الجامعةالدوليةالالكترونية
15-06-2022 - 03:37 pm
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:-" قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ...
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ*:- سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:-"قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى:- قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ
وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا
قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ
عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي
عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ
عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي
وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ".*أخرجه
عبد الرزاق (2/128 ، رقم 2767) ، وأحمد (2/285 ، رقم 7823) ، وأبو داود (1/216 ، رقم 821) ، ومسلم (1/296 ،
رقم 395) ، والترمذي (5/201 ، رقم 2953) ، وقال : حسن. والنسائي (2/135 ،
رقم 909) ، وابن ماجه (2/1243 ، رقم 3784) ، وابن حبان (5/84 ، رقم 1784).
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال الله:- يدل على أن الحديثَ حديثٌ
قدسى , والحديث القدسى من كلام الله تبارك وتعالى بلفظه وبمعانيه.قوله
تَعَالَى:- "قَسَمْتُ الصَّلَاة"َ سُميت
الفاتحة هنا بالصلاة من باب تسمية الشئ باسم ركنه كقوله صلى الله عليه و سلم :- "الحج عرفة" وقوله صلى
الله عليه و سلم :- "الدين النصيحة"وهذا يدل على أن الفاتحة
ركن من أركان الصلاة.قوله تَعَالَى:- "نِصْفَيْنِ" أى ثلاث آيات ونصف لله تبارك
وتعالى وثلاث آيات ونصف للعبد فنصفها الأول تحميد وتمجيد وثناء ونصفها
الثانى سؤال وطلب
وتضرع وافتقار.والنصف الأول من قولك:- "الحمد لله" حتى قولك "إياك نعبد" والنصف الثانى من :- قولك"إياك نستعين"حتى قولك "ولا
الضالين"و"آمين":- ليست من
السورة ومعناها :- اللهم تقبل. قوله تَعَالَى:- "بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي"فالله تبارك وتعالى لا يقول "عبدى"
لمشرك ,فمن أشرك بالله فصرف شيئا من صور العبادة لغيره سبحانه لا
يكون عبداً لله وهو بذلك يكون مشركاً بالله كمن دعا غير الله أو ذبح أو نذر أو
سجد لغير الله أو تحاكم إلى شرع غير شرع الله أو حكم بغير ما أنزل الله أو
شرع من دون الله أو
,ومن كفر بالله فهو كافر فلا يُقال له "عبدى" , فالله تبارك وتعالى تبرأ *من الشرك ومن المشركين قال الله تعالى:-
"بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي
الْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ
الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وَرَسُولُهُ
فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " فقوله:- "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ" وقوله تعالى:- " أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ "
فيهما البراءة من المشركين. وقوله تعالى:- " فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ " فيه البراءة من الشرك. وأخرج
مسلم فى صحيحه(2985) قال:- باب من أشرك في عمله غير الله ...قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الله تبارك وتعالى:-" أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل
عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"فقوله تعالى:-"تركته وشركه"يدل على براءته سبحانه
من الشرك والمشركين وقوله تعالى:-"أنا أغنى الشركاء عن الشرك"يدل
على براءته سبحانه من الألهة والأنداد والشركاء والطواغيت ومن كل ما عبد من
دونه سبحانه. فكيف يتبرأ الله سبحانه وتعالى منه ثم يقول له عبدى ويستجيب
دعائه ويتقبل
صلاته؟! وهذا يدل على عدم صحة صلاة المشرك وعدم قبولها.*وهكذا كل الرسل والأنبياء والصاحين قد تبرأوا من الشرك ومن أهله:-
قال تعالى:- لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ
الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
البقرة فقوله تعالى:- " قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " فيه
البراءة من
الشرك والكفر وكل دين غير دين الإسلام فالرشد دين محمد صلى الله عليه و سلم وهو الملة الحنيفية والغى دين أبى جهل و كل دين غير
الإسلام. وقوله تعالى:- " فَمَنْ يَكْفُرْ
بِالطَّاغُوتِ " فيه الكفر بالطاغوت (والطاغوت عام؛ فكل ما عبد من دون الله ورضي بالعبادة من
معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله؛ فهو طاغوت. قاله شيخ
الإسلام محمد بن عبدالوهاب)والبراءة من عابديه (المشركين) والبراءة من دين الطاغوت
(الشرك).وقوله تعالى:- " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " فيه
براءة المولى تبارك و تعالى من المشركين (عباد الطاغوت أو
عباد أى إله سوى الله عز وجل) وأنه سبحانه ولى المؤمنين وبراءته سبحان من الشرك
(الظلمات) دين المشركين. وقال تعالى:-"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ
وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
وَحْدَهُ..."
