البدانة مشكلة تستدعي اعادة النظر في السياسات الزراعية

تستدعي البدانة التي لامست حدود الآفة إعادة نظر كاملة في السياسات الزراعية التي تشجع في الوقت الراهن على زيادة إنتاج المواد الغذائية الدهنية والتي تحتوي على كميات من السكر كما أعلن المؤتمر الدولي العاشر حول البدانة في سيدني.
وذكر "بول زيمت" البروفسور في جامعة موناش في استراليا في كلمة افتتح بها المؤتمر أن "البدانة المتزايدة بوتيرة ولو بطيئة لكنها باتت منتشرة في كافة انحاء العالم".
وحذر هذا الخبير أمام ألفي مندوب يجتمعون حتى يوم الجمعة في كبرى مدن استراليا من أن الغرب كان أول المتضررين من هذه الآفة بسبب ثرائه وعاداته الغذائية وتضاؤل أنشطته الرياضية مشيرا إلى أن "البلدان النامية باتت تتبنى هذه العادات".
ويعقد المؤتمر مرة كل أربع سنوات. وقد عقد في 2002 في ساو باولو وفي 1998 في باريس.
وذكرت منظمة الصحة العالمية في الفترة الأخيرة أن عدد الذين يعانون من البدانة يفوق عدد الذين يعانون من سوء التغذية. ويعاني مليار شخص من البدانة الزائدة فيما لا يحصل 800 مليون شخص على ما يكفي حاجتهم من الطعام.
وأعلن "فيليب جيمس" رئيس الفريق الدولي لمكافحة البدانة والمستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" الاثنين أن معالجة هذه المشكلة تستدعي إعادة النظر في مجمل السياسات الزراعية.
وأضاف نركز على استخدام أموال المواطنين لنوفر مزيدا من الحماية لكافة هذه العناصر من الشبكة الغذائية التي تتسبب اليوم في تفشي مشكلة البدانة . فزيادة إنتاج الزيت والدهون والسكر الناجمة بشكل كبير عن الإعانات الرسمية الرامية إلى حماية العائدات الزراعية تساهم منذ عقود في الأزمة الصحية التي نشهدها اليوم".
وأكد أن بعض البلدان بدأ يدرك خطورة المشكلة مشيرا إلى الدنمارك التي حظرت الدهون المسيئة للصحة. وارغمت الولايات المتحدة شبكة مطاعم "ماكدونالدز" على دفع أكثر من ثمانية ملايين دولار لاتهامها بالتقاعس عن خفض نسبة الدهون المسيئة في وجباتها. ونجحت غانا ايضا في فرض نسبة قصوى من الدهون على إستيراد اللحوم.
وسيتوالى 370 شخصا على الكلام في المؤتمر الذي يشارك فيه خبراء من ثمانية بلدان منها الولايات المتحدة واليابان وكندا.
وأعلن "يان كاترسون" البروفسور في جامعة سيدني التي تشارك في ترؤس المؤتمر أن "المؤتمر سيعالج مشكلة البدانة باعتبارها أبرز الأولويات الصحية والمصدر الأكبر للأمراض المزمنة في العالم". وكشفت دراسة عرضت في المؤتمر أن زيادة الوزن بلغت حدا دفع بالفتيات التي لم يتجاوزن الخامسة من العمر إلى الشعور بالقلق على مظهرهن.
ويشير البروفسور "اندرو هيل" من جامعة ليدز في بريطانيا أن "الأطفال يحرصون في سن مبكرة على مظهرهم. ويلاحظ تأثير زيادة الوزن على الثقة بالنفس لدى الفتيات بدءا من عمر الخامسة".
وأضاف أن "عناصر نفسية كالمفهوم الذاتي للجاذبية وتقدير الذات أو القدرة الجسدية يمكن تحسينها حتى من خلال التخفيف الضئيل للوزن".
وتستمر هذه الظاهرة في سن المراهقة.
ويقول الخبراء أن النساء التي يواجهن مشكلة زيادة الوزن يتعرضن أكثر من سواهن لمخاطر الانهيار العصبي، وذلك كما جاء فى صحيفة" الوطن".