- مرحبا اخواتي الفراشات.............
مرحبا اخواتي الفراشات.............
القمح من أقدم وأهم المحاصيل الزراعية التي اعتمد عليها الإنسان منذ فجر التاريخ حيث حصد ثم طحن حبوب القمح لتحضير أطعمة أساسية معروفة في العالم أجمع مثل الخبز والمعجنات والكيك أو أطعمة خاصة بكل مجتمع مثل المرقوق والقرصان والجريش في نجد أو الكبة في الشام أو العصيدة في أماكن أخرى. وعندما يزرع القمح في تربة غنية بالمواد العضوية (وأكرر العضوية) ولا يمر بعمليات تصنيع جائرة تسلبه أغلب خصائصه يكون القمح غنياً بفيتامين ه وفيتامينات ب المركبة والعديد من المعادن التي تشمل الكالسيوم والحديد وأحماض النهاية 3 الدهنية. ولكن للأسف الشديد تغيّر القمح خلال الأربعين سنة الماضية أكثر مما تغير خلال الأربعين ألف سنة الماضية وذلك بسبب التصنيع الغذائي. لقد قام الإنسان بالتركيز على زراعة أنواع معينة من القمح تتميز بكبر حباتها وكثرة البروتين والدبقين فيها وأهمل أنواعاً أخرى منها واختفت تبعاً لذلك أنواع كثيرة من القمح واقتصر الباقي على أنواع محدودة تشكل 90 مما يزرع منه في العالم أجمع. وتؤدي العمليات الحديثة في زراعة القمح إلى استنزاف التربة من المكونات الطبيعية من خلال استخدام المبيدات الحشرية والمخصبات الكيميائية مما يؤدي إلى تدني الخصائص التغذوية والعلاجية للقمح خاصة أن حبوب القمح ترش بالمبيدات حتى قبل أن تتم زراعتها لضمان خلوها من بيض الحشرات. ويقوم المزارعون قبل وضع البذور في التربة برشها أيضاً بمواد شبه هرمونية (مواد منظمة لنمو النبات) لتسريع استنبات القمح وتقوية سيقانه. وقد تؤدي هذه إلى اضطرابات هرمونية خاصة لدى المراهقين . كما أن عمليات تصنيع القمح تشمل استخدام درجات حرارة عالية بعد حصاد القمح وخلال تجفيفه وطحنه وتكريره مما يجعل أغلب ما يحصل عليه المستهلك مجرد سعرات حرارية جوفاء . وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد، فتصنيع منتجات القمح يؤدي إلى تغيًّر كبير في البنية الأساسية لحبات القمح مما يجعل كثيرا من الناس يعانون من كثير من المشاكل الصحيّة بسبب حساسية أو عدم تقبّل القمح أو مشاكل القولون. ونرى من ذلك أن العلة لا تكمن في القمح ذاته إنما تكمن في طرق زراعته ومعالجته.
ما الحل إذن والقمح ومنه الخبز جزء لا يتجزأ من أنظمتنا الغذائية؟ هناك عدد من الحلول:
1 - الاستعاضة عن دقيق القمح العادي ببدائل أخرى من القمح توجد في محلات بيع الأطعمة الصحية مثل دقيق العلس Spelt flour أو دقيق الكاموت Kamut وإعداد خبز منها في المنزل.
2 - شراء قمح كامل (غير مطحون) وعضوي من مصدر معروف بعدم استخدامه لمبيدات حشرية أو مخصبات كيميائية. ويمكن إيجاده لدى محلات الأغذية الصحية أوالمحلات الصغيرة المتخصصة ببيع الحبوب وطحنها عند الطلب ومنه قمح القصيم وقمح ضرما وقمح الصما وغيره. ويمكن إعداد وجبة إفطار شهية من حبوب القمح (قبل طحنها) وذلك بنقع مقدار كوب أو نصف كوب من الحبوب بماء فاتر مضاف إليه ملعقة صغيرة من عصير الليمون، وتركها طوال الليل وفي الصباح تسلق الحبوب حتى تنضج لمدة حوالي ربع ساعة ثم تحلّى بالعسل أو تضاف إليها قطع من الفاكهة وتؤكل.
3 - ترك القمح كله واستخدام أنواع أخرى من الحبوب مثل الدخن الذي يمكن شراؤه من مطاحن الحبوب الصغيرة وطحنه. أو الأرز حيث يجب شراء الأرز الأسمر وطحنه أو الشوفان أو الشيلم (الجاودار) أو الكينوا أو الحنطة السوداء.
ونحن نعلم اخواتي الفراشات أن هذه العمليات تأخذ الوقت والجهد، وأن من الأسهل شراء منتجات القمح المغرية للحواس من حيث الشكل والطعم والرائحة ولكن من يعاني من عدم تقبل القمح واضطرابات القولون والشعور بالتعب والإرهاق بسبب سوء الامتصاص سيشعر بالفرق عندما يترك القمح العادي ويستبدله بما هو أنسب له فتجربة استبدال القمح العادي تستحق التجربة.
دمتم برعايه الله
مفيد
جزاك الله كل خير