- *****
البقرة سويدة .. وحل الخلافات الأسرية..
قد يستغرب القارئ الكريم من هذا العنوان وله الحق في ذلك؛ وقد يرميني المتسرعون- وهم كثر في هذا الزمان- بالجنون ...
*****
بل هي مقولة صحيحة ... رواها الآباء وسار بها الركبان فصارت بحق حديث ركب ورواية أنس لمن يعاني من المشكلات الاجتماعية، وخلاصة الحكاية هي ما رواها والدي- رحمة الله- بل ما تواتر عند أهل القرية من أن احد الفلاحين الشباب تزوج. ونظرا لما لاقته تلك الفتاه من كد ونكد ومشقة وتعب كانت سببا في الخلافات الزوجية؛ لذا قررت تلك الزوجة مغادرة المزرعة والذهاب إلى بيت أهلها في القرية المجاورة؛ وفي الطريق أخذت تفكر جيدا إلى أين تذهب ؟ إلى والدها الفقير المنهك ؟ الذي يعول بقية الأسرة ، والذي لن يكون في صفها بل سيعيدها على زوجها . أم إلى من تذهب ؟
عندها عدلت عن قرارها ولكن كيف ستحفظ ماء وجهها، خصوصا إنها لم تخرج إلا منذ لحظات، وفي هذه الأثناء رأت البقر تعود من المرعى إلى المزرعة، فوجدت ضالتها والسبب المقنع لعودتها إنها البقرة " سويدة " فأخذت تمشي بجانبها عائدة إلى المزرعة فلما رآها زوجها رفعت صوتها قائلة للبقرة : " دعيني يا سويدة فلن أعود إليه وكررت ذلك مرارا " فلما سمعها الزوج ابتسم وقال: " الله يحفظ سويدة التي إعادتك لي" . وفي مرة أخرى ساءت العلاقات واتخذت الزوجة نفس القرار وتبعها الزوج يقنعها بالعودة والرجوع ولكن لما لم يجد معها حيلة وان الفلاحة ستتعطل ، رأى إن التهديد بالطلاق قد ينجح في هذه المرة، فقال لها: أنت طالق طلقة واحدة إن تجاوزت هذه الشجرة، عندها توقفت وسألته : أهذه أم تلك ؟ وبهذا علم بعدم جديتها فعادت إليه صابرة محتسبه فأكرم مثواها وأحسن عشرتها وخفف الأعباء عنها، فما ابسطها من حياه وما أصفاها من نفوس فلا مشكلات معقدة ولا بهارج زائلة ولا مكاتب محماة ولاحقوق ولا طلاق ولا عنوسه.
وختاما : أقول ما أحوجنا إلى مثل هذه البقر " سويدة " حتى تصلح ذات البين وتحد من نسب الطلاق المرتفعة.
اتمنى لك مزيدا من التقدم