- الطب في الأمارات
- نبذه
- طرق ممارسة الطب قديماً
- ب- علاج الجروح والتضميد :-
- د – الحجامة :-
- ه- العصابة :-
- و – الكي :
- د – البتر :
- أشهر الأطباء المعالجين بالطب الشعبي
- 1- رفيعة بنت ثاني :-
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
الطب في الأمارات
نبذه
المنطقة التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم كانت في السابق عبارة عن إمارات أو مشيخات سبع ( أبوظبي - دبي - الشارقة - عجمان - أم القيوين - رأس الخيمة - الفجيرة ) وهي من حيث طبيعتها الجغرافية تمثل ساحلاً ممتداً على الشاطئ الغربي للخليج العربي وخليج عُمان، وكانت تعتبر في السابق امتداداً الساحل عُمان .
وقد شهدت هذه المنطقة تنافسا استعمارياً حولها ، بين كل من البرتغاليين والهولنديين والفرنسيين والبريطانيين.
بدأ بالتنافس البرتغالي عليها في عام 1508م ثم الصراع الهولندي البريطاني حول المنطقة في عام 1766م وانتهى الوجود الفرنسي فيها عام 1901 وبذلك أصبحت بريطانيا القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة بعد قضائها على قوة القواسم في عام 1819م . واستمر الاستعمار البريطاني قرابة (150) عاماً بعد ذلك . حيث كانت المنطقة في هذه المرحلة تعيش حالة من العزلة عن ما يجري حولها من أحداث .
وخلال فترة السيطرة البريطانية حاولت الحكومة البريطانية تهيئة الأوضاع في المنطقة بالشكل الذي يتفق وتسهيل عملية إدارتها لها ورعاية مصالحها فيها ، وذلك بدءً بعقد الاتفاقيات الثنائية مع حكام المنطقة التي عرفت باسم ( معاهدة الحماية ) مروراً بعقد بعض الاتفاقيات المنظمة لعلاقة الحكام ببعضهم البعض وتلك المنظمة لعملية إدارة الموارد – رغم قلتها – كالاتفاقيات الخاصة بالملاحة والغوص على اللؤلؤ ثم تتويجها باتفاقيات البترول فيما بعد . غير أن تسهيل المهمة البريطانية في المنطقة لم يقف عند حد هذه المعاهدات بل امتد ليشمل أحداث بعض التطوير على مستوى المنطقة كشق الطرق ، وإقامة المطارات لتسهيل عملية الانتقال فيما بين هذه الإمارات ، وتبع ذلك توفير بعض الخدمات البريدية والإعلامية . وإن بقي ذلك على نطاق محدود وبالقدر الذي يفي باحتياجات القائمين على إدارة المصالح البريطانية في هذه الإمارات . وقد استوجب ذلك بالطبع إيجاد جهة أو مؤسسة مسئولة أو منوط بها مهمة الإشراف على هذه الخدمات وتوفير النفقات التي تحتاجها وكان ذلك عاملاً أساسياً وراء إنشاء مكتب التطوير الذي قامت بريطانيا بإنشائه ودعت الإمارات للمساهمة فيه مالياً وإدارياً ليكون الجهة الموكل إليها إحداث التطوير في أي مجال وفي الوقت الذي تبدو فيه الحاجة لإحداثه .
ومما هو جدير بالذكر أيضاً أن الحكومة البريطانية قد أعطت الأولوية لمجال الخدمات الصحية مقارنة بالخدمات الأخرى . وذلك لك،ون الحاجة إلى إدخال الخدمات الصحية المتطورة بدت أكثر إلحاحاً مقارنة بالحاجة للخدمات الأخرى نظراً لانتشار بعض الأوبئة وحاجة الأهالي والحكام في الوقت ذاته لتوفير العلاج كما سيرد ذكره فيما بعد . هذا إلى جانب الإشارة إلى أن بدايات الخدمات الطبية في مجتمع الإمارات قد أدخلت بواسطة جهات أجنبية أخرى ضمن حملات التبشير التي وفدت إلى المنطقة منذ عام (1902)م . وبالتأكيد من جهة أخرى على دور أبناء المنطقة في دفع مسيرة الخدمات سواء بطلبهم للعلاج أو بمشاركتهم فيه .
طرق ممارسة الطب قديماً
وقد يكون من المفيد هنا التطرق لبعض المعالجات التي تعارف عليها أبناء الإمارات ، والتي ترجع في أصولها إلى الطب العربي سواء بشقه المكتسب من الخبرة الإنسانية في هذا المجال أو تلك المسّقاه من الخبرة الإسلامية .
أ – التجبير :- أي العمل على معالجة الكسور (كسور أو شروخ العظام أو انفصالها ) وهي مبنية على علم تشريح العظام وعلى الخبرة في معالجتها ، وهذا النوع من الممارسات لا شك أنه مبني على أصول علمية مستقاة من الخبرة الإنسانية والعربية في مجال التشريح وعلاج أمراض وحوادث العظام من كسور وغيرها .
ب- علاج الجروح والتضميد :-
وهو فرع من فروع علم الطب ، وقد اكتسب أهالي المنطقة الخبرة فيه نتيجة ما توارثوه من معالجات حول هذا الموضوع وما انتهت إليه خبرتهم اليومية في هذا المجال نتيجة معايشة الإنسان اليومية لمثل هذه الحالات ، وحاجته إلى علاجها ، الأمر الذي دفع به إلى اكتشاف العديد من الوصفات التي كان للكثير منها نتائج إيجابية في هذا المجال كعلاج الجروح بالملح ( مطهر وقابض للنزف) وكذلك علاجها باللبان العربي كمادة قابضة أو لاصقة .
ج- علاج التقرح :- (أي القراح المزمنة التي تنتشر في بعض الأجزاء من جسم الإنسان ) عن طريق الوصفات المطهرة والقاتلة للبكتيريا أو الفطريات ، حيث تعمل المادة المطهرة على شفاء هذه القروح . ومن هذه الوصفات (الخيلة والزعتر والملح ) والخيلة والزعتر نباتات استخدمت بكثرة في الطب العربي إذ استخدمت هذه الوصفات أيضاً لعلاج العديد من الأمراض كأمراض البطن بصفة عامة .
د – الحجامة :-
وإلى جانب المعالجات السابقة فقد تم استخدام الحجامة وهي – كما يعتقد مستخدموها – وسيلة لإخراج الدم الفاسد أو الزائد في جسم الإنسان وشفطه عن طريق استخدام أداة لشفط الدم وتجميعه في أماكن معينة من جسم الإنسان كمؤخرة الرأس أو كاحل الرجلين أو بطن الساق أو الفخذ أو تحت الذقن أو ظاهر القدم أو أسفل الصدر ، والأداة المستخدمة في الحجامة هي عبارة عن قرن حيوان ، حيث يجرح الموضع الذي تم فيه حبس الدم وتجميعه وتركه ينزف حتى يتم تفريغ الدم المتجمع – وقد تستغرق عملية شفط الدم قرابة عشر دقائق – وبعدها يقوم المعالج بمداواة الجرح من خلال كث الرماد عليه .
والحجامة وسيلة لعلاج بعض الآلام التي يعتقد بأن سببها هو تجمع دم فاسد أو زائد عند موضع الألم . وهذه الوسيلة في العلاج مستقاة من الطب النبوي ، حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد جدوى العلاج بالحجامة .
ه- العصابة :-
روي عن الرسول أنه قد وصف العصابة (أي ربط الرأس ) كوسيلة لتخفيف الصداع ، وهي وسيلة مجدية في كثير من الأحيان خاصة إذا كان الصداع ناتجاً عن أمور تتعلق بمسألة تدفق الدم في شرايين الرأس ، إذ تؤدي العصابة نوعاً ما إلى التحكم فيه نسبياً من جهة والضغط على مكان الألم من جهة أخرى مما يؤدي إلى التخفيف من حدة الصداع . وتعد العصابة من أشهر وسائل العلاج التي اعتاد على ممارستها أبناء مجتمع الإمارات .
