- اللحوم والدهون تعود الأطباق بعد فراق
- الإفراط
- مملكة البروتين العظيمة
- وجبات خالية من اللحوم
- الكربوهيدرات والسعرات الحرارية
- الحمية الجيدة التي تساعدك على تخفيف وزنك
اللحوم والدهون تعود الأطباق بعد فراق
في العام الماضي حدث تطور غريب وهو تراجع المؤمنين بالريجيم والمعادين للدهون واللحوم، واعتبر المبشرون بعهود مستقبلية من الرشاقة وخفة البدن والمروجون لوجبات الحمية ذاك التطور نكسة كبيرة لهذا النهج. وبات غلاة المتمسكين ببرامج الحمية أكثر المشجعين لتناول اللحوم والدهون، حتى أن النباتيين رأيناهم ينقلبون على مبدأهم الجوهري وهو مقاطعة كل طعام مصدره كائن يتنفس.
الإفراط
في النسك وإهمال اللحم الطازج ولذاته، إلى الانغماس الكلي باللحم والدهن حتى فاق تصرفهم أكثر عتاة المتشبثين بوجبات الكباب والكفتة وأي نوع من اللحم المشوي. هذه هو المظهر العام لأيديولوجية انهارت تحت وقع العودة إلى القديم وإلى جميع ملذات الطعام دون استثناء. لقد باتت أطباق هؤلاء مترعة بالبورغر والأضلاع المشوية وعموم المأكولات الأخرى الغنية والمشبعة بالبروتينات والدهون الحيوانية المشبعة.
ومثل أولئك الذين كانوا مخلصين لوجباتهم النباتية، والمأكولات ذات الكربوهيدرات المحدودة، تم انسحابهم سرا دون أن يدري بهم أحد إلا عندما شوهدوا في المطاعم التي تقدم الوجبات الدسمة المكتنزة باللحوم والسلطات الغارقة بالزيوت. صورة مثيرة ومفاجئة لكل النباتيين والمؤمنين بوجبات الحمية.
ولكن ما أن بدأت سحب الدخان بالتلاشي حتى أصبح من الممكن رؤية مسألة جوهرية وهي أن التيار الجديد ليس من دون فوائد أو مكاسب. وتبين أن أنصار فكرة الحد من تناول الكربوهيدرات ينتفعون بهذا الاتجاه ويرون فيه فائدة صحية قصوى، وفي الوقت ذاته يؤدي إلى تخفيف الوزن على المدى البعيد.
مملكة البروتين العظيمة
لا يكف خبراء التغذية عن تذكيرنا بقضية جوهرية ومهمة وهي أنه لا يوجد هناك ما نسمية أغذية رديئة، فالأميركيون على سبيل المثال تشبثوا بموضة الوجبات الغذائية المشبعة بالكربوهيدرات وقليلة الدسم في عقد الثمانينات والتسعينات، ولكن لم يمض وقت طويلة حتى باتت تظهر عليهم آثار البدانة فتزايد محيط خصورهم بصورة ملفتة وباتوا منغمسين في عالم الوجبات الغنية بالدهون والبروتينات والكربوهيدرات سواء الرديئة أو الجيدة.
وعادت إلى وجباتهم بقوة أطباق السجق المشبعة بالدهون والفطائر والشطائر المحشوة باللحوم والأجبان، ولكن هل ينبغي التحسر على الماضي والاستمرار بما نحن فيه وإسدال الستار نهائيا على وجبات الحمية الماضية والتخلي عن كل المحاولات الرامية إلى تحقيق الرشاقة.
وعلى الرغم من أن الغالبية لم تعد تعير أذنا صاغية إلى دعاة الحمية ونداءاتهم، إلا أن هؤلاء لا يكفون عن رفع الشعارات الرامية إلى تعزيز تلك الاستراتيجيات القديمة، ولكن على ما يبدو أن أولئك عدلوا من استراتيجياتهم ورأوا في البروتين مسألة بالغة الأهمية وفي رأيهم أن « البروتين يساعد بعض الناس حقا في أن يشعروا بالشبع، على الرغم من تناولهم كميات ضئيلة من الطعام.
وتقول مؤلفة كتاب «نباتية وجباتها كربوهيدرات محدودة» سيليا بروكس
براون إنها تعلمت هذه البديهة، وقالت «في أثناء اختباري لوصفات الطعام الموجودة في كتاب وصفات الطعام فقدت عشقي للطعام لأنني لم أعد أشعر بالجوع كسابق عهدي عندما يأتي موعد تناول الوجبات. وفقدت نحو كيلوغرامين في أسبوعين دون أن أفكر بإتباع ريجيم محدد».
