- الصيام يجنبك الأمراض
الصيام يجنبك الأمراض
كلما أهل رمضان المبارك، أصبح هذا الشهر الكريم موضوع الحديث في الصحافة والإذاعة والتلفاز، لأنه بأحكامه وحكمه وفضائله معين لا ينضب ومردود لا يقل، ومهما قيل عنه وعن فضله وأجره وحسن ثواب صائمه وحكم صيامه، فسيظل هناك دائما جديد في هذا المجال.
عندما يكون الموضوع هو فوائد الصيام، فإن الحديث لا يخرج عن ثلاثة مجالات: أولها الناحية الروحية، وثانيها الناحية الأخلاقية والاجتماعية، وثالثها الناحية البدنية أو الصحية. وليس من شأن مقالة كهذه أو أكبر أن تحيط بكل ما في الصيام في شهر رمضان من الحكم والفوائد والأسرار، لكننا في عجالة نحاول أن نقف عند حقيقة علمية تاريخية تتعلق بالصيام وشرعه في الإسلام.
يتضح جليا من قوله تعالى «كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم''، إن الصيام هو من العبادات القديمة التي عرفتها الأمم السابقة، وقد جاء في صور منها الصيام عن بعض الطعام، والصيام عن الطعام كله، والصيام في بعض ساعات اليوم، والصيام في أيام متتاليات، ومنها صوم الشكر وصوم التكفير عن الذنوب وتأديب النفس وصيام الرياضة ونحو ذلك.
ولكن الصيام في الإسلام كان أشد منه في الأديان السابقة فقد جعل ركنا من أركانه الخمسة، كما فرض في النهار لكنه لأيام ثلاثين متتالية وقد غلظ في إفطاره دون عذر وشدد فيه بما لم تأت به الأديان السابقة.
ولم يكن في ذلك غرابة، بل كانت فيه حكمة بالغة ودلالة عظيمة على أنه دون شك هو خاتم الأديان السماوية لهذه البشرية، وذلك يتضح من الحقيقة العلمية التالية:
لقد ثبت من الدراسات العلمية المقننة حول فوائد الصيام وأسراره الطبية أنه يفيد في حالات مرضية كثيرة، وهو العلاج الوحيد في أحوال أخرى، وهو العامل الوقائي الوحيد أو المساعد ضد بعض الأمراض. وإذا ألقينا نظرة سريعة على هذه الأمراض التي يساهم الصيام في الشفاء أو الوقاية منها لوجدناها في مجملها اضطرابات الأمعاء المزمنة والمختلفة.
وزيادة الوزن الناشئة من فرط الغذاء، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والتهابات الكلى وأمراض القلب المصحوبة بارتشاح أو استسقاء أو تورمات، والتهابات المفاصل المصحوبة بسمنة. ويتضح لنا من ذلك عند التمعن أن هذه الأمراض إنما هي الأمراض التي زاد انتشارها بالتقدم الزمني والتمدن والترف، وأنها هي أمراض العصر القادم أي أنها هي على الأغلب أمراض الإنسان فيما بقي من عمره.
وليس في الأديان كلها ما يشدد على الصيام ويلزم به وهو أحد العوامل المساعدة في علاج هذه الأمراض والوقاية منها كما هو في الإسلام، الذي هو دون شك وأمامنا دليل آخر خاتم الأديان الذي جاء بصالح الإنسان بما بقي له من وجود على هذه الأرض.
دمتن بخير
وجزاك الله خير