- ” محمد ”
- لا شيء في الدنيا .. أعدل من الموت !!
- ليحصد ثمره يانعا .. حبا يملأ قلوب كل من عرفوه !!
- دماء متناثرة … وجسد طفولي مسجى على الأرض !!
- وأنفاس تتسارع .. وصوت خافت يكاد يكون همسا ” آه آه ”
- انتهى
بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت تسير بغير استحياء !!
تعرض مفاتنها .. لتأخذه في بحر لجي من الأرق والقلق .. والحنين !!
تضرب بخمارها صدره …
فيصيح الصدر بآهة .. تجره للعودة إلى الوراء !!
يستعيذ بالله من شياطينها … يقلب وجهه في سقف الغرفة المظلم .. فتتراءى له من جديد !!
يشيح عنها ببصره ذات اليمين وذات الشمال !!
ويستمر طيفها يطارده في كل اتجاه !!
]
[
” محمد ”
لا شيء في الدنيا .. أعدل من الموت !!
يتذوقه الأغنياء والفقراء ، لا يتجنبه أهل الثراء بثرائهم ، ولا يستعطفه أهل الفقر بفقرهم ، ولا يخلي سبيل البيض لبياض جلودهم ، ولا يركز على السود لسواد جلودهم ، لا يجامل الكبار لخبرتهم ، ولا يرحم الصغار لصغر سنهم ، هكذا الكل عنده سواء وكل نفس لا محالة ذائقة طعمه !!
محمد .. لؤلؤي زينت به دنيا والديه !!
بشر في الوجه ، وطلاقة في الابتسامة ، وبراءة واضحة في الضحكة … عيون تشرق بالأمل ، ونفس مليئة بالفرح ، وحركات نشطة تملأ الكون فرحا وسرورا !!
ليحصد ثمره يانعا .. حبا يملأ قلوب كل من عرفوه !!
يرتمي في أحضان والديه وأعمامه وخؤولته … كما ترتمي الفراشة في حضن الزهرات ، ويقبل رأس والده ووالدته كما تطبع أشجار التوت قبلها على الأزهار ، ويتفنن في بث الفرح والسرور في البيت كما تفرح النوارس على الشطآن !!
لثغة لسانه لحن آخر لم تعزفه الأوتار !!
وابتسامته لوحة لم ترسمها الفرش الألوان !!
لكن ما لبث الموت أن استخلصه لنفسه .. فقد غافله على حين لعب ولهو طفولي !!
ليجتره من سقف المنزل .. لتغسل دماءه الطاهرة أرضا حملته فوقها لتفوز به في باطنها
دماء متناثرة … وجسد طفولي مسجى على الأرض !!
وأنفاس تتسارع .. وصوت خافت يكاد يكون همسا ” آه آه ”
وأمل لا زال يحدوه بحياة أفضل ينادي أمه ” بسلعة تلموا بابا يوديني للدتور ” ” بسرعة كلموا بابا يوديني للدكتور ” وما علم محمد أنه لن يرى والده بعد اليوم ، ولن يجد له الدكتور نبضا ولا حياة .. لكنه بالتأكيد وجد ابتسامة مليئة بكل معاني الحب والطفولة ترتسم على محياه حتى بعد أن فارقته الحياة … أغمض محمد عينيه وتوقفت أنفاسه … وزرع نبتا طيبا في باطن الأرض !!
رحم الله محمدا وجميع أبناء المسلمين وجعله شفيعا لوالديه في الجنة …
.
.
انتهى
أخواتي الفراشات الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة التي لا يختلف عليها إثنين ولا يتكبر عليها أحد ولا ينفيها مخلوق فالشيوعيون ينفون وجود الله ولكنهم لا يجرؤا على إنكار الموت الذي هو احد مخلوقات الله ومن لم يذق الموت فمن اي الأبواب يمر ويفوت فكما يقول تيارك وتعالى (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) رحم الله الجميع وأسأله عز وجل أن يحسن خاتمتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
اختي اهاات مشكورره على الطررح الاكثر من رائع
وتقبلي مرور حرفي على صفحتك الجميله