فقوله تعالى:- " إِنَّا بُرَآءُ
مِنْكُمْ " فيه البراءة من المشركينوقوله تعالى:- " وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ " فيه الكفر بالطاغوت وبكل ما عبد من دون الله عز و جل . وقوله
تعالى:- " حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
" فيه البراءة من الشرك وقال تعالى:- "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا
امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي
الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ"
فقوله تعالى:-" وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ " فيه الكفر بالطاغوت وبكل ما عبد من دون الله عز و جل
.وقوله تعالى:-" وَعَمَلِهِ " فيه البراءة من الشرك
وقوله تعالى:-" وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" فيه البراءة من المشركين. وقوله
تعالى:- " وشركه " فيه البراءة من الشرك. وقال تعالى:- "قُلْ هَذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
فيه البراءة من الشرك و المشركين من الشرك فى قوله تعالى : "
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي "ومن المشركين فى قوله تعالى :- " وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ".. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصر وأشهر من أن تُذكر.
قوله تعالى:- "وَلِعَبْدِي مَا
سَأَلَ" يدل على أن:—الفاتحة دعاء وهذا قد يُغفل عنه. أنها دعاء مستجاب ولكن بشروطه. قوله تعالى:- "الحمدُ"
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فى تفسيره
لسورة الفاتحة:- فاعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، فأخرج
بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال، فذلك من نوع
الشكر، وقوله:
على الجميل الاختياري أي الذي يفعله الإنسان بإرادته، وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا
حمدا والفرق بين الحمد والشكر أن الحمد
يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان إحسانا إلى الحامد أو لم يكن، والشكر لا يكون
إلا على إحسان المشكور، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر،
لأنه يكون على المحاسن والإحسان، فإن الله يحمد على ما له من الأسماء الحسنى وما
خلقه في الآخرة والأولى، ولهذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ
يَتَّخِذْ وَلَداً} سورة الإسراء آية: 111 الآية وقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} سورة الأنعام آية: 1 إلى غير
ذلك من الآيات. وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام; فهو أخص من الحمد
من
هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، ولهذا قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} سورة سبأ آية: 13 والحمد إنما يكون بالقلب
واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من
جهة أنواعه، والحمد أعم من جهة أسبابه. والألف واللام في قوله (الْحَمْدُ) للاستغراق، أي جميع أنواع
الحمد لله لا لغيره فأما الذي لا صنع للخلق فيه مثل خلق الإنسان، وخلق
السمع والبصر والسماء والأرض والأرزاق وغير ذلك فواضح، وأما ما يحمد عليه
المخلوق مثل ما يثنى به على الصالحين والأنبياء والمرسلين، وعلى من فعل
معروفا خصوصا إن أسداه إليك، فهذا كله لله أيضا بمعنى أنه، خلق ذلك الفاعل،
وأعطاه ما فعل به ذلك، وحببه إليه وقواه عليه، وغير ذلك من أفضال الله
الذي لو يختل بعضها لم يحمد
ذلك المحمود، فصار الحمد لله كله بهذا الاعتبار. راجع كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم لشيخ الإسلام محمد بن عبد
الوهاب رحمه الله قوله تعالى:- "لله" الله:- عَلَمٌ على ربنا تبارك وتعالى
والله:-هو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين (قاله ابن عباس رضى الله
عنه) و"الحمد لله":- فيها توحيد الألوهية قوله تعالى:- "رب العالمين "
الرب
هو :-المالك المتصرف والعالمين:- اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى فكل ما سوى الله عالم وقوله "رب العالمين" توحيد الربوبية. واجتمعت
