- وما أجلها من معان تلك التي تظمنتها هذه الاية
- وما أشد وقع كلماتها على النفس المؤمنة
- وقوله : { وهو العزيز الحكيم }
- وقال سبحانه: ((إن رحمت الله قريب من المحسنين))
آية في كتاب الله تغير نظرتك للحياه
آية في كتاب الله ما أعظمها من آية لو كان في القلوب حياة
وما أجلها من معان تلك التي تظمنتها هذه الاية
وما أشد وقع كلماتها على النفس المؤمنة
آية واحدة ترسم للحياة صورة جديدة ; وتنشىء في الشعور قيماً لهذه الحياة ثابتة ; وموازين لا تهتز ولا تتأرجح ولا تتأثر بالمؤثرات كلها وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعاً .
( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
مفاتيح الرزق ومغالقه كلها بيد الله, فما يفتح الله للناس من رزق فلا مغلق له , ولا ممسك عنهم ; لأن ذلك أمره لا يستطيع أمره أحد , وكذلك ما يغلق من رزق عنهم فلا يبسطه عليهم , ولا يفتحه لهم , فلا فاتح له سواه , لأن الأمور كلها إليه وله وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وقوله : { وهو العزيز الحكيم }
يقول : وهو العزيز في نقمته ممن انتقم منه من خلقه بحبس رحمته عنه وخيراته , الحكيم في تدبير خلقه , وفتحه لهم الرحمة إذا كان فتح ذلك صلاحا , وإمساكه إياه عنهم إذا كان إمساكه حكمة .
إن المال والولد والصحة والقوة والجاه والسلطان تصبح مصادر قلق وتعب ونكد إذا أمسكت عنها رحمة الله ،فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان. يبسط الله الرزق مع رحمته – فإذا هو متاع طيب ورخاء ،وإذا هو رغد في الدنيا وزاد في الآخرة ،ويمسك رحمته عن هذا الرزق، فإذا هو مثار قلق وخوف ،وإذا هو مثار حسد وبغض ،وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض .
ويمنح الله الولد ،ويكون معه الرحمة ،فإذا هي زينة الحياة الدنيا ،ومصدر فرح واستمتاع ،ومضاعفة للأجر في الآخرة ، ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء ،وسهر بالليل وتعب بالنهار.
إن من رحمة الله أن تحس برحمة الله ،إن شعورك بوجودها هو الرحمة ،ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة ، وتوقعها في كل أمر هو الرحمة ،والعذاب هو العذاب في يأسك منها ،أو شكك فيها ،وهذا ليس حال المؤمن ،إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض ،لتتم مصالحهم ،وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير والعزيز والذليل والعاجز والقادر والراعي والمرعى ثم أفقر الجميع إليه ،ثم عم الجميع برحمته، ومن رحمته أنه خلق مئة رحمة ،كل رحمة فيها طباق ما بين السماء والأرض ،فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة ،نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها، فيها تعطف الوالدة على ولدها، والطير والوحش والبهائم ، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ،وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة . ومن رحمته أنه لما خلق الخلق ،كتب في كتابه- وهو يكتب على نفسه وهو وضعه عنده على العرش: ((إن رحمتي تغلب غضبي)) – وفي رواية: ((إن رحمتي سبقت غضبي)) .
فنسأل الله جل وعلا أن يحفنا برحمته ،وأن يفيض علينا من رحمته ،وأن يشملنا برحمته فإنه الرحمن الرحيم ،وهو الغفور الرحيم ،وهو على كل شيء قدير.
لاشك بأنك أختي تتطلعي إلى أن تشملك رحمة الله ولكن لابد أن تعلمي بأنكي كلما كنتي أقرب إلى الله تعالى ،كانت رحمة الله بك أولى ،وكان استحقاقه للرحمة أعظم ، و إنه لا أشقى ممن لم تسعه رحمة الله التي وسعت كل شيء .
والسؤال: ما السبيل إلى رحمة الله ؟
الجواب: نجده في كلام الرحمن الرحيم قال الله تعالى: ((وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )).
وقال عز وجل: ((وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون )) وقال سبحانه: ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ))
وقال سبحانه: ((إن رحمت الله قريب من المحسنين))
تعرضوا اخواتي لرحمة الله فليس بينكم وبينها إلا أن تحققوا أسبابها ولا شك أن من تفعل هذه الأسباب أن الله سيرحمها .
كما قال تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) .
الدعاء الدعاء
من منا يصبر .... في هذه الايام في الدعاء .... ندعو ...و ندعو ..... و ان لم نلقى اجابه ... اصابنا الياس
و تركنا الدعاء
وبعد كل صلاه لو قال المسلم "لا اله الا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدي"ثلاث مرات
ودعا ربه فانه لا يكون بينه وبين الله حاجب باذن الله.
وفي الختام اسئل الله رب العرش العظيم ان تشملنى رحمته ويغفر لنا ذنوبنا
ويرزقنا من المال والولد والصحه والقوه و هو الرزاق الرحيم.
اختكم
منات الروح