قصة طموح لا تحرموني نقدكم

قصة طموح \ / قصة طموح .. تحمل في طياتها صراعات مع النفس والناس والوقت والظروف والواقع المرير .. \ / \ _ سماح الحمد لله لقد حصلت على المركز الأول على المنطقة بأكملها.. _ حقاً أنا سعيدة جداً لأجلكِ, أنت رائعة.. وأنا فخورة بكِ.. _ لكن....... _ لكن ماذا؟! _ أنا أشعر أني أحترق من الداخل وحزينة جداً بنفس درجة سعادتي.. _ ماذا ؟! ما هذا الهراء ؟! هذا التفوق والنجاح وحزينة !!! _ لم أشعر بسعادة من حولي بما حققته إلا لوهلة, هل هذا لا يهمهم ؟! لا يعنيهم ؟! _ لا تحزيني صديقتي, اسعدي بما حصلتِ عليه ولا تجعلي للحزن مدخلاً إلى قلبكِ.. صدقيني وإن لم تبدو سعادتهم وفرحتهم لكِ فإنهم فخورون جداً بكِ, وستقولين سماح قالت يوماً.. \ / \ هكذا تفوقت أمل وبذلت كل ما بوسعها لتحقيق ما تريد واستعانت بربها ودعته واجتازت كل العقبات أثناء دراستها وأغلقت أذناها عن كل تعليقات من حولها من حبها للعلم ورغبتها في الاستزادة منه, ومن حرصها على اقتناء الكتب والقراءة و الاطلاع, ومن تفضيلها المكوث بمكتبتها المتواضعة على التنزه أو السهر فيما لا فائدة منه.. \ / \ وقعت عيناها على عنوانٍ جذبها في الجريدة "إنه إعلان للبدء بالتسجيل في الجامعة" \ / _ أمي.. أبي.. يالسعادتي, قرأت خبراً ساراً. الحمد لله فتح باب التسجيل بالجامعة, وبالطبع نسبتي تؤهلني لذلك, هاه ما رأيكما هل تؤيدان أن أدخل قسم ............ _ الأم: أمل لا أعرف ماذا ستستفيدين من مواصلة تعليمك ؟! الفتاة في مثل عمركِ تتزوج وتهتم ببيتها وزوجها وأطفالها, فهم أهم بكثير مما تقولين!! _ الأب: اسمعي أمل لا مانع لدي من دراستكِ, مع أني مقتنع بما قالته أمكِ أن الزواج أهم بكثير, لكن كما تعلمين بُعد الجامعة عن قريتنا وصعوبة المواصلات و... و... ونحن ليس لدينا فتاة تخرج من بيت أهلها إلا لبيت زوجها أما السكن في مكان غير هذا فهذا مستحيل... أما لو كنتِ رجلا ؟! \ / \ شعرت أمل بخيبة حيث لا أحد يقدرها ويقدر شعورها لقد علمت بأهمية العلم وتدعو الله كثيراً "رب زدني علماً" وأيقنت بأهمية القراءة حيث كانت أول آية نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم "إقرأ.." وتكره الجهل... لكن لا مجيب.. أخذت تبكي بكاءً مريراً, أكانت مجرمة يوما حتى يُحكم عليها بالسجن في ظلام الجهل ؟! هل هذا ما فرضته قيود عادات تلك القبيلة وأعرافهم من حرمان المرأة من مواصلة التعليم ؟! هل... وهل... ؟! أسئلة لم تجد لها إجابات مقنعة ومريحة.. لكنها لم تكن تعرف اليأس وتبحث دوما عن البدائل.. أخذت تدعو الله كثيراً وتسأله التيسير والسداد.. \ / \ _سماح: لقد حُرمت من إكمال تعليمي, ولكني رأيت في منامي ما يُطمئن قلبي.. _ .......................... _ رأيت كأنني أجاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. _ .......................... _ نعم, نعم, هذا ما رأيته, أسأل الله أن يكون ما أقوم به جهاداً في سبيل الله.. _ ......................... _ اشكركِ بحق سماح, لن أنسى وقفاتك معي وتشجيعكِ لي, أتمنى أن أرد لكِ ولو بعضاً من جميلكِ.. ولو حتى بالدعاء (فمن صنع إليكم معروفاً ولم تجدوا ما تكافؤه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) _ .......................... _ مع السلامة سماح.. \ / أغلقت سماعة الهاتف وهي ترجو الله أن تكون سائرة في الطريق الصحيح, ولا تحيد عنه وأن يريها الله الحق حقاً ويرزقها إتباعه ويريها الباطل باطلاً ويرزقها اجتنابه.. \ / \ _ أمل أريدكِ في موضوع مهم.. _ ماذا هناك أمي, لعله خير, فأنا أرى وجهكِ منيرا وفرحا.. _ لقد تقدم ابن عمكِ لخطبتكِ, وهو كما تعلمين عنه شاب ذا خلق ودين, وذو وظيفة مرموقة أيضاً, و..