لطالما أحسست أنّ الله بجانبي يؤيدني دائما ، وحتى عندما يبدو أنّ الأمور ليست لصالحي وتضيق بي الحلول أجد في النهاية أن الله يفرّج عني وينعم عليّ من أوسع أبوابه ، الحمد لله والشكر له ، وأحببت أن تشاركوني يا فراشات بقصة المعجزة الالهية التي حدثت معي لتتأكدن من عظمة الخالق وقدرته على كل شيء .....
بدأت القصة عندما كنت في الجامعة ، وطلبوا منا تبرّع للدم ، وعندما ذهبت للتبرّع كانت زمرة دمي B+ وأعطوني ورقة تثبت ذلك ، وعندما تزوّجت كانت زمرة دم زوجي أيضا B+ ، فحمدنا الله على ذلك ، ومرّت الأيام والسنوات ورزقني الله بثلاثة أطفال ( ولدين وبنت ) كل واحد فيهم أية من آيات الله وليس لأنهم أولادي ولكن كلّ من يراهم يصلي على النبي ويقول ما شاء الله تبارك الله ......
عندما سافرنا لبلد آخر مع زوجي للتدريس في احدى الجامعات ، طلبوا منا فحوصات ومنها زمر الدم وكانت زمرة دمي وزوجي والأولاد الثلاثة B+ حتى أننا سمينا أنفسنا عائلة ال B+ .....
وقلنا الحمد لله ولدين وبنت وكفاية سنتخذ الاجراءات والاحتياطات لمنع حمل جديد ، ولكن و بينما كنت أمارس تمارين رياضية وأنتبه لوجباتي لأحافظ عل جسمي رشيقا ( طبعا من دون هوس الريجيم والدايت وما الى ذلك ) أكتشفت أنني حامل ، وبكيت وحزنت كثيرا ولم أكن مستعدة للحمل والولادة والقلق والخوف وفكرت بالاجهاض ولكني لم أستطع ذلك لأني أخاف أن يعاقبني الله ولكني تابعت التمارين وكنت أتصرف كأني لست حامل ، وكنت سأسافر للوطن لقضاء الاجازة الصيفية ، فسافرت ونظفت البيت وحملت الأشياء الثقيلة ولم أنتبه لنفسي أبدا ، وكنت مكتئبة وحائرة ، ثم ذهبت لطبيبتي النسائية التي ولدت’ ابنتي عندها ، وأخبرتني أنّ كلّ شيء طبيعي والحمل جيد وقد حصلت معي اباضة متأخرة لذلك حدث الحمل في الأسبوع الأخير من الدورة الشهرية ، فحمدت الله وفكرت لماذا أعترض على ارادة الخالق ، لماذا أرفض روحا أودعها الله في داخلي وأراد أن تكون مخلوقا ، وأنا؟ من أنا ؟! لأقول لرب العالمين لا؟!....... وفي بداية الشهر الرابع وقبل أن أعود لبلد الغربة ذهبت للطبيبة لأطمئن قبل السفر وأخبرتني أنّ كلّ شيء طبيعي وأنّ الجنين ولد ذكر ، فحمدنا الله وشكرناه وسافرنا .....
وبعد عودتنا ذهبت لل
مستوصف لأفتح ملف حمل وكنت في بداية الشهر الخامس ، وطلبوا بعض التحاليل ومنها زمرة الدم وكانت أيضا B+ وكتبوها على الملف ، ومن ضمن التحاليل أيضا جرثومة القطط قالوا لي أن نسبتها مرتفعة قليلا وقالت لي الطبيبة أنها ستحوّلني للمشفى للتأكد واجراء تحاليل أدق ، كنت عندها في بداية الشهر السادس ، والمشفى أعطاني موعد بعد شهرين ، وبعد شهرين قمت بالتحاليل ، وكنت في نهاية الشهر الثامن ، وتفاجأت بأن زمرة الدم B- وبأنهم نسوا تحليل جرثومة القطط ، فأخبرت الدكتورة بأن زمرة دمي B+ وكذلك زوجي ولديّ ثلاثة أطفال ولم آخذ ابرة اختلاف الزمر،فطلبت الدكتورة مرة أخرى تحليل الزمرة والجرثومة ، وبعد أسبوعين ظهرت النتيجة وزمرة الدم كانت أيضا B- ونسبة جرثومة القطط مرتفعة قليلا فقالت الطبيبة أنّ هذه الجرثومة تسبب اجهاض مبكر أو تشوه للجنين ، ماذا؟ ياربي ! تشوه ! ووصفت لي دواء بحثت في كل الصيدليات ولم أجده وبعد أسبوع كنت قد أصبحت في آخر أسبوع من الشهر التاسع وكان موعدي قالت لي دكتورة أخرى أنه لا داعي للدواء لأني في نهاية الشهر التاسع ومن المفروض أخذ الدواء من البداية وليس الآن وبالنسبة لزمرة الدم فانهم عند الولادة يحللون الزمرة مرة أخرى ....
