بقى أحد ما دري أنك زعلانة ..
أبتعدت مرام عن حضنها .. ومسحت دمعة فرت من عينها ..
راحيل تبتسم : على الأقل أبتسمي .. الناس اش ذنبها .. تشوفك بهذا الشكل .. " راحيل تمازحها " أحد قال أنك حلوة لما تبوزي ..
مرام أبتسمت لكلام أختها : راحيل أنا تعبانة من جد .. ولو ماما ما ضغطت عليَ كان ما شفتيني هنا ..
راحيل : حاسه فيك .. خليك طبيعية .. اذا رجعنا البيت نتفاهم ..
راحيل تكمل : ام زوجك قلقانة عليك .. و تسأل عنك .. طمنيها عليك و أجلسي معاها ..
مرام بابتسامة شاكرة لأختها : ان شاء الله ..
تركتها راحيل بعد ما أتأكدت انها بتسمع كلامها وراحت لسوزان اللي كانت بنتظارها .. قامت تسوي اللي قالت عليه أختها .. بفستانها الأسود البسيط وعقد ماسي ملفت زين رقبتها .. شعرها مرفوع بشنيون.. أنقتها بسيطة زي عادتها .. أبتسمت و مشت بخطوات واثقة عند حماتها و أخوات زوجها .. اللي أستقبلوها بابتسامة ..
بعد السلام و السؤال عن الحال ..
أم جهاد بنظرة رجاء .. ونبرة هادئة : مرام بنتي .. أتمنى اللي صار ما يأثر على علاقتنا ببعض .. أنا ما أحب أدخل بينك وبين جهاد .. معزتك من معزة بناتي .. لا تقطعينا .. وعيالك جيبهم عندي افتقدتهم هااليومين ..
مرام لأم زوجها اللي تعتبرها مثل أمها : أنا ما بقطعك أن شاء الله .. وعيالي الليلة ان شاء الله يكونوا عندك ..
ابتسمت ام جهاد برضا وهي تسمع كلام مرام .. دعت الله في قلبها يصلح الحال وترجع حياتهم مثل قبل .. هادئة و بعيدة عن المشاكل ..
.
.
عائلة" عبد العزيز ال....."
عبد العزيز " ابو سلطان ".. كبير العائلة .. رجل أعمال كبير له أسم و سمعة طيبة بين الناس ..
مريم " ام أحمد " .. مثل كل الأمهات همها الوحيد أن أولادها يكونوا مرتاحين وبخير .. رغم طيبتها الى ان كل من في البيت يعاني من عصبيتها .. " أتزوجها عبد العزيز بعد وفاة زوجته الأولى أم سلطان و راحيل "
سلطان 46 سنة .. الإبن الأكبر .. سفير المملكة لأحدى الدول الأروبية .. متزوج و عنده ولدين وبنت .. بسبب ظروف شغله عايش بعيد عن أهله .. " نتكلم عن عيلته