و.. تتمناه الكثير من الفتيات.. ما رأيكِ؟! _ أمي ............. _ أراكِ صامته هل أنت موافقة أمل ؟! _ أ..م..ي س..أ..س..ت..خ..ي..ر \ / \ استبشرت أمل خيراً من خطبت ابن عمها لها, فقد كان يتمتع بالعديد من الصفات النادر وجودها في شباب اليوم, وما يهم أمل فوق ذلك هو تفوقه في دراسته _فلعله يحب العلم_ ستحقق معه ما لم تستطع تحقيقه مع أهلها.. نعم.. وهو في مدينة فيها العديد من الجامعات وفرص التعليم متاحة أكثر.. ستنهل ممَ تشاء ولن تحدها حدود قريتها ثانيةً.. \ / \ _ زوجي العزيز هاقد منّ الله علينا ويسر لنا ما كنا نخطط له منذ تقدمتَ لخطبتي وبدأنا بتنفيذ ما اتفقنا عليه.. أريد رأيك في أي الجامعات أكمل تعليمي ؟! فقد اتفقنا أن نترك تحديد الجامعة لما بعد الزواج, وقد فتح باب التسجيل الآن... _ أمل نعم الحمد لله فله الفضل وحده... لكن ألا ترين أنكِ حامل وبعد عدة أشهر ستضعين طفلاً أو طفلة ولابد من تأمين مستقبله من الآن حتى يعيش حياة طيبة هو و إخوته من بعده.. ألا ترين أني أدفع إيجار المنزل وأقساط السيارة..و... و... آآآآآآآآ ما رأيكِ لو بحثتِ عن وظيفة تناسب مستواكِ وتحملي عني بعض الأعباء ؟! _ فرحان, أقدر ما تقوم به لكن أود أن أنهل من هذا العلم ونحن مازلنا ببداية الطريق و......... _ أمل أعي ما أقول, الوظيفة خير من التعليم.. فالوظيفة يكون لكِ مرتب, لكن دراستكِ ستخسري الكثير المال, ثم ماذا ؟! وبعد متى ؟! \ / \ جفت عيناها من الدموع.. بعد أن شقت خديها.. سلمت أمرها لباريها.. فهو أعلم بما هو خير لها.. \ / تذكرت حديث "...علم ينتفع به..." ماذا بعد أن تموت ؟! كيف تخدم أمتها ؟! ماذا تقدم لدينها ؟! كيف تنهض بمجتمعها وتنفض عنه غبار الجهل ؟! ما السبيل للوصول رغم الصعاب والعقبات ؟! \ / \ خطر لها خاطر.. وأصبح فكرة.. قررت أن يكون سراً هذه المرة.. فلن يثنيها أحد.. ولن ينفعها بعد موتها سوى عملها الصالح.. والعمر يجري ولا وقت للوقوف والانتظار.. وبينما هي كذلك.. إذ أحست بألم شديد فاجأها في معدتها.. عزمت ألا تهتم به واكتفت بالمسكنات والمهدئات.. ودعت الله أن يرزقها الصبر ويؤجرها عليه.. فآلامها هذه أهون بكثير من آلام حرمانه من العلم.. \ / \ _ أمل افتحي الباب.. هل أنتِ بالداخل ؟! بحثتُ عنكِ في كل مكان ؟! لمَ أقفلتِ الباب عليكِ ؟! هل هناك ما يستدعي ذلك ؟! لمَ الصمت ؟! \ / لابد أن أكسر الباب.. ليس لدي سوى هذه الطريقة.. \ / ما هذا ؟! أمل.. أمل.. ماذا دهاكِ ؟! هل تشعرين بي ؟! أنا زوجكِ فرحان؟! أرجوكِ ردي علي ؟! لا حراك!!! \ / \ / ماتت أمل في مكتبتها الصغيرة.. حولها كتبها.. أوراقها.. أقلامها.. كانت تعد كتيباً عن أهمية العلم وفضله.. الإهداء: أهدي هذا الجهد المتواضع إلى مجتمعي الحبيب.. الخاتمة: أسأل الله أن يتقبله مني.. فصوله: آيات وأحاديث تحث على طلب العلم والاستزادة منه.. قصص وعبر للسلف الصالح وما قاموا به في سبيل طلب العلم.. حكم وأشعار.. كانت تستغل غياب زوجها عن المنزل وتراها فرصة مناسبة للكتابة.. سَهرت من أجله كثيراً.. بذلت كل وسيلة رأت أن لها جدوى ليخرج هذا الكتيب بالشكل المناسب.. لكن............ هل سيقوم زوجها وذويها بطباعة هذا الكتيب وتوزيعه حتى تعم فائدته ؟! أم سيُترك في مكتبتها الصغيرة حتى يعلوه التراب ؟! هل سيفتقد الجميع من كانت شعلة من النشاط والأمل والتفاؤل, من كانت رمزاً للجد والمثابرة وتحدي الصعاب وعدم الاستسلام للواقع المر, من كان المستحيل عندها كلمة لا يعترفها بها عقلها ؟! أم ستطوى صفحتها طياً مع الزمن ؟! \ / أسئلة تحتاج إلى إجابة !!! \ / \ تم بعون من الله وتوفيق.. \ / هذه القصة أول قصة أكتبها تقريبا _كان لي تجارب سابقة لكن لم تكن بجودتها_ فأرجو كل من دخل صفحتي ألا يحرمني نقده الهادف البناء .. انتظركن فنقدكن يبنيني ..