كنت خائفة أن يعاقبني الله لأني فكرت بالاجهاض ، كنت قلقة ومتألمة ووحدي في الغربة ، ومن بداية الحمل وأنا أقرأ سورة ياسين ومن بداية الشهر التاسع وأنا أقرأ سورة مريم وياسين وأدعو الله أن ييسير ولادتي وأن يرزقني الخلف التام الخلقة والصالح ..... ومرّ الشهر التاسع كأنه دهر كامل قلقل وخوف وترقب وموعد ولادتي في عطلة منتصف العام الدراسي ، وقاربت العطلة على نهايتها ولم ألد بعد وقررت الدكتورة تنويمي لكني خرجت على كفالتي وعدت بعد أسبوع ودخلت المشفى ، وأجرووا التحاليل وكانت زمرة الدم B- وقالت الدكتورة أنهم سيعطوني ابرة اختلاف الزمربعد الولادة لأنها لو لم تنفع لا تضر ، وتوكلنا على الله وأعطوني تحريض طلق مرتين وأخيرا بدأت تقلصات المخاض وأنزلوني لغرفة الولادة وبعد آلام مريرة لم أذق مثلها في ولاداتي الثلاثة السابقة جاء الى الدنيا مخلوق صغير وزنه 3كيلو و700غرام تام الخلقة و يصرخ ويفتح عينيه ولم أصدق نفسي ، وحمدت الله وشكرته كثيرا ، وفي غرفتي بعد الولادة فككت لفة الصغير وعددّت أصابع يديه وقدميه الصغيرة ، تفحصت رأسه وأذنيه وعينيه وفمه وشددت رجليه بجانب بعضهما لأرى ان كانتا بطول بعضهما أم لا ، ولم أصدق نفسي من الفرحة وبكيت وحمدت وشكرت الله كثيرا ، وسمينا الصغير مؤيد حتى يظل مؤيدا بحماية الله ورعايته وهدايته دائما .....
عندما عدنا للوطن في الاجازة الصيفية أخبرت طبيبتي عما جرى وطلبت مني تحليل زمرة الدم مرة أخرى وكانت النتيجة B- وتفاجأت الطبيبة واتصلت بالمختبر وأكد لها النتيجة فسألته كيف لديها ثلاثة أطفال أصحاء معافون كاملون ولم تأخذ الابرة بعد ولاداتها وزمرة دم زوجها B+ ؟! أغلقت السماعة وقالت : يا مؤيدة يجب أن تصلّي وتشكري الله ليل نهار أنت وزوجك على هذه المعجزة انظري ما يحدث مع سلفتك ( سلفتي زمرة دمها A- وأخو زوجي زمرة دمه B+ وحصل معها اجهاض مرتين ومرة ثالثة حصل الاجهاض في الشهر الثامن مما سبب لها صعوبة في الحمل وإن يتكررذلك فيؤثر على حياتها لا سمح الله وهي تأخذ الابرة بعد كل حمل واجهاض ، ولديها بنتان وهي تتمنى أن يرزقها الله بولد وتحاول الحمل وتراجع الأطباء حتى تتمكن من ذلك )
خرجت من
عيادة الطبيبة وأنا خائفة وفرحة وأشكر الله ،وأنا الى الآن أشكر الله ليل نهار على معجزته معي وعلى نعمه عليّ التي لو بقيت أعدّدها لملأت’ الصفحات ، فشكرا لك يا رب أحمدك حمدا كثيرا ...
وأخيرا أريد أ ن أخبركم أنّ مؤيد أصبح عمره الآن سنة وهو يمشي منذ شهرين تقريبا وصار لديه خمسة أسنان وهو جميل جدا مثل اخوته وأخته وطبيعي جدا الحمد لله ما شاء الله تبارك الله ولكنه مندفع ويقع كثيرا وما زلت أقرأ سورة ياسين يوميا ليحميه الله مع اخوته ، وأنتن يا فراشات ادعين لي ليحميه الله ويحرسه ولو عند احداكن تفسير علمي لما حدث معي فلا تبخل عليّ بالتوضيح وشكرا لكل من تقرأ وتهتم وتشارك .....
اللهم صل عى نبينا محمد