و – الكي :
كما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قد نصح باستخدام الكي ، وهو وسيلة شاع استخدامها في الطب الشعبي عند العرب حيث يحمي الطبيب المعالج قطعة من المعدن وتوضع على مكان الألم أو على مكان يحدده الطبيب باعتبار أن هذا المكان من جسم الإنسان يتحكم في مصدر إحساسه بالألم . وإن كان هذا النوع من العلاج يأتي في الغالب بعد استخدام الأساليب الأخرى للعلاج لما فيه من إيلام للمريض . ويعد العلاج بالكي علاجاً ناجحاً في بعض حالات القراح أو الأورام السرطانية ، حيث ثبت نجاحه نسبياً .
د – البتر :
وإلى جانب العلاج بالكي فقد اعتاد أبناء الإمارات على التداوي بالبتر وهو في حالات قليلة أي إذا استدعى الأمر ذلك وفشلت كل الأساليب العلاجية السابقة : حيث يلجأ الطبيب إلى بتر العضو المريض كوسيلة لمنع انتقال المرض إلى الأجزاء الأخرى من جسده .
وهي معالجة ناجحة في بعض الأحيان ومستقاة من الطب النبوي ولا زال معمولاً بها حتى الوقت الحاضر إذا يلجأ الطبيب أحيانا لبتر عضو المريض عند إصابته ببعض الأمراض كالغر غرينا على سبيل المثال . وقد تكون أشهر حادثة رويت في هذا المجال ما ذكر عن السيد سعيد غباش (والد المرحوم سيف بن غباش) الذي عانى من الغر غرينا ولجأ إلى بتر ساقه بنفسه حيث ورد في كتاب "سيف بن غباش" للدكتور علي حميدان أن السيد سعيد عانى كثيراً من آلام في رجله وكانت القروح تزداد يوماً بعد يوم فما كان منه إلا أن طلب تحضير ماء مغلي ومنشار وزيت حار .. وأغلق على نفسه الباب وقام بتلك العملية الشديدة الألم . وبواسطة البتر استطاع منع زحف القروح إلى بقية جسده وكتب له الشفاء وأخذ يعتمد على العكاز لمساعدته في السير .
أشهر الأطباء المعالجين بالطب الشعبي
1- رفيعة بنت ثاني :-
وممن اشتهرن بممارسة هذه المهنة السيدة رفيعة بنت ثاني (زوجة السيد ناصر بن لوتاه ووالدة الشاعر حسين بن ناصر بن لوتاه) ، وقد عرفت هذه السيدة بقوة شخصيتها وبمكانتها الاجتماعية بين الشيوخ وكبار القبائل . وبالإضافة إلى هذا فقد عرف عنها براعتها وجرأتها في العلاج. فمما روي عنها أنه كان يؤتى إليها بجرحى بعض الحروب والمنازعات وكانت تقوم بمعالجتهم . ومن أشهر القصص التي رويت عن جرأتها في العلاج أنها كانت تتعامل مع الجروح البالغة كجروح الرقبة – والتي تعتبر من الحالات الصعبة حتى في الوقت الحالي نظراً لشدة النزف وحساسية هذه المنطقة وكثرة الشرايين والأوردة فيها- بأن تقوم بمعالجة الجروح بمواد قابضة كاللبان العربي والسكر حتى يلتئم الجرح ثم تقوم بمعالجته بمواد مطهرة كما تسمى اليوم كالخل والزعتر .
وقد ذكر عن رفيعة بنت ثاني أنها كانت ترجع في معالجتها للأمراض إلى كتاب (الحكمة) للطبري حيث كانت تستعين به في معرفة بعض الأمراض وطرق علاجها . وكان أغلب مرضاها أو من يترددون لطلب علاجها هم من مرضى العيون حيث كانت تضع لهم علاجاً خاصاً مكوناً من المادة الموجودة بجوف المحار أي في المكان الذي تكون فيه اللؤلؤة . وتقوم بجمع هذه المادة وتجفيفها ثم طحنها إلى أن تتحول إلى مسحوق ناعم ، ثم تقوم بإضافة بعض المواد الأخرى التي إستقتها أيضاً من كتاب الحكمة وبعدها تستعمل هذه الخلطة في معالجة بعض أمراض العيون .
كما برعت أيضاً في علاج بعض الأمراض الجلدية كالقروح التي تظهر في الوجه أو أجزاء أخرى في الجسم حيث كانت تداويها باستخدام ماء الورد الخالص أو ما يعرف اليوم (بقطر الورد