مرحبا اخواتي الفراشات
علم الكيمياء ... علم التكنولوجيا ... علم التقدم ...
فالكيمياء .... في حياتنا ...
و الكيمياء من حولنا ....
و الكيمياء في جميع إستخداماتنا ..
ولكن هل من الممكن أن نستخدم الكيمياء في الكشف عن الجرائم ..؟؟
بالتأكيد .... فهناك طريقة تسمى التشعيع ...
وإن اثبات الجريمة على متهم يحتاج أدلة مادية ، فبالتالي عمليات
التشعيع تساعد جداً في ذلك ..
ولنأخذ أمثلة على ذلك ...
سيارة مصدومة غير معروف من صدمها ، وهناك بقايا من طلاء السيارة
ملتصق بها ، وتم حصر الشبهة في عدد من السيارات المشبوهة
بالطريقة الآتية : يتم أخذ جزء من بقايا الطلاء الملتصق على السيارة
المصدومة ، ويشعع ثم تقاس قوة إشعاعه ، ثم تؤخذ عينة من طلاء كل
سيارة من السيارات المشبوهة ويجري لها نفس العمل أي تشعع
وتقاس قوة إشعاعها ، والآن السيارة الصادمة هي التي لطلائها نفس
قوة إشعاع البقايا الملتصقة ..
& * المخدرات * &
في مشاكل تهريب المخدرات قد يفيد في التحقيقات معرفة المصدر
الجغرافي للمادة المخدرة المضبوطة فيتم تشعيع جزء منها ، وعن
طريق قياس قوة إشعاعها يمكن معرفة العناصر التي تتكون منها " إذ أن
لكل مادة قوة إشعاعية خاصة بها ومعلومة " ، ومعروف لدى المتخصصين
العناصر التي يتكون منها كل نوع من أنواع المخدرات ، وهكذا يمكن
تحديد الموقع الجغرافي للمخدرات المضبوطة إن هي من أميركا اللاتينية
أو من جنوب شرق آسيا أو من اي مكان اخر .. الخ . بمقارنة محتوياتها مع
جداول مكونات مخدرات كل العالم .
& * حالات الوفاة * & *
يمكن معرفة سبب الوفاة إن كان انتحاراً أو جريمة بالطرق الإشعاعية ،
فتؤخذ عينة من أداة القتل المشبوهة وتشعع ، ومن قوة الإشعاع تُعرف
العناصر التي تتكون منها ، ثم تؤخذ عينة من الطبقة العليا لباطن يد
الضحية وتشعع كذلك وتعرف العناصر التي تتكون منها ، فإذا كانت
متطابقة كان هذا يعني انتحاراً وبتلك الأداة نفسها ، وإذا لم تكن
متطابقة كان هناك أمراً آخر ..
يمكن تحديد جرائم التسمم بهذه الطريقة ، وكمثال مشهور لذلك هو
قضية نابليون ، فمن المعروف أنه مات وحيداً في جزيرته بعد فترة طويلة
من النفي فيها ، إلا أنه تم التثبت الآن من أنه مات مسموماً بمادة
الزرنيخ القاتلة باستخدام تقنية التشعيع ، فمن المعروف أن مادة الزرنيخ
عندما يتناولها الإنسان تختفي بعد فترة وجيزة من جسمه كله ولكنها
تتخزن في الأظافر والشعر ، وهي متى تخزنت هناك تبقى إلى الأبد ،
ويبدو أن العلماء استطاعوا أن يتحصلوا على عينة من شعر نابليون
وشععوها ثم عندما حللوا قوة الإشعاع الناتجة منها ظهر أن الزرنيخ
موجود فيها ..
يمكن معرفة اللوحات الزيتية المقلدة من الأصلية باستخدام التقنية
الإشعاعية ، إن هذا الأمر تبرز أهميته في ظل غلاء اللوحات الزيتية
القديمة التي رسمها عظماء الفنانين ، وكذلك لانتشار عمليات تقليد
هذه اللوحات في أنحاء العالم ، لذا فإن الشاري يحتاج إلى أن يتأكد من
أصالة اللوحة قبل أن يدفع فيها مبلغاً باهظاً ، بل وأحياناً يحتاج إلى
معرفة هل الرسام الذي يُوقعِّ عليها هو بالفعل الذي رسمها أم لا ..
من المعروف أن الألوان الزيتية عبارة عن عناصر ومركبات كيميائية ، وكل
لون يختلف عن اللون الآخر في العناصر التي يتركب منها كالزنك والكروم
مثلاً ونسب هذه العناصر فيه ، بل إن أنواع العاصر ونسبها تختلف من
شركة إلى أخرى لنفس اللون ، ليس هذا فقط بل إن هذه النسب وهذه
العناصر تختلف بطبيعة الحال من عصر إلى عصر ، فعناصر اللون البرتقالي
في لوحة " موناليزا " مثلاً تختلف عن عناصر اللون البرتقالي الذي أنتجته
شركة " بيليكن " ..
والعناصر التي يستخدمها رسامو العصور السابقة معروفة لأننا نجد أن
الفنان يكتبها حتى لا ينساها أو حتى يلقنها لتلاميذه بالرغم من أن
البعض لا يفعل هذا لأنه يعتبر أن يدخل من ضمن أسراره المهنة ، ولكن
على أي حال يمكننا أن نتأكد من عدم وجود مادة كيميائية اكتشفت
في القرن العشرين في ألوان لوحات الفنان ميكل أنجلو مثلاً ..
تتلخص الطريقة الإشعاعية في معرفة العناصر التي تتكون منها اللوحة
الزيتية المشبوهة وذلك بتشعيع عينات منها ، ومن المعروف أن كل
عنصر من عناصر الطبيعة عندما يتشعع فإنه يبث إشعاعاً له قوة تختلف
عن قوة العناصر الآخرى حتى لكأن هذه القوة الإشعاعية بصمة الإصبع
الخاصة بالعنصر التي نتعرف بها عليه والقوة الإشعاعية لكل عنصر من
عناصر الطبيعة معروفة ومسجلة في جداول علمية ، وعندما نشعع عينة
ما ونقيس قوة الإشعاع الناتج منها باستعمال كاشف أشعة عادي
يمكننا معرفة العناصر التي تُكوِّن هذه العينة بالرجوع إلى هذه الجداول ،
ومتى عرفنا عناصر العينة يمكننا أن نقارنها بالعناصر اللونية المستخدمة
في عصر اللوحة أو العناصر التي يستعملها ذلك الفنان ، فإذا كانت
متطابقة كانت اللوحة أصلية ، وإذا لم تكن ، تكون هذه التقنية قد انقذتنا
من إهدار جزء من مالنا ...
دمتم بخير وسلام
بارك الله بك غاليتي سفيرة ..
: