- فن الهدية بين الزوجين
قبل أن تشكي من جفاء زوجك، كفِّ عن معاملته كذكر النحل تهتمين به فقط عندما تريدين إنجاب أطفال، إنه إنسان كله عواطف ومشاعر يحتاج من يحركها بداخله .
وإذا كانت الدراسات تؤكد أن الزوج المناسب هو من لا ينسى أعياد ميلادك؛ فالزوجة الذكية المحافظة على استقرار أسرتها من تذكر زوجها بالمناسبات السعيدة ولو بوردة .
وما أكثر المناسبات التي يمكن للأزواج الاعتماد عليها في بث الدفء إلى علاقتهما عديدة، فهذا أول يوم التقيا فيه، وذاك يوم خطبتهما، وآخر ولادة طفلهما، وهذا يوم حصل الزوج فيه على ترقية، وغيرها من المناسبات الكثيرة.
الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة وصاحب كتاب "الطريق إلى حياة زوجية سعيدة"، أكد - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - أن الكثير من الأزواج والزوجات في عالمنا العربي لا يبدون الاهتمام بتذكر تلك المناسبات التي جمعتهم ببعضهم بمجرد مرور بضع سنوات على الزواج. ويضيف قائلا: "في بداية التعارف وفي السنوات الأولى من الزواج يحرصان على تذكر كل المناسبات والاحتفال بها إلى حد المبالغة، لكن مع مجيء الأبناء وانشغال الزوج بعمله لتوفير سبل الحياة الكريمة لأسرته، وانغماس الأم في تربية الأبناء وحل مشاكلهم، تتباعد المسافة بينهما، لكن هذا لا يعني عدم وجود مشاعر الحب، فهما فقط ينسيان التعبير عنها بالكلمات أو اللفتات الرقيقة، في حين أن تذكر مناسبات مثل ذكرى يوم زواجهما أو لقائهما الأول من شأنه أن يحيي الكثير من المشاعر الدافئة في العلاقة".
ويرى الدكتور " ممتاز عبد الوهاب " أن "المشكلة أن الزوجة تشتكي دائما من إهمال زوجها لهذه المناسبات وعدم تذكره إياها بينما يؤكد الواقع أن المرأة العربية تتعامل مع زوجها كما تتعامل النحلة مع ذكر النحل مع الفارق في التشبيه. فالنحلة الملكة تتزوج بعد أن تعيي الذكر في الجري وراءها إلا أنها تقوم بقتله بمجرد تلقيحه لها، والسبب رغبتها في التفرغ لوضع البيض وتربية صغار النحل، وهو ما يحدث مع المرأة العربية التي تكون شديدة الاهتمام بزوجها قبل الزواج، لكن بمجرد مجيء الأبناء تهمله وتتعامل معه وكأنه أمر واقع في حياتها من الصعب تغييره. وبدون التجني على الزوجة وحدها يشارك الزوج في هذه المشكلة بشكل أو بآخر، حين يتوقف عن بثها مشاعر حبه وعواطفه وعدم تذكرها بهدية بين الحين والآخر. وقد ثبت من خلال التجربة والدراسات أن المرأة أكثر تأثرا بالهدايا وتقديرا لها بغض النظر عن قيمتها. فما لا يعرفه الرجل أن الهدية تعبير صامت عن المشاعر، كما قد تكون وسيلة لمن لا يملك القدرة على التعبير عن عواطفه. وتفيد الكثير من الدراسات النفسية أن 68 % من الخلافات بين الأزواج سببها الإحساس بالملل الذي يصيب العلاقة الزوجية، والزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تكسر حالة الملل هذه، بمرونتها وقدرتها على التغيير واختلاق المناسبات التي تضفي الكثير من الانتعاش على الحياة الزوجية لأنها بهذا تؤكد للزوج عدم نسيان لحظاتهما الحلوة، وتدربه بطريقة غير مباشرة على تذكرها مع الوقت.
الأهم من كل هذا، كما يقول الدكتور ممتاز عبد الوهاب، إن الأبناء يتعلمون من الأب والأم ويقتدون بهما في التعامل مع الطرف الآخر من خلال شكل العلاقة التي تربط بينهما، ولهذا فان تذكر المناسبات السعيدة بين الزوجين والاهتمام بها لا ينمي العلاقة بينهما فقط، ولكنه يمد الأبناء بصورة مثالية تعلمهم الاهتمام بمشاعر الآخر، ويؤمن لهم النجاح في علاقاتهم الشخصية فيما بعد.
فن الهدية بين الزوجين
فضلاً عن أثر الهدية الطيب على نفس الزوجين؛ إنها أيضاً فن يجدر بهما إتقانه كي لا تفقد الهدية معانيها الجميلة إن لم تقدم بالشكل الصحيح والمطلوب، وأهم شرط ينبغي توفره في الهدية هو عنصر المفاجأة، لأن أجمل شيء عند الإنسان هو أن يفاجئه شريك حياته بمكافأة مادية أو معنوية.
ويفضل توافر الشروط الأخرى من تغليف وفنون في التقديم وكلمات معبرة، وهناك طرق عديدة يمكن للزوجين ابتكارها لتقديم هدية مميزة.
ولكن هناك زوج يعطي لزوجته النقود، ثم يقول لها اذهبي واشتري لك هدية، فهذه ليست بهدية وإنما عطية.
ولكن السؤال هنا كيف نختار الهدية إذا أردنا أن نكون متميزين في تقديمها، فهل نشتري هدية يستفيد منها المهدي أم المهدى إليه أم الاثنان معا؟
كلما كانت الهدية لها خصوصية، كلما كان لها أثر اكبر، ولعل فرح الزوجة بالورد أكثر من الهدايا الغالية يعود إلى أنها عاطفية تهتز مشاعرها لشكل الورد، أما الزوج فإنه يفضل الهدايا المادية المفيدة له أكثر كالساعة أو الحقيبة.. الخ.
ويعطيك ألف عافيه
مع خالص تحياتي
بينسال