وفضلا عن العودة إلى إضافة البروتين إلى وعي الناس فإن البرامج التي تحتوي على نسبة محدودة من الكربوهيدرات دفعت معظم الناس إلى التشبث من جديد بتناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات. ولكن معظم تلك الخطط تحثك على تخفيض كل الكربوهيدرات النشوية خلال مرحلة البداية الجديدة.
وعلى سبيل المثال تسمح لك خطة «أتكنز» الشهيرة فقط بعشرين غراما من الكربوهيدرات يوميا في خلال الفترة الأولى التي لا تتجاوز الأسبوعين،ولكن فيما يسمح لك بإضافة الطعام تدريجيا إلى وجباتك فإن يوصى بأن تختاري الكربوهيدرات الغنية بالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية وتفضيلها على الأغذية المصنعة التي تم تفريغها من قيمتها الغذائية. وبمعنى آخر، فإن الأرز الأبيض والخبز الأبيض ينبغي الاستغناء عنهما واستبدالهما بالخبز والأرز الأسمر. وهو التغيير الذي لم يلبث خبراء التغذية يدافعون عنه منذ عقود.
وجبات خالية من اللحوم
يفضل تناول وجبة من الأغذية الكربوهيدراتية من دون لحوم وسيساعدك ذلك في التخلص من تحميل جسمك بالبروتينات الحيوانية ومن الدهون المشبعة المتهمة دائما بأنها المسؤولة عن انسداد الشرايين القريبة من القلب. ويؤكد أحد الأبحاث بأن مصادر بروتين الخضار أقل تسببا في زيادة مخاطر السرطان وأمراض القلب مقارنة بالبروتين الحيواني.
ولكن إن كنت تحاولين الحفاظ على وجبات تحتوي على كربوهيدرات محدودة مع الإبقاء على تناول كمية محدودة من الدهون فالأفضل التركيز على مصادر بروتينية ذات نسب محدودة من البروتين مثل التوفو والبيض وعلى الأجبان قليلة الدسم. ولكن هناك أيضا نباتات تحتوي على نسبة جيدة من البروتين مثل البندق والجوز والمكسرات عموما والفاصوليا واللبن (لبن الروب) وهناك مصادر كثيرة للبروتين مثل هذه وهي غنية أيضا بالكربوهيدرات.
وتحتوي علبة صغيرة من اللبن قليل الدسم على كربوهيدرات أكثر من البروتين (17غراما اللبن 13 غراما البروتين) وليس هناك أي سبب يحول من دون إضافة مثل هذه المواد إلى وجباتك الغذائية إلى وجبات الحمية ما أن تبدأين بتناول الكربوهيدرات. ولكن إذا كنت تحاولين التخلص من الوزن الزائد من خلال التقليل من استهلاك السعرات الكربوهيدراتية فإنك من دون شك ستحتاجين إلى التزاتزيكي (سلطة متنوعة من الخيار واللبن والثوم وزيت الزيتون والفلفل الأسود المطحون).
الكربوهيدرات والسعرات الحرارية
هناك المئات من المنتجات التي تحتوي على نسبة محدودة من الكربوهيدرات في السوق تثير الانتباه ولكن ذلك لا يعني أنها جميعا ستساعدك في تخفيف وزنك.
هناك في الواقع الكثير من أطباق الخضروات قليلة الكربوهيدرات إذا كان اختيارك للبروتينات محدودا. وهناك أيضا طرق عديدة التي يمكنك اتباعها للحصول على وجبة نموذجية ذات نسبة بروتينات محدودة، منها البيض الأبيض والتوفو والبانكيك والموفينز والحلويات التي يستخدم فيها دقيق الصويا الغني بالبروتين.
الحمية الجيدة التي تساعدك على تخفيف وزنك
يرى خبراء الرشاقة والتغذية أن أي وجبة غذائية تساعد في تخفيف الوزن هي الوجبة المثالية الذي عليك الالتزام بها.
في دراسة أجرتها جامعة توفت الأميركية اتبع 160 امرأة ورجلا بدينون نظاما «أتكنز» للحمية الغذائية يحتوي على نسبة محدودة من الكربوهيدرات وعلى نسبة محدودة من الدهون في وجبة أورنيش ووجبتي الحمية من ويت ووتشرز أو زون دايتس.
وتبين أن من التزم بإحدى تلك الوجبات لمدة سنة كاملة وخاصة وجبتي أتكنز وأورنيش انخفضت أوزانهم كما حدث لنسبة 35 في المئة من المتطوعين والمتطوعات الذين استخدموا وجبات ويت ووتشرز وزون، وقد فقد كل هؤلاء نحو خمسة كيلوغرامات وتحسنت صحتهم بخفض الكوليسترول من أجسامهم وقد أصبحت كميات الأنسولين معتدلة.