الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- كتابات فتيات
- السعادة المفقودة
أميرة البجع
07-07-2022 - 08:56 am
عشت ثماني عشرة سنة في أحضان الدنيا ومازلت أسأل نفسي ما الحياة؟ ربما أكون مازلت صغيرة حتى أفهم هذا اللغز، الذي ما توصل إليه سوى من خاض يبحث فيها ويتلوى بين تجاربها ، وثمة سؤال يثب في وجهي كلما باغتني فرح قصير أو التفت أفاعي الكآبة على قلبي الصغير، هل الحياة قاسية أم جميلة؟! فكم كنت انسانة وحيدة، وطالما نثرت برادة الفحم على طريقي، مفسرة لكل من يطلب تفسيرا لتشاؤمي الغريب من نوعه بأن الزهور لا تنبت في بيئة أعيش فيها، وكم كانت سماء الليل تشدني إليها بقوة، ربما لأن لونها الحزين يعكس مابداخلي، أو ربما أعجبتني عزلة نجمة معلقة على جبهتها، ولأنني انسانة لاتعترف بسعادتها بينما ترى السعادة من نصيب الآخرين فقط، لم أجد حرجا من أن أسأل هذه النجمة عن حالها، سألتها ان كانت تجد في الوحدة سعادة، وفي العزلة ارتياح، فما كان منها سوى الصمت الطويل، وكأن حياة الانفراد ترضيها، فكانت اجابتها الصامتة وتفكري فيها طريقا إلى سعادتي المفقودة!!!
كان في نجمة الانفراد مرادي وكانت قدوتي الغريبة في حياتي التي لم أرتب لحظة في كونها ستكون مأساوية، فكما كانت هذه النجمة لا ترى حولها سوى ظلام الكون وترى نفسها مضيئة، كنت أرى نفسي فقط ولا أبصر ما حولي من الناس، فهم يخفيهم عن بصري سديم الغرور وضيق الأفق. لم تكن حياتي طبيعية بكل جوانبها وبكل أبعادها لأن الله سبحانه وتعالى يقول:((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)). ولو شاء الله لخلق كل انسان في كوكب يعيش فيه بمفرده ولكنه رؤوف بعباده، سخر للإنسان ما يوافق ماوضع فيه ميول وغرائز. توصلت لهذه النظرية التي عرفها الملايين قبلي ، ولا أدري إن فات الأوان أم لم يفت، فكم بنيت سدودا تحول بيني وبين الآخرين، وكم حلمت بأن تكون لدي طاقية الخفاء لكي أعيش حياتي مرتاحة دون أنظار الناس، فقد رسمتهم في ذاكرتي خريطة الهموم وكل مايزعج النفس!!
لم أدرك يوما أن عزلتي بذرة حزن كبيرة تنمو بداخلي دون أن أشعر، وتصير ساقا يغرس جذوره بشراييني دون أن أشعر، حتى إن صار شجرة بؤسِ عملاقة أحسستها وعانيت صعوبة اقتلاعها من أعماقي.
لا أدري الآن علام الحزن؟ هل ثماني عشرة سنة ابتلعها وحش العزلة من عمري تستحق كل هذا الندم المرير؟!
وكأن ثماني عشرة سنة كانت مجرد مقدمة درس صغير من دروس الحياة. كم كنت مع الناس ولست معهم، وبعد كل ماجنيته من أفكاري واساليبي التي شهد الجميع بأنها لم تكن تُحتمل، أشعر أن الحياة تضحك على من يبكي عليها، تراها كئيبة وهي تحمل بين طياتها أفراحا شفافة، لا تبصرها سوى العيون المتفائلة، والنفوس الساخرة من كل ماهو زائل في هذه الحياة الفانية.
فكم ضحكتِ يا حياتي على بكائي عليكِ، وكم أعميتِ بالأحزان الكاذبة بصيرتي، واليوم يحين دوري لأضحك، بعد لقائي مع سعادتي المفقودة.
طفله مع الحب←
حلق يا حمام→