أنواع التوحيد الثلاثة : الألوهية ، والربوبية ، والأسماء والصفات فى قوله
تعالى:- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ (5) وكذلك فى مواضع أخرى
كثيرة منها قوله تعالى:- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)
الناس وقوله تعالى:- "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيًّا "
. قوله تعالى:- "إياك نعبد" فيها التوحيد كله ففيها النفى
وفيها الإثبات قال الشنقيطى صاحب أضواء البيان حوله قوله تعال"إياك نعبد":-
أَشَارَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ إِلَى تَحْقِيقِ مَعْنَى لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ; لِأَنَّ مَعْنَاهَا مُرَكَّبٌ مِنْ أَمْرَيْنِ:
نَفْيٌ وَإِثْبَاتٌ. فَالنَّفْيُ:- خَلْعُ جَمِيعِ الْمَعْبُودَاتِ غَيْرِ
اللَّهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ. وَالْإِثْبَاتُ:-
إِفْرَادُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَحْدَهُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ
الْعِبَادَاتِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ. وَقَدْ أَشَارَ إِلَى
النَّفْيِ مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِتَقْدِيمِ الْمَعْمُولِ
الَّذِي هُوَ (إِيَّاكَ) وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي الْأُصُولِ فِي مَبْحَثِ
دَلِيلِ الْخِطَابِ الَّذِي هُوَ مَفْهُومُ الْمُخَالَفَةِ. وَفِي
الْمَعَانِي فِي مَبْحَثِ الْقَصْرِ: أَنَّ تَقْدِيمَ الْمَعْمُولِ مِنْ
صِيَغِ الْحَصْرِ. وَأَشَارَ إِلَى الْإِثْبَاتِ مِنْهَا بِقَوْلِهِ:
(نَعْبُدُ) . وَقَدْ بَيَّنَ مَعْنَاهَا
الْمُشَارَ إِلَيْهِ هُنَا مُفَصَّلًا فِي آيَاتٍ أُخَرَ كَقَوْلِهِ:- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ)الْآيَةَ ، فَصَرَّحَ
بِالْإِثْبَاتِ مِنْهَا بِقَوْلِهِ: (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) ، وَصَرَّحَ
بِالنَّفْيِ مِنْهَا فِي آخِرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بِقَوْلِهِ: (فَلَا
تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، وَكَقَوْلِهِ:-
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) فَصَرَّحَ بِالْإِثْبَاتِ بِقَوْلِهِ: (أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ) وَبِالنَّفْيِ
بِقَوْلِهِ: (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ، وَكَقَوْلِهِ:- (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ
بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) فَصَرَّحَ
بِالنَّفْيِ مِنْهَا بِقَوْلِهِ: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) ،
وَبِالْإِثْبَاتِ بِقَوْلِهِ: (وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) ، وَكَقَوْلِهِ:-
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا
تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) ، وَكَقَوْلِهِ:- (وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدُونِ) وَقَوْلِهِ:- (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ
الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ.
قوله تعالى:- "إياك نستعين" فيها التبرؤ من الحول والقوة والتوكل على الله
تبارك وتعالى والإلتجاء إليه عز وجل. قوله تعالى:-"اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ" فيها :—توحيد المتابعة فى قولك:"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".-والبراءة من اليهود
والنصارى والمشركين ممن سار على نهجهم سواء من لم يعملوا بعلمهم أو من
عبدوا الله على جهل .-أن الدين عند الله الإسلام إذ الصراط المستقيم هو
الإسلام كفر من لم يدن بالإسلام والبراءة منه. 5-قوله تعالى
:-"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ "فيها حجية الإجماع(قاله شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب). والله تبارك وتعالى أعلم.
منقول
الجامعة الدولية